أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم اسماعيل - التقديس يقتل الأبداع..!!














المزيد.....

التقديس يقتل الأبداع..!!


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت الأنسانية عبر تاريخ نشوء البشرية وعبر محطات التأسيس الأجتماعي لها بمسارات من التنقل للتأسيس الوجودي وفق تشكيلات بدائية أبتداءا من الأسرة ثم العشيرة ثم التشكيل الحديث للدولة وقد كانت المفاهيم القيمية التي تتحكم بحياة الفرد والمجتمع مبنية على القوة وأرهاب الطرف الضعيف ولايمكن لأي قبيلة الأستمرار بنمط حياتها مالم تجيد مهارة الأغارة والغزوات وكان سيد الأسرة هو الأب وسيد العشيرة هو الشيخ والكل يدين لهذه الرموز بالولاء والطاعة ولايمكن لأحد مناقشتهم مهما كانت قوة هذا الطرف الذي يروم أن يكون منافسا في صنع القرار والرأي لأن سلطة الأب والشيخ محاطة بقدسية خاصة حتى وصل الأمر الى التأليه والتسليم لهم في كل الأمور وشيئا فشيئا حاولت الشعوب أن تجد لها سبيل للخلاص من هذا التسلط الذي كان اغلبه يستمد قوته بأسم الدين لكن هذا التحول الذي طرأ على البشرية هو تحول فقط بحجم النظام الذي يطلق عليها أسم الدولة لكن هذه الدولة لم تأتي بجديد أنما أستثمر حكامها منطق الدين مقياسا لوجود حكمهم فهذه الدول الدينية قتلت أبناءها من خلال الحروب والسجون والجوع وأستمرت المسيرة على هذا المنوال مسيرة من المطاحن والمهالك والطاعون والخوف والتنكيل وتسلط الاغلبية على الأقلية وتسلط طبقة على حساب طبقة اخرى مثل تسلط طبقة النبلاء على طبقة الفقراء من الفلاحين والعمال وحينما اكتشف الفلاسفة والمفكرين والفقهاء أن السلطة الدينية المحاطة بهالة من التقديس ستقضي على الحياة ولايمكن لها ان تنتج الا الخراب والويلات وقد برزت هذه الافكار في المجتمعات الغربية حينما وجدوا سلطة القساوسة وسلطة الكنيسة لاتنهض الى مايصبوا له الأنسان الحر لهذا أنطلقت الثورات وتحطمت السجون وتحطم الحكم الخرافي الذي استند على الكنيسة كمرجع للسلطة و للبقاء الدائم للحكم عبر المنهج الوراثي وقد تزامن ذلك مع الثورة الصناعية التي كانت فرنسا منبعها الأصلي ومبعثها الحقيقي وخلال هذه الفترة ظهرت فكرة العقد الأجتماعي على يد الفقيه_ جان جاك روسو_ والتي تتمحور فلسفتها حول مشاركة الشعب في اختيار الممثل لهم من خلال عقد يبرم بين الطرفين يلزم الطرف المنتخب بأحترام هذا العقد وأذا وجد الجمهور أن ممثليهم قد أخلوا بالعقد يحق لهم فسخ العقد والرجوع به الى الأصل وهكذا توالت النظريات تدريجيا بعد أن دفعت البشرية ثمنا باهضا لها لكن المحصلة النهائيه هي القضاء على الفترة السوداء من التقديس التي اخرت الشعوب قرونا وقتلت روح الأبداع فيها حتى وصل الأمر الى أن القانون هو الحاكم وليس الأشخاص وانما اختيارهم هو فقط أداة للتنفيذ ونتيجة لهذه الجهود الجبارة تمكن المجتمع الغربي من أختصار الزمن وتطورسريعا عكس الدول المتخلفة التي يطلق عليها بالدول النامية فقد أستسلمت شعوب هذه الدول لواقعها ولقدرها حيث لم تتمكن هذه الدول المتمثلة بشعوبها أن تقطف ثمار الحرية التي وهبها الخالق للجميع لأن لا سلطة لمخلوق على مخلوق لكن هذا الأمر لم يحفز هذه الشعوب على الأستفادة من تجارب الأخرين بل بقت تعيش على أرث الماضي المتمثل بالصرر والدراهم والنطع والسيف حتى قتلت أحدى هذه الدول التي تسمي نفسها بالدولة الدينية قتلت أبن بنت نبيها الذي أراد الأصلاح للأمة المنكوبة بشعارات الدين والتقديس المزيف فمن ذلك التأريخ الى يومنا لازال شعار التقديس هو مقياس العلاقة بين الشعب وبين الحاكم حتى وأن كان الحاكم مستبدا وبسبب هذه الثقافة الغرائبية بقت الدول الأسلامية والدول العربية متخلفة معتمدة كليا على الدول الغربية وأذا كانت هناك ثمة تقصير في تأصيل هذه الثقافة وهذا السلوك هو أستسلام الشعوب التي لازالت تنظر للسلطان بأعتباره منزل بوصية من السماء وكذلك تتحمل النخب الثقافية مسؤولية التقصير في لعب دور مميز لتوعية الجماهير ومهما كان ثمن هذا الدور لأن التحرر من تسلط السلطة الجائرة والتحرر من الأفكار البالية يحتاج الى تضحيات جسام ولايمكن أن يأتي التغير بسهولة انما تؤخذ الدنيا غلابا.. ومادمنا على هذه الشاكلة نقدس الحاكم مهما كان نوعه أو صنفه فمؤكد أن الأبداع لاينتعش في أرضنا نحن المغلوبين على أمرنا اقصد نحن شعوب الدول العربية... التقديس هو الذي فرق الأمة وقتل علمائها وقتل مفكريها قتل الحسين عليه السلام وقتل زيد ابن علي وقتل وقتل فأذا بصمت الشعوب على هذا الحال الى النهاية لايمكن أن تقوم لها قائمة وأذا لم ننظر للدولة هي عبارة عن بلدية وعبارة عن مركز شرطة فقط لايمكن أن نبدع فالبلدية هي تقدم الخدمات للشعب ومركز الشرطة هو الذي يرعى القانون ولافضل أحد على أحد الا بالتقوى... فمتى نتحرر من هذه الثقافة القاتلة..؟ ومتى ننبذ التقديس ..؟ ومتى ننظر للحاكم بأعتباره موظف وخادم للأمة لايميزه سوى عمله فقط..؟ متى متى يكون ذلك..؟
متى ننتهج ثورة التغير الثقافي المستند الى الفكر الديمقراطي لكي نبدع بشكل حقيقي ..؟متى يكون ذلك...؟
الأ تكفي تجارب العالم كدروس لنا لكي نتحرر من أنفسنا أولا ونتحرر من ثقافات ورثنها متراكمة بفعل أردة السلطات العفنة وبفعل الموروث الهزيل الممنهج في دروسنا المدرسية المختلفة ثانيا...؟؟؟



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليك أيها الساكن في منافي الحلم ..!!
- ذبحوا الديمقراطية من الوريد الى الوريد..!!
- `ذبحوا الديمقراطية من الوريد الى الوريد...!!
- عندما كنت متهما..!!
- مصرف الرافدين مسيرة طويلة من النجاح ومحطات من النكوص..!!!
- زورونا بالسنه مرة ياسيادة الرئيس..!!
- المجلس العراقي للثقافة خطوة مباركة.. ولكن ثمة ملاحظات لابد م ...
- كمال سبتي نجم أخر يتلألأ في سماء الناصرية..!!!
- أبتهالات على رأس جسر الصرافية...!
- طريق الموت مرة اخرى..!!!
- مهرجان الحبوبي والمرأة وفندق الجنوب..!!!
- ..!!!مهرجان الحبوبي والمرأة وفندق الجنوب
- الى روح الشهيدة السومرية نداء الجبوري.. رثاء متأخر!!!
- لاتلوموني.. أني أحبها!!
- لاتلوموني لأنها من جرح وطني أحبها..!!
- أرفعوا الحصار عن هالة المصري
- شذى حسون عطرتنا بشذاها وانستنا عفن السياسة
- في الذكرى السنوية لرحيله : الاديب عبد الامير محسن المشكور ، ...
- بعد اربع سنوات على سقوط الدكتاتورية ماذا قدمت امريكا والحكوم ...
- النون والقلم وشجون الثقافة في الناصرية


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم اسماعيل - التقديس يقتل الأبداع..!!