أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نصر شمالي - ديمقراطية الغابة الاصطناعية الموحشة!















المزيد.....

ديمقراطية الغابة الاصطناعية الموحشة!


نصر شمالي

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 02:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بينما أكثرية الشعب العراقي النبيل الباسل تواجه الفاقة بالكبرياء والمقاومة، تدور على أرض العراق معارك ضارية بين الشركات الأميركية التي يحارب بعضها بعضاً للاستئثار بأشلاء الفريسة العراقية، وتدور معارك مشابهة، أقل أهمية، بين الأميركيين وبين الشركات الأوروبية تتردّد أصداؤها في أفريقيا، من الكونغو وحتى سواحل الأطلسي، فهم يحاولون حسم معارك نهب ليبريا في بغداد، ويحاولون حسم معارك بغداد في الكونغو، ويتطلعون إلى إخضاع دول المتوسط جميعها بحسم المعركة ضد الشعب الفلسطيني ولصالح الصهاينة في فلسطين، وهكذا!
إن الشركات الاحتكارية المرابية، التي أخذت على عاتقها تصدير الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى بلادنا، لا تؤتمن على بلادها، أي على الولايات المتحدة بالذات، حيث آلية تركيبها لا تسمح لها سوى بالأخذ دائماً، ولا تمكنها من العطاء أبداً، هذا إن فكّرت إداراتها بالعطاء، وما أكثر الأدلة على ذلك، ففي الثمانينات أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية، صرخ المرشح الديمقراطي دوكاكيس متهماً المرشح الجمهوري جورج بوش الأب بالإتجار بالمخدّرات! غير أن أحداً لم يأبه، ودوكاكيس لم يستدع للتحقيق، والتهمة لم تدقق!
المافيات إضافة إلى الحكومات!
ليست الديمقراطية الأميركية سوى غابة اصطناعية موحشة، مزروعة بالأخطار الجسيمة التي أبدعتها أخبث العقول، وهي تبرز بكل فظاعاتها في وجهها الإسرائيلي، حيث للصهاينة كل شيء، وللفلسطينيين لا شيء سوى الموت فقط، وقد أعلن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو قبل أيام أن الإدارة الأميركية تستعين بالمافيات الأوروبية في التآمر وفي إحكام الحصار ضدّ بلاده، وأن الاتحاد الأوروبي متواطئ في تسهيل ذلك، والحال أن الاتحاد الأوروبي مغلوب على أمره، فقد أعلن المستشار الألماني هلموت كول، منذ عام 1992، أن قادة العصابات يعتمدون طريقة "جيمس بوند" من أجل انتزاع السلطة السياسية والاقتصادية، ليس في بلدان العالم الثالث فحسب، إنما أيضاً في أوروبا! قال كول: "إن مراقبتنا لهم بطريقة ديمقراطية لا تجدي نفعاً"! لقد تضمنت هذا الكلام، منذ ذلك التاريخ، رسائل رسمية بعث بها المستشار الألماني إلى حلفائه الغربيين، غير أن ما لم يجرؤ على ذكره هو أن المافيات مرعية من قبل إدارة عالمية عليا! ولنلاحظ أنه أشار في رسائله إلى أمرين: الأول، اعتبار وصول مثل هذه العصابات إلى مواقع السلطة السياسية في بلدان العالم الثالث أمراً مفروغاً منه، فكأنما هو حدث وانتهى الأمر، والثاني أنه أشار إلى أن الخطر على أوروبا قد يستوجب اللجوء إلى قدر من الوسائل غير الديمقراطية. الأحكام العرفية مثلاً؟ ربما! وقد أضاف كول في رسائله إلى أقرانه حكام أوروبا قوله:" إن قيمة الأموال التي ينفقها قادة المافيات من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية والاقتصادية، في شتى أنحاء العالم، تزيد على تكاليف بناء قاعدة للأسلحة النووية الاستراتيجية"! ثم أردف:" إنهم يحاولون السيطرة على الأوضاع الاقتصادية في العديد من البلدان، وذلك عبر القروض التي يقدمونها لحكامها"!
من يسيطر على المال العالمي؟
لقد تضمنت رسائل هلموت كول إلى حكومات أوروبا، عام 1992، معلومة غاية في الخطورة، فقد سجّل فيها أن كتلة من النقد الدولي موجودة خارج نطاق سيطرة الأنظمة الرسمية الدولية! وبالفعل، ففي ذلك التاريخ نقل المفكر الأميركي المنصف نعوم تشومسكي عن إحصائيات المصرف الدولي أن مبلغ 14 تريليون دولار (رجاءً الانتباه 14 تريليون!) من مجمل الكتلة النقدية الدولية غير خاضع للسلطات الحكومية في العالم اليوم، وأن هذا الرقم كفيل بجعل دفاع الدول الأوروبية عن عملاتها عقيماً، سواء أكان الدفاع  في كل دولة على حدة أو ضمن إطار الاتحاد النقدي! والآن، يتوجب علينا الانتباه إلى المعركة الطاحنة الدائرة اليوم بين الدولار الأميركي واليورو الأوروبي، والتي يعتبر العراق المحتل أهم ساحات العمل على حسمها!
غير أن وضع الكتلة النقدية لا يقتصر على الأوروبيين، بل ينطبق أيضاً على الأميركيين، فلو أن الرئيس الأميركي أراد الشروع في سياسة إنعاش اقتصادي منطقية ومعتدلة فسوف يعترضه على الفور سحب محدود فحسب للأموال الدولية غير المسيطر عليها رسمياً في الولايات المتحدة، تسحب من سندات الخزينة وغيرها، فتتكفل بإفشال محاولته قطعاً!
السيطرة لا تقتصر على المال؟
في تلك الرسائل الخطيرة التي بعث به المستشار الألماني إلى أقرانه الأوروبيين، والتي نشرتها في حينه مجلة "ديرشبيغل" أكّد كول أن العصابات الدولية تسيطر أيضاً على العديد من وسائل الإعلام، والشركات العقارية، ووسائط النقل، وخاصة في إيطاليا الغارقة في بحر من الديون الخارجية! وهنا، نقول أننا لا ندري أين وصلت عصابات إيطاليا في سعيها للاستيلاء على السلطة السياسية؟!
كانت المعلومات التي توفّرت حينئذ لوكالة الأنباء الألمانية قد أفادت بأن قادة العصابات يعملون من أجل افتتاح أسواق جديدة للمخدّرات، وأنهم يستطيعون، في ذلك التاريخ، تسويق 670 طناً من المخدّرات في أوروبا سنوياً، أما في السوق الدولية عموماً فإن "الشركات" الكولومبية المتعددة الجنسيات تسوّق لوحدها كميات من المخدّرات تبلغ قيمتها 970 مليار دولار سنوياً!
الحكومات الأوروبية تخضع للمافيات:
في عام 1994، انهمكت دول الاتحاد الأوروبي في اتخاذ قرارات غريبة، مخالفة للتقاليد والقوانين والأخلاق، فقد أقرت السماح بثلاث ممنوعات: 1- المتاجرة بالأعضاء البشرية 2- استعمال المواد الكيماوية للتعقيم الجنسي للمجرمين 3- رفع الحظر عن استهلاك المخدّرات! لقد حدث ذلك كأنما بإرادة خارجية لا تردّ ولا تقهر! وسرعان ما رفعت إحدى عشرة دولة اوروبية الحظر عن الاستهلاك الفردي للمخدّرات!  أي أن الدولة صارت طرفاً، وإن ثانوياً، له حصته من ريع تجارة المخدّرات! وما هي الذريعة التي قدمتها الحكومات؟ إنها قضية "الحرية الشخصية" في البلدان الديمقراطية! ويتوجب علينا، بناء على هذه الذريعة، أن لا نأبه لتحذيرات كول التي أطلقها قبل عامين فقط من إشاعة تعاطي المخدّرات، حول سعي العصابات إلى السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي!
المافيات في فلسطين والعراق!
للأسف الشديد، غدت مهمة أجهزة الإعلام المركزية المسيطرة دولياً، والمستولى على معظمها من قبل العصابات صناعة مشاعر الرأي العام وتشكيل أفكاره بعكس مصالحه، وهكذا فإن محركات الصراع الحقيقية تبقى مجهولة، وما يبثه الإعلام في معظمه لا يمت إلى الحقيقة بصلة، ففي هذه المرحلة الأخيرة من عمر هذا العصر الأوروبي الأميركي الظالم  والفاسد دخلت صناعة المخدّرات وتسويقها، مثلاً، في صلب نشاطات الشركات الدولية المتعدّدة الجنسيات، هذه الشركات التي يسيطر عليها الذين حذّر منهم المستشار الألماني دون جدوى، والذين صاروا يسيطرون اليوم على العراق مباشرة وعلناً، إضافة إلى فلسطين، وبناء على ذلك ندرك مدى السخف، أو مدى الخيانة، في مواقف أولئك الذين يتوقعون الخلاص الديمقراطي على أيدي المافيات، ويحاولون الحيلولة دون سلوك أمتهم للطريق الوحيد للخلاص، طريق المقاومة حتى النصر التام، حيث لا بديل آخر قطعاً سوى الموت الزؤام.
 



#نصر_شمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايحاءات الأوضاع الأممية الراهنة ؟
- الإجتياحات العسكرية عمليات تجارية !
- ما هي حقيقة مشروع مارشال ؟
- الأمة تتجاوز محنتها التاريخية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نصر شمالي - ديمقراطية الغابة الاصطناعية الموحشة!