قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:21
المحور:
حقوق الانسان
فتحت الكومبيوتر على موقع ( المثقف ) في الساعة العاشرة من صباح 28/8
فقرأت العنوان الآتي :
(محمد صكر وداع قسري يسوقنا الى عالم مرعب ..زيدان حمود ).
التهمت الموضوع بسرعة فوصلت العبارة التي تؤكد أن محمد صكر مات !
تدفقت دموعي وشهقت وصعدت الى سطح الدار لأصرخ براحتي ورفعت وجهي الى السماء وكفرت . لماذا يحصل لنا هذا نحن العراقيين ؟ لماذا نغادر الحياة رغما عنا باستشهاد قسري أو بموت قبل الأوان ؟ لماذا من دون كل البشر لا نمتلك حتى فرصة التوديع والقبلة الأخيرة على خدّي الحبيب المسجّى بتابوته ؟!.
تجاوزت حدود الله .فدموعي مطر تشرين وشهقاتي تفطر صدري ..فلحظتها لم أجد مسؤولا عن فواجعنا غيره . في كل يوم نودّع ( على الهواء!) مبدعا ..مفكرا ..عالما ..فنانا ، عراقيون أصلاء ، نجباء ، تضعهم في قلبك لتحتوي حب العراق الذي وضعوه في قلوبهم .
صرخت : كيف تفعلها يا أبا ايهاب دون أن تخبرني بأنك ستموت ؟! كيف ؟ كيف ..يامحمد صكر وأنت الرقيق كالنسمة ..المرهف كالوردة ..البسيط الممتنع كأبلغ بيت دارمي ؟!.
من سيخرج برنامجنا ( حذار من اليأس ) ؟. ألسنا كنا نشيع التفاؤل بين الناس على مدى عشرين سنة ..وندعوهم الى التمسك بالحياة حتى لو ضاقت عليهم وصار الأمل بحجم خرم أبره ؟!. فكيف تسمح لليأس أن يتمكن منك وتموت ؟!.
أعلم أن روحك المرهفة لم تتحمله . كنت اقرأه في عينيك عند قراءتك لنصوص ( حذار من اليأس ) المحمّلة بهموم الناس وفواجعهم . وكنّا : كاتبا وممثلين وفنيين ..نبكي في الاستديو لدى تمثيل حلقة تراجيدية ..فتبتسم للممثلين بعينيك الحزينتين وتقول لهم : " يمعودين لا تسووها صدك ..المات الله وياه وخففوا اشويه "
فمن من أحبتك الممثلين والممثلات يستطيع أن يقول : الله وياك محمد ًصكروأنت تغادرهم بهذه السرعة ؟!
ولن أقولها أبدا .فأنا سأبقى أبكيك هذه الليلة وغدا ..وستبقى في القلب ..ويبقى رقم هاتفك ..أتصل بك من السليمانية كعادتي ..فأجبني إن دق عندك ..لخاطر دموعي أرجوك .
المشرف على برنامج حذار من اليأس
وكاتبه لـ15 عاما
الساعة 11 – 28/ 8
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟