أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - كيف أصبح وزيراً......؟!














المزيد.....

كيف أصبح وزيراً......؟!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 619 - 2003 / 10 / 12 - 03:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   يروى في التراث ألشفاهي الكردي ان أبا حكيماً بلغ ذروة اليأس من إصلاح ولده,بعد ان جرب كافة السبل لتقويم سلوكه,ولكن دون جدوى,فاضطر لان يطرد ابنه الشاب من بيته ,قائلاً له:لن تكون رجلاً في يوم من الأيام يا بني........!وما كان من الشاب الذي تأثر-أيما تأثر-بما لقيه وسمعه من أبيه,الا وان خرج من منزل أهله,هائماً على وجهه,سائراً في مسالكها,بعد رحلة جد طويلة في ارض الله الواسعة,استغرقت عدة أشهر,كي يحط الرحال في مدينة جميلة,أعجبه منظرها,وآنسه اهلها وحسن معاملتهم !

وتحت وطأة الحاجة لتأمين لقمة الطعام ، اضطر ان يخرج إلى سوق المدينة ، يقتعد مكاناً بين عدد من العمال منتظراً فرصة أن يأتيه رب عمل ، يستعين به ، لقاء بعض من الأجر يسد الرمق ، مقابل ذلك .وبينما كان صاحبنا على هذا الحال وهو ينتظر بين طابور العمال من حوله لحظة الفرج ومجيء من يؤمن له فرصة عمل ، ولومؤقته ، فإذا به يجد ثلاثة أشخاص قد وصلوا إلى هذا المكان ، وهم يمعنون النظر في كل الوجوه، عسى أن تقع عيونهم على شخص يفوز بإيجاد عمل ولو ليوم واحد ، وهذا ما ولد الرغبة في نفس كل منهم كي يكون المحظوظ  بين أقرانه ...!

لقد مشط هؤلاء الثلاثة وجوه طابور العمال ، مرات ومرات ، وارتكنوا ركناً من الشارع ، راحوا يتهامسون فيه ، وأعينهم متجهة صوب العمال ، إذا أشار أحدهم بإصبعه يدل زميله على أحد هؤلاء ، واستمر تهامسهم بعضاََ من الوقت , إلى أن تقدم أكبرهم سناً صوب الجمع , وخاطب هذا الشاب الغريب , طالباً منه أن يتبعه فامتثل لأمره , وهو يتمنى في قرارة نفسه أن يكون العمل الذي سيكلفونه به سهلاً غير متعب , وان يدوم بعضا من الوقت كي يستطيع خلاله تأمين سبل الإقامة والعيش. بعد قليل قاده هؤلاء إلى قصر شامخ , كان آية في الروعة والجمال , وسرعان ما أشاروا إليه بأن يستحم , ويحلق ذقنه , ثم قدموا له ملابس فاخرة , ووضعوا تاجاً على رأسه مؤكدين له انه قد وقع عليه الاختيار كي يكون وزيراً في المملكة .... !

لم يكد  يصدق هذا الشاب , ما لقيه من حفاوة فائقة في البلاط الملكي ، حيث أصبحت كلمته مطاعة ،     وبين يديه حاشية من الجند الذين ينفذون كل قراراته دون أي تردد !

ظل على هذه الحال عددا من السنين , فتزوج بفتاة جميلة ، وضعت له طفلاً  جميلاً , وبات يعيش حياة جد سعيدة. فتذكر أباه وضحك, وهو يتذكر كلمته الجارحة التي رماه بها ، وكانت السبب في بداية حياته الجديدة التي لا أروع منها ولا أجمل ..! لذلك أمر بعض الجند بالذهاب إلى قريته واستدعاء شخص أسمه فلان , دون أن يبوح لهم بحقيقة انه أبوه ...!

ذات يوم جاء هؤلاء الجند ، وهم يصحبون أباه فاحتضنه بحرارة , وأمر كل من حوله ان يخلوا المكان على الفور...,وهو يروم ان يدهش أباه بما أصبح عليه من مقام عال,وشان رفيع ,بعد كل تلك التجربة المريرة من تعامله القاسي,فراح يسأله:أتتذكر يا أبي انك  قلت لي ذات يوم : لن تكون رجلاً  في يوم من الأيام يا بني...!

فأجابه أبوه بثقة عالية بالنفس: اجل يا بني,اتذكرتماماً انني قلت لك ذلك .بيد انني لم أقل لك البتة:

لن تصبح وزيراً.....!

كتب هذا النص في العام 2000

 

 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى من يهمه الأمر رجاءً على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة
- الآلية الأفضل لاختيار المسؤول : الحالة التربوية كحجر أساس وا ...
- الإعلام السوري أسئلة أكثر إلحاحاً
- الرأي الآخر !محاولة فهم قاصرة
- أربعون عاماً على الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة..
- حلبجة . . .ترحب بكم ... !!!!
- مدخل إلى مفهوم الوحدة الوطنية الأكراد والحالة السورية أنموذج ...
- مقدمات أولى من أجل سورية أقوى في مواجهة التحديات


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - كيف أصبح وزيراً......؟!