هديل قشوع ورانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نايف إبراهيم يوسف أبو لبن أحد الملاكين في اللد يفتح قلبه "للمدينة، ويكشف أمامها كيف قامت المخابرات في مدينة اللد بنسج قضية الاتجار بالمخدرات له، لكسر معنوياته حيث فرضت الحبس المنزلي عليه للحد من تحركاته**" أنا أتهم الدولة في وصمة العار التي وضعت على مدينة اللد حيث أنها تسببت في ذلك حيث أن رجال الشرطة تسعى لحصر المخدرات ووضعها في منطقة واحدة ألا وهي اللد"**"آه والله..! أشعر بالندم, فقد كان من اللازم أن أطالب بحقي في العودة الى زكريا والتي هُجرنا منها من 1950 وأشعر بالندم لأن والدي أخذ التعويضات هنا وليس في بلاده وقد ضاع حقنا في بلدنا وهنا ناقمون علينا ولا يعاملونا كبني بشر
المواطنون العرب يعانون في اللد من سياسة قمع وتمييز وإذلال وهناك سياسة ممنهجة تتبعها الدولة لمنع أي عربي من التقدم، هكذا يصف نايف ابراهيم أبو لبن الوضع القائم للعرب في اللد حيث قامت المخابرات بتلفيق قضية الاتجار بالمخدرات لأبو لبن، لتكسر معنوياته في التصدي والتحرك والمطالبة بحقوقه الأساسية كمواطن
ومع ان الوصول الى المنطقة الصناعية في اللد ليس سهلا إلا أن المدينة استطاعت أن تصل وتلتقي أبو لبن الذي تحاربه البلدبة والسلطات للإستيلاء على ارضه .
نايف إبراهيم يوسف أبو لبن أحد الملاكين في اللد يفتح قلبه "للمدينة، ويكشف أمامها كيف قامت المخابرات في مدينة اللد بنسج قضية الاتجار بالمخدرات له، لكسر معنوياته حيث فرضت الحبس المنزلي عليه للحد من تحركاته.
والدي من ملاك الى بياع صبر
يقول أبو لبن ترعرعت في أسرة قروية هجرت سنة 1950 من منطقة اسمها زكريا، على أطراف جبل الخليل، وكان أهلي مواطنين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد قيام دولة إسرائيل, وكان عدد السكان هناك حوالي 480 نسمة، الإحتلال الإسرائيلي أخرجهم من القرية بقوات عسكرية إلى مخيمات غربي مدينة الرملة، وجمعوا هناك المهاجرين من عدة مناطق من القرى المجاورة لمدينة الرملة، في معسكر لاجئين، وقد خرج هؤلاء اللاجئين وكل سكن في بيت "على قد الحال" مكون من غرفة أو غرفتين, وفي سنة 1953 ولدت أنا.. وحينها كان والداي يخرجان مع مقاولين لقطف الصبر والزيتون والتين و الحمضيات، وحتى سنة 1957 كان والدي يعمل بالصبر.. بعد أن كان ملاكا تحول الى عامل يقطف الصبر ويبيعه..
والدي توجه الى أحد أصدقاءه والذي يدعى فرح زريق, مع "الكواشين" التي تثبت أملاكه، فأبلغه انه يمكنه أن يكسب قضيه بتوجهه الى المحكمة المركزية في تل أبيب, والتي لم تبث في الموضوع حتى استأنف ذلك وتوجه الى المحكمة العليا في القدس، وحصلنا في 18/3/1963 على هذه الأرض، وفي هذه السنوات كنا نسكن في مدينة الرملة حيث نملك حوالي 140 دونما غربي الرملة، وهو ما يسمى اليوم بن غوريون وقد عشنا هناك من سنة 1963 وحتى سنة 1973 حتى جاء قرار بإخلائنا من الأرض ونتيجة هذا القرار توجهنا الى المحكمة المركزية وهناك تم إخلاؤنا بالإرضاء، وبالفعل قمنا بعد ذلك بإخلاء الأرض بناءا على طلب المستشار بشئون العرب بتعويض مبالغ محترمة... ومن ثم خرجنا من مدينة الرملة سنة 1975 أثناء موسم الحصاد, وتوجهنا الى مدينة اللد وجلبنا خط ماء من مكوروت حتى نستطيع العيش في قطعة الأرض هذه وخلال أربع ساعات أدخلت مشروع المياه لهذه القطعة، وقمت ببناء غرفتين ، ومن هنا انتقلت للعمل في منطقة تل الصافي حيث عملت هناك كمدرس في مبنى كبير يدعى قصر العزّة ولم يكن مدرسة أصلا, وبعد سنتين انتقلت لمدرسة في الرملة حتى سنة 2001 ،بعد خدمة 28 عاما شعرت أنني لم أتقدم حتى لمجرد أن أكون نائب مدير.. فقررت ترك سلك التعليم هناك بإرادتي لأن التعيينات كانت آنذاك قائمة على أساس الحمولة والأقارب والمفتشين كانوا يعينون ويفصلون..
كنت معلما ومزارعا
باشرت في الزراعة إضافة الى كوني مدرس ودمجت بين العملين, وحين جئت الى هنا سنة 1993 قمت ببناء أول بيت على أرضي, وبعد عدة شهور جاءني أمر الهدم من البلدية, واحترت في الأمر حيث لم تكن لدي الخبرة في ذلك وتوجهت الى رئيس البلدية " مكسيم ليفي" وقد أعطى قرار على ألا يهدم البيت, وفي سنة 1995 انتقلت للعيش في اللد، وحصلت باعتراف البلدية في البناء، وبعد عام فاجأتني البلدية بطلب سحب الاعتراف وطالبوا بهدم البيت, لأسباب غير واضحة, سياسية, داخلية, اجتماعية، والشاباك لا يريد أن يكون لعائلة عربية أملاك كهذه حتى لا نقوم بتطويرها, وخرجوا لنا بحججهم الواهية التي اعتدنا عليها كعرب في الدولة وهمهم الأول وشغلهم الشاغل مصادرة الأراضي, وكخطوة أولى أخذوا جزءا من الأرض وقاموا باستغلالها كشارع رئيس، وأنا هنا على مفترق طرق بالمنطقة الصناعية والبلدية تتجاهلنا والشوارع غير منظمة كغيرها من الشوارع, وأضاف نحن لا نتلقى الحقوق كغيرنا من أحياء عبرية، فلا يتم تنظيف الشوارع هنا ونحن مهملين لأخر درجة.. رغم أننا ندفع الأرنونا, فلماذا يتم تنظيف شوارع الأحياء اليهودية يوميا بينما نحن نحصل عليها مرة واحدة في السنة وبعد صراع طويل وشديد الأمد مع المسئولين عن ذلك.
وأضاف بمرارة أنا من سنة 1995 في مواجهة في المحاكم مع البلدية التي طالبتني وتطالبني بهدم المباني، في هذا اليوم نعيش هنا حوالي 10 عائلات أي حوالي 50 نفر ويعمل عندي حوالي 72 عاملا أغلبهم من العرب يعملون من عدة مناطق. علما أن في منطقة اللد هناك حوالي 200 ألف متر بناء مرخص وليس هناك من يأتي لإستثمارها, لا يريدون المجيء الى اللد بسبب الأفكار المسبقة عن المدينة، رغم أننا نشكل 25% من عدد سكان اللد، ورغم المشاريع الكثيرة التي تدخل مدينة اللد إلا أن العرب لا يحصلوا على أية مشروع .. لا يوجد تخصيص اقتصادي معنوي للعرب من مدارس من بريد وعيادات وملاعب ونوادي للترفيه, نعم لقد بدأ العرب بالبناء غير المرخص, لأنهم يريدون سقفا يأويهم, فسياسة الدولة دفعتهم للبناء غير المرخص خاصة في مدينة اللد, حيث هناك ما يقارب الى 1150 بيت غير مرخص, حيث يشكل أصحاب هذه البيوت 12% من السكان, أي أن البيوت غير المرخصة تشكل 50% من البيوت العربية في اللد. لماذا؟ أنا ضد البناء غير المرخص لكن أعطيني بديل, أرض أبني عليها.. سأعطيك نموذجا حي"جني أفيف" والذي بني من غير ترخص حيث دخلوا من غير ترخيص أو حتى طرق للوصول إليه ودخلوا إليها من طرق جانبية, وبما أن هذا الحي هو لليهود واغلب من يسكنه من رجال المخابرات أو ممن خدموا الدولة فهو قانوني فليس فيه عرب والمقاولون الذين أعدوه ليسوا من العرب فلن يقوموا بإجراء أي عقاب، فهي تعاقب فقط العرب, معنى هذا أن كل بيت غير مرخص حكم عليه أمر هدم بالإضافة الى 30 أو 40 ألف شيقل غرامات, ولو حسبنا هذا المال على بيت غير مرخص نرى بأنه قد دفع الأرنونا لمدة 25 سنة مستقبلا، وأنا أريد أن أتقدم للجنة القطرية لأني معني بحل المشكلة هنا وأنا على استعداد كامل للجلوس مع رئيس البلدية وكل طرف معني بحل المشكلة من وزير الداخلية أو مهندسين من البلدية للتوصل الى حل.
تلفيق قصية المخدرات
وعن سبب تصويره وعائلته في المحطات الإسرائيلية على أنهم بنوا ما بنوه من مشاريع لضلوعهم في الاتجار بالمخدرات قال:
شاهدت كثيرا في التلفاز صورة للعمارة كتشبيه وإيضاح عن تجار المخدرات ماذا والى أين يصلون نتيجة تعاملهم وبيعهم المخدرات, أنا أتهم الدولة في وصمة العار التي وضعت على مدينة اللد حيث أنها تسببت في ذلك حيث أن رجال الشرطة تسعى لحصر المخدرات ووضعها في منطقة واحدة ألا وهي اللد, ففي كل تقرير صحفي أو تلفزيوني أراهم يصورون المحلات هنا في اللد لتبقى القولبة ذاتها لا تتغير عن اللد بينما المدن اليهودية يستأصلون منها كل المخدرات ليبعدوا عنها الشبهات حتى تبقى نظيفة. يعني أن الدولة تولد الإحباط والكراهية, وكأنهم يريدون أن يظهروا للجميع بأن العرب لا يمكنهم التقدم إلا بتجارة المخدرات. وأضاف بنبرة حادة لمعلوماتك أنا الآن في حبس منزلي منذ حوالي سنة, وقد اتهموني في تجارة المخدرات، أنا الآن اجلس في "الكيوسك" وحتى هذا اليوم لا أملك رخصة بيع, بسبب البناء غير المرخص وأضاف بحسرة أدفع أرنونا على الكراج الذي تريه 3800 شيقل شهريا إلا أنني لا أملك رخصة العمل له, وقد أغلقت الدكان لنفس السبب, المطعم.. أغلقته لنفس السبب وحتى الان لا أملك الرخص, لقد بنيت وبنيت على أرضي ولدي الإثباتات أنها أرضي حسب تحقيقهم وتخطيطهم وكان هناك موافقة مبدئية من المهندسين .
لأني عربي
تحيطيني من جميع الجهات مناطق صناعية أما أنا فقد قالوا لي أنني موجود في منطقة زراعية ولا يمكنني استعمالها للبناء, وأعتقد أنه هذا المكان كان يجب أن يكون صناعيا منذ زمن لكن لماذا أنا بالذات أرضي زراعية, هل لأني عربي ؟ وقد علمت من المهندس كمال أبو لبن أني لو لم أقم بالاستيطان هنا وتنفيذ المشاريع, المغسلة والإطارات والكراج والمحددة والمطعم والدكان وصناعة الباصات ونزل يعيش فية 150 من العمال الأجانب, لصادروا مني الأرض منذ زمن إلا أن اجتهادي هذا كان حصنا لي من مصادرتهم للأرض.
وبصوت عالٍِ وتحد جديد لأبو لبن أعرب عن تحديه و " لاحق العيار لباب الدار " وافقت على أن تكون المنطقة المعينة (10 دونمات) منطقة زراعية وقررت العودة إلى المحراث والأرض, وذهبت إلى وكالة الماء وقالوا لي أنني قمت باستخدام ارضي بالبناء وقالوا لي من أين لك الأرض للزراعة, فأخذوا مني مخصصات الماء 18 ألف كوب, فجاءت البلدية وجردتني من خط الماء التابع لشركة "مكوروت" الذي يزودني بالماء منذ 34 سنه, وفي هذه السنة قبل 3 شهور قطعوا عني خط الماء, والذي بنيته سنة 1974, وقمت بالاستئناف لممثل شركة المياه من تل أبيب فأجابني أنه مخول لأن يعيد لي خط المياه بشرط أن يرى الأرض الزراعية المكونة من 10 دونمات, وجاء ورأى الأرض المزروعة وطالب البلدية بمد خط مياه استثنائي على أساس أنني مزارع, أما البلدية فلم تكن عندها القدرة على مد خط مياه استثنائي لي. وحتى الآن أنا أحاول وأكافح للحصول على أبسط الحقوق.
أرى في العودة للزراعة تحد لسياسة إسرائيل
اجل أنا أرى فيها سلاح تحد, عمليا إذا عدت للزراعة فهذا هو سلاح التحدي ممكن أن أخلق هنا ضغطا على البلدية من خلال الماشية والزراعة في المنطقة الصناعية, اليوم في منطقة اللد ما يقارب الـ6000 رأس ماشية, أي أن اللد أصبحت ما يشبه قرية زراعية أكثر من كونها منطقة صناعية أو منطقة تطوير أو بما يسمى بـ" بوابة الدولة" نسبة للمطار.. العرب اليوم ليس لديهم الفرص الكافية للعمل, رفضت زوجتي في العمل لأنها عربية، أي أن العرب لا يمكنهم العمل إلا في الأعمال السوداء.
قبل حوالي 3 أشهر طالبوا بتوسيع الطريق القائم, حوالي 10 أمتار, وقد كنت الوحيد الذي طالب بالاستئناف, وجلبت مهندس معماري ومهندس مساّح ومهندسين وقدمنا استئناف.
أنا أدفع حوالي 43% من المدخول للدولة, وأعتقد أن لي حق بالدعم من الدولة, وبعد كل هذا أجد الاضطهاد جزائي.
أشعر بالندم
"آه والله..! أشعر بالندم, فقد كان من اللازم أن أطالب بحقي في العودة الى زكريا والتي هُجرنا منها من 1950 وأشعر بالندم لأن والدي أخذ التعويضات هنا وليس في بلاده وقد ضاع حقنا في بلدنا وهنا ناقمون علينا ولا يعاملونا كبني بشر, وعندي الاستعداد بأن يأخذوا الـ10 % وأن أحظى بحق العودة الى بلادي وتعود لنا أملاكنا, أنا لم أترك بلدي بإرادتي, بل أجبرونا على تركها حينذاك, أنا كإنسان متألم لأنني أدعم دولة كانت السبب الرئيسي لتهجيري من أرضي وتكافؤني اليوم بسياسة الاضطهاد, وكنت مقتنعا أن الجميع سيأخذ ولو 10% من أملاكه لكن أن تبقى بأرضك, وفي كل 10 سنوات يجردونك من القليل حتى يجردوك منها لتجد نفسك بعد سنين دون شيئا هذا ظلم و حرام, أنا موجود على أرضي ولا يحق لي البناء والهدم هو المصير, وأنا موجود هنا حتى النفس الأخير, وإن أخذوا مني كل شيء سأسكن في "كرفان" بيت متنقل وسأعود وأعيش في أرضي ومسقط رأسي لأنها لي ومن حقي الاستيطان فيها قبل أي يهودي.
#هديل_قشوع_ورانية_مرجية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟