|
لا لإزدراء الإسلام ونعم لإزدراء الأديان !!؟؟
ماغي خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يطالب العالم الإسلامي برمته بعدم إزدراء الأديان وعدم المساس بالمقدسات والمسلمات الموروثة ، ويطالب بعدم الإقتراب من الأماكن المقدسة والعبث بدور العبادة والعمل على هدمها أو حرقها أو إتلاف ما تحويه من كتب دينية أو ممتلكات رسمية !!! من الجميل جدا أن يطاب العالم الإسلامي بهذا الحق وأن يحاول حماية المقدسات والموروثات من النقد ومن العبث بها ومن وقف محاربتها والإستهزاء بها !! ولكن هل هذه المطالبة تشمل المحافظة على حقوق الديانات الأخرى وحماية دور عبادتهم وعدم التشكيك في معتقداتهم وعدم إحتقار كتبهم ... أم أن هذه المطالبات هي خاصة بالمعتقدات والمقدسات الإسلامية حصريا !!!
كيف يطالب المسلم غيره بإحترام معتقده وهو من يحارب معتقدات الآخر !؟ كيف يطالب بتقديس الموروث الديني وعدم الاقتراب من التراث الإسلامي وهو الذي يبدأ بمهاجمة الآخر من خلال الخطب الدينية التي تلقى في المساجد بعد كل صلاة من قبل الشيوخ الذين يستمدون ثقافتهم الدينية من قرآنهم وأحاديث نبيهم الكريم !!؟؟
يتجاهل الشيوخ تلك الخطب التي تلعب بالعقول وتخدرها وتشحنها بشحنات سالبة اتجاه أبناء المعتقدات الأخرى .. هذا ناهيك عن البرامج الإسلامية التي تبث عبر المحطات الفضائية والتي تنشر غسيلها الملوث أمام العالم أجمعه من إصدار فتاوي وتوجيه لعنات ودعاءات على الأقليات وأبناء المعتقدات الأخرى الذين يلقبون بالمشركين والكفار وبعبدة الشيطان !!!
لماذا لا نسمع إستنكاراتهم ولا تعلوا صيحاتهم عندما يتم حرق أحد المعابد أو قتل رجل دين أو إغتصاب فتاة ما من أي معتقد كان !!!! أهذه هي الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها رجل الدين المسلم الذي يربي أجيالا على يديه لتعطي صورة متخلفة إرهابية ودموية أمام المجتمعات الأخرى !!؟؟
يطالب العالم الإسلامي بالمساوة والحرية !!!؟؟؟ أي حرية وأي مساواة تطالبون بها من الشعوب الأخرى وخاصة الغرب الكافر !؟ أخذتم حقوقكم بكل أريحية ، أخذتم جنسيات الغرب الكافر وحملتم جوازات سفر الدول الكافرة ، نهلتم من علومها المختلفة ، وسكنتم تحت سماءها وعشتم على أرضها ، جوامعكم ملأت تلك البقاع ، ومع هذا لم يسلم الغرب من لسانكم ومن بطشكم وأحقادكم .... بقي اسمه الغرب الكافر !!!؟؟
تنشرون تعاليمكم وتقيمون صلواتكم بكل حرية ودون أي عمليات قمع أو تكفير في تلك الدول ، ومع هذا بقي الغرب العدو الأكبر لهذه الدول التي تعتبر نفسها خير أمة أخرجت للناس !! أخذتم أكبر عدد من الكنائس وحولتموها إلى مساجد بحجة قلة عدد الجوامع ومع هذا لم نطالبكم بإستردادها !!! تنعمون بكل الإختراعات و الإكتشافات التي تواكب العصر الحديث من الإبرة حتى الصاروخ ، ومع هذا تقولون أن الله سخر لنا هؤلاء الكفار ليكونوا عبيدا لنا ، هم يصنعون ونحن نبلع !!! إلى متى هذا الإستغفال والإستغلال واللعب على عقول الأقليات وهدفكم هو نشر دينكم على حساب حقوقهم وكرامتهم وإنسانيتهم !!؟؟ ألا تعتبر تلك الأعمال إزدراء للأديان !!؟؟
في حال أراد المسلم أن يعتنق ديانة ما أقاموا عليه حد الردة ، كفروه وحللوا دمه وقطع رقبته الغير كريمة في نظرهم لأنه كفر بمحمد وربه وقرآنه ، ويا لفرحتهم إذا دخل أحد الكفار دينهم ، لهللوا وزغردوا ورقصوا وإحتفلوا به وأشهروا إسلامه في المساجد والمحاكم وعلى الفضائيات ومن خلال المجلات والصحف وغيرها من الوسائل الإعلامية وكأنهم إنتصروا على إبليس !!!! ألا يعتبر هذا أزدراء للأديان أيضا أم ماذا !!! ... أهذه هي عقولكم وهذه هي حريتكم التي تسعون لتحقيقها على حساب العالم !!!؟؟؟
عشرات الرسائل تصلني يوميا من المسلمين في مختلف بقاع الأرض من دول الخليج العربي – إيران – المغرب العربي – سوريا – لبنان – مصر – العراق يعلنون ردتهم على هذا الدين ، إمتلأ بريدي الالكتروني برسائل القراء الذين إرتدوا سراً وذلك خوفا على حياتهم ومن هدر دماءهم من قبل شيوخ التكفير ، يطالبونني بمساعدتهم وبإرشادهم ، ولكن للأسف ليس بمقدوري مساعدة أي منهم !!!
مقالاتي الأخيرة عن الشاب اللبناني الذي إرتد عن الإسلام وعن العراقي الذي لحق به ، والفتيات السعوديات اللاتي فضحن المستور وكشفن زيف تلك العقيدة شجع وجعل أكبر عدد من القراء يبوحون عن أسرارهم لي ، قضيت ساعات طويلة الأيام الماضية وأنا أرد على أكبر عدد من رسائلهم وأسئلتهم ، وكم شعرت بالأسف لما يشعرون به ويواجهونه في دول التخلف والقهر والعبودية ....
أقف حائرة من أجل مصير هؤلاء الشباب والفتيات الذين يعيشون في دول التخلف والقهر ، أقف مقهورة أمام تلك العقول اللامعة التي رفضت الرضوخ لمعتقدات العنف والسلف الصالح لأنني لا أستطيع مساعدتهم ولا أستطيع إرشادهم للطرق السليمة التي تضمن لهم فيها حياة كريمة مع معتقدهم الجديد !!!!
بدأت أشعر بالذنب إتجاه كل من إطلع على مقال تنويري أو كلمة حرة !! نظفنا عقولهم ولكننا لم نستطع تنظيف عقول تلك الدول المتخلفة التي يعيشون بها وعقول هؤلاء الشيوخ !!!! تلك الدول القمعية الإرهابية اللعينة التي لا تعرف معنى الإنسانية ولا تحترم العقول ولا تعيد النظر في قوانينها وتشريعاتها التي أكل عليها الدهر وشرب ، قوانين مضى عليها أكثر 1400 عام ولا زالت تفرض نفسها بقوة على أبناء هذا العصر !!!!
يطالبونني يوميا وفي كل رسالة ... وبمساعدة أكبر عدد من المثقين بشن حملة كبيرة نطالب فيها جمعيات حقوق الإنسان بإلغاء حد الردة في الدول الإسلامية لكي يستطيعوا أن يمارسوا حقوقهم ومعتقداتهم الجديدة بكل حرية دون الخوف من سيوف التكفير !!!! مساكين لا يعرفون أن جمعيات حقوق الإنسان في بعض الدول العربية يديرها عدد من المتمزمتين دينيا ومن المتخلفين عقليا وثقافيا وإنسانيا ، نعم جمعيات حقوق الإنسان في الدول الإسلامية أشبه ببنك الدم الذي يرأسه دراكولا ، هل نستطيع أن نحصل على نقطة دم واحدة لمساعدة المريض في حال كان مدير بنك الدم هو دراكولا بحد ذاته ، كيف سنستطيع توفير العدل والحرية من خلال مدراء لا يعرفون ولا يقدرون معنى الحرية ولا يقدسون الرأي ولا يحترمون المعتقدات الأخرى ويحاربون الحرية ويحتقرون مباديء الإنسان !!!؟؟
مشكلة في غاية التعقيد والتخبط ، كيف سنستطيع إفهام عقول تلك الأمة أن الدين لا يفرض بالوراثة ، كيف نستطيع إقناعهم بأنهم ولدوا أحرارا وإستعبدتموهم من أجل نبيكم ، حقيقة يجب أن تعرفوها هم لم يوقعوا معكم عقودا ولا ضمانات ، ولم يبصموا على موتهم وهم على دين الإسلام !!! لا تخافوا على إسلامكم !! دعوا الإنسان يختار ما يشاء ويتبع ما يراه مناسبا له ولأفكاره وتأكدوا أن الله هو المحاسب لستم أنتم ، الله ليس بحاجة لدفاعاتكم المستميتة ..... أجل دعوا الأمر له فهو الديان العادل !!!!
لقد عرفنا جيدا بماذا يطالبنا العالم الإسلامي ...
* لا لإزدراء الدين الإسلامي. * لا لإزدراء المساجد وخطب الجمعة. * لا لإنتقاد التاريخ الإسلامي. * لا لإنتقاد السيرة الشريفة لنبي الإسلامي. * لا لإنتقاد التعاليم الدموية والإهاربية والقمعية. * لا لإنتقاد الفتاوي الهاذية . * لا لحرية الإنسان المسلم ولحرية إختيار عقيدة جديدة. * لا لإحترام الأديان ولكتبهم. * لا للمواقع الإلكترونية التنويرية بل العمل على حجبها ومحاربتها . * نعم لإزدراء الأديان. * نعم لإزدراء معتقداتهم. * نعم لإزدراء كتبهم ومقدساتهم. * نعم لإزدراء معابدهم وتدميرها وإحراقها . * نعم لقتلهم وذبحهم. * نعم لتكفيرهم وإذلالهم. * نعم لإغتصاب بناتهم . * نعم لطردهم من الأراضي المقدسة ( أراضي نبي الرحمة ) ... * نعم لإحتقار إنسانيتهم !!
إن كنتم تطالبوننا بإحترام معتقداتكم الإسلامية فهذا حقكم المشروع ، ولكننا نطالبكم أيضا بحقوقنا المشروعة والتي سلبتموها بالقوة والعنف والإذلال ، نطالبكم بإحترام معتقداتنا ومشاعرنا وحقوقنا سواء كنا من المسيحيين أو اليهود أو الأيزيديين أو الصابئة أو حتى كنا من اللادينين أو من أي معتقدات أخرى ... حتى ولو كنا من عبدة القرود أو عبدة الورود !! ما لكم ولنا ، أأنتم تمثلون ظل الله على الأرض !؟ إن كان هذا الظل اللعين هو ظل الله على الأرض فالنار أرحم من جحيم تلك التعاليم !.
بماذا نطالبكم !؟ نطالبكم بإحترام حقوق الإنسان الذي سلبتم إنسانيته وكرامته بسبب آيات قرآنكم وأحاديث نبيكم المحترم ونطالبكم بإحترام حقوق الرأي ، نطالبكم بإلغاء حد الردة الدموي وإلغاء قوانين التكفير ، نطالبكم بإلغاء شرائع الغاب الدموية ، نطالبكم بالخروج من قوقعتكم العفنة التي سجنتم نفسكم داخلها لكي ترى عيونكم عفونة تعاليمكم الإرهابية ، نطالبكم بتغيير المناهج الدراسية الإسلامية التي تغذي عقول أبناء أمتكم بتعاليم العنف والإرهاب من صغرهم !!!! نطالبكم بتغيير خطبكم العنصرية في جوامعكم !!! نطالبكم بعدم الدعاء علينا في صلواتكم !! نطالبكم بالسماح لنا ببناء دور العبادة الخاصة بمعتقداتنا وممارسة شعائرنا الدينية بحرية تامة !! نطالبكم بالعيش المشترك تحت ظل الله العادل !!!
هل من آذان صاغية يا علماء الأمة الإسلامية !!؟؟ أم لا فائدة معكم .. عقولكم تقوقعت وتحجرت عند بول البعير وبول الرسول ونخامته وبصاقه المبارك !!؟؟ هل من مجيب يا علماء وشيوخ الأمة الإسلامية !؟ هل من ضمير حي وهل من دماء تجري في عروقكم !!؟ هل تعرفون معنى الحب والانسانية والكرامة أم أنكم أعداء الإنسانية !!؟؟
لماذا نطالبكم بكل ذلك !؟ من أجل بناء مجتمعات مدنية وحرة تحترم فيها حقوق الإنسان والمرأة والطفولة بعيدة كل البعد عن تعاليم الغاب والتخلف الوحشية التي لم تعد تصنف تحت القوانين المدنية التي تكفل حق الإنسان في العيش المشترك مع غيره والتي تسلب أبسط حقوقه ألا وهي حرية المعتقد والإعتقاد الذي يؤمن به..
#ماغي_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية المزيفة في الإسلام !!؟؟
-
رسالة إلى أغبى قاريء في تاريخ البشرية
-
الإرهابي يلاحقني
-
زوجتك هي حوريتك أيها الرجل المسلم
-
علماني .. أم مسلم إرهابي !؟
-
عن الرسول صلعم .. لا تلعن البرغوث .. لا تسب البرغوث !؟
-
المعتقدات والتعاليم الإسلامية .. تنتقدها فتاة سعودية متحررة
...
-
شاب عراقي إرتد عن الإسلام
-
شاب لبناني يرتد عن الإسلام
-
أين الإنسانية والعدل عند المسلم ...!!؟؟
-
الإسلام يحارب العلم والعقل
-
وحي الشعراء على صفحات القرآن
-
الدين الذي يحارب الإنسانية ... !؟
-
نساء سعوديات يتحررن من عبودية الإسلام
-
كم مرة لعنت الملائكة أمي !!؟؟
-
وهم الإعجاز القرآني
-
إنزعوا آيات القتال والتكفير لكي نتحاور
-
ملائكة أم شياطين .. في هذا الدين !!؟؟
-
الإسلام يقوقع المرأة
-
حكم بناء الكنائس والمعابد في جزيرة العرب !؟
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|