أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - من ذكريات عامل في الريف والمدينة















المزيد.....

من ذكريات عامل في الريف والمدينة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين بلغت من العمر ما يقرب الحادية عشر عاما 11 عشقت إحدى بنات المدرسة المجاورة لمدرستي وكنت أكتب لها الرسائل وهي بدورها تقوم بإلتقاطها عن الأرض بطريقة لا تلفت النظر إليها فقد كانت تتحجج أنها تقوم بإلتقاط أوراق مكتوب عليها :بسم ألله الرحمان الرحيم لكي تحرقها خوفا من أن تدوسها أرجل المارة بنعالهم القذرة .
وكانت الناس تقول عن فتاتي المحبوبة :ماشاء الله عليها بنت حلوه وذكية وتقية ألله يخليها لأمها وأبوها هاي إلتربيه ولا بلاش.
وحين كانت تصل بيت أبيها كانت تفتح الرسائل وتعطرها بروائح جميلة ومن ثم تكتب لي ردا مباشرا وتعلقه في شجرة الزيتون ومن بعد ذلك كنت أذهب إلى دارهم للعب مع أخيها الذي يكبرني بعام واحد وأتسلل إلى شجرة الزيتون قاصدا القفز من عليها ولكنني كنت أقصد إستعادت رسائل وأوراق كتبت من أجلي .

وبقيت أحبها لأكثر من خمسة أعوام حبا عذريا علما أنني لم أكن أفهم في وقتها ما هو الحب العذري ولكنني كنت على الأقل أفهمه أنه حب طاهر لا دنس به ولا قبلات لأن القبلة حرام والإختلاط بالبنات حرام .

وبعد أكثر من خمسة أعوام زوجها أبوها لقريب له يعمل مهندسا في أمريكيا لذلك عندما كبرت وبدأت أتعرف على إسم أمريكيا كنت أعتبرها أول من تدخل بشؤني الداخلية وسرق مني حبيبتي وإستعمرها جنسيا وعاطفيا .

وفي أمريكيا بنى بها زوجها وخلق منها مستعمرات متعددة على خلاف نهج أمريكيا الديمقراطي ففي أمريكيا تعلمت حبيبتي الصلاة على النبي محمد ومن هناك حجت إلى مكة هي وزوجها ومن ثم رجعوا إلى الأردن وعندما سمعت بالخبر ذهبت إلى منزل أبيها كي أرى وجه أمريكيا في وجه حبيبتي وحين وصلت لباب المنزل وقفت بيني وبين نفسي بماذا سأتحجج بالزيارة وسببها فقد كبرت أنا قليلا وكبر أخوها على اللعب خلف الدار, عندها قلت في نفسي سأنتظر حتى يجيء الليل وأختبء بين أشجار الزيتون .

وفعلا إختبئت وخرجت هي من باب المطبخ قاصدة الجلوس في التراس والبلكونه فرأيت وجهها لا يشبه وجه أمريكيا الحر وجدتها ورأيتها محجبة من أعلى الرأس حتى القدمين وبدأت أتأمل بها وأقارن بين الديمقراطية الليبرالية وبينها فلم أجد أي تشابه وعدت إلى داري أقصد دار أبي.
وفي اليوم التالي وأنا أمشي في شوارع إربد الضاحكة صادفتها مع شقيقتها فعرفتني وسلمت عليّ بيديها الناعمتين وقالت لي هذي أختي .
فقلت تشرفنا يا آنسه لم أكن أعرف أن لك شقيقة بهذا الجمال !

ونسيت معشوقتي القديمة وبدأت أتعلق بشقيقتها لأن مفهومي للحب كان في ذلك الوقت يعني زواج وخطوبه وبيت وأولاد.
ولكنني كنت أقرأ في وقتها كثيرا لجبران وكان عمري لا يتجاوز في وقتها 17سبعة عشر عاما وصرت ألتقي بشقيقتها أي حبيبتي بعد أن تنتهي كل يوم من دروس كليتها وتصادقنا وكانت تسألني إنت ما بتحبني إنت بتحب أختي فكنت أجيبها وأنا أضع قدما على قدم قائلا :ما كانش حب كنت طفل وجاهل ومراهق بس إليوم أنا زلمه عمري 17 سنه يعني مش صغير بس زمان كنت ولد مراهق .

وكانت هي تبتسم لكلماتي البريئة وبقينا على حب ووداد حتى زوجها أبوها من قريب له يعمل في الكويت وبهذا أصبحت الكويت ثاني دولة في العالم تتدخل بشؤني الداخلية من غير الرجوع للرأي الدولي والعام .

وبقيت بلا قصة حب أعيش بفراغ كبير حتى صادفت بعد عامين من زواجها شقيقتها الثالثة التي كنت أضعها على حجري وألاعبها وأشتري لها الشبس كلما جئت لزيارة أخيها :
- مرحبا
- مرحبتين
-مش إنت جهاد إلشاعر
-أيوه مين إنت ؟
-يو مو عارفني أنا فرات
_أممممممممممم فرات شو والله أكبرتي شو بتساوي هون .
-هذي كليتي وقرأت إسمك على لوحة الإعلانات فعشان هيك تأخرت عشان أسمع أشعارك.
وجلسنا طويلا قبل بدء الأمسية وكانت هي صغيرة عندما كنت أعشق شقيقتها الأولى والثانية فلم أبلغها بذلك وهي لم ولن تدري عن القصص القديمة عندما كنت مراهقا فلم أكن أعرف الحب في وقتها كما عرفته عندما إلتقيت بأصغر شقيقاتها وبدأت قصة حب عنيفة كنت أحترق عندما أسمع بإسمها أو أي إسم قريب من إسمها وكانت هي كذلك ففكرت في خطبتها ولم أكن أملك وقتها مالا كافيا لتكاليف الخطبة فأجلت الموضوع ريثما أنتهي من إكمال بناء منزلي وفصلت من وظيفتي ولم أعد أهتم بالثقافة كسابق عهدي وإعتزلت الورقة القلم لمدة تزيد على حمس سنوات وتزوجت هي من أستاذ مدرسه يعمل بالسعودية وبهذا إعتبرت أن السعودية ثالث دولة تتدخل بشؤني الداخلية .

وتزوجت أنا من إمرأة فلاحة لم تعدني بالحب ولم ألتقي بها سرا ولم تحترق بيننا الرسائل ولم نتبادل لوحات فنية ولم أغني لها خلف الدار ولم أصاحب أخاها لكي تكتحل عيني برؤياها وهي خارجة وداخلة من باب الدار .

وقبل عام تقريبا إلتقيت بحبيبتي الأولى وكانت بمعيتها فتاة جميلة جدا في السوق فإعتقدت أنها شقيقتها ولكنني كذّبت نفسي لأن كل شقيقاتها عشقتهن الواحدة تلوى الأخرى فقلت في نفسي لعلها صاحبتها , فبادرتني هي بالجواب قبل أن أسألها وقالت :هذي بنتي لارا إسمها لارى.
وعندما ذهبت وقفت بيني وبين نفسي وجلست على إحدى المقاهي طالبا قهوة وبدأت أشرب القهوة وأتأمل وجهي في فنجان القهوة وكأنني قارىء فنجان وتذكرت طفولتي حتى هذه أو تلك اللحظة :

آه يا بلد ...فعلا أنا تعبان جدا لازم أرتاح أمضيت عمري في الثقافة والحب الذي لم يترجم على أرض الواقع بدأت حياتي عاشقا عذريا وفي الحب الثاني عاشق مثالي وفي الحب الثالث عاشق شهواني أمتص الأنامل الناعمة وأسيح على وجهي وأهيم على وجهي وأنام مكبا على وجهي من لوعة العشق والبعاد والمسافات البعيدة ورسمت الأيام على وجوه عشيقاتي الوانا من طغيان الأزواج العرب لزوجاتهم ونسيت أن أذكر من أن حبيبتي الأولى تزوج زوجها عليها مرتين والثانية تزوج عليها زوجها أيضا مرة واحدة والثالثة مهددة بالطلاق لأنها لم تنجب لزوجها أولاد.

وبدأت أراجع نفسي فإن أمريكيا لم تستعمر حبيبتي فلو إستعمرتها لكانت على الأقل تعرف معنى الحرية ومعنى المتعة في الهوى والجنس ولكانت حرة تلبس مما تلبسه بنات أمريكا لم تعد حبيبتي الأولى من أمريكيا بأي درس بل على العكس إزدادت تخلفا أما أختها الثانية فقد عادت من الكويت مطرودة هي وزوجها بعد أن أبدو إعجابهم بصدام وهو يقتحم أسوار الكويت وأما الثالثة فما زالت في السعودية تحج كل عام وتعتمر حتى يرزقها المولى بطفل أو طفلة .
أما أنا فما زلت عاشقا لا أفرق بالجمال بين أبيض أو أسمر المهم عندي في الجمال أن تعشق محبوبتي الحرية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟
- أمسية مظفر النواب
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
- إسرائيل ليست عدوتنا !
- غدا عيد ميلاد
- عصر العمالقة
- أحلامي جريئة
- ب 99 دينار أردني!
- كلب إلباشا باشا
- الكلمة الحرة والكلمة المستبدة
- القادة العرب
- أدب الطغاة
- الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - من ذكريات عامل في الريف والمدينة