|
منشور بخصوص مقاطعة ما يسمى ب * الانتخابات البرلمانية* بالمغرب 7 شتنبر2007
عبد اللطيف السيموري
الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:16
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
بالتاكيد سيكون رفض الجماهير الشعبية :عمالا وفلاحين فقراء ومعدمين ،اشباه البروليتاريا وبرجوازيين صغار .لمهزلة -انتخابات-الاتوقراطية الشكلية المزيفة رفضا عارما ومؤثرا هذه المرة. و ماهذا الا تعبير مركزعن احتدام التناقضات بين جماهير الشعب الغفيرة والتحالف الطبقي الحاكم ، الذي يواصل اضطهادها واستغلالها وامتصاص ما تبقى من دمائها على صحون الراسمالية الامبريالية ووفق طقوس موجهة من مؤسساتها الاقتصادية. لكن لو تواصلت الدعوة لتوسيع الرفض ستزداد عزلة النظام واحزابه ومعاونيه الذين اصيبوا فعلا بالارتياع من هول الرفض الجماهيري غير المسبوق وبدؤوا اطلاق شتى اشكال المناورات- جمعية دابا -حملات دعاية اعلامية مسبقة - واخيرا وعود وبرامج وهمية... بل الادهى اطلاق التهديدات الغبية من على منبرقصر الملكية رمز التعفن ،حيث عرت طابع الحكم و فضحت الاعبيه بكل صفاقة و كشفت موقع كل تلاوين احزابها الذيلية كما احرجت الاصلاحية كثيرا-. فبعدما يئسوا من انجرار الجماهير الباحثة عن حلول والحاملة لانتظارت مزمنة، كما عهدوا من قبل. لتزكية عملية اعادة انتاج النظام القائم لهياكله الشكلية بغية تمويه الطابع الاتقراطي للحكم. بدؤوا يناورون بخبث ويحاولون ضمان تهدئة اجواء تمرير العملية ولو عبر الزعيق المجاني او حتى باللجوء الى ممارسة الارهاب. ان الجماهير بدات تعي بحسها العفوي ان المستفيد الوحيد من العملية هو النظام والطبقات الحاكمة واسيادهم الامبرياليين وحفنة من الانتهازيين الخونة.لقد اصبح كادحوا شعبنا يستيقظون شيئا فشيئا من مفعول الشعارات المتاكلة التي خذرتهم لفترة وجيزة ، كما انهم راوها في المدن والقرى في المعامل والحقول والمدارس وفي كل مكان ، تتحول قمعا واضطهادا وامعانا في الاستغلال والاذلال و النهب ضدهم. وبالمثل من ذلك بدؤوا يتخلصون من اخر تاثيرات الانتهازية عليهم. ان الجماهير بدات تعري طبيعة ما يسمى انتخابات البرلمانية الكرتونية .لذلك فهي تضع كل رهاناتها هذه المرة خارج مجالس الانتهازيين تلك وبعيدا عن اتجاه النظام وخذامه وعلى النقيض من موقعهم جميعا. ان الحركة الجماهيرية الاخذة في النمو منذ سنوات وان دفعت النظام القائم الى تصعيد طابعه الفاشي في مواجهتها لدرجة كشف اكاذيبه وتعرية ما تبقى من شعاراته الزائفة واعلان التمسك بالجوهر الاتقراطي للحكم المغلف بشعار الاجماع المصطنع والتطوير التدريجي للمؤسسات! ،خلفت للجماهير خبرة لا تقدر بثمن انها خبرة ان النظام لن يحقق غير مصالح الطبقات الحاكمة وكيلة الامبريالية ومؤسسات هذه الاخيرة ذاتها ،تلك التي تتعارض باطلاق مع مصالح جماهير الشعب. لذلك كله فهي -الجماهير - تدرك ان مصالحها لاتقع داخل مؤسسات الطبقة الحاكمة واجهزتها بل خارجها انها ستحقق فقط عبر طريق نضال طويل وشاق لاسترجاع ما صودر منها وسد حرماناتها وانتزاع حرياتها اولا ،ثم لايقاف الهجوم الذي لاشك يستعد النظام لمواصلته بعد ان يستجمع قواه وينهي هيكلة قواعده الشكلية، ثانيا. .
يجري الاعداد لهذه المؤامرة في ظل شروط عامة خارجية ومحلية.على المستوى الخارجي تزداد ضغوطات مختلف القوى الامبريالية على النظام القائم ما يفاقم ازمته ويعجل باحتمال اقتراب بروز اوضح لتناقضاته التي قد تنفجر قريبا بفعل عمق ازمته.القطب الامبريالي الامريكي يدفع بالنظام الى الاستسلام الكامل لمصالحه المتنامية ويجره خلفه في حروب زائفة ضد ما يسميه بالارهاب وعمليات ضمان الاستقرار بالخارج، ويستغل ملفي الصحراء الغربية ونمو مجموعات الظلامية الدينية لفرض مصالحه بالبلد ومزاحمة مصالح الامبرياليتين الفرنسية والاسبانية اقتصاديا وثقافيا وتجاوزهما لضمان مصالح عسكرية استراتيجية ثابتة كما يفرض عليه الارتماء المكشوف في احضان الصهيونية وخدمتها.هذا من جهة ومن جهة اخرى يقدم الدعم التقني والعسكري والمخابراتي لتدعيم اجهزة النظام الفاشية للتصدي لاي مد قد يتحول الى انفجار جماهيري محتمل. قد يعصف بمصالح الكل. بموازاة هذا تواصل الامبريالية الفرنسية تركيز مصالحها وفرض هيمنتها على النظام لمواجهة اي منافسة من باقي الامبرياليات.وتواصل توجيهه في ما يخص ملف الصحراء الغربية لضمان قيامه بمهمة الاستعمار الاستغلالي المباشر بالوكالة.الا انها تبعث برسائل مشفرة لوكيلها المحلي كلما حاول التململ مخافة المس بمصالحها الاقتصادية الكبيرة بالبلد= السماح بنشوء انوية معارضة بالخارج و الضغط لتحسين وضع الحريات لامتصاص نقمة الجماهير. على نفس المنوال تقريبا تتعرض الطبقات الحاكمة ونظامها المتعفن لضغوط اوضح من الامبريالية الاسبانية لاخافته =احتلال جزيرة ليلى حتى لا يفكر في وضع مصالحها الاقتصادية الضخمة مقابل قضية تحرير الثغور المغربية بالشمال التي تحتلها. كما تعزف كل مرة على مشكلات بنيوية كالهجرة والاتجار في المخدرات. وتلجؤ الى تلطيف الاجواء معه بتقليب موقفها من قضية الصحراء الغربية لصالحه تارة ودعم اجهزته القمعية ومساعدتها تقنيا وعسكريا تارة اخرى.
طبعا تنعكس تناقضات التحالف الطبقي الرجعي الحاكم مع الراسمال الامبريالي وقواه على التحالف الطبقي ذاته كما تنعكس على اوضاع الجماهير الشعبية وتناقضاتها ايضا. الا ان الانتقال الذي جرى على راس الملكية بعد وفاة الحسن وحلول محمد سمح بتجاوز خطر تهديدها من الداخل بعدما احسن النظام توفير كل الشروط لانتقال سلس لعرش القصر العلوي. لذلك فالتناقضات ظلت اقل بروزا وسط التحالف الطبقي الحاكم- الذي ضمن لثمان سنوات انقضت من خلال المناورات و عقدالمؤامرات استقرارا نسبيا لمكونات نظامه : البرجوازية الكمبرادورية والملاك العقاريين الكبار ، الذي تشكل الملكيةالرجعية رمزه و اسمنت لحمته الصلب. الا انها ستسير لا محالة نحو البروز بعد ان ظهرت اعراض ذلك ممثلة في صراع الكتل الحاكمة حول قسمة النهب والاستغلال وانفضاحها اكثر من مرة ، ثم في شكل بروز تقاطبات بدئية وسط بيروقراطية النظام حول اتجاه الولاءات نحو اطراف امبريالية مختلفة خصوصا الامريكية والفرنسية. وهو ما يكمن وراء حرب تصفية الحسابات بين بعض رموزها حول المواقع خارج او داخل النظام ذاته . يكفي لكي يحرج النظام الدي اصبح مركز تناقضات متنامية كثيرة ، ان ترفض الجماهير الكادحة اعادة انتاج قوة اخرى لسيطرته.الا ان هذا لا يعني طبعا ان الجماهير وحركتها العظيمة لا تحتوي تناقضات تمثلها الخطوط التي تتبلور في الصراع مع نقيضها من جهة وعلى شكل تناقضات كامنة داخلها وحولها من جهة اخرى. يبدو ان بعض القطاعات الجماهيرية لا تزال غير مستعدة لتغيير الطريق الذي تقودها اليها الاصلاحية .كما ان استحكام الولاءات العشائرية والقومية الرجعية والتزمت الديني يجعل بعضها منقادا لشتى ضروب الانتهازيين من الاصلاحيين بل و حتى الفاشية الظلامية والقومية الناميتين. ما هو صحيح بالنسبة للاصلاحية يمس كذلك بعض الاحزاب التحريفية التي تململ بعضها اخيرا متاخرا جدا ، وبدون رهانات كبيرة .للانضمام لجوقة ما يسمى الانتخابات تحت دعاوى ديماغوجية منحطة ادى اليها منطق تحليله الميكانيكي المفتقد لوعي علمي قد يصحح تكتيكه الخاطئ ، هذا فيما دفع حزب تحريفي اخر مرغما الى التراجع اخيراعن موقف المشاركة والقبول الضمنين بالعملية فحاول اطلاق الزعيق و نداء المناوشة دون ادنى قدرة على العرقلة او حتى تعكير اجوائها. فبعد ان احرجه خذلان النظام لمبادراته الطيبة و عدم التقاط اشارات المحاباة التي اطلقها عبر موقف تراجعي غامض تجاه ما تحضر له الطبقات الحاكمة من مؤامرة . الا ان تاثير كل تلك القوى اصلاحية وتحريفية . يبقى محدودا بالنظر لطبيعتها اولا و حجم ثقلها المهزوز داخل الحركة الجماهيرية ثانيا ، كما ان مجال مناورتها الضيق اصبح يعاكس اتجاهها بما لا يقاس بفعل واقع ازمة النظام العميقة - التي تصرف على حساب قوت وقوة وحاجيات الشعب -.فهو لايمس الا بعض فئات البرجوازية الصغيرة الانتهازية التائهة والمازومة وبعض الكدح الذين يظهر لهم سير اتجاه الاحداث مضببا بفعل موقعهم المتدني في قعر النظام الطبقي ، ما يسهل على الانتهازيين استدعاءهم باستمرار عبر الرشوة واطلاق الوعود للمشاركة ليعزلهم بعدها مباشرة بكل ازدراء.
داخل صف الجماهير ايضا يظهر موقف نقيض اتخذته بعض القوى السياسية وان بخلفيات وحسابات شديدة الاختلاف وتقديرات اغلبها مجرد وسطحي ، داب بعضها رفض برلمانية الاتقراطية الشكلية ومؤسساتها ، كما هو شان اعتى القوى الظلامية : العدل والاحسان خصوصا ، ذات السطوة وسط البرجوازية الصغيرة ، وايضا قوى الحركة القومية الامازيغية الناشئة باجنحتها الثلات الديمقراطي والانتهازي والفاشي. ثم اخيرا موقف مختلف تيارات الحركة الشيوعية المغربية الجديدة البازغة و الاقل تنظيما وهي المواقف الاقرب الى روح مصالح الشعب واكثرها خضوعا لمنطق السياسة المبدئية بمنطقها الجدلي العلمي. في ظل هذه الشروط يحضر النظام الرجعي لانتخاباته ، ليقدم شهادة نجاح اخرى لاسياده الامبرياليين على قدرات فائقة في المناورة لمصادرة حق الشعب المغربي في تقرير مصيره السياسي والاقتصادي , ومواصلة اضطهاد الشعب الصحراوي ونهب ثرواته لصالح الامبريالية. الا انها شروط تغير موازين القوى لصالح الشعب المغربي والصحراوي وبداية تجذر وعيهما الثوري الذي لم تزده اكاذيب الاصلاح الداخلي و مناورة الحكم الذاتي بالصحراء الغربية المحتلة الا تعمقا وهو ما المقاطعة الشاملة لانتخابات الاتقراطية الشكلية والمزيفة بالمرغب والصحراء الغربية الا احدى اوضح تجلياته
لا شك ان ما يبدو مجرد عملية دورية في ظل الظروف الراهنة لبلدنا، سيتكون ذات انعكاسات عميقة على اتجاه الصراع السياسي داخله.فعلى الاقل لم تعد الجماهير تقبل ان يلقى اعباء حاجات النظام على اكتافها ، بل فوق كل هذا ستعمق انفصالها عنه وعن معاونيه الانتهازيين لتتخذ لنفسها طريقا واحدا سيتعمق ويتضح مع مرور الوقت. لا خلاف حول ان عملية الانتخابات تلك ستجري وفقا لما خطط له النظام والمرتبطون به مستفيدين من استمرار سيادة نظام قانوني طبقي رجعي ولا ديمقراطي موضوع لفائدتهم ، الا ان الجماهير على الاقل ستخرج باقل الخسائر هذه المرة وستعلمهم انها ترفض ان تكرس واقعها و هزم نفسها بايديها كل مرة كما كانت حين تسقط في فخ اعدائها . وزيادة على ذلك فانها تترك للنظام ان يعيد انتاج عفنه بنفسه.
يا جماهير شعبنا الكادح ،لقد اصبح النظام القائم واذنابه الانتهازيون مكشوفين امامكم اكثر من اي وقت مضى، لذلك فانتم ترفضون تزكية جلاديكم ومصاصي دمائكم .ترفضون شرعنة مؤسسات لاوطنية لاديمقراطية لا شعبية ستواصل حرب التجويع والاضطهاد ضدكم فلكم كل التقدير
يا جماهير شعبنا المكافح ، ان رفضكم للتاشير على المؤامرة التي تستهدف ضرب حاجياتكم وحقوقكم المشروعة ، يحطم كل شعارت اعداء الشعب من : انتقال ديمقرطي مزعوم وتعاون طبقي وهمي واجماع وطني مفروض وووو انها صفعة موجعة ستوجهونها بمقاطعتكم انتخابات برلمانيته الشكلية
يا جماهير شعبنا الثورية انكم بمقاطعتكم العظيمة لعملية التسجيل في لوائح انتخابات اعدائكم ، تسحبون الثقة من كل الانتهازيين الخونة مطايا الطبقات الحاكمة وادواتها القذرة و تعلنون بداية الياس من كل نظريات الاصلاحيين التافهة والوهمية و تعلنون لها ان ذاكرتكم لا تنسى انهم مسؤولون ايضا عن الجرائم الفظيعة المقترفة بحقكم
يا جماهير طبقتنا العاملة المغربية ، يا جنين الثورة المغربية .ها قد بدات الجماهير تكسر القيود واحدا تلو الاخر .ان الطريق حتما سينفتح امامك لتخرج طلائعك الثورية الصلبة وتنظيمها عذا لقيادة ثورة الشعب ثورة العمال والفلاحين ثورة تدك اتقراطية محمد العفنة ونظامها الطبقي لتبني جمهورية ديمقراطية شعبية تقود شعبنا نحو الحرية والسعادة على طريق الاشتراكية
يحيى الشعب المغربي ، يحيى الشعب الصحراوي الخزي والعار للانتهازيين والمرتدين والموت للاتوقراطية
#عبد_اللطيف_السيموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ
...
-
المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل
...
-
-تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
-
صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري
...
-
تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ
...
-
بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل
...
-
برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا
...
-
سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية
...
-
-تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات
...
-
شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|