أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - أحذروا الطائفية















المزيد.....

أحذروا الطائفية


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا بَيْ الطوائف كِلا , أنا اسمي لبنان , هذه أغنية المطرب الكبير : وديع الصافي , ومع احترامنا الكبير لمطربنا الكبير , من نافل القول أن يُقال – أنا ضد الطوائف كلها أنا اسمي لبنان , طبعاً -لايخفى على أحد أن المطرب الكبير – وديع الصافي – يريد أن يقول أن لبنان هو بلد مسالم وبلد سلام , وكل الطوائف فيه متعايشة بأمان لذا هو نموذج للتعايش الأخوي بين البشر , لأنّ مطربنا الكبير هو فوق جميع الطوائف , ولكن الطوائف اللبنانية , مثلها مثل كل الطوائف في العالم , أفشلت نظرية المحبة عند الجليل وديع الصافي وخذلته في شبابه كما هي الآن في مشيبه (( ا طال الله بعمر مطربنا الكبير وأبعد عنه شر الطوائف )) , فالطائفية بلاء على أصحابها قبل أن تكون على الآخرين , والطائفية هي , تَحَزّب ديني بغيض وكريه , والطائفي بطبعه وبحكم الانتماء إلى الطائفية – هو متشنج أعمى إذا غالى في ذلك , لذا تراك ترى أكثر الناس أدعاءاً للعلمانية والديمقراطية , أو الماركسية أو التظاهر بالوجه الخالص للدين – ترى القسم الأعظم من هؤلاء هم أكثر الناس انتماءاً للطائفية , وتعصباً لها , وما التظاهر بالعلمانية , أو الفكر الماركسي , أو حتى الفكر الديني الموضوعي كما يدعون إلا شعاراً يحجم الانتماء الأقوى والأكثر تجذراً للطائفية البغيضة , فبمباركة هذه الملعونة الطائفية , يتحول الناس إلى نعاج يقودهم جاهل ظلامي , أو متخلف أمي , إنْ كان في الثقافة , أو العلوم , ويظل الانتماء العاطفي " الغريزي" هو الطاغي وهو سيد جميع المواقف , وهكذا يتحزب الطائفيون إلى طوائفهم , ويفقدون أهم خصائص إنسانيتهم التي تمنعهم من القتل , فالمثال في لبنان سابقاً ولاحقاً هو القتل على الهوية , وكذلك الآن في العراق وفي كلّ مكان وزمان , وُجدت فيه الطائفية , وجُدت الفتنة , ووُجد القتل والتطهير العرقي , على أساس الدين أو المذهب , ففي الوطن الواحد كبر أو صغر نرى أنّ الطوائف تهدف دائماً إلى تحقيق دويلاتها الصغيرة وغالباً ما تجد من يشجعها على ذلك , من دول خارجية وبذلك تفقد مشروعها الوطني ويقل لديها الشعور بالانتماء إلى الوطن , خارج وطن الطائفة الوهمي , ويمكن بذلك تجزئة الأوطان وفق مصالح ومشاريع خارجية , ودائماً تجار الطوائف يجدون التربة الخصبة لنشر قيمهم ومفاهيمهم بين الناس الأقل وعياً وثقافة , هذه القيم والثقافات التي هي , أكثر رجعية وتخلفاً لأنّ مادتها العواطف والانتماء ضيق الأفق , والمصالح الأنانية , التي جوهرها تمييع التناقضات المصلحية بين أبناء البلد الواحد ( أغنياء – فقراء – عمال – رأسماليون 00 الخ ) وهكذا تصبح الطائفية هي الجوهر والغاية , فالطائفية ليست شر وبلاء فقط , بل هي عودة بالحياة إلى الوراء , واستناداً إلى مفاهيم أو حوادث, أو منعطفات اجتماعية أو سياسية , لم تعد ذات أهمية بعد أن فقدت زمنها وأسبابها وبذلك نرى من يريد إحياءها , أو إحياء مفاهيمها , وفق مصالح آنية , لتستمر في الاشتعال ( مقتل الحسين مثلاً ) ( الفكر الإسلامي السني المتطرف الخ ) ومن هنا يتبين مدى تغييب الجماهير الواسعة عن مصالحها الحقيقة في فهم حركة التاريخ , وكذلك في وعي العلاقات الجدلية بين الظالم والمظلوم , والحاكم والمحكوم , والمسُتَغِل والمستَغَل , والتغييب ضروري إلى ظهور الغائب الوهم , وتظل إشكالية المفاهيم المتناحرة هي التي تسود , لتتحول إلى سمات وقيم اجتماعية , وتظل الفتنة هي الوحش الذي يلتهم كل شيء , طالما هناك – مؤمنون بهذه المفاهيم – والحطب هو سواد الناس , وفقرائهم وتغييب المصالح الحقيقية للناس 0
* الطائفية طاعون لا يبغي ولا يذر , فاحذروه أيها البشر 0
*الطائفية كذبة صنعها دجال ويؤجج نارها محتال ويستعر بنارها الجُهّال , فاحذروها وصونوا أنفسكم منها 0 فمثقفوا الطائفية هم أكثر الناس جهلاً وبؤساً وعداوة لشعوبهم , وهم طيّعون , بيد من لهم أطماع في بلادهم , فالطائفيون يتزينون بالعلمانية , ويصبغون وجوههم بالأصفر والأحمر والأزرق , ولكن اللون الأسود هو اللون الوحيد الذي يصبغ ضمائرهم , فأنت تعجب لمن يتحدث عن الليبرالية أو العلمانية أو الماركسية , أو العدالة الخ وعندما يأتي الحديث على أحد أسياده في الطائفية , وخاصة عندما يكون هذا السيد رمزاً مقدساً لدى طائفته , تراه بلا خجل يغسل يديه من كل شيء قاله , وينبري ككل المتخلفين عن الدفاع عن صاحبه سيد المشروع الطائفي , ( فعلاً أنهم لمراهقون ) أيُّ قصور ينتاب العقل العربي , وأيُّ مثقفون هم هؤلاء السذّج الذين يقدّمون مشاريعهم الوهمية على نار ساحر كذّاب , يُبرق ألواناً تفضح جاهليته وصباه , لا أريد أن أتحدث عن المشاريع الطائفية التي ختم أسيادهم مشاريعها على قلوبهم , في العراق , ولبنان , وغيرهما من البلدان , وأن هذه المشاريع أضحت واقعاً لا تزيله حتى الدماء , لأنّ هؤلاء هم أسياد الدماء , وملوك القتل الجماعي , وأسياد الفتنة الدائمة, حقاً أنهم أمراء صغار للطوائف , ما أن يُزاح غطاء الديكتاتوريات حتى تظهر الطوائف , مخبؤة بروح الشر , الذي أجّله الطاغية وأجج سعيره , أين هي مشاريع الأحزاب الوطنية الديمقراطية ؟ لتكون بديلاً , طالما أنّ مشاريع الأنظمة كرّست الطائفية , والغلو , وأفلَتَْتَهْا من عقالها , هل المنطقة لا تستحق أن يكون لها أنظمة مدنية كباقي البشر ) إذا لماذا يحاولون العودة بالنموذج اللبناني خارج إطاره الطائفي إلى القرون الوسطى ؟
• هل ثمة عقلاء يقبلون بفئة طائفية تحكمهم وفق مفهوم الطائفي بل كيف تقوم دولة وفق المناهج والقوانين المدنية وهي تتقاسم السلطات على أساس طائفي , أليس هذا كاف لإلغاء مساوات المواطنين في الحقوق المدنية , إنسانياً , وحضارياً , وربما اجتماعياً ؟
• ليس الذنب أنك ولدت منتمياً إلى طائفة , ولكنّ الذنب أن تساهم في زرع المفاهيم الطائفية وتعميمها 0
• لا يمكن الخلاص من الطائفية إلا بالخلاص من جذورها المتعفنة , وقيمها المقيتة , وهذه مسألة شائكة تعود أسسها لا إلى الخرافة وحدها , بل أيضاً إلى القيم الاجتماعية التي أنشأت وتنشئ ذلك 0
• عدم إحياء المناسبات الجماهيرية ذات الطابع الطائفي التي تثير الفتن والأحقاد فيصبح قبر ميت من آلاف السنين هو جوهر الصراع , وليس كل المآسي والأهوال من احتلال واستغلال – وإفقار الناس إلخ 00
يا أيها الناس احذروا الطائفية فهي البلاء الأكبر 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفواصل قلقة ومتمكنة
- فواصل القرآن
- القرآن
- إخبار محمد بالغيب ومقتل الإمام علي
- يحيى الكفري – وحلاق الموتى0
- استخبارات محمد
- لماذا يريدون إبادة الشعب اليزيدي؟
- قصة الحجر الأسود
- امتيازات قريش
- العمرة
- كيف نشأ الحج
- الدين والعبادة
- الغلو في محمد
- عمل الدعاة الإسلاميين في العصر العباسي
- محمد- أزواجه –1
- - محمد - أزواجه0
- - محمد - سلاحه وأثاثه
- أوجاع الذرف المائي
- - محمد - عبيده وإماؤه
- الموارد المالية الخاصة بالنبي 2


المزيد.....




- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...
- قائد الثورة الإسلامية: ضرورة الحفاظ على جاهزية القوات المسلح ...
- فتوى الجهاد المسلح دفاعاً عن فلسطين
- -حماس- تدين منع إسرائيل المسيحيين من الوصول إلى القدس لإحياء ...
- بسبب منعها -المظاهر الإسلامية-.. شكاوى ضد ثانوية دولية في ال ...
- ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة م ...
- قائد الثورة: العدو محبط وغاضب إزاء تقدم الجمهورية الإسلامية ...
- في يوم ديني.. إسرائيل تحرم آلاف المسيحيين الفلسطينيين من الو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - أحذروا الطائفية