أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن شاهين - ملامح المرحلة ... واستعداد إسرائيل لإنهاء الصراع















المزيد.....

ملامح المرحلة ... واستعداد إسرائيل لإنهاء الصراع


حسن شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 619 - 2003 / 10 / 12 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 

بعد أن سلمت الإدارة الأمريكية خطة خارطة الطريق للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في 30إبريل/نيسان2003، أثير جدل فلسطيني داخلي حول الخطة الأمريكية إن كانت تشكل مشروعاً جدياً يهدف للوصول إلى تسوية حقيقية للصراع العربي الإسرائيلي، وهل هذا المشروع يحقق الحد الأدنى من آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني؟.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يثار فيها مثل هذا الجدل، فعند كل مشروع تسوية أو محطة تفاوضية ينتج عنها اتفاق جديد كان يبرز هذا الجدل وهذا التفاعل سواء على قاعدة تناول نهج التسوية برمته من حيث المبدأ، أو حيثيات وتفصيلات معينة في بنود الاتفاق، أي أن الجدل كان يتم على صورة تفاعل متبادل متعدد الاتجاهات بين تيار معارضة وتيار سلطة من جهة، وداخل مكونات المعارضة ومكونات السلطة من جهة أخرى. رغم أن هذا التفاعل في جانب منه يعبر عن حالة صحية لكن غياب المؤسسة الفلسطينية الديمقراطية أفقده مضمونه والجزء الأكبر من إيجابياته، حيث أنه لم ينعكس على  مستوى اتخاذ القرار وعلى الأداء حتى يكون فعالاً ومثمراً. على كل حال، إن مسألة إعادة بناء المؤسسة الرسمية الفلسطينية على أسس ديمقراطية هو أمر بات يشكل مطلباً لمعظم الأطراف ولن أخوض هنا في هذا الموضوع. لكن ما أريد الحديث عنه أمر آخر:
رغم كل هذا الجدل الحاصل حول مشاريع التسوية والأداء التفاوضي الفلسطيني...الخ، وبعد كل هذه المشاريع والاتفاقات التي لم تأت بأي بوادر حل عادل للشعب الفلسطيني _بدليل الحالة التي نعيشها اليوم_ بعد كل ذلك، ألم يحن الوقت لأن نسأل أنفسنا السؤال الإشكالي الجوهري: هل إسرائيل معنية فعلاً بالوصول إلى تسوية نهائية للصراع في هذه المرحلة؟.
إن الإجابة على هذا السؤال ترتهن بوعينا وإدراكنا للحقائق والسمات التي تحكم هذه المرحلة من تاريخنا والتاريخ الإنساني، والتي ترتب على تكونها وأنتجها في نفس الوقت (أي الحقائق والسمات) حدوث تغير في موازين القوى والسياسات والمصالح والقيم... الخ، والتي لم يتوقف تأثيرها على إعادة صياغة معادلة التوازنات الدولية والإقليمية التي كانت قائمة في المرحلة السابقة فحسب، بل امتد ليطال أهداف وغايات وتطلعات الشعوب والدول.
أهم هذه الحقائق والسمات:
1- الولايات المتحدة هي القطب الأوحد في هذا العالم، والقوة الأعظم، وهي الحليف الإستراتيجي الأهم لإسرائيل _وهو أمر مانفتأ الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون يؤكدون عليه_ وفي ذات الوقت هي الراعي الرئيس لعملية السلام في الشرق الأوسط.
2- انتصار الولايات المتحدة في حربها على العراق وتواجدها العسكري الكبير على أرضه.
3- الحرب على ما يسمى "بالإرهاب" والتجييش الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدول والجماعات التي تعارض مخططاتها في العالم.
4- دخول الرأسمالية العالمية مرحلة متقدمة من مراحل تطورها وهي مرحلة "العولمة" التي تربط اقتصاديات وثقافات الشعوب بشبكة عالمية محورها دول المركز الرأسمالي الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد ترتب على هذه الحقائق والسمات تداعيات إقليمية أهما:
1- زيادة حدة الاختلال في التوازن الاستراتيجي لصالح إسرائيل بعد الانهيار الكبير للنظام العراقي، والتواجد العسكري الأمريكي المباشر في المنطقة.
2- التحاق معظم الأنظمة العربية في ركب السياسة الأمريكية دون أدنى مواربة، وبالتالي افتقاد القضية الفلسطينية شيئاً فشيئاً لعمقها ولحاضنتها العربية.
3- الضغط الكبير الذي تتعرض له كل من سوريا وإيران وهما الدولتان اللتان مازالتا _إلى حد ما_ تشكلان عمقاً استراتيجياً للمقاومة والحق الفلسطيني، خصوصاً وأن القوات الأمريكية باتت تتمركز بجوار كلا الدولتين.
4- عملية الغزو الأمريكي للعراق ولدت نتائج كارثية على المشروع النهضوي العربي برمته الذي تصدع إلى حد ينذر بانهيار يطال حتى المبادئ والشعارات، حيث أصبح الوضع العربي عرضة لمزيد من التفكك والتشرذم والانحدار على نحو غير مسبوق في التاريخ العربي منذ نشوء الإسلام.
تشكل حقائق وسمات المرحلة وما يترتب عليها من تداعيات: الظروف الموضوعية التي تحدد شروط الصراع مع الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن استخدام المنطق السليم في التحليل يوصلنا إلى استنتاج مفاده: في ظل توافر هذا الكم من الظروف الموضوعية المجافية للمشروع الوطني الفلسطيني والمواتية للمشروع الصهيوني وبتظافر هذه الظروف مع عاملين مهمين هما: الطبيعة العنصرية التوسعية للكيان الصهيوني، والارتباط الموضوعي الوثيق بين دولة الكيان والرأسمالية العالمية ومركزها (الولايات المتحدة الأمريكية)، يصبح من الطبيعي والمنطقي أن ترفض إسرائيل الوصول إلى أي تسوية وإنهاء الصراع على قاعدة قيام دولة فلسطينية في هذه المرحلة التاريخية، حتى ولو كانت هذه الدولة ستقوم على مساحة محدوة من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 67. ولهذا الرفض الإسرائيلي عدة أسباب مرتبطة بالظروف الموضوعية التي تطرقت لها سالفاً، هذه الأسباب هي:
1- إسرائيل الآن تعيش أفضل أيامها، وهي لم تكن بمثل هذه القوة والجبروت من قبل، في ظل استشراء الضعف والوهن في الجسد العربي والفلسطيني، ذلك جعل إسرائيل تشعر بأن هذه المرحلة تشكل بالنسبة لها فرصة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والإنجازات التاريخية على كافة الصعد، وسيكون من الغباء المطلق أن تقدم على تسوية نهائية الآن، في وقت الحصاد وجمع الغنائم بالنسبة لها. 
2- رخاوة القيادة السياسية الفلسطينية وعدم تماسكها، وإذعانها المتكرر للاملاءات الأمريكية والإسرائيلية عبر تقديمها تنازلات جوهرية من دون أي مردود حقيقي يعود على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. هذا الوضع مكن إسرائيل من خفض سقف المطالب الفلسطينية أكثر من مرة، وطالما الحال كذلك: لماذا تقبل إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية إلى جوارها الآن، وهي قادرة مع مرور الوقت _وبفرض المزيد من الحقائق القاهرة على الأرض_ على دفع القيادة الفلسطينية إلى المزيد والمزيد من التنازلات والتفريط، حتى تهبط بالمطالب الفلسطينية إلى مادون الدولة ذات السيادة!.
3- إسرائيل تدرك أن حالة الترابط بين تمكنها من بناء علاقات طبيعية مع الدول العربية والإسلامية في المستقبل القريب وبين إعادتها لحقوق الشعب الفلسطيني، بدأت تتفكك عملياً في ظل المتغيرات الدولية، وبالتالي فإن تحقيق إسرائيل لمشروعها بالتحول إلى المركز الاقتصادي والسياسي للمنطقة لن يكون مرهوناً بالتقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين والوصول إلى تسوية، بل هو استحقاق ستناله بعد انتهاء الولايات المتحدة من إعادة الصياغة الجيوسياسية للمنطقة.

كل هذه الأسباب تجعل إسرائيل غير معنية بالوصول إلى تسوية تتضمن إقامة دولة فلسطينية في هذه المرحلة، وهي حقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس، خصوصاً بعد إسقاط إسرائيل لعملية الهدنة التي كانت بالأساس شرط إسرائيلي لتطبيق خارطة الطريق!.
لابد أن نعي هذه الحقيقة التي تدعمها معطيات كثيرة، لا يجوز أن نستمر في السير خلف نهج تسووي عقيم يجرنا نحو المزيد من الانحدار، بل والأنكى اعتباره النهج الوحيد الذي يقود إلى دولة فلسطينية كما صرح رئيس الحكومة السابق !!.
يكفينا سعياً خلف الأوهام، علينا أن نعي أننا نواجه خطر تصفية قضيتنا برمتها، وقد آن الأوان لأن نبدأ بتحصين جبهتنا الداخلية عبر إعادة بناء المؤسسة الفلسطينية الرسمية على أسس ديمقراطية وعلى قاعدة المقاومة وتعدد أشكال النضال، لنكون مؤهلين لمواجهة تداعيات المرحلة العصيبة التي نعيشها.



#حسن_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن شاهين - ملامح المرحلة ... واستعداد إسرائيل لإنهاء الصراع