سؤال طويل و عريض، و الجواب عنه يتخلص في أن هناك أكثر من سبيل للتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية بهدف تحقيق مصالح العرب و أهدافهم فإضافة للعلاقات المباشرة التي تربط الحكومات العربية بالولايات المتحدة، هناك أساليب أخرى، علما أن تلك العلاقات لا تنجح دائما في إقناع أمريكا بالقضايا التي تضمن تحقيق المصالح المشتركة، لدلك تلجأ بعض الدول إلى خلق لوبي تابع لها بالولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما و آن القانون الأمريكي يسمح لشركات الضغط السياسي الأمريكية الداخلية بان تمارس الضغط السياسي لصالح دولة أجنبية، شريطة أن يكون هدا الضغط علنيا و بأساليب مشروعة و بشفافية تامة.
و في هدا الصدد تستأجر بعض الدول العربية خدمات هده الشركات، للضغط على السياسة الأمريكية في الإدارة و الكونغرس علما أن مثل هده الخدمات تكلفها ثمنا باهضا. و هناك من يستعمل وسائل العلام لترويج قضاياه لدى المواطن الأمريكي، إلا أن الأسلوب الأكثر جدوى هو إقامة جماعات الضغط الموالية لهدا البلد أو داك المرتبطة به بروابط دينية أو عرقية أو ثقافية. و أكبر مثال لهدا النمط من التأثير اللوبي اليهودي بأمريكا، غير أن هدا المستوى يتطلب درجة كبيرة من التنسيق و التعاون و الدعم.
كما أن هناك وسيلة أخرى و يبدو أنها هي الأهم، عندما يتمكن أبناء البلدان الأخرى من أن اختراق النظام السياسي في أمريكا، عبر توليهم لمناصب سياسية سواء في الإدارة الأمريكية أو البيت الأبيض، أو الكونغرس و هده تعتبر أقصى درجات ضمان التأثير.
لكن هل العرب و المسلمون فكروا فعلا و بجدية في استخدام هده الوسائل بمحلولة التأثير في الساسة الخارجية للولايات المتحدة، كما دأب الصهاينة على فعل دالك عبر كل تلك المستويات؟