أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - تيسير عبدالجبار الآلوسي - اللاجئون العراقيون مسؤولية الحكومة العراقية وأوضاعهم في الأردن وسورية















المزيد.....

اللاجئون العراقيون مسؤولية الحكومة العراقية وأوضاعهم في الأردن وسورية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:32
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



بين مصائر مجهولة ومزايدات غير محمودة العواقب، تمضي أوضاع المهجرين العراقيين أو النازحين من جحيم الإرهاب الدموي المستشري استهتارا في داخل الوطن.. وفوق ضيم ترك الديار إلى مخيمات بائسة أو أوضاع قلقة غير مستقرة تكتنفها مصاعب وتعقيدات وأمراض سياسية واجتماعية وتفاصيل يوميات غير عادية بالمرة؛ فوق كل ذلك تتداول قوى سياسية وتدفع أقلام ىمأجوريها لمزايدات رخيصة منها ما يقع في خدمة مصالح تلك الأحزاب والحركات وقياداتها ومنها ما يقع في دائرة تأثيرات الصراعات الإقليمية والمرجعيات غير الوطنية...
وإذا أجلنا البحث في هذه الإشكالية المرضية وكثرما نجد في عراقنا الجديد مخلفات إشكاليات مرضية عادية وخطيرة وما بينهما، ننتقل إلى أنَّ منطق الشرائع وقوانين حقوق الإنسان والقوانين الدولية السارية تشير إلى مرجعية كل إنسان إلى جنسيته وحقه على بلاده وحكومة بلاده في أن تتبنى حلّ مشكلاته وأن تبقى في أداء تام كامل لمسؤوليتها تجاهه وهو في أبعد نقطة من أرجاء الأرض القصية خارج وطنه...
وكل دولة تحترم اسسمها وقيمها وقوانينها وفلسفة رعاية المواطنين وتحقيق الالتزام الكامل بالمسؤولية عنهم، تقف مع مواطنها في سرائه وضرائه وفي حقوقه واستحقاقاته حتى عندما يرتكب جريمة بحق أية جهة خارج وطنه.. تتابع الدولة وحكومة تلك الدولة مجريات أمور مواطنها وتتصدى بكامل الهمة والالتزام لمسؤوليتها حتى تعيده إلى وطنه حيث مستقره وعلاج مشكلاته النهائي..
فما الذي فعلته حكومتنا العتيدة لجمهوريتنا العراقية الجديدة؟ مع أننا نشعر في سؤالنا هذا نستبق أمورا وأوضاعا حيث أن حكومتنا بين عجزها وفشلها في حماية الوضع الوطني عامة ومهامه الرئيسة وبين انتهاء صلاحيتها وخروجها عن تاريخ الفعل الميداني بتعطلها عن أداء المهام المباشرة وانتظار قرار التغيير، لا يمكنها أن تمدّ يد عون أو فعل ميداني لمن صاروا بمجابهة أقدار المصير المجهول في بلدان الشتات والنزوح والهجرة...
مع ذلك فإنَّ هذا لا يعفيها من التزامات معنوية أدبية على المستوى السياسي وبدل من انشغالها في مطاردات فردية لهذا المجرم أو ذاك ومخاطبة هذه الدولة أو تلك لتسليمه وهو أمر مطلوب في وقته الآتي بظروف مناسبة؛ ينبغي عليها بدلا من ذلك أن تتعاطى مع الأزمة الإنسانية التي تساهم هي بفشلها على أقل تقدير في تعقيدها [متجاوزين اتهام بعض أطرافها في اختلاق أزمة المهجرين الجدد]..
أما مساهمتها في الأمر فيكمن في توجيه المسؤولين في وزارتي الهجرة وحقوق الإنسان والوزارات المعنية الأخرى لفتح مكاتب عمل تنهض بالمهام الجدية الفعلية المناسبة المؤملة؛ ولتكن أول هذه المكاتب في كل من الجارتين سورية والأردن.. ومن المهام المعول عليها أن توزضع الدراسات الإحصائية والاستطلاعية الاستقرائية لطبيعة أوضاع اللاجئين..
ومن الطبيعي أنه في حال مطالبتنا الدول التي استقبلت هذه الملايين بمسائل توفير الاستقرار أمنا وأمانا وشروط العيش الصحي من خدمات السكن والإيواء إلى خدمات التعليم والصحة، من الطبيعي والصحيح أيضا أن نطالب مكاتبنا الرسمية بمهام مباشرة في التعاطي مع مواطنينا وظروف معيشتهم وماديا ينبغي وجوبا والتزاما رسميا أن يتم تخصيص مفردة رئيسة في ميزانية الحكومة لهذه الأفواج المليونية..
وتحديدا في الجانب المادي يجب أن يستحي أولئك الذين يتحدثون عن مطالب رعاية مادية بخاصة في تلك الأقلام التي تستهدف سوريا والأردن ليس بمطالب تلتزم مبادئ الجيرة وحقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية المتوافق عليها بل ببئس تهجمات تعكس توجهات فردية أو فئوية تخص تصفية بعض الحركات السياسية لحسابات بعينها لصالح جهات إقليمية أو برامج أثبتت خطلها.. بدليل وجود هذه الملايين بعيدا عن ديارها: لماذا؟
إنني هنا لا أهمل الأخطاء وحتى الجرائم المرتكبة بحق نازحينا العراقيين ووقوعهم تحت طائلة غول الزمن ومضايقات ومطاردات بعضها من جهات رسمية كما حصل في الجارة الشقيقة سورية وهو الأمر الذي يؤكد ما نذهب إليه من أهمية تشكيل مكاتب العمل المخصوصة ومتابعة مهام الحكومة العراقية تجاه مواطنيها فضلا عن حوارنا المباشر عبر مؤسسات المجتمع المدني العراقية والعربية والدولية مع المسؤولين تسهيلا لمواطنينا الأبرياء وبعيدا عن نفاق خدمة الأجندات الإقليمية وغيرها وبعيدا عن المزايديات وطبعا بعيدا عن كتاب العبث الأنترنيتي والصحف الصفراء التي تساهم بدورها في مزيد من تعقيد الأمور..
إننا بهذا الصدد نرى إلى جانب فتح مكاتب العمل المعنية بشؤون المهجرين في البلدين الجارين وتخصيص مفردة ترتقي للمسؤولية في الميزانية، نؤكد على أهمية التشاور مع الدول المعنية ومؤسساتها ومع المنظمة الدولية وما رصدته من ميزانيات وخطط موضوعية للتعاطي مع الحالة الإنسانية بعيدا عن لغة السياسة وخطابها وتهجمات قد يحسبها [بعضهم] على شعبنا وقواه ومؤسساته النزيهة منها تحديدا...

ونحن في موضع الإشارة إلى التجاوزات والاعتداءات والأخطاء بحق عراقيينا، لنؤكد من جهتنا على بحثنا الموضوعي مع الجهات المسؤولة لحلها وللتعاطي القانوني الإنساني معها شاكرين لكل الدول المستضيفة لأهلنا مواقفها الإنسانية على المستويات الشعبية والرسمية وواضعين مسؤوليتنا موضعها لأخذ المهمة المناطة بنا حيث اقتضى الأمر...

وبودي أن أسجل شخصيا وحدة المصير الإنساني في مستوياته الوطنية والإقليمية والدولية وعمق العلاقات بين عراقيينا ومستضيفيهم وكذلك مطالبتنا الجهات الرسمية للتعاطي مع القضية من جهة بعدها الإنساني أولا ومن جهة الحوار الرسمي المنتظر على المستوى الرسمي الذي تستدعيه الظروف الميدانية الفعلية بما يسهل على جميع الأطراف التعامل مع الإشكالية بمنطق الحلول الصائبة المفيدة..

ولنستبعد تلك الأصوات من جميع الأطراف والمرجعيات التي تتعاطى بطريقة اختلاق الاختلافات وتعقيد الأزمة أكثر مما هي معقدة ومأساوية بما يحمله خطابها من انفعالات وردود فعل سلبية على مجريات الوضع المتداخل فضلا عن ولوجها أنفاق الحسابات الرخيصة وأفلاكها المريبة على حساب الحقائق التي لا تنتظر تلك الإضافات المرضية بقدر ما تتطلع إلى معالجات فورية عاجلة لكثير من الحالات...

لنعكف على دراسات جادة فاعلة للأزمة ولنضع الأمور بين أيدي المتخصصين لا المزايدين السياسيين ومن يدور في أفلاكهم.. ولنعلن بشفافية عن خططنا ونضع الدواء حيث الجرح الفاغر مطالبا إيانا بالعلاج.. حيث الشيوخ ومعاناتهم الروحية والبدنية الصحية وحيث الأطفال وآلام مطالبهم وعيونهم المفتوحة على محيط يريد ويأخذ من وجودهم وحاجاتهم ولنقف وقفة مسؤولة إلى نسائنا بنات عراقنا اللواتي صرن تحت تكاليف الزمن وأوصابه وحملهنَّ رزايا وجراح لن تندمل بلسان قلم يصبّ جام غضبه وشتائمه على الآخرين... وفقط حين نتصدى لمهامنا ومسؤولياتنا يمكننا الحديث عن الآخر ومسؤوليته وممارساته..
أيها السادة النبلاء، ألا فلنمضِ سويا ويدا بيد من أجل أن نقرأ بموضوعية وأن نحاور بموضوعية ومنطق عقلي سليم وأن نتصدى لمسؤولياتنا بلا تردد وتلك هي القضية ودفاعنا عن أهلنا حيث حل مشكلاتهم وتلبية مطالبهم وحاجاتهم الإنسانية المباشرة لا المتاجرة بنقطة كراكمتهم وكرامتنا بالمزايدة وبالتصابي وقشمريات الكلم...
ولصوت المهجرين ومطالبهم بقية دائما حتى تندمل الجراح بعودة العراق لأهله آمنا بهم ولهم....

أكاديمي ومحلّل سياسي - ناشط في حقوق الإنسان
26آب2007



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة وطنية لمثقفينا وفنانينا لإبداع علم عراقي جديد
- من يقودنا شخصيات أم أحزاب وحركات؟ الحل في حكومة إنقاذ بديلة
- حول عيد الصحافة اليسارية
- المسؤول والنقد بين رؤى العمل الفردي والعمل المؤسساتي
- الأزمة العراقية بين خطابي الكتل السياسية الفكري والسياسي
- مسؤولية حماية المجموعات القومية والدينية في العراق
- الثابت والمتغير في العملية السياسية والأوضاع الحكومية
- العراقي المسيحي و يوم الشهيد الآشوري
- أثر العلاقات بين الأحزاب والتيارات السياسية على متغيرات الوض ...
- هيروشيما والتجاريب المستفادة!!!
- تموز الوطن التاريخ الثورة والجالية العراقية في هولندا ومهرجا ...
- العلم العراقي بين خيارات اليوم والغد
- احتفالية اليوم العراقي في هولندا واختيار الرابع عشر من تموزا ...
- مصطلحات طائفية بين التداول والمعالجة
- سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون
- من طاغية إلى طغاة وحكم اليوم مأسور بأيدي نخاسي الميليشيات
- أهمية بيانات استنكار الجرائم والمهمات المؤملة من الحكومة
- الخطاب (الإعلامي) لقوى اليسار والديموقراطية بين أخطاء سطوة م ...
- مع الحكومة أم ضدها.. ليس محدِّدا للموقف من الديموقراطية أو ا ...
- حكومةالمالكي والقوى المتنفذةوعمال النفط بين صراع المصالح الم ...


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - تيسير عبدالجبار الآلوسي - اللاجئون العراقيون مسؤولية الحكومة العراقية وأوضاعهم في الأردن وسورية