أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد الحسين شعبان - جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!














المزيد.....

جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


المعادلة الصحيحة، التي يتعين على الجميع أن يدركها ويتعلم دروسها جيداً، هي أن الشروع في الإصلاح واعتماد الديموقراطية والتوجه نحو التنمية، تضعف فرص التدخل الخارجي «الجراحي» أو الحربي، وتحول دون إعطاء مبررات إضافية «للتدخل» المفروض من الخارج بحجة الإصلاح والديموقراطية، والعكس صحيح أيضا.ً
شاعت في السنوات الاخيرة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، دعوات كثيرة ومن مصادر مختلفة للاصلاح، ولعل بعضها أحدث تشوشاً والتباساً في المقاصد والأهداف من الإصلاح والجهات الداعية اليه.
الاختلاف لم يتعلق في مضمون الإصلاح وحسب، بل في آلياته ووسائله، ناهيكم عن صيرورته، فهل هو حاجة وضرورة، أم ترف ورغبة؟ هل النخبة هي المعنية بالإصلاح ؟ أم الجموع الواسعة من السكان، التي تعاني الفقر وشح الحريات ونقص التعليم والتهميش؟
هل هو إصلاح مفروض من الخارج أم ضرورة للتطور الداخلي؟ وهل تريد القوى الخارجية فرض الإصلاح لحساب الداخل، الذي لا شك أنه بحاجة شديدة إليه، أم إنه بالضد منه ولأجندتها الخاصة؟ وهل يوجد نموذج واحد للاصلاح، أم هناك نماذج مختلفة تبعاً لدرجة تطور كل مجتمع، أي مراعاة خصوصيته ضمن المشترك الانساني؟
في السنوات الأخيرة، شاعت أيضاً مصطلحات من قبيل
«الإصلاح القسري والإصلاح الطوعي» أو «الإصلاح العنفي والإصلاح السلمي» أو «الإصلاح الثوري والإصلاح التدرجي» أو
«الإصلاح الفوقي والإصلاح التحتي» أو « الإصلاح المنفلت والإصلاح المنضبط» أو «الإصلاح الداخلي والإصلاح الخارجي». وكأن تلك الثانويات تشكل، في حد ذاتها، برنامجاً للقطيعة ومحتوى للمشاركة، في جدلية تحمل التناقض والتكامل، خصوصاً إذا افترضنا الاصلاح مصلحة عليا لكل الشعب والأمة، ولا يعني فريقاً سياسياً أو فئة دون غيرها، ولذلك لا يمكن التذرع بالخصوصية، للتملص من الاستحقاقات العالمية والآليات الدولية للاصلاح، وفي الوقت نفسه، لا ينبغي التجاوز عليها بحجة العولمة والكونية.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أننا عندما نتحدث عن الإصلاح الديموقراطي، فلا نقصد بذلك الحكومات وحدها، لأنها مهما حاولت وسعت، برغم أنها المسؤولة الأساسية، فإنها لا يمكن أن تتصدى لهذه المهمة الطويلة والمعقدة بمفردها فقط. الحكومات بحاجة إلى شراكات حقيقية من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات السياسية والنقابية والمهنية، للاضطلاع بدورها في عملية الإصلاح الديموقراطي، وهي مسؤولة أيضاً عن نجاح أو إخفاق عملية الإصلاح، وإن كانت بدرجات أدنى، سواءً في علاقاتها مع مؤسسات الدولة، أو علاقاتها البينية، أو في أنظمتها وممارساتها الداخلية.
ولأن الإصلاح شامل، فإنه تعبير، في اللحظة التاريخية، عن مسار كوني وسياق عالمي وتاريخي، لا يمكن عزل هذا البلد أو تلك الدولة عنه، خصوصاً في ظل العولمة وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحول العالم إلى «قرية كونية» والتفاعل والتداخل والتشابك بين أجزائه المختلفة، فالتلفزيون والكومبيوتر والإنترنت، وتكنولوجيا المعلومات، أصبحت وسائل تدخل البيوت دون استئذان أو ترخيص وتؤثر في العقول والاتجاهات والأنظمة والمجتمعات على نحو عاصف!
ولهذا السبب أيضاً لا يمكن اليوم، التضحية بقضية الإصلاح أو مقايضة الديموقراطية والتنمية تحت أي حجة، لأن ذلك سيؤدي إلى تبرير وتسويغ وجود واستمرار النظم المستبدة والمعادية للديموقراطية والإصلاح، مثلما لا ينبغي بحجة الإصلاح ارتهان الإرادة الوطنية وإخضاع المصالح الوطنية والقومية للقوى الخارجية والمشاريع الأجنبية، أي قبول منطق الاستتباع والهيمنة والتعويل عليها.
إن المعادلة الصحيحة، التي يتعين على الجميع أن يدركها و يتعلم دروسها جيداً، هي أن الشروع في الإصلاح واعتماد الديموقراطية والتوجه نحو التنمي، تضعف فرص التداخل الخارجي «الجراحي» أو الحربي، وتحول دون إعطاء مبررات إضافية «للتدخل» المفروض من الخارج بحجة الإصلاح والديموقراطية، والعكس صحيح أيضاً.
ولا يمكن اختطاف التضحيات الجسام ولسنوات طويلة للمطالبة بالإصلاح من جانب قوى ومنظمات وشخصيات إصلاحية فكرية وثقافية وسياسية منذ آواخر القرن التاسع عشر، لمجرد أن بعض القوى الخارجية دعت اليه، حتى وإن كانت هذه الدعوة لأهدافها الخاصة، فالإصلاح ليس مؤامرة مريبة أو تواطؤاً مشبوهاً، بل هو حاجة ضرورية، خصوصاً بعد أن وصلت الكثير من أوضاعنا العربية الى طريق مسدود.
ويمكن أن يلعب المجتمع المدني دوره كقوة اقتراح وليس قوة احتجاج، أي قوة تشاركية ومسؤولة، بدلاً من اعتباره قوة اعتراض أو ممانعة فحسب، وذلك من خلال تقديمه مشاريع قوانين أو لوائح الى البرلمان أو أنظمة وقواعد عمل أو برامج خاصة، كما يمكنه الإسهام في التدريب والتأهيل.
إن لم يأت الإصلاح تدريجيا سلمياً تراكمياً، سيأتي عاصفاً ومدوّياً.




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟!
- حرب النجوم الثانية
- مفارقة لوكربي ثانية!
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد الحسين شعبان - جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!