أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟















المزيد.....

من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 619 - 2003 / 10 / 12 - 03:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أدعت الصحيفة الإسرائيلية " يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة أن الطيار الإسرائيلي رون أراد المفقود منذ حوالي عشرين عاما بعد إسقاط طائرته المقاتلة في جنوب لبنان، أنه محتجز في إيران حيث يسجن في احد السجون السرية الإيرانية في العاصمة طهران.

 

وتقول الصحيفة أن أراد نقل في عام 1994 إلى إيران بعد شرائه من الحاج مصطفى الديراني الذي اختطفته لاحقا قوة كوماندوس إسرائيلي من بيته في البقاع، ولازال الديراني الذي بحسب الصحيفة يعتبر التاجر الذي باع الأسير الإسرائيلي لإيران معتقلا بدوره في إسرائيل، حيث مورست ضده أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وهو بالمناسبة على رأس قائمة الأسرى الذين ستشملهم عملية التبادل المحتملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

 

بالنسبة للطيار المفقود أراد فأن قصته على ما يبدو ستبقى عالقة ومرهونة بمعرفة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الذين تم اختطافهم في بيروت سنة 1982 ، حيث أن إيران تعتبر إسرائيل الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف. ومن المستبعد أن يظهر أي أثر للطيار أراد، هذا إذا كان لازال على قيد الحياة قبيل معرفة مصير الإيرانيين المختطفين. أما بالنسبة لمكان وجود أراد فهذا ما لا يعرفه بالتأكيد أي شخص سوى الذين يحتجزون الطيار الإسرائيلي.

 

الذي يثير الشفقة أو الضحك على الإسرائيليين هو طريقة تصويرهم للأخبار ومن ثم تضخيمها وصنعهم للخبر عبر جعله قصة مثل قصص ألف ليلة وليلة أو مغامرة من مغامرات السندباد. فقد ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أيضا أن الطيار أراد أخضع في السجن  لعملية جراحية في ركبتيه، قبل نقله إلى إيران لشله ومنعه من الهرب.

 

 تصوروا  مدى السخافة والاستخفاف بعقول البشر ومدى حماقة الذين نشروا الخبر، فكيف للعقل أن يصدق هكذا كذبة كبيرة ومثيرة، أليست للأسير حقوق في أسره ؟

 نعم له حقوق متعارف ومتفق عليها دوليا ، ولكن الدولة الأكثر خرقا  لحقوق الإنسان والأسرى والمعتقلين في العالم ، هي التي تصور تلك الأشياء الغريبة وتقول أن الآخرين يفعلونها مع أسراها، مع أن الحقيقة معكوسة فإسرائيل تمارس إرهابا منظما وخرقا منظما أيضا لكل حقوق البشر والخبر والشجر، فهي التي تقتل وتغتال وتعتقل وتختطف وتصفي المناضلين والمدنيين الفلسطينيين بدون هوادة، وبلا سابق إنذار وبغض النظر عن النتائج.

 

تتابع الدعاية الإسرائيلية تصويرها لحياة أراد في السجن حيث تقول انه يجلس على كرسي نقال للمعاقين وقد أطلق لحيته وأنه أدخل المستشفى بسبب أصابته بنوبات قلبية، طبعا الجمع أفضل من المفرد فنوبات أكثر أيلاما للإنسان وأسرع دخولا في الرأس وخرقا للأذن, وهكذا يتم التعاطف مع المسكين أراد الذي كان في حالة عدوان على دولة مستقلة وعلى شعب أعزل، حيث كان يوم سقطت طائرته الحربية، يلقي أطنان القنابل الحارقة على المدنيين والأبرياء في المخيمات الفلسطينية والبلدات اللبنانية الجنوبية.

 كأن الطيار أراد أفضل من ثمانية آلاف معتقل وأسير فلسطيني وعربي في السجون الصهيونية، ومن هؤلاء الأسرى العرب العشرات بل المئات قضوا ما بين عشرة وأكثر من عشرين سنة في السجون والمعتقلات والزنازين، حيث تمتهن الكرامة وتغتصب المحرمات وتمارس الأعمال الوحشية والسادية الموروثة عن النازية والمطورة صهيونيا.

 

 عندما يقرأ ويسمع الإنسان شهادات الأسرى الذين قضوا عقوبات في سجون إسرائيل، يتحول فجأة وتحت تأثير السمع لأنسأن لا يطيق سماع المزيد ولا يريد معرفة الجديد عن أجرام إسرائيل لأن هذه الدولة المقامة على أراضي الفلسطينيين بالقوة تعتبر أخطر وباء خبيث تواجهه الأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ومن ثم العالم أجمع.

 

أن الواقع يجعلنا نعتقد بأن مصير الطيار أراد من مصير الأسرى والمختطفين الذين لازالوا في غياهب السجون والمعتقلات الإسرائيلية، فهناك الكثير من المفقودين الفلسطينيين والعرب والايرانيين وغيرهم، الذين فقدوا إثناء المعارك والحروب مع إسرائيل، منهم على سبيل المثال الدبلوماسيون الإيرانيون ، وهناك أشخاص أعرفهم شخصيا، منهم  من هم من أبناء الجيران و الأصدقاء، ومنهم من هم من المعارف وكذلك من الأقارب، وهناك قادة ومقاتلون وضباط  فلسطينيون فقدوا في المعارك سنة 1982، اذكر الآن منهم على صعيد المثال لا الحصر، العقيدين بلال الأوسط وعزمي الصغير من قادة حركة فتح في جنوب لبنان، كذلك المقدم سعيد اليوسف الذي كان قائدا للقوات العسكرية لجبهة التحرير الفلسطينية بزعامة طلعت يعقوب أبان غزو لبنان سنة 1982. حيث فقد سعيد اليوسف أثناء معركة بحمدون الشهيرة في جبل لبنان الأشم. كذلك هناك قريب لي يدعى علي أيوب كان فقد أثناء عملية فدائية نفذت في مستعمرة المنارة سنة 1973 خلال حرب تشرين أكتوبر. ولغاية الآن لا يعرف أحد مصير علي أيوب المجهول، فقد توفي والده سليم أيوب " مختار بلدة الجش الفلسطينية" في منفاه بمخيم عين الحلوة، وكذلك توفيت عمتي أم محمد والدة علي أيوب قبل أعوام قليلة، ورحلا لجوار ربهما دون أن يعرفا مصير ولدهما علي، هذا البطل الذي لازال مجهول المكان أو القبر أو المصير حتى يومنا هذا.

 

 ترى من سيكشف عن سر وجود أو أستشهاد هؤلاء الأبطال ، وهل الذين ينادون بحرية أراد إن كان حيا وبمعرفة مصيره إن كان ميتا، هل لديهم الاستعداد لتقديم المعلومات عن مصير الذين يعيشون منذ الستينات والسبعينات والثمانيمات والتسعينات نفس مصير الطيار الصهيوني؟

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية
- في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟