أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - أعجاز جديد في القرآن الكريم .. ( رؤية جديدة )















المزيد.....

أعجاز جديد في القرآن الكريم .. ( رؤية جديدة )


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحدث لنا دعاة المؤسسة الدينية الإسلامية عن ظاهرة الأعجاز في القرآن لا في اللغة فحسب بل من كل النواحي تقريبا فهو كتاب أعجازي سبق العلم بأربعة عشر قرنا في كل المكتشفات العلمية الحديثة ، نأخذ مثلا الآية التالية ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [ الذاريات:47 ] ).يفسرها علماء التفسير القرآني بأن القرآن سبق علماء الفلك في اكتشاف ظاهرة تمدد الكون !!! وغيرها من الظواهر في مئات الكتب المطبوعة بشكل فاخر وغالي الثمن - والفضل يعود لثروة النفط التي لا تنتهي - وتوزع غالبا بشكل مجاني الآن في أوربا ودول جنوب شرق أسيا وأميركا ، تلال من الكتب تؤكد على ظاهرة الكتاب المعجزة ( القرآن الكريم ) .. سأتفق هنا بأن كتاب الله المنزل ( بواسطة شبكة جبرائيل المعلوماتية ) على صدر النبي محمد سابق علوم الأوليين والآخرين و أسمحوا لي بأن أثبت بأن النبي العربي سبق الغرب الكافر الملحد( على حد وصفهم ) بنظرية نفسية لعل موظفو المؤسسة الدينية يتكرموا ويضيفوها لقافلة الكتب تلك !!! والظاهرة هي أو النظرية النفسية ( التنويم الإيحائي ) وقبل الدخول في شرح العلاقة بين القرآن وظاهرة التنويم الإيحائي فلنعرف أولا مدخلات تعريفية أساسية للتنويم الإيحائي ..
أن كلمة ( تنويم) تترادف مع الكلمة الإنكليزية ( HYPNOSIS ) وهذه الكلمة مشتقة من اسم هبنوس HYPNOS وهو اسم اله النوم في الأساطير الإغريقية وشقيق إله الموت .
ومن الأخطاء الشائعة اللغوية هو التنويم المغناطيسي لارتباط فكرة التنويم مع المغناطيس لما يمتلك من قوى لم تكون مفهومة آنذاك، ، والمصطلح العلمي الأدق هو التنويم الإيحائي ولذلك سنستعمل هذا المصطلح في هذه المقالة .. يعرف التنويم الإيحائي ببساطة بأنه نوم صناعي يحدث بواسطة الإيحاء أو بواسطة مؤثر ميكانيكي يسبب تعب شديد من تكرار هذا المؤثر الغرض منه تجميد الوعي بشكل مؤقت لينتقل إلى مناطق أعمق كاللاشعور وأحيانا أخرى منطقة اللاوعي ( الوعي الباطن ) ، ومن المعروف بأن منطقة الفص الأيسر من المخ هي دائرة التحكم المنطقي للدماغ والفص الأيمن هي دائرة التحكم العاطفي ، التنويم يسبب تعطيل لمنطقة القص الأيسر مما يجعل منطقة الفص الأيمن هي المسئولة بدلا من الأيسر بواسطة جعل المخ يركز على شيء رتيب مثل الصوت المتكرر أو الساعة المتأرجحة ، فبمجرد أن قرر الفص الأيسر أنه لا شيء جدياً يستحق توليته الاهتمام, فإنه يترك الأمر للفص الأيمن , الذي يتعامل مع كل الإيحاءات كما لو كانت حقيقية ، مما يجعل منطقة الفص الأيمن بوابة للولوج لمناطق نفسية دفينة ( مقابر الذاكرة القديمة ) بحثا عن عقد أو بحثا ثغرات تخدم هدف القائم على عملية التنويم . . يؤكد لنا بن سينا ذلك في نظريته عن قوة الأفكار التي تمتلك القوة والفعالية في أحداث تغيرات لا على المستوى الشخصي فحسب بل على الآخرين أيضا، بحيث نستطيع تغيير شكل حياتنا وحياة الآخرين بواسطة إيحاء لأفكار ، أصطلح بن سينا على تلك الفكرة أسم ( التأثير عن بعد ) .. توالت الأبحاث بعد بن سينا بشكل غير علمي ولكن تمت صياغتها بشكل نظرية علمية على يد لطبيب النمساوي ( مسمر ) عام 1776وتوالت الأبحاث بعد ذلك على يد طلبة مسمر مثل ( جيمس برايد ) و ( لافونتين ) ليدخل التنويم الإيحائي دوائر البحث العلمي فيما بعد ..لا بد الإشارة هنا لظاهرة أخرى هي التنويم الاجتماعي والتي تعرف على أساس كونها عملية أعادة توليف فكري ثقافي لمنظومة اجتماعية كاملة لصالح عقيدة معينة أو فكرة محددة ، تتم أعادة التوليف تلك بواسطة وسائل الأعلام المرئية أو السمعية ، يقول عنها الأستاذ على الوردي ( إن الإنسان يخضع في حياته الاجتماعية لتنويم يشبه من بعض الوجوه التنويم المغناطيسي وهو ما يمكن إن نسميه بـالتنويم الاجتماعي فالمجتمع يسلط على الإنسان منذ طفولته الباكرة إيحاءا مكررا في مختلف شؤون العقائد والقيم والاعتبارات الاجتماعية وهو بذلك يضع تفكير الإنسان في قوالب معينة يصعب الخروج منها. وهذا هو الذي جعل الإنسان الذي نشأ في بيئة معينة ينطبع تفكيره غالبا بما في تلك البيئة من عقائد دينية وميول سياسية واتجاهات عاطفية وما أشبه فهو يظن انه اتخذ تلك العقائد والميول بإرادته واختياره ولا يدري انه في الحقيقة صنيعة بيئته الاجتماعية ولو انه نشأ في بيئة أخرى لكان تفكيره على نمط أخر .. ) - من كتاب لمحات اجتماعية في تاريخ العراق القديم -
يتفق فرانسيس بيكن مع على الوردي في الثقافة الاجتماعية عندما تكون محددا لنمو الفرد العقلي وتطور ه الفكري في نظريته ( أوهام العقل ) وخصوصا في الوهم الثالث ( وهم السوق - الألفاظ - ) والوهم الرابع ( وهم المسرح - وهم الموروث الفكري - ) ، يقول بيكن مثلا ( أن الناس يتوهمون أن عقلهم يتحكم بالألفاظ ، على حين أن الألفاظ هي التي تتحكم في العقل وتؤثر فيه ) - من كتاب المنطق الجديد –
القرآن الكريم وظاهرة التنويم الإيحائي..
يعرف القرآن بأنه نثر إيقاعي ، فهو كلام ليس بشعر وليس بنثر وهو أعجاز لغوي تحدى في وقته كبار الشعراء والأدباء العرب على أن يأتوا بجملة تشبه آياته !!! ، ولكن الأديب طه حسين في كتابه ( في الأدب الجاهلي ) له رأي يختلف عن ذلك فيقول بأن المتأمل للمعلقات الشعرية القديمة ونصوص مايعرف ( سجع الكهان ) يستنتج بأن النبي العربي لم يأتي بالكتاب المعجزة !! فهو كلام له امتداد لما سبق ذات مستوى بلاغي متطور جدا .. نأخذ مثلا المقاطع الآتية { والسماء ذات البروج # واليوم الموعود # وشاهد ومشهود # قتل أصحاب الأخدود # ..( من سورة البروج ) } و { والفجر # وليال عشر # والشفع والوتر # والليل أذا يسر # هل في ذلك قسم في حجر # ألم ترى كيف فعل ربك بعاد # أرم ذات العماد # التي لم يخلق مثلها في البلاد # وثمود الذي جابوا الصخر بالواد# وفرعون ذي الأوتاد # الذين طغوا في البلاد# ... ( سورة الفجر ) } .. وعند تأملنا لتلك النصوص ونصوص القرآن الأخرى نرى ظاهرة أخرى في تلك الجمل المموسقة ، جمل تحمل سحر خاص في تشتيت ذهن المستمع فيما لو تم ألقائه على شكل ترتيل عبر جمل غير مترابطة من ناحية المعنى ، انتقالات من فكرة إلى أخرى دون وجود رابطة موضوعية منطقية تحمل هدف محدد ، تكرارات كلمات وأفكار في إيقاع واحد وفي فقرة واحد..
ماذا كان يريد النبي محمد من ذلك الإيقاع المرتل ؟؟
على حد ما أعتقد كان يريد تنويم مستمعيه وتخديرهم بشكل فردي أو جمعي حتى يتم تهيئتهم سايكولوجيا لأفكار الدعوة الجديدة ..النبي محمد عرف بأن البدوي لا يقدس إلا اللغة فهي الوسيلة الوحيدة لأسره أو الحوار معه ، تنطبق تلك النتيجة بالكامل مع كل قلناه عن التنويم الإيحائي ( المغناطيسي ) ، من قوة وفعالية تلك الجمل المموسقة اشتقت فيما بعد ظاهرة العلاج بالقرآن التي أعطت نتائج جيدة في علاج أمراض ذات منشأ سايكولوجي ، بهذه النقطة أتفق مع منظري المؤسسة الدينية بأن القرآن يحمل بصمات لنتاج عبقري وفريد من نوعه !!!
قد يتهمني أصحاب العقول النصف مثقفة ( ذوات العين الواحدة ) بأن مقالتي هذه أساة لشخص الرسول الكريم وأني أحمل حقدا على قداسته ولكن الهدف الرئيسي من المقالة هو وضعه في مكانه الحقيقي ، كبشر عبقري حمل أهداف جادة لتغيير بيئة الصحراء القذرة والعفنة ، النبي محمد على الرغم من روحيته العالية لم يترك الصحراء ولكنه غير بيئة العرب لأنهم قدره وبهذا يكون شعلة مضيئة و أسطورة حقيقية ورائعة من روائع البشرعبر تاريخ البشرية الطويل المحمل بالعار..
شكرا لكم



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالذي يحدث عند العباس بن علي ؟؟؟؟
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الثاني )
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الأول )
- مقدمة عن توم وجيري .. مقدمة عن الكآبة .. مقدمة عن الطب النفس ...
- بأسم حبة مخدر نبتدأ
- الغزالي في مستفى الأمراض العقلية .. تهافت الكهنة والرعاع
- تمهيد للماركسية .. حلقة رقم 3
- تعريف الماركسية .. حلقة رقم 2
- نحو مفهوم مبسط للماركسية .. حلقة رقم 1
- تناقضات سجينة بين جدران الكعبة
- الدرزية .. صفحة غير واقعية في كتاب العروبة الأسود
- جمال عبد الناصر .. سيرة فرعون مصر في سطور
- المعتزلة .. اليسار في مواجهة عار اليمين الأسلامي
- الأخوان المسلمين .. موجز تاريخي لطبخة البنا الشهيرة
- أعتماد .. قصة قصيرة
- عندما يحلم الله
- في المطعم المسيحي
- آزمة الرومانسية في المجتمع العربي
- جرذان لكن بشر .. عالم من أنصاف البشر
- هيفاء وهبي ..أخر القديسين


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - أعجاز جديد في القرآن الكريم .. ( رؤية جديدة )