أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم البهرزي - بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانساني في العراق الجديد














المزيد.....

بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانساني في العراق الجديد


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:26
المحور: حقوق الانسان
    


من المؤسف ان لا يكون في محاور الحوار المتمدن واحد عن حقوق الحيوان ,شريكنا في هذه الارض,فالكثير صار يكتب عن حقوق الانسان وكلما كثرت الكتابة تضاعف الاضطهاد نكاية بمن يكتبون وكان الامر كله يتلخص في عناد روتيني بين رجل وزوجته من ذلك النوع الذي تسبب لي ذات مرة بجلطة بسبب العداء المستحكم والتاريخي بين زوجتي والكتب ,فهي مستعدة ان ترى ثلاث ضرائر مرة واحدة في غرفة النوم على ان ترى كتاباعلى رف السريروقد رمت مرة ديوان شعر اصدرته واضع في كل غرفة من البيت نسخة منه لانني حين حصلت على المائة والخمسين نسخة من الناشر كان الاحتلال قدجال وصال في طول البلاد وعرضها فاستحيت من توزيعه في هذا الظرف الراهن فنام على قلب امراتي كالعدو المبين..
لا علينا!,
لقد امضيت الشهور الثلاثة المنصرمة وانا اركب عربة يجرها حمار من البيت الى الدائرة وذلك بسبب قيام القوات الامريكية المحتلة بمنع حركة العجلات في الشوارع العامةحيث يطبقون خطة امنية اظنها الثانية بعد الالف في هذا العام لوحده!
قد لا يصدق احد بهذه الحكايات ويعتبرها ضرب من الخيال او تشهير بالمواطن العراقي صاحب الحضارة التي صنعت العجلات كما قال ذات مرة مدرس للتاريخ في احد صفوف البلاهة التي مررت بهاولكن من لا يصدق فليسال من يشاء ,سلوا مثلا نقيب الشرطة وجيه عباس الناطق الاعلامي لشبكة الاعلام العراقية!سلوا اقاربكم الذين تثقون بهم او اطلبوا صورا مني لاناس وسيدات موظفات محتشمات يجلسن هكذا على حافة العربة بكل وقار والحمار ملتفت مكشر الاسنان لا افهم حتى انا تكشيرته!
خلال تجربتي الحمارية اكتشفت الكثير من خصائل الحمير التي كانت خافية عني رغم ان طفولتي كانت مفعمة بركوب الحمير من والى البستان..
فمما اكتشفته ان الحمارليس حيوانا اليفا دائما بل ان له لحظات كابة يتحول فيها الى نمر شرس ولا تاتي هذه اللحظة من شعور بالاضطهاد او قسوة التعب بل تستطيع ان تتوقعها منه في لحظة السكون وانشغال الاخرين عنه في امور غير امور الركوب والنقل في هذه اللحظة يهاجم اقرب مخلوق اليه ويعضه..فلا تترك الحمار وحيدا !
وهذه الصفة تذكرني دائما بالشعراء في مجالسهم الخاصة والتي يتاح لي حضورها باعتباري من اهل البيت ..الشعري!
فان اهمل الجالسون شاعرا ما لفترة ,يظل صامتا وقرب نهاية الجلسة اما ينهش احدا او ينهق معبرا عن وجوده ,وقدحدث مرة ان كنا في احد منازل بعقوبة القديمة نجلس ونتسامر وكان هنالك شخص يجلس في الزاوية لا يتكلم فلا يكلمه احد تبعا لذلك وما كنت اعرف بانه شاعر ولوعرفت لشاغلته بالحديث دفعا للشر حتى لو رويت له حكايات الف ليلة وليلة كلها..
المهم ان الرجل وبدون سابق انذار بدا بالتهجم والزعيق على عمنا الاستاذ محيي الدين زنكنه اطال بقاءه ,دهشنا للامر ,لماذا على العم محيي الدين والرجل لا يؤذي في مجلسه ذبابة ؟حين قام نفر من الجالسون لامساكه كان قد اطلق ساقيه للريح واختفى في ازقة بعقوبه ,فهمت مع نفسي بعدئذ لماذا تهجم هذا الولد لشاعر على العم محي..لقد كان يظن انه كشاعر سيكون محور كل الجلسة !فلما رانا نلتف على احاديث العم محيي ثارت روحه الشعرية الثورية فصب جام غضبه على الرجل الشيخ!
ولا ادري بهذه الخصلة ,اتحسب على الشعراء ام للحمير ؟
لا علينا!
فمرة حين عبرنا الجسر ونزلنا من العربات وانشغل سائق العربة بحديث مع بائع ماء وقفت انا الاخر بقربه لاشرب ثلاث اربع طاسات من الماء كالعادة .سمعنا صرخة جانبية لشاب عابر وكان الشاب يمسك اليته بقوة وهويسب صاحب الحمار الذي لم يندهش واعتذر للمعضوض وهو يقول اعذرني لقد زعل لانني انشغلت بالحديث مع بائع الماء واهملته فاخرج نار غضبه على اول عابر!
كانت الموظفات يتحفظن في الركوب بعربة يجرها حمار وخصوصا الاوانس الصغيرات منهن ولكن حين بدا الحر يشوي رؤوسهن وطالت مدة الحصار على المركبات تجبرن بالله وبدان الركوب كعادة النساء على خفر وتدلل اولا ومن ثم باعتياد ورجولية صرن يقفزن الى حافة العربة ويجلسن باعتدال مثل الابطال!كنت غالبا ما اجلس في المقدمة (يعني الصدر....!)ا استزيد من السائق علما باحوال الحمير بعد انقطاعي عن معايشتهن لعهد طويل حين اصبحت افنديا ,وكنت الح في السؤال اين يبات ؟ماذا ياكل ؟هل لديه حمارة ام مازال في جنة العزوبية؟وهكذا كان البعض يجيب برحابة والبعض الاخر من زحمة الحمير والبشر يعيط فجاة شاتما الحمير والاحتلال والشعير واليوم الاسود الذي اقعدني جواره خاتما عبارته كالعادة:
(خل نشتغل عمي شنو عندك وزارة شاغرة تريد اتعينه بيها حتى هلكثر تسال؟)
هذا النوع من الاجابات الذي كان يتكرر وهذه المقاربة والمحايثة الوجودية مع الحمير والالفة التي صرنا نفتقدفيها رفاق دربنا في الايام القليلة التي يرفع فيها الحصار عن العربات قلبت الكثير من الامور في تفكيري ,شيء واحد من هذه الانقلابات كان مرجعه رد الفعل الذي يقوم به الحمير (والشعراء طبعا !)حين يهملون في المجالس فصحت مرة بلا وعي مني ,بل ربما صاح احد ما في داخلي بصوت قوي اذهل الحاضرين:
والله والله والله ان الحمير لاكثر احساسا منا ,هذه الحكومات مشغولة عنكم منذ مايزيد عن اربع سنين بثرثرة المحاصصات وانتم تموتون من الحر بلاماء وتموتون من البرد بلا وقود وتموتون من الجوع بلا حصة تموينية وتموتون من الخوف بلا امان وتموتون من العزلة بلا ليال ساهرة ,ولا تعضونها؟
كونوا حميرا مرة واحدة وعضوا هذه الحكومات المهمله !
عضوا ثم عضوا ثم عضوا حتى لا تبقوا الية يجلس عليها حاكم فوق كرسي....
لا علينا!




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...
- (مجرشة الكرخي)...ملحمة شعبية عن مظلومية المراة العراقية لا ت ...
- من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين ك ...
- في مهب النسيان
- ليس ردا على احد...الحزب الشيوعي العراقي لم يعد ممثلا لقوى ال ...
- الفاطميات الاخيرة....ثلاث قصائد
- قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى بالدوحة الخميس.. هل ستشار ...
- مصر.. القبض على 4 مسنات حاولن تهريب شحنة مخدرات داخل كراسي م ...
- محكمة أوغندية تدين قياديا في جيش الرب بجرائم حرب
- منظمة العفو الدولية: قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن أدا ...
- إصابة 7 أشخاص بهجوم طعن بمركز للاجئين في برلين
- اعتقالات وصدامات في احتجاجات للحريديم الرافضين لتجنيدهم
- -ضغوط دبلوماسية- لمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالان ...
- حرب غزة.. حماس تدين صفقة الأسلحة الأميركية لإسرائيل: -دعم لا ...
- ضابط صهيوني يزعم: كنا على بعد دقائق من اعتقال السنوار!
- تاياني: العسكريون الإيطاليون مع الأمم المتحدة إلى غزة لبناء ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم البهرزي - بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانساني في العراق الجديد