أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - المثقف العربي والإستعمار














المزيد.....

المثقف العربي والإستعمار


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى هذ اليوم ما زلت أذكر أن أحد أساتذة اللغة العربية كان قد زاد من إشعال موهبتي حين قال أنني موهوب بكتابة الإنشاء وما زلت أعشق الكتابة منذ ذلك الوقت وهذا الإستاذ لم يطل به المقام في المدرسة الإعدادية التي كنت أدرس بها وكأنه جاء ليشعل بي الموهبة ويغادر طول العمر من حياتي , وحين أجلس بين نفسي وأستذكر الأستاذ أحقد عليه جدا لأنه ورطني في مفهوم الثقافة ثم ذهب .

ومنذ تلك اللحظة وأنا يزداد حبيي للثقافة على غير عادة طلاب المدارس وأشعر بالخجل حين يسألني الناس ماذا تعمل ؟
أأقول أنني مثقف في بلد لايخترم الثقافة ولا الأدب ويفضل الناس أن تمشي مع عاهرة في إحدى عواصم الدول العربية مع القحب والعاهرات أفظل من المشي مع مثقف مشتبه به أنه يمارس الثقافة , وكأنه يتعاطى الحشيش والمخدرات.

وهذه هي مهنتي ومهنتنا كمثقفين قلة الإحترام لنا في الشوارع والمناسبات الثقافية بنفس الوقت الذي يقدم به وزارات الداخلية العربية كل الإحترام لشيوخ العشائر والدجالين وأصحاب كتابة الرقيات الدينية وكتاب الحجب ويفضل في الوطن العربي الجاهل على العالم والذين لا يقرأون ولا يكتبون في وطني يبنون القصور والعلالي والمثقفون الحقيقيون يبيتون في الشوارع ويستحمون برمالها وأتربتها .

ثقافتنا العربية مبتذلة ورخيصة تماما كحيات المثقفين الذين ينتجونها , وبائع متجول على بسطه في أرخص الأسواق الشعبية له قيمة أكثر من قيمة أديب سواء أكان شاعرا أو قاصا أو روائيا .

المثقف في الدول العربية تبغظه الناس ويكرهونه ويحذر الآباء أبنائهم من السير أو المشي أو الوقوف مع مثقف وتتحاشاه الناس وكأنه كلبا نجسا أو أفعى تلدغ من يقترب منها على حين غرة .

وفستان واحد يشتريه أحد الأثرياء لعاهرة يساوي مجموع ما يكسبه أديب في عشرة سنوات .

وكتاب الأعمدة في الصحف العربية هم موظفون يقومون بتمثيلية رخيصة على الناس ويدعون مالا يفعلونه.

والكلمة الحرة مطاردة بطرق وجرائم منظمة حتى تبدو الحكومات العربية وكأنه ليس لها دخل بتعذيبهم اليومي .

وحتى تصبح ثريا في الأردن أو أي دولة عربية ما عليك سوى أن تلبس ثوبا قصيرا وتطيل لحيتك وتتظاهر بالسذاجة وقلة العقل وعدم المفهومية فهذه ميزة مطلوبة في البلدان العربية لمن يريد أن يصبح ثريا وغطاسا في الأسواق التجارية.
إنك وأنت تمشي في عمان أو إحدى العواصم العربية تبقى خائفا من أن يلقاك صديق ليسألك عن حالك ؟ وماذا تعمل ؟كيف ستجيبه , وتقولها وأنت تخجل من نفسك :أنا مؤلف ...أنا مثقف...إلخ .

وما أن تنطق بهذه العبارات حتى ترى على وجه صاحبك علامات الضحك والإستهتار :شو إنت مثقف ...يا زلمه إلثقافه ما بتطعمي خبز...إلخ .
وبعد هذا تتجاذب معه أطراف الحديث فإذا به قد تنصل من كل شيء يشير إلى الثقافة .
العالم العربي عالم مهترىء وجبان وضعيف الإرادة وضد الثقافة وقد طرد الإستعمار من البلدان العربية وناظل في ذلك وفقد الأهل والأصحاب في السجون والمعتقلات كي يحرر أرضه من الإستعمار الإنكليزي والإيطالي علما أن الإستعمار للدول العربية أفضل بكثير من الإستقلال لها .
وأنا هنا لا أطالب بعودة الإستعمار ولكن لو بقينا مستعمرين من قبل الأجنبي لكنا على الأقل اليوم في حياة تشبه حياة الدول التي تستعمرنا .

فالحكام العرب غالبيتهم ضد التنمية الشاملة ومعادون جدا للمجتمع المدني ويسيؤن للمثقفين العرب ويحاصرونهم في لقمة الخبز ويعيقون إنشاء الأندية الثقافية ويفضلون عليها بناء مسجد بإسم :عمرو بن العاص ولا يفضلون بناء مركز أو نادي ثقافي بإسم :سلامه موسى أو روز اليوسف أو ....إلخ..

إن كلمة مثقف في الوطن العربي معناها أن يقتلك الجوع وأن يستبد بك الجهال والغوغاء .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
- إسرائيل ليست عدوتنا !
- غدا عيد ميلاد
- عصر العمالقة
- أحلامي جريئة
- ب 99 دينار أردني!
- كلب إلباشا باشا
- الكلمة الحرة والكلمة المستبدة
- القادة العرب
- أدب الطغاة
- الديمقراطية للإنتهازيين وحياتنا جافة
- مجتمع الماركسيين
- رسالة إلى كتاب الحوار المتمدن
- المجتمع المدني العراقي 1
- الديموقراطية الأردنية على ضوء الإنتخابات النيابية القادمة 20 ...
- موجز تاريخ البشرية حتى عصر العملة الذهبية


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - المثقف العربي والإستعمار