أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فطواكي الحنصالي - مهزلة الإنتخابات















المزيد.....

مهزلة الإنتخابات


فطواكي الحنصالي

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 04:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وصلت الجذبة السياسية مرحلتها الحاسمة، لم يستثنى منهاأحدا من الرجعيين والإنتهازيين والوصوليين؛ وحدها الجماهير ومناضليها الجذريين وقفوا بعيدا عن مسرح التواطئ والخيانة.
لقداستعد الجميع للعب آخر أوراقه - ولأن البعض لا يدخل سوى المعارك الخاسرة أصلا- فقد جاءت اللحظة المواتية لمتصيدي الفرص من أجل ركوب موجة الإنتخابات لعلها تحط بهم على كراسي الكومبارس السياسي.
فهاهو ملككم المفدى يعطيكم درسا حول كيفية دخول معركة خاسرة، بعدما قدمتم له فصلا آخر من معاني الإنبطاح والتزلف، واحتفلتم وإياه بمرور ثماني سنوات حسب تقويم "العهد الجديد"، على إيقاع الوعد والوعيد. وليدشن لكم ولي نعمتكم شريط افتتاح مسلسل جديد من القهر والطغيان ويتلو على رقابكم وليس أسماعكم، بارتباك التلاميد الكسالى تعاويذه المعهودة دون أن تكون له الشجاعة على النظر في عيون الفقراء. وليذكر، بعد مرور ما يزيد عن نصف قرن، الدكاكين السياسية بالتزامها. فعن أي التزام يتحدث؟ إنه الإلتزام بامتطاء الكراسي وتحصين الإمتيازات، بينما النقيض ماض في التزامه بنهب خيرات البلاد و رهنها بيد أسياده الأمبرياليين. فمتى كان "للحريم السياسي" رأي غير رأي سيده ومعيله؟
انطلق إﺫن موسم الحملات التبشيرية: ستعدون الجماهير بأن الشمس ستشرق من الغرب، وأن القطار الذي لم ينطلق قد وصل. ستدقون أجراسا صدئت وتضربون على طبول هرئت وتنشدون خطبا شاخت؛ ستترجلون عن سياراتكم المصفحة/الواقية من عيون غضب الفقراء واشمئزازهم، ستندسون داخل مجتمع البسطاء وتدنسون جلساتهم البريئة وتلوثون آﺫانهم وستتلصصون وتتقمصون شخصيتهم، لتستغلوا بساطتهم، كرمهم، سداجتهم وعوزهم. ستدفعون ثمن زغاريد الفقراء من النساء وستلقون خطبا مدفوعة الأجر.
ستقيمون بهرجتكم وستزينون خطاباتكم- هرطقاتكم- بأرقى المعاني وسيتباكى كل واحد منكم على حائط مبكاه، وستصعدون إلى المنصة بدهشة صبايا المسابقات التلفزيونية.
إنها أقرب إلى المسابقات التلفزيونية منها إلى معركة انتخابية سياسية، فما أشبه استوديو 2M باستوديوM6.
فالجميع دخل اللعبة بمقاييس النظام، حتى يسراويي العهد الجديد يتطلعون إلى لعب دور اللاعب الإحتياطي، بعضهم دخل واهما ليصارع الثيران، ، والبعض الآخر يقف كالحمل ليتفرج على مشاهد الدم، الذي لن يكون ضحيته سوى الجماهير الشعبية.
هي إﺫن عملية أشبه بالقاﺫورات التي تحوم حولها الجراثيم؛ بل إنها فعلا جراثيم سياسية تحوم حول كائنات متعفنة وسخة: الملكية وحلفائها من برجوازية مدنية وعسكرية وإقطاعية عقارية وكومبرادورية حقيرة؛ طحالب نتجت عن نظام الريع والإمتيازات وترعرعت في ظل الأجهزة البيروقراطية القمعية.
فإﺫا كان البعض قد انطلت عليه المراوغات الحربائية التي يتفنن النظام القائم في لعبها، فإن الجماهير الشعبية والمناضلين المتجذرين داخلها يدركون جيدا بأن مساحيق أرقى الصالونات لن تسعف وجهه القبيح في أن يصبح مقبولا.
كما أن التحليل العلمي قد علمنا بأن المنطلقات الصحيحة تؤدي حتما إلى نتائج صحيحة وليصير من واجبنا كمناضلين تعاهدوا وعاهدوا الجماهير الشعبية، وخاصة طليعتها: الطبقة العاملة بتحالف مع الفلاحين الفقراء، على مقاومة النقيض في أفق دك بنيته وتشييد المجتمع البديل.
ومادام الصراع يتأجج يوما بعد يوم بفعل تكثيف النظام لإستغلاله وقهره وبتواطئ مكشوف لأذنابه، فمن واجبنا كذلك كمناضلين جذريين أن نعرّف ونذكر الأجيال الحالية والصاعدة ببعض الحقائق حول تاريخنا وواقعنا الحالي.إذ بدون قراءة علمية لهذا الأخير لاوجود لنا في جغرافية الصراع.
- يجب أن نعرّف بأن مؤامرة "الحماية" هي تحصيل حاصل لفساد مؤسسة القصر الذي باع البلاد والعباد، ونتيجة طبيعية لتزايد مطالب صبايا البلاط الغارق في شهوات شبقية.
- يجب أن نعرّف بأن الخيانة التي مورست في حق مقاومة الريف البطولية ومعارك الأطلس الباسلة قد أتت من نفس المؤسسة وبتواطئ من أذنابها.
- يجب أن نعرّف بأن "الإستقلال الشكلي" لم يكن إلا نتيجة مؤامرة "إكس ليبان" تتويجا للإتفاقات المبرمة ما بين القصر والبرجوازية الصاعدة برعاية الأمبريالية، من أجل اقتسام خيرات البلاد والحفاظ على مصالح أسيادهم الفرنسيين، ولقطع الطريق أمام الخط الثوري الذي بدأ يتبلور داخل حركة المقاومة وجيش التحرير.
- يجب أن نعرّف بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتي ذهب ضحيتها الآلاف من سكان الريف سنوات1958 و1959، والتي أشرف عليها مباشرة "السفاح الحسن الثاني" وهو لازال وليا للعهد آنذاك، في محاولة لتركيع أبناء ملحمة "أنوال" ولجم الأصوات الثورية المطالبة باستقلال حقيقي وبناء مغرب حر ديمقراطي تقدمي.
- يجب أن نعرّف بحالة الإستثناء التي أعقبت انتفاضة 23 مارس1965والقمع التتاري الذي تعرضت له الجماهير الشعبية.
- يجب أن نعرّف بالتاريخ الدموي لهذا النظام والذي خلف الآلاف من الضحايا: شهداء ومنفيين ومختطفين ومعتقلين،في صفوف التلاميذ والطلبة والمثقفين وطلائع الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء.
- يجب أن نعرّف بالإنتفاضات البطولية التي فجرتها وقادتها الجماهير الشعبية وطليعتها الثورية في زمن لا يتعدى عقدا من الزمن: يونيو81- يناير84- دجنبر90.
- يجب أن نعرّف ان للنظام سجون لا توجد إلا في الأساطير وليس ذالك بالغريب على سلالة ألف ليلة وليلة.
- يجب أن نعرّف بأن ما سمي ب "السلم الإجتماعي"و"المسلسل الديمقراطي" و"الإجماع"و"المغرب الجديد" ما هي إلا يافطات علقت على جماجم الجماهير المنتفضة بالبوادي والمدن.
- يجب أن نعرّف بأن "التوافق"و"التراضي" على الطريقة المغربية لاتعني سوى اقتسام الكعكة على واحدأي لصالح الملكية مع بعض الفتات لأذنابها الذين لازموها في مشوار القهر الطويل الذي لم ينتهي بعد.
- يجب أن نعرّف بأن الحصيلة الحقيقية للمخططات الطبقية هي:
 أن الفقر يوجد في كل مكان مثل الله.
 أن الرشوة أصبحت رياضة وطنية بامتياز.
 أن الأمية زادت نسبتها.
 أن المواطنين يموتون على أبواب المستشفيات.
 أن الفساد معمم على كل المؤسسات من القصر إلى أصغر مؤسسة إدارية.....

والحصيلة الحقيقية الثانية هي أن أغلب المغاربة إما على قارعة البحر يتطلعون إلى ضفة النجاة الأخرى، أوعلى قارعة الحدود )الجزائر والصحراء الغربية( يخططون للهروب الجماعي أو على خطوط السكك الحديدية للموت بعد الحرمان من الحق في الشغل أو على قارعة الطريق يتسولون.
والحصيلة الحقيقية الثالثة هي أنكم )المرتدون والتحريفيون( دفعتم ثمن المصالحة بعرق وبؤس الجماهير، ووقعتم على شيكات التعويض بدماء الشهداء وعذابات المعتقلين والمختطفين وعائلاتهم، كمافعل أسلافكم خلال العقود السابقة على أرضية "الإجماع الوطني"و"السلم الإجتماعي"و"المسلسل الديمقراطي" والتي أدت ولازالت تؤدي الجماهير الشعبية ثمنها تجويعا وقمعا وإذلالا.
ومن تم لن تكونوا سوى مساحة الأرجل التي سيمسح فيها النظام بشاعته، أو حصيرا سيفرشه ليغطي به على فظاعته؛ مادمتم قد تنكرتم لهذه الأرض التي لازالت تنزف بفعل طعنات النظام ضد أبنائها، ولعل آخر قطرات رويت بها كانت للشهيدين: "حسناوي عبد الرحمان"و"محمد الطاهر ساسيوي" دفاعا عن الحرية وانعتاق الكادحين.
ومن هنا نصرخ/نبصق في وجوهكم: إن الملكية بالمغرب مثل حفار القبور، لا تترحم على قتلاها من الجماهير الشعبية.



#فطواكي_الحنصالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فطواكي الحنصالي - مهزلة الإنتخابات