أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مظفر الخميسي - العراق وعلاقاته الاقليمية المستقبلية















المزيد.....


العراق وعلاقاته الاقليمية المستقبلية


مظفر الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 02:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


( رأي )

 ان المتتبع لتاريخ العراق الحديث ( ابتداءاً من 1922 ) تاريخ تاسيس الدولة العراقية الحديثة سيرى تارجح العلاقات التاريخية والتحالفات التي طبعت علاقة العراق مع القوى الاقليميةالمحيطة به   ( كحكومة وليس كشعب ) كون ان الحكومات المتعاقبة على العراق لم تكن تمثل الا نفسها ومصالحها اللهم حكومة ثورة 14 تموز التي حاولت ان تمثل الفئة الكبيرة من العراقيين ولكن محاولتها باءت بالفشل بعد ان تكالبت عليها القوى الرجعية بمختلف الوانها السياسية الى ان تم اغتيالها يوم 8شباط العلامة الاكثر سواداً في تاريخ العراق الحديث كونها مهدت لقدوم الفئة البعثية بقطار امريكي باعتراف قادة الانقلاب انفسهم .

ان كشف او التنبأ بمستقبل علاقة العراق مع محيطه العربي والاسلامي يتطلب دراية تامة بنوع الحكومة ( او الحكومات ) التي سستناوب على العراق في مستقبله المنظور سواء أكان العراق تحت الاحتلال المنظور او تحت الاحتلال المخفي ،

لمعرفة القادم لتبوأ الكرسي في بغداد علينا ان تتبع مسيرة الاحزاب المتنافسة في الوقت الحاضر ومصادر قوتها ونقاط ضعفها وبرامجها السياسية لتكوين فكرة عنها :

 الحركة الملكية الدستورية تراهن على حنين جيل الاريعينات والخمسينات الى العهد الملكي السابق الذي عانت فيه الجماهير ما عانت من تنكيل ومعاهدات مذلة مع الاستعمار البريطاني وتنكيل بالاحرار والشرفاء و اصبح العراقيين يعيشون في بلد ينتمي حكامه الى عصر آخر وبلد آخر وامتلا ذلك العهد بالمعاهدات وانتشار الاقطاعية   وتكريس الحكم والدولة الى عوائل معينة  لا هم لها الا امتصاص خيرات شعب ينوء تحت فقر مدقع وبطالة واسعة لكن القائمين على هذه الحركة يراهنون على ان الجماهير عندما تقارن بالحكم البعثي وجرائمه سوف يهون عليها التنكيل الذي عانته ايام الحكم الملكي  وهذه المقارنة باطلة جملة وتفصيلاً كون ان الحكم الملكي لم يكن اكثر رحمة بالناس من الحكم البعثي كون ان اساليب النضال واساليب القمع لم تكن متطورة مثلما دخلت عليها فيما بعد الثورة التكنولوجية ... اما التباهي بان الدينار العراقي ( الملكي) يساوي الف دينار ( جمهوري ) فهذا مردود ايضا كون ان الثورة الصناعية والتطور بكافة اتجاهات الحياة الصناعية والنفطية  و الصعود بالحالة المعيشية للجماهير  لم يكن له اي اثر قبل ثورة تموز مما كان سيؤدي الى اضفاء ثقل على كاهل الخزينة العراقية ناهيك عن تكالب الشركات الاحتكارية والدول الاستعمارية الرجعية على ايذاء الاقتصاد العراقي عقابا لهذا البلد على طرده الاستعمار البريطاني،   باعتقادنا الشخصي ان القائمين والناشطين بالحركة الملكية سوف يقبلون اي صيغة قادمة لشكل حكمهم اذا ما قام في العراق حتى لو تم تهميشهم او بالاحرى تهميش الحكم الملكي وجعله  على شاكلة الحكومات الملكية  الاوربية اي اسمياً فقط مما سيؤدي فيما اذا حدث الى نشوء طبقة من المنتفعين الملتفين حول البلاط الملكي الذين سيحصلون على المناصب الدبلوماسية في الخارج وترويج طبقة العائلات النبيلة التي نشات ابان الاربعينيات وكانت هي المستفيدة الوحيدة من الحال الذي آل عليه العراق ايامها  .ان حكومة مثل الحكومة الملكية سيكون من الصعب عليها اذا ما حملت اسميا  لقب حكومة سيكون من الصعب عليها الخروج من دائرة العراق الاقليمية بحكم ارتباطها المستقبلي والمصيري  مع العوائل الملكية الاقليمية في الاردن والكويت والسعودية ناهيك عن ارتباطها  الروحي مع التيار السياسي البريطاني  الذي سيفرض عليها سياسة تبعدها عن مطالب الشعب العراقي لذلك ستكون هذه الحكومة حسب راينا  في واد والشعب في وادٍ آخر .

الحزب الشيوعي والتيارات   اليسارية التي يمثلها هو في مأزق حقيقي وبين فكي كماشة ارحمهما عليه هو اقسى ما لقي الحزب منذ تاسيسه  فالمآخذعليه كثيرة منها تحالفه مع حزب البعث  في جبهة سميت بالوطنية كان فيها الطرف الثانوي ( بالرغم من قوته البشرية والتاريخية )وتمثل وجوده في جبهة واحدة مع البعثيين بصورة واحدة هو اعطاء الصفة الشرعية لذبح القوى الوطنية والاسلامية والتاسيس فبما بعد لمذبحة كبرى لكوادر وقاعدة  الحزب الشيوعي بعد هروب قياداته ( كحال كل قيادات الاحزاب الاخرى التي تمتهن الهروب اثناء الخطب ) الى الدول الاشتراكية والاتحاد السوفييتي وترك اعضاء الحزب والمتعاطفين معه فريسة سهلة امام انياب البعثيين  والرجعيين مما ادى الى ذبح شريحة كبرى من الجماهير العراقية واسكاتها لسنوات طويلة مضت ،هذا من جهة اما من الجهة الاخرى فالعداء التاريخي المزمن بين القوى الاسلامية وبين الشيوعيين يضعف كثيراً من عضد الحزب الشيوعي ويمنعه من الوصول الى سدة الحكم بالرغم من الجماهيرية التي يملكها على الرغم من قناعتنا الشخصية بان الحزب الشيوعي فقد الكثير منها على خلفية تذبذبه وتعامله المتردد مع المسالة العراقية وقضية الغزو الامريكي للعراق  فلا هو وقف مع الغزو الامريكي للعراق على امل الحصول على جزء من الكعكة العراقية التي هي كانت اصلا امامه ايام الخمسينات وبداية الستينات ولا وقف ضد الاحتلال مستندا على شعبيته ومستقوياًبالمظاهرات الشعبية التي عمت العالم  ضد الاحتلال واطلق العنان لاقلامه ومثقفيه ينددون بالغزو او يعطون المبررات للاحتلال وهم بذلك لم ياتوا بجديد وباتوا يرددون مقولات اقل ما يقال عنها انها مقولات العاجز الذي لا يقوى على شيئ ( صرح سكرتير الحزب الشيوعي السيد مجيد " لم نستطع منع الحرب ولم يستطع غيرنا منع الاحتلال " )ان هذا الطرح لمسألة الاحتلال الامريكي لا يليق بحزب له تاريخه الطويل والمشرف لذلك فان الحزب الشيوعي براينا الشخصي سوف لن يكون بقادر على تبوا الحكم في العراق بالنظر الى تحسس الدول الاقليمية المحيطة بالعراق وهذه ستتكأ على مسمار جحا هذا لاعبة بمشاعر المسلمين في العراق متحججة بوجود فئة ملحدة في العراق بالرغم من معرفة هذه الحكومات قبل غيرها ان الحزب الشيوعي العراقي يتكون من اغلبية مسلمة  او تاتي من مناطق شيعية ودينية مثل النجف وكربلاء والبصرة والناصرية وشمال العراق ولكن للسياسة احكام وتحضرني حادثة هنا وقعت ايام السبعينات  وكان بطلها الحزب الشيوعي الايطالي وهو من اقوى الاحزاب الشيوعية في اوربا تمويلا وتنظيما وكان باستطاعته القفز الى سدة الحكم بسهولة ولكن الحزب الشيوعي الايطالي اختار النأي بنفسه عن ذلك لان ( المملكة العربية السعودية لا تريد لهذا الحزب ان يستلم الحكم......!!) ولان ايطاليا كانت على علاقات تجارية واسعة مع السعودية واي خلل سيعتري هذه العلاقة ومنها وصول الشيوعيون الى سدة الحكم سيؤثر بالنتيجة على الشعب الايطالي واقتصاده لذلك لم يصل الحزب الى الحكم  واعتقد جازماً انه ليس السعودية فقط ستعمل على اعاقة وصول الشيوعيون الى سدة حكم العراق ولكن دول العالم كلها بما فيها روسيا والصين ...!! وعلى ضوء هذا لا يوجد لكاتب هذه السطور اي رؤية مستقبلية  لعلاقة العراق مع محيطه الاقليمي فيما اذا تبوا الحزب الشيوعي الحكم في العراق ...!

التيار الديني : وينقسم التيار الديني العراقي الى قسمين  او هكذا يراد له ....قسم شيعي وقسم سني وكل من هذين الاتجاهين له تحالفاته الاقليمية ومشاكله الجانبية التي ستمنعه من الانفراد بالسلطة :

التيار الاسلامي السني وفجأة قفز من يمثله عنوة من امثال الشيخ الكبيسي الذي ظهر فجاة وبعد سويعات قليلة من سقوط بغداد بيد الاحتلال ليتحفنا بخطبة نارية  هدد فيها وتوعد المستعمرين باشد العقاب  ولكنه عاد بعد سويعات قليلة لينقلب 180 درجة ويتحدث عن مهادنة المحتلين .....وما اسهل التلاعب بالالفاظ وخصوصا بلغتنا العربية الجميلة ...!! ان تيار الشيخ الكبيسي وما يقال او بالاصح ما يظهر من تمويله الوهابي الاتي من  السعودية والامارات  يجعله يراهن على قوة تحالف الدين مع المال الذي ظهر اوائل السبعينات باوضح صوره في مناطق الخليج الغنية بالنفط حين كانت تفرض على الدول الفقيرة نوع حكوماتها واتجاهات سياساتها وهنا وفي هذه الحالة سيكون العراق هو كبش الفداء القادم وتحويله عن طريق الفتاوى والزيارات الى عازل يحمي هذه الدول المتهالكة والخائفة من رياح التغيير التي ستهب عليها لا محالة بعد استقرار الوضع للمحتلين في العراق ...ان تحالف الكبيسي ( السني ) مع دول الخليج الوهابية اذا ما وصل الى سدة الحكم في العراق سيعمل على تقوية شوكة القبائل والعشائر على حساب التمدن والتطور وسيعمل على استنساخ سياسة ( ان حضر لا يُعد وان غاب لا يُفتقد ) على العراق التي تمت بعزل العراق  بنجاح مع الهيئات الاقليمية والعربية  ايام الحصار .

التيار الاسلامي الشيعي  ينقسم هذا التيار الى عدة اقسام ويكاد تيار   عائلة  السيد الحكيم والسيد بحر العلوم من اشهر الاسماء التي قبلت التعامل مع قوات الاحتلال الامريكي  من اجل الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الذي كان  يجثم على صدور الشعب العراقي وقد اتسمت مسيرة هذين الفريقين بالتقرب من نظام الحكم من ايران  حتى ان البعض يؤاخذ على قوات بدر وهي الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عدم تدخلها لنصرة ابناء العراق الشيعة حينما تركوا امام انياب  حمزة الزبيدي وصواريخ حسين كامل وكذلك عدم تحرك اي جندي من جنوده استجابة لتحذير  رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي اثناء عمليات العدوان على العراق ...ولعل من الاجحاف ان لا ياتي ذكر التيار الموالي للشهيد الصدر وهو يفتقد الى السياسي اكثر مما يفتقد الى  الى رجل الدين فالسيد مقتدى الصدر وقف علانية ضد الاحتلال ولكنه لم يعرف كيف يوصل افكاره الى الراي المستمع ،ان التيار الشيعي بوجوهه المعروفة سوف يكون من الصعوبة تقبله في الوقت الحاضر لاعتلاء سدة الحكم في العراق فهو يحمل صورة مخيفة لقوات الاحتلال فهو يذكرهم بجنوب لبنان وكذلك بايران التي لا زالت تناصب العداء لاسرائيل ...والادارة الامريكية اعلنتها صراحة انها لن تقبل بثورة ايرانية ثانية في العراق وفات على هؤلاء ان العراق ليس ايران وان عام 2003 الذي شهد سقوط صدام  ليس عام 1979 الذي شهد سقوط شاه ايران وان الراي العام العراقي لن يتقبل باي حال من الاحوال ان تقوم بين ظهرانيه ثورة لا زالت الى اليوم تعاني من اخطاء تطبيقاتها  التي تجاهلت الاغلبية وهنا لابد ان نذكر ان اخطاء الثورة الايرانية جاءت بعد محاربتها من قبل الدول الامبريالية عن طريق صدام ودول الخليج التي توجت بنشوب حرب بين الجارتين ونعتقد هنا ان هذه الدول نفسها مستعدة لاشعال حرب جديدة من اجل ابقاء الثورة الايرانية داخل اسوارها ....باعتقادنا ان التيار الشيعي اذا ما تبوا سدة الحكم في العراق وخاصة تياري السيدين الحكيم وبحر العلوم سوف يكون ملزم باتباع خطوات تتناغم مع سياسة ايران وذلك لتقارب الافكار ووحدتها وكذلك على هذين التيارين رد الجميل الى امارة الكويت التي مافتئت تصرف الاموال الطائلة الى هذين السيدين على امل ان ياتي يوم لتسترد الامارة هذه الاموال على شكل قرارات تتناسب مع سياسة الكويت المعروفة ضد العراق وضد اهله وكذلك سوف يكون من الصعب على هذين التيارين ان يتقاربا من دول الخليج الاخرى بالنظر الى اختلاف التوجهات لدى كل الفريقين فلا الوهابيين سيتقبلون استبعاد فريقهم ( الكبيسي ) من الحكم ولاهم سيتفهمون كذلك وجود اغلبية شيعية لها الحق بالحكم وستبذل هذه الدول اقصى ماتستطيع من اجل ان تمنع وصول هذه الفئة الى سدة الحكم .

مما يلاحظ هنا ان التيار الديني السني يلتزم الصمت والهدوء في هذه الفترة التي تشتعل فيه حرب الولاءات والوعود فلا نكاد نرى الا تيار السيد الكبيسي يظهر تحت الاضواء بتصريحات مثيرة للجدل لجلب الانتباه ليس الا .

     التيار الشيعي السياسي : ويمثله بصورة تكاد تكون خاصة المؤتمر الوطني الذي يقوده احمد الكلبي على اعتبار ان الكلبي هو من اصول شيعية فعليه يجب ان يولى الحكم لان الشيعة هم احق الناس بتولي الحكم ......!! وهذا كلام حق يراد به باطل فالكلبي لا يهمه الا تولي منصب في حكومة تحت الاحتلال تتولى تصريف اموره وتعطيه الشرعية في البقاء تحت كل المسميات من (قواعد عسكرية ...الى عقود بناء واعادة اعمار )والدليل ان الحصار الذي فرضته امريكا على العراق وقتل من العراقيين من قتل من جراء عقوباته كان اشد وطأة على ابناء العراق الشيعة ولم نر اي ردة فعل من ( الشيعي ) احمد الكلبي كما لم نر منه اي رد فعل عندما كان القصف الشديد يطول جنوب العراق ومناطق الشيعة ويوزع الموت المجاني اثناء عملية احتلال العراق ...باعتقادنا ان الكلبي وتياره سوف يكون اداة طيعة في ايدي الادارات الامريكية المتعاقبة لسنين طويلة لانه سيمهد لوصول مثل هذه الفئات الى سدة الحكم  واحمد الكلبي بالرغم من ( اصوله الشيعية ) اعلن اكثر مرة انه " اذا ما استلمت الحكم في العراق فانا سوف اعمل على اقامة علاقات طبيعية مع دولة اسرائيل .."..وانه لا يطمح لاكثر من منصب وزير خارجية ......"لكي اكون اول مهندس لعلاقات جيدة مع اسرائيل ..."  باعتقادنا الشخصي ان تيار الكلبي لديه الفرصة لذلك ولكن ليس بالوجوه نفسها التي ملّ العالم من رؤيتها ولكن بوجوه جديدة تخرجت من نفس المدرسة وستقوم الادارة الامريكية بفرض هذه الوجوه على العراقيين تحت مسميات شتى .....

التيار السني السياسي    ويكاد اسم عدنان الباججي الي ظهر للعيان فجأة كمخلص للعراق قبل سقوط الطاغية بعدة ايام ولم يكن له اي حضور قبل ذلك لا على الصعيد العربي ولا العراقي اللهم معلومات من هنا وهناك ان الرجل يعيش برفاهية جلبها له منصبه كمستشار لحاكم دولة الامارات وتوجّها هو بتقبيل يد سيده امام كاميرات التلفزيون كنوع من الاحترام ( المتبادل ؟)لم يظهر عدنان الباججي الا في مؤتمر واحد عقد كنوع من المؤتمرات التي ( ماتوكل خبز ) والتي عقدت اثناء جلبة والضوضاء التي كانت تقرع آنذاك بدق طبول الحرب والغزو وتاريخ الرجل السياسي لا يعطيه افضلية سياسية لان اعتلاء منصب دبلوماسي ( قبل 38 عام ) في دولة غياب القانون وحكومة الواسطة لا يعني باي حال من الاحوال  افضلية لصاحبها الذي قد يكون استحقها في ذلك الوقت ولكن الان .....؟؟ان ظهر الباججي ومن بعدع توالى ظهور وجوه اخرى مثل ابن عبد السلام عارف او غيرهم من المومياءات التي عفا عليها الزمن هو محاولة بتصورنا لتشويش الذهن العراقي الذي ستزدحم عليه الوجوه الملمعة الأتية من دول اخرى محملة بالاموال وموردّة الخدود ومتكرشة تحمل معها تعليمات شيوخ لم يفقهوا شيئا من مشاكل شعوبهم ويريدون اليوم ان يطبقوا ذات الحال على الشعب العراقي.....ان التيار الذي يمثله الباججي ومن اتى بعده سوف لن يستطيع ان يخرج من دوامة الدولة التي ظلت تصرف له الرواتب لاخر لحظة ومثله ينطبق بصورة او باخرى على وفيق السامرائي الذي كان الى حد اللحظة الاخيرة يستلم تعليماته من الحكومة الكويتية وكذلك رواتبه وبدل ان ينزوي لان شهداء العراق وعظامهم تشير كلها اليه باصابع الاتهام  بحكم منصبه الذي كان يشغله بل هو انبرى محذراً مرة ومهللاً مرات اخرى وملا الصحف والمجلات بتصريحات خرافية وهراء  وكان الذاكرة العراقية نسيت ولو للحظة واحدة من هو وفيق السامرائي الذي حاول ايضاً اللعب بورقة التوطين للفلسطينيين عله يحظى بدعم اللوبي الصهيوني  وهو بذلك يتشبه باحمد الكلبي .

ايضاً هناك  تيار القوى الكردية وهو تيار سيكون فاعل في الساحة العراقية السياسية من جراء تحالفه مع قوى الاحتلال وذلك لضمان حصة اكبر للحركة الكردية في كعكعة العراق التي تنتظر الان السكاكين الامريكية والغربية لتقطيعها .ان تواجد الحزبان الكرديان في كل التقاطعات المؤتمرية التي عقدت قبل وبعد الغزو الامريكي للعراق  هو وسيلة ايضاح امريكية  لكل الاطراف الاقليمية بان القوى التي تتحالف مع امريكا سوف لن يكون نصيبها الاهمال والتهميش بل على العكس فانها ستكون شريك رئيسي فعال في فترة مابعد الاحتلال .....ان ضبابية البرنامج الحزبي للفصيلين الكرديين يزيد من صعوبة الدور الكردي المستقبلي في عراق مابعد صدام فهم تارة يريدون البقاء تحت راية عراق واحد فدرالي ( بالرغم من كل الخوف الذي تثيره هذه الكلمة من معنى للانفصال والتقسيم الذي يحيق بالعراق )وهم يريدون ابقاء الحلم القومي الكردي بدولة كردستان الكبرى تارة اخرى وتبقى يد هذه الاحزاب طولى ومؤثرة نظرا لثراء هذه الاحزاب  والمساعدات التي تحصل وحصلت عليها قبل وبعد الغزو الامريكي .ان صعود الاحزاب الكردية وحدها  الى العرش في بغداد سيكون اشبه بالمستحيل اذا لم يكن بالتحالف مع  احد من القوى السياسية الاخرى ...من جانبها ستكون الحركات الكردية اميل الى الابتعاد عن محيط العراق الاقليمي نظراًللحساسية التي  رافقت مسيرة الشعب الكردي مع محيط العراق الخارجي الذي كان متعاونا مع الحكومات العراقية ضد الاكراد حتى في اشد الاوقات توترا بين الحكومات نفسها ( التعاون بين تركيا والعراق  اوائل الثمانينات ....!) وباعتقادنا ان القوى الكردية ستكون اداة طيعة بيد الادارة الامريكية وستنفذ سياساتها المطلوبة في العراق ومع محيطه الخارجي كنوع من رد الجميل  لامريكا وهو ما سيؤدي بالضرورة الى ابتعاد العراق عن محيطه العربي وعن سوريا وتركيا بالذات لان هذه الدول تحتوي على اعداد كبيرة من الاكراد في حين سيتم التقرب من امارة الكويت نظرا للعلاقات التي بنتها الامارة مع الطالباني والاموال التي اغدقتها عليه والوعود التي اطلقها الزعيمين الطالباني والبرزاني من ديوانيات الكويت مجاملة لهذه الامارة .

تيار العشائر العراقية  وهو تيار تميز بالقوة ( السلبية) ايام الحكم البعثي  لان اكثر زعماء العشائر كانوا  اشبه بموظفي الدولة لدى جهازالامن العراقي للنظام البائد وكانت مهمتهم السيطرة على قوى الشباب المنتمين للعشيرة ودفعهم الى الحروب اذا ما تطلب الامر وهوما اتاح للدولة البعثية الارتياح في هذا الجانب الذي كان يؤرقها والتوجه الى جوانب اخرى واعطت هذه الحالة السائدة آنذاك احساس بعدم الامان  لدى الشارع العراقي الذي اصبح مجرد رقم في عشيرة تعطيه قوة عشيرته سطوة لا يملكها الشخص المقابل مما ادى الى فوضى في تطبيق قوانين كاد الشعب العراقي ان ينساها مثل ( الفخذ،الفصل ،الخ ....الخ)ما الى ذلك من قوانين البادية واخلاقها ومبادئها..... كتب احد مراسلي الصحف العربية قائلاً .( وعن نوع الأعمال المناطة بشيخ العشيرة يقول "السنة الفائتة كانت سنة كساد، وهذه السنة شغلتنا قضية دهس سيارة يقودها واحد من أبناء عشيرة عمارية لابن لنا هنا في الثورة وقتله له. اختلفنا مع شيخ عشيرتنا العام حول هذه المسألة. فالسائق سجن في حينها لكن عشيرته لم تقم بواجباتها كاملة حيالنا. جاء شيخ حمولته مع وفد وقدم واجب العزاء، لكن شيخ العشيرة العام لم يعز شيخ عشيرتنا العام. شيخنا طلب منا القيام بغزوة صغيرة لتأديبهم، والغزوة الصغيرة لا تهدف إلى قتل احد منهم بقدر ما تهدف إلى تسجيل احتجاج وإصابة أفراد من العشيرة الأخرى إصابات غير قاتلة".)  هذا هو نوع من واجبات العشيرة الذي نقله مراسل جريدة الحياة من بغداد .( أعيد العمل في شكل محدود بموضوع الزوجة الوصلية. إذ على أهالي القاتل أن يقدموا ابنتهم إلى أهالي القتيل كزوجة لأحد أفراد عائلة المقتول. والمرأة الوصلية تصل إلى منزل زوجها بعباءتها ولا يسجل لها مهر أو أي حقوق.....‍‍‍‍‍‍‍)

 ومن جهة اخرى اثبتت العشيرة او االعشائر قوة ( ايجابية )اثناء سقوط بغداد  بعد الغزو الامريكي حيث حافظت هذه القوى على النظام في القرى والقصبات المنتشرة في العراق ولكنها من ناحية اخرى اظهرت جوانب سلبية باظهار شيوخ عشائر من المقربين للنظام السابق بل ان البعض منهم كان نفسه الذي  يتعامل مع الطاغية ولم تحاول هذه العشائر ان تبدل تلك الوجوه والاتيان بوجوه اكثر نصوعاً من الوجوه الحالية ، ان بقاء نظام العشائر ليس في مصلحة العراقيين في المنظور البعيد حيث سيبقى الفرد العراقي اسير لاهواء شيخ العشيرة ورغباته وسيكون تحت طائلة قانون العشيرة وليس قانون الدولة مما سيؤدي بالضرورة الى تاخر تطبيق النظام في الدولة والسير في ركب التحضر والتقدم وانا هنا لا اقصد ان العشائر تؤخر ذلك ولكن قوانين بعض العشائر الصارمة ستؤدي الى ارباك الفرد العراقي وتحويل ولائه من الدولة والنظام الى العشيرة ورئيسها .ان صعود قوى العشائر الى سدة الحكم في العراق سيؤدي الى تقارب اكثرللعراق  مع دول الخليج العربي التي تسيطر عليها انظمة تعمل الى حد كبير بقانون العشيرة مما سيؤدي بالضرورة الى تاثير هذه العلاقة مع باقي الدول الاخرى التي تحيط بالعراق  .

 تيار  الليبراليين واليسار   وهو تياراخذ بالتنامي والاتساع بصورة طردية مع فشل القوى السابق ذكرها في ايجاد موطئ قدم و تسجيل موقف مشرف امام الاحتلال حيث ظهرت احزاب وحركات تحررية كثيرة تتراوح من رفض العدوان الامريكي والمطالبة بازاحة صدام مما اطلق عليه لاحقاً ( اصحاب الحل الثالث )  وصولا  الى جماعة ( الكادر ) اليسارية المطالبة بتطبيق الماركسية والاشتراكية بصورتها الصحيحة وليس المشوهة ..مروراً بكل التنظيمات ذات الخط اليميني  وتلك ذات الخط اليساري وعلى راس هذا المستقلين الذين ليس لهم اتجاه غير العراق كبرنامج واحد وحيد  ولكن نقطة ضعف هذا التيار هو انها محاربة من كل الجهات الاخرى  وعلى هذا الاساس فان وصول هذه الفئة الى سدة الحكم في العراق سيؤسس الى علاقات متوازنة مع المحيط العراقي من دول اقليمية ومنظمات اقليمية ...الخ ....الخ

** ملاحظة ...لا يمكن اعتبار عدنان الباججي واحمد الكلبي ونصير الجادرجي على التيار المستقلة كما يدعون هم لان امثال هؤلاء المتسيسين يصلحون لاي حالة ولاي زمان ....وكان بالامكان رؤيتهم ايضاً في التيارات الاخرى ......

نهاية الجزء الاول

 



#مظفر_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء اللامي ....واحمد الكلبي من هو العميل ...؟؟
- لفقرة 42 من الدستور وبوكسات( انتفاض قنبر)
- لماذا نحن ضد امريكا وضد الاحتلال ؟؟
- المندائيون في هولندا يأبنون شهداء القصف الامريكي
- عن الجزيرة .. وجهة نظر .....اخرى
- من القادم..؟؟
- بئس التحرير وبئس المحرر
- هدية اخرى الى ( الشرفاء ) الذين نظّروا للغزو الامريكي
- هدية الى كل المرحبين بغزو امريكا للعراق


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مظفر الخميسي - العراق وعلاقاته الاقليمية المستقبلية