|
الانتخابات التشريعية.....وحملة بنكهة الثلج ......باردة باردة واللي ما احماها تقطع ايدو
عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانتخابات التشريعية.....وحملة بنكهة الثلج باردة باردة واللي ما احماها تقطع ايدو
حملة بنكهة الثلج :
على غير عادتها ،تتميز الحملة الانتخابية للفترة الراهنة بنوع من البرود .... المميت .غياب شبه تام للمرشحين الذين تعودنا على " حيحاتهم الهستيرية داخل الأحياء والشوارع وفي الفيلات والمنازل وصالات العرض السينمائية والمقاهي والأسواق ...... مع وسطائهم وشناقيهم وسماسرتهم حتى . وحدهم شناقو بعض الأحزاب ذات الدربة في عالم" الحيحة " يجوبون بعض الأزقة بخجل بالغ ولسان حالهم تشي بأنهم هم أنفسهم غير مقتنعين وأن ما يقومون به من توزيع للوائح أو حركات شبه بهلوانية ما هو إلا عمل يسعون للاقتتات منه لبضعة أيام ليس إلا . اللهم العمش ولا العمى وعضة من الفكرون او لا يمشي فالت كما يقول هؤلاء .
ذلك ما قاله لي شاب في العشرينات وهو يلاحظ رد فعل الناس غير اللغوي طبعا على إحدى اللوائح التي عاث حزبها في الإدارة فسادا وزبونية منذ فترات حكومية متتالية :"إنه مجرد شغل يا سيدتي .....أنا لا أعرفهم حتى . "
وهكذا يتحول الفعل النضالي إلى مجرد شغل استرزاقي في عهد السياسة السياسوية من أعلى الهرم الحزبي إلى أقله شأنا ؟ كيف لا و العديد من المناضلين الأحرار غادروا.....دكاكين الانتخابات الموسمية من حدة اليأس والإحباط ومختلف ملابسات الفعل السياسي الممسوخ ؟
لقد بدأ الإعلان الرسمي للانتخابات عبر الوسائل السمعية البصرية كلها ،وتعبأت معه هيئات مخزنية أخرى للدعاية واستمالة الكتلة الناخبة و خصوصا منها الشباب :المكون الرئيسي لهرمها الديموغرافي عبر وصلات إشهارية تثير الشفقة
.والله صدقوني لقد أشفقت على الدولة و وسطائها المميزين أوبالأحرى المستفيدين من هكذا وضع و هم يكادون يتوسلون للشعب كي يذهب للتصويت وعلى الأقل يعلن عن اهتمامه بشكل من الأشكال .عوض أن يبقى متقوقعا داخل غلاف الحذر المميت ؟ دروس ،عظات ،غناء ممسوخ ،إعلانات ، ندوات ،.مهرجانات ،..وحيحات شعبية ......؟؟ سيل من الاهتمام البالغ برأي " رعية " لا زالت تحتمي بلغة "الصمت " أمام صمم المسئولين المتواترين على شأنها العام .
أية مودة ورحمة أكبر من يأتيك "المقدم" بنفسه ببطاقتك الانتخابية إلى منزلك .؟ " لقد تكلفت بإيصال الآلاف من البطائق قال لي أحد المقدمين وهو يستدر بدون توضيح تفهم الناس لوظيفة بالغة الالتباس بمهامها العديدة ؟"
كيف لا وهم الذين استأنسوا أن يذيقوا المواطن كل أشكال " التجرجير" بل حتى التنكيل .. كي يتمكن من أخذ إحدى وثائقه الإدارية .لئلا أتكلم عن أشكال الابتزاز للرشوة وما شابهها تجاه الناس البسطاء بالخصوص والأكثر حاجة للتفهم والرحمة .
وأنا أتلقى هذا الجواب تذكرت تلك الأرملة ذات الجمال الأمازيغي الخلاب التي كانت تقتات و عائلتها من صنع الرغايف والحلويات وتم إغلاق الدكان الذي كانت تشتغل فيه لأنه ليس لها رخصة كما يدعون ؟.وكأنها تبيع المخدرات أو شيئا من هذا القبيل .؟؟ قالت لي وهي تتحول إلى بائعة متجولة على الرصيف " كل شيء هنا يحرض على الفساد ....ولن أنصاع ..و.ليعملوا ما أرادوا ....ربنا موجود " ولقد سبق أن باحت لي يوما ما بأن أحد المقدمين يأخذ منها بين الحين والآخر ما يناهز 50 ده من الرغايف والخبز بدون أن يؤدي النقود .... فهمت الوضع ....وتراءت لي كل تلك الخطب والشعارات حول التنمية وتمكين المرأة وهي تنهار أمام هكذا وضع في صلب العاصمة الإدارية فما أدراك بباقي المدن والمناطق ؟ لم أجد شيئا أكثر من أن أشجعها وأرفع همتها كي تقاوم كما قاومت العديد من نساء الوطن ابتزاز الكرامة في أكثر من مكان مقابل حقوق مستحقة تتحول إلى امتيازات في أيدي المستبدين بالسلطة والنفوذ و ما أكثرهم . وكظمت مرارتي ...إلى أن يحين وقت البوح .....يوما ما .
الشعور بالزهو أمام حاجة الدولة إلينا :
شعرت بدرجة مواطنتي ترتفع شيئا ما وأصابني إحساس بنوع من الزهو وأنا أعرف من البواب بأن المخزن بجلال قدره ؟ ، " يتسخر علي ،علينا " وأتاني ببطاقتي الانتخابية قبل أن اطلبها حتى .... يا له من شعورنفيس....إن الماء يتحول إلى شيء باهظ الثمن في حالة العطش البالغ ،أليس كذلك ؟ وتمنيت صادقة أن يتم تمطيط هذه الخدمة الرائعة ولا شك إلى باقي المجالات علما أنني "بيني وبينكم" أكره الذهاب إلى الإدارات اللهم إلا إذا كنت مضطرة ...لأنها ببساطة تثير القرف وترفع من الضغط ..... ؟؟؟ و تمنيت هكذا رحمة من إحدى الإدارات ذات الطابع الاجتماعي - كي ترسل لي مستحقات مالية في ذمتها منذ سنتين بالتمام والكمال .؟ علما أنني اشتغلت معها ساعي بريد وهذا ليس شغلي إذ أوصلت لها بعض الوثائق التي أتلفتها 3 مرات ؟؟؟؟ولازلت أنتظر....بعد أن زرتها 7 مرات ثم احتميت بلغة الانتظار ومقولة "الصبر مفتاح الفرج " لغة العاجز بامتياز وأنا منهم بدون خجل لأنني أكره التعامل بمنطق الزبونية . . ومعي آلاف المواطنين إن لم أقل الملايين يعانون من هكذا ويلات متنوعة عبر ربوع الوطن . ....وتبقى حاجياتهم معلقة أمام سوء التدبير الإداري ينتظرون مثلي شيئا من " هكذا رحمة " بعد أن يئسوا من آليات الترشيد و الإصلاح المتبعة لحد الآن .
تمطيط الخدمة ؟ service à domicile وانا أتلذذ بشعور الزهو هذا أمام تودد " المخزن" وهو يخاطبني كناخبة ببالغ الاحترام و"يتسخر علي حتى " .تصوروا ؟ . أردت تعميم هذا الشعور الجميل على من هم أكثر حاجة إليه وذهبت بي أريحيتي كسسيولوجية موقوفة التنفيذ في بلد أعلن خصامه مع السسيولوجيين منذ السبعينات ...إلى التفكير في فلول المسنين المتقاعدين و قوافل المرضى بالخصوص الذين يتزاحمون أمام أبواب مستشفيات المخزن المريضة بدورها .،ويتعرضون لكل أشكال العذاب قبل التوصل إلى العلاج إن وجد .
أوليس من باب الإنسانية أن يتم ،إسوة ببطائق الانتخابات إيصال حوالات التقاعد للعجزة والمسنين لأهلها في سكناهم بدل جرجرتهم أمام مكاتب البريد بدون رحمة وهم أولى بالاحترام والتقدير على خدماتهم للوطن وعلى سنهم . ؟ وإيصال العلاج للمرضى أينما كانوا بدل دفعهم إلى السفر إلى المدن الكبرى والتنكيل بهم أمام المستشفيات الكبرى للمملكة.؟ فكرت أبعد من هذا وتخيلت هيئة ما من ضمن حشود الهيئات المتناسلة تؤسس مأوى لهؤلاء الوافدين على العاصمة من أجل العلاج أو قضاء بعض مآربهم الإدارية المستعصية ؟ هنا توقف هذا الإحساس بالزهو بداخلي وفكرت بالضبط في السادة النواب المحترمين ؟ هل سبق أن زار أحدهم مستشفيات المملكة من باب الوقوف بشكل مباشر على جودة الخدمات العمومية ومناصرة المواطنين في هكذا حاجيات ؟ في نفس الاتجاه ،هل تعرف نائباتنا المحترمات وهن اللواتي وصلن لقبة "المجد " هذه على حساب الكوطا النسائية ما معنى الولادة في مستشفيات "المخزن"كما يقال ؟ ما هي الشروط التي تعاش فيها عملية الولادة من ألفها إلى يائها ؟ وهن اللواتي يدعين الدفاع عن خصوصيات النساء ولعل هذه أهمها . وهل عملت إحداهن على مناصرة المستضعفات من نساء الوطن في هكذا أوضاع ؟علما أن نسبة منهن قد تترك حياتها أو لياقتها البدنية ثمنا لهذا الوضع المتردي إذ أن نسبة وفيات الرضع والأمهات لا زالت جد مرتفعة و تتجاوز بكثير بلدانا في نفس المستوى من التنمية . فكرت وفكرت....وتذكرت بأن العديد منهن لم يكن يوما ما مناضلات ولا علاقة لهن مباشرة بهذه الفئات كي يدركن هذه الحاجيات .، بل يتقززن حتى من مجرد الكلام معهن .....بل حتى مع أصدقاء وصديقات الأمس القريب. فأمثال هؤلاء لا يعرفون للوفاء طريقا . وأغلبهن مثل أغلبهم تماما ، تبنى نفس المسلكيات ..إذ.وصل إلى هناك من الأبواب التحتية عبر سراديب العمل السياسي ذات العفونة الغنية عن البرهان . عدت إلى كل المشاريع الاجتماعية التي تناسلت من زهو الخدمة الإدارية إلى باب المنزل .....فكرت وفكرت وشككت ..في..وجود هكذا هواجس لدى أغلب النواب والنائبات .. النائمين على الدوام .. وإن كنت أتمنى في قرارة نفسي أن أكون مخطئة في توقعي هذا حتى تبقى شعلة الأمل متقدة بداخلي .
الكتلة الناخبة : لغة الصمت الرهيب . وآنئذ أرجع للكتلة الناخبة التي تتبنى لحد الآن لغة الصمت واللامبالاة الرهيبة أمام تراكم الإحباطات. العديد من الناس عبروا على أنهم لم يعودوا ينصتون لأي كان لأن الجميع في نظرهم كذابون بامتياز وإلا فأين النتائج ؟ الوضع الذي نحن فيه غارقون يعبر عن منجزاتهم جميعا . والعديد يعرف بأن الترشح في الانتخابات هو من باب التهافت على ريع سلطوي يتجاوز مستحقات نظرائهم في البلدان المتقدمة :حوالة شهرية ضخمة ،حصانة تبيح لهم سعة اليد في التحايل على القانون وامتيازات أخرى مادية ومعنوية . أليست هذه في حد ذاتها رشوة يا من يدعي استعداده لمحاربة الفساد والرشوة؟ فلنبدأ بالمبتدأ إذا أردنا الوصول إلى الخبر. هذا هو المنطق لمن لا يريد استبلاد الناس والضحك على ذقونهم . والطريق إلى الإصلاح السياسي تتم عبر إزالة كل اشكال الريع واحدها اجر البرلماني المبالغ فيه أخذا بالاعتبار وضع البلد وإمكانياته . من المخجل حقا أن يتقاضى من يدعي تمثيل الناس والدفاع عن حقوقهم ،وقد يكون قليل التعليم أو أميا حتى ما يناهز 4 ملايين و أما م القبة المجيدة جحافل الدكاترة المعطلين من مختلف التخصصات يستدرون من الدولة شغلا آمنا يضمن لهم الحق في العيش الكريم ؟؟؟؟ وما بين ثنايا الجسد المجتمعي ملايين المقهورين والمظلومين والمظطهدين في العديد من حاجياتهم الأساسية .؟
ومع كل هذا لا مكان لليأس ، سيظل ما بيننا مغاربة أحرار ومغربيات حرات يحبون الوطن فعلا..... وعبروا عن فاعليتهم خارج رهانات الريع السياسوي . من أجل هؤلاء ،إن وجدوا فعلا ضمن المرشحين ، سنذهب إلى مكاتب التصويت كي تظل شمعة الحلم بوطن جميل متقدة على الدوام . فصوتنا غال لكن ............... الوطن أغلى......... وقد نتوفق قريبا في إيجاد آليات لمراقبة جودة الأداء ...على شاكلة مرصد مراقبة نزاهة الانتخابات ..........................من يدري ؟
عائشة التاج/ الرباط
معنى المصطلحات العامية الحيحة : نوع من الضجيج . شناق : سمسار ،وسيط المخزن : السلطة
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات
-
الحروب ،أية مشروعية ؟
-
الإفتاء الغوغائي عبر علاقاتنا الاجتماعية
-
من يحمي المواطن من عنف المؤسسات
-
الشباب والقراءة
-
بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين
-
حول آفة الخيانة الزوجية
-
لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
-
سيدي مومن والوصم الإعلامي
-
قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
-
إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
-
الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
-
رعونة شهريار عصري
-
.قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
-
كذب الصغار،كذب الكبار
-
التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
-
لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
-
رفيق الزمان الهارب
-
ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
-
أحلام نازفة.
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|