أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة















المزيد.....

مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 03:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الوقت الذي تقوم فيه السفن الإسرائيلية بتفريغ بضائعها في ميناء بور سعيد مقابل حفنة من الدولارات الأمريكية ، تقوم بعدها الشاحنات المصرية بنقلها بالبر ألى معبر رفح الحدودي ، حيث يستطيع كل سائق شاحنة مصري أن يسمع دوي القنابل وهدير الطائرات وأزيز الرصاص وصرخات إخوانه في رفح من الفلسطينيين الذين يدافعون عن القدس وعن قبلة المسلمين.

 

نجد رفح تحترق والأمة تتفرج وأكبر دول العرب لا تلتزم بالمقاطعة، فما الذي بقي من مصر العظيمة ومن هذه الأمة العربية الواحدة ؟

 

 ونجد الشاحنات المصرية تنقل البضائع الإسرائيلية بعدما رفضت الأردن فعل ذلك، ويحدث هذا في مصر اليوم ، لأن إضراب العمال في الكيان الإسرائيلي شل حركة الموانئ الصهيونية، وأصبح يهدد أصحاب الشركات وأرباب العمل في الدولة الصهيونية، كما أنه  بدأ يؤدي لخسائر كبيرة في الاقتصاد الإسرائيلي المتدهور بدون تلك الأضرابات.

 

 فقد تمكنت الانتفاضة الفلسطينية من ضرب الاقتصاد الإسرائيلي بقوة، مما خلف خسائر هائلة، ولازال الاقتصاد الصهيوني يعيش في غرفة الإنعاش الأمريكي،ولولا تلك الغرفة لكانت ألانهيارات حصلت بالجملة في الكيان الإسرائيلي. لكنه من الواضح أن الإنعاش لا يقتصر على الغرفة الأمريكية الدائمة ، فهناك زوايا وأمكنة عربية في الغرفة الأمريكية لإنعاش إسرائيل ، مقابل فتات وحفن قليلة من الدولارات.

 

 وللأسف فإن مصر العظيمة واحدة من تلك الدول التي تقبل بالفتات وتغمض عينيها عن المذابح والمجازر والأجتياحات، وتقفل أذنيها كي لا تسمع دوي الصواريخ والمدافع وصرخات الأبرياء  على حدودها مع فلسطين المحتلة والمستباحة.

 

نقول مصر الحكم وليس مصر الشعب لأن الشعب المصري شعب عربي أصيل لازال عصيا على التطبيع ، بالرغم من كل سنوات كمب ديفيد الطويلة، تلك السنوات الي عجزت عن كسر الإرادة العربية القومية الأصيلة والحرة لشعب مصر الكبير والعظيم.

 

 فبينما السفن تفرغ بضائعها في بور سعيد والشاحنات تفرغ تلك البضائع في رفح على الحدود ، وبينما شارون يقصف موقع فلسطيني قرب العاصمة السورية دمشق، وبينما بوش يطالبه بالمزيد من الضربات ضد سوريا وغيرها بلا خجل، لأن إسرائيل تدافع عن نفسها في العراق وايران وسوريا والهند ...

 

 ويقول بوش أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الإرهاب ومن حقها فعل ذلك بلا خجل، يحدث كل هذا والعالم العربي في إجازة، وبينما عالمنا العربي مجاز، وبينما المواقف الأمريكية تزداد عدوانية وعنجهية ضد العرب والفلسطينيين ، نجد أن سياسة العدوان والمجازر وتدمير البيوت وتجريف الأراضي و بناء الجدران العازلة تسير بوتيرة أسرع، وتقوم القبضة الحديدة الأمريكية الإسرائيلية بإحكام خناقها على المنطقة العربية.

 

 لكن في هذا الوضع الرهيب والمعيب عربيا ورسميا ، نجد أيضا أن شعلة المقاومة العربية تزداد تأججا ووهجا ، حيث تقاوم المقاومة وتصعد وتجابه وتقاتل دفاعا عن هذه الأمة و وفاءا لهذا الوطن الكبير.

 

فكلما التقت المواقف البوشية الشارونية واقتربت من بعضها أكثر ، كلما دفعت القضية الفلسطينية ثمنا أكبر، فما حصل ويحصل في مخيم يبنا في رفح من مجازر ومواجهات دامية تحدث على مرأى منا كلنا، و تنقل وقائعها الكاميرا ، فنرى الأطفال والنساء والشيوخ يقتلون ويقصفون من البر والجو، بطائرات الأباتشي الأمريكية وبالدبابات الإسرائيلية، يسقطون شهداء وجرحى بالعشرات ، وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم بحجة مكافحة الإرهاب والبحث عن الأنفاق التي تنقل السلاح من مصر ألى غزة، بينما هذا يحدث تصمت الدول العربية وتقف عاجزة وتطالب الفلسطينيين بالتسليم بلاءات الاحتلال وسلام أمريكا.

 

أيها السادة من الصعب العثور في رفح هذه الأيام على غير الشاحنات التي تنقل البضائع القادمة من ميناء بورسعيد، فالأنفاق لن تنتهي مادام هناك احتلال ومادامت هناك أنظمة عربية مرتهنة لمشيئته ومشيئة أمريكا.

 

 إذ لو كان هناك دولا عربية تستطيع أن تساعد الشعب الفلسطيني وتعينه في معركته غير المتوازنة مع عدو تغلب على الأنظمة العربية الرسمية مجتمعة، لكان الشعب الفلسطيني بغير حاجة لحفر الأنفاق وتهريب السلاح وتعريض أبناءه وحياة سكان المخيمات والمناطق الحدودية للخطر.

 

 للأسف الدول العربية بشكل عام كانت عاجزة والآن أصبحت مشلولة ولا حياة في جسدها، كل همها إرضاء أمريكا والعمل بما يريده الرئيس بوش ومستشارة أمنه القومي كونداليسا رايس.

 

ما دامت الأمة العربية بسبات ولم تنضج لتثور وتعلن الخروج للشوارع، ومادامت لا تزال نائمة بالرغم من كل ما حصل ويحصل في فلسطين، و كل ما حصل و يحصل في العراق، وما سوف يحصل في السعودية وسوريا ولبنان، بعدما حصلت العجائب والغرائب في الكويت وليبيا والسودان، وبعدما اكتشفوا لنا الأعجب في مؤتمرات الدوحة،المغرب وقطر ودبي ، بعد كل هذا الموت الذي يحصل في فلسطين منذ زمن طويل ويستمر اليوم في رفح بشكل رهيب، لم يعد أمامنا سوى الدعاء لله بأن بفك أسر الشعوب ويعجل بنهضتها وقيامتها، فقد طال الانتظار ولم يعد من قطار العمر سوى القليل ومن أراضي فلسطين سوى القليل ، القليل.

 

 على الذين كتب عليهم مواجهة إسرائيل وأمريكا في بلادهم المحتلة أن يدافعوا عن أنفسهم ومواطنهم وحياتهم وثقافتهم وتاريخهم ودينهم ودنياهم، فليس هناك إلا المقاومة والصمود والاعتماد على ما تيسر من وسائل المواجهة والمجابهة والصمود.

 

أما مخيم العزة والشهامة في يبنة رفح الشموخ، نقول له قاوم لأنك أقوى من إرهابهم وأعلى من كل العروش العربية الخاسئة، التي يعشش فيها المسوخ.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية
- في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة