أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هلال هرمز - شوارزنيغر , صدام... والمراكز الإنتخابية في أكتوبر















المزيد.....

شوارزنيغر , صدام... والمراكز الإنتخابية في أكتوبر


هلال هرمز

الحوار المتمدن-العدد: 619 - 2003 / 10 / 12 - 03:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



كان ذلك في ( أكتوبر) عام 1995 في العراق عندما توجهت مع مجموعة من أصدقائي الى إحدى المراكز الإنتخابية في حملة ماسمي في حينه بالإستفتاء على منصب رئيس الجمهورية والذي حصل فيه صدام على نسبة 99.9%, دخلنا القاعة متجهين الى إحدى المتطوعات والتي سحبت عند وصولنا اليها بطاقة عشوائية من تحت كوم الورق الملقى بجانبها , وبادرت بالنيابة عني الى التأشير على كلمة ( نعم ) ... ثم أعطتني البطاقة قائلة ( الآن بإمكانك رميها في الصندوق )
  والجملة المكتوبة على البطاقة هي  : هل توافق على صدام حسين رئيساً للجمهورية ... وتحتها مربعان (نعم ) والذي تم تأشيره مسبقاً ,  والآخر (لا).

قلت لها ولكنك أنت من إخترتي وليس أنا , فأجابت " أغلب الناس أميين أو متعبين ونحن هنا لتوفير الجهد عليهم , وأردفت قائلة : أخي بلا فلسفة .. بالتأكيد سوف تختار نعم ..ولاأدري إن كنت تنوي عكس ذلك"

فأجبت : كلا أختي ولكني ليس أمياً ولامتعباً فلدي شهادة بكالوريوس ومازلت شاباً فدعيني أملأها بنفسي.

 ولسوء حظي رأت الرفيقة في جوابي هذا إستفزازاً لها .  فنادت أحد الرفاق البعثيين بصوت عالٍ ,

 أتى مسرعاً وهو يدمدم ويشزرني بنظرة غريبة من عينيه الحمراوين ( شنو القضية .. شكو) , فأجابته الرفيقة بإستهزاء وهي تؤشر بطاقات أخرى لأناس آخرين :" الأخ معترض على طريقة عملنا" .. ما أن أكملت العبارة حتي صرخ الرفيق:" هذا تعكير لصفو التجربة , هذا تشكيك بولائنا للرئيس القائد " وهو مسترسلاً بالصراخ وكرشه يتدلى , حضر مدير المركز الإنتخابي على أثر الضوضاء قائلا: " مالذي يحدث بالضبط " وكان سؤاله موجهاً إليّ , فسردت عليه ماحدث .. فأجابني ببرود : " ومالمانع "! .. فرددت ( وكان موقفاً يتطلب مني إستخدام طرقهم الملتوية للتخلص من شرورهم) ..

أجبت : " إن السيد الرئيس منحنا فرصة ديمقراطية ورغبت بإختياره بنفسي لكي أشعر بأني قد أعدت جزأً من أفضاله علينا " .. هز مدير المركز رأسه مستحسناً قولي.. وأمر الرفيقة بإعطائي بطاقة فارغة للتأشير عليها . فذهبت الى الزاوية التي كان يفترض بأنها قد أعدت للإختيار سراً , وكنت أول من إستخدمها على ماأعتقد , , و بعد أن إخترت أحد الجوابين , رميت البطاقة في الصندوق , وذهبت الى بيتي بعد أن ودعت أصدقائي .

 

 في نفس الليلة إستيقظت مرعوباً على طرقات عنيفة كاد يتهاوى على أثرها بابي , إسترقت النظر من ثقب الباب وإذا  بمجموعة من رفاق المنظمة الحزبية الموشحون بالزيتوني الغامق يتقدمهم ذات الرفيق ذو الكرش المتدلي , خرجت محيياً , لكن ردهم كان : " تفضل معنا على قيادة الشعبة الحزبية" .. قلت " خير" .. فأجاب : " هناك سوف تعرف" . وصلنا هناك وبدأت رحلة المتاعب .. خاصة عندما إفتتحها أحدهم  بالقول :" وجدنا إحدى البطاقات التي ترفض إختيار السيد الرئيس , وكما رأيتنا ( والقول له ) لم نتوانى في خدمة المواطنين وتسهيل المهمة عليهم جميعاً , وأنت الوحيد في مركزنا الإنتخابي من رفض خدمتنا, لذلك مرت ورقتك دون أن  نراها , ففعلتها بغفلة منا "

لم يترك لي فرصة الرد , ورفع سماعة الهاتف , لم أفهم من حديثه مع الطرف الآخر سوى ( موجود إتفضلوا لكن بسرعة رجاءً ).. أنهى إتصاله الهاتفي وبادر الى الحديث مع رفيقه حول موضوعٍ آخر.. لم تمر سوى فترة قصيرة حتى وصلت جحافل الشرطة السرية ( الأمن) .. وإقتادتني مكتوفاً ومعصوب العينين الى مديريتهم المشؤومة ( والأمل ضعيف لمن يدخل هذه المديرية بالخروج منها صحيح معافى ) .

أستقبلوني هناك على طريقتهم الخاصة ( ولاأعتقد إن القارئ بحاجة للتفاصيل فالجميع يعلم طرقهم الوحشية في إنتزاع الأقوال)

بعد بضعة أيام من التعذيب على ذمة التحقيق ,أستدعيت الى أحدى مكاتب التحقيق داخل المديرية , تملـّكني الرعب حينها, لكني كنت أتصنع عدم الإكتراث. دخلت المكتب , هنا حدثت المفاجأة !

 إذ ْ أمرني الضابط بالجلوس وقدّم لي سيكَاراً.., وبدأ يوحي لي بأنهم مخطؤون بإتهامهم إياي , وختمها بإمكانية عودتي الى البيت . رحماك ربي ماذا أسمع ,( كنت أردد في داخلي) تباعدت المسافة, تثاقلت بي الخطى للوصول الى الباب الرئيسي, وإجتاحت ذهني عاصفة من علامات الإستفهام لم تجد لها جوابا.

ولكن العاصفة تلاشت بعد أن وجدت أحد أقاربي ينتظر خروجي (وقد إتصلوا به مسبقاً للمجئ) .. فعلاً كان قراراً غريباً ومفاجئاُ ذلك الذي أٌطلق على أثره سراحي ,

دعوني أسرد مادفعني للخوض في ذكريات أليمة لتكتمل الصورة , ومن ثم أذكر المصادفة الغريبة , التي كانت سبباً في خروجي من  دهاليزهم المظلمة.

 

في ( أكتوبر أيضاً) ولكنه عام 2003 , في الولايات المتحدة (كاليفورنيا) هذه المرة , أتيحت لي الفرصة للتصويت على منصب حاكم الولاية , وكنت كأغلب العراقيين الأمريكان  قد قررت إختيار مرشح الحزب الجمهوري ( آرنولد شوارزنيكَر)... ذهبت للتصويت وجدت  قاعة المركز الإنتخابي هادئة , خالية من البهرجة الكاذبة والدعاية الرائجة لأي من المرشحين ال 135, على العكس من تلك التي دخلتها عام 1995 والتي كانت فوضوية و طواقمها مستنفرة لإضفاء هالة إعلامية ترويجية لمرشح أوحد.
 كما لم تكن مساعدة الناخب على الإختيار واردة , فطواقم المركز الإنتخابي تتحاشى التدخل خوفاً من المساءلة القانونية, والمركز الإنتخابي كقاعة الإمتحان , ( الإجابة بما تراه مناسباً).. إخترت مرشحي وعدت لبيتي أنتظر النتائج , فاز آرنولد , وإبتهجت لفوزه.. ونعمت ليلتها بنوم عميق حيث لم ينتابني القلق من إن جحافل (غَري ديفز ) الذي خسر منصب حاكم الولاية سوف تجتاح الدار لإستجوابي .لأن داري كانت تحتَ سماء بلادٍ يحكمها القانونْ .

 

تبارى صدام مع نفسه ففاز بنسبة 99.9%  , وهي تبدو أعلى بكثير من النسبة التي فاز بها شوارز نيكَر والذي حصل على 47.9%  في إنتخابات كان منافساً له فيها 135 مرشحاً, إلاّ إنّ الفضل في فوز صدام بهذه النسبة العالية يعود لكونه( اللأعب الوحيد والحكم أيضاً في ملعب لا مراقبي خطوط فيه , وفوق كل متفرج جلاد يحثه على التصفيق أو يصفق بالنيابة عنه طمعاً في مكارم القائد المنتصر,وعندما تنتهي المباراة يصفق الجميع جمهوراً وجلادين وينسى صدام التصفيق لنفسه فيفوز بصوت ناقص).


وبالعودة لسبب إطلاق سراحي ... فبعد بضعة أيامٍ من دخولي دائرة الأمن في أكتوبر 1995 , أعلن التلفزيون العراقي نتيجة الإستفتاء المزيف مفصلة حسب المدن ومن حسن حظي إن مدينتي كانت من ضمن المدن التي إدّعوا باطلاً بأن نتيجة الإستفتاء فيها 100%  لصالح الرئيس (المرشح الأوحد), وذلك ماأعطى الحجة لأهلي بنفي التهمة عني أمام المسؤولين المحليين الذين قد أقروا بأنفسهم هذه النتيجة والتي تتعارض مع إتهامهم لي الذي ينص على  "إختياري (لا) لصدام , وتحريضي البعض على فعل الشئ ذاته".

 



#هلال_هرمز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سواد عيوننا وزرقة عيون الأمريكان
- العراق الجديد :مارسوا أحزانكم علناً وأفراحكم كتمانا
- السجون العراقية مقابر لايغادرها النزلاء السياسيين


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هلال هرمز - شوارزنيغر , صدام... والمراكز الإنتخابية في أكتوبر