أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.














المزيد.....

هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بات زمن المراوحة في لبنان قصيراً مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية المفككة , الجمهورية التي رئيسها لايحكم ولايتحكم بشيئ  ولاحول ولاقوة له في الداخل والخارج يسند نفسه على دستور هو أول من تغاضى عنه وعلى نظام بشار أسد الذي يفهم كل شيئ عدا مايتعلق بالدستور , ويحفز العماد لحود على التمسك بالدستور الذي حدوده قصر بعبدا وجدرانها ويغرق بقية لبنان بالفوضى السياسية والدستورية والأمنية التي لم يعرفها لبنان منذ زمن طويل , مفارقة لبنان أنه جمهورية يحكمها ملكيين , ملكييين وملوك طوائف وأحزاب وتنظيميات تشكل بمجموعها  فريقان يتحكمان بلبنان لاثالث لهما , الفريق الأول هو النظام السوري ومعه حزب الله وبيت مال وسلاح إيران وقليلاً من المتحزبين إليه في لبنان وتقريباً انعدام مؤيدين له في الخارج , والثاني قوى الرابع عشر من آذار والمتآزرين معها في لبنان ومناصريها من العرب والمجتمع الدولي , والرئيس المحتار في قصر بعبدا يضرب أخماساً بأسداس مع اقتراب رحيله عن قصر بعبدا الذي سئم بدروه عجز الرئيس ومراوحته الرئاسية .

وعليه يبدو المشهد اللبناني منذ عملية اغتيال الراحل رفيق الحريري في  شباط 2005 أنه يراوح في محرقين , أولهما هو حالة ثبات الحراك السياسي بين قطبيه المتعارضين والمتصارعين على عناوين أفرزتها عملية الإغتيال ولازالوا مختلفين عليها وهي عملية المحكمة الدولية التي تمشي على بيض مجلس الأمن الدولي وبتناغم زمني مع استمرار الأزمات اللبنانية وصولاً إلى استحقاق دستوري قريب لامناص من مواجهته من قبل كلا الفريقين , والمحرق الثاني هو قطع سكون الحياة السياسية تحت عناوينها المعروفة بوقوع المزيد من عمليات الإغتيال الموجهة ضد قوى الرابع عشر من آذار وآخرها كان الراحل وليد عيدو نائب بيروت , ولبنان ورغم كل التدخلات والتداخلات العربية والدولية لازال يتحرك بين هذين المحرقين , والفريقين المتناحرين يكرر كل منهما مواقفه وتحدياته ومفاجآته في حالة من فقدان الإرداة على الوصول إلى حل سياسي جديد , مضطرين للعب هذا الدور الذي تفرضه حالة الديموقراطية اللبنانية التوافقية التي بني عليها لبنان الدولة والنظام , الدولة والنظام الدستوري والأحزاب السياسية التي تلف  وتدور حول نفس  العناوين حكومة ومحكمة وانتخاب رئيس للجمهورية , وكلا الفريقين لايملك أوراق قوة دستورية لفرض رأيه وتأمين الحد الأدنى من الديموقراطية الشرعية التي تحافظ على وحدة لبنان , وحول كلا الفريقين الإستحقاق الرئاسي إلى مشكلة لبنان اليوم التي تحدد بشكل كبير احتمالات المستقبل فيه.

هنا بالضبط تتوضح نتائج مراهنة الفريق الأول الذي يضم النظام السوري الإيراني بوكالة حزب الله ومن معه وهو رهان قائم على تمرير الزمن اللبناني والعربي والدولي مترافقاً مع محاولات النظام السوري بالضغط على الوضع الداخلي اللبناني , وتحرك خارجي على المستوى العربي والدولي لإحداث اختراق ما في العلاقت العربية والدولية وخاصة ً الفرنسية الأمريكية لصالحه على الساحة اللبنانية, بالقبول أو بعدم معارضة علىالأقل مايقوم به في لبنان , مراهنة سقطت ولم تنجح البتة ولازال الموقف العربي والدولي متماسكاُ حيال لبنان وبالضد من موقف النظام السوري ومقارباته للحل فيه , وأيضاً مراهنة الفريق الآخر قوى الرابع عشر من آذار على تماسك الموقف العربي والدولي حول لبنان وبشكل خاص حول المضي قدماً في عمل المحكمة الدولية وفي احترام الدستور وانتخاب رئيس جددي للجمهورية في الموعد المحدد , وسجل هذا الموقف وضوحاً أكبر بسوء العلاقات الفرنسية الإيرانية وسوء العلاقات السورية العربية وخاصةً مع العربية السعودية على خلفية حديث فاروق الشرع نائب الرئيس السوري وهجومه على السعودية الذي أدى إلى إبعاد الفجوه وبالتالي الإقتراب أكثر من قوى الرابع عشر من آذار على ضرورة التصدي لموقف النظام السوري ومنعه من التدخل في الأمور الداخلية اللبنانية , بمعنى آخر زادت حدة الإستقطاب وضوحاً وأخذت شكل اصطفاف عربي ودولي حول إجراء استحقاق الرئاسة اللبناني في موعده المحدد واحترام الدستور ,يقابله اصطفاف آخر هو الحلف السوري الإيراني حول معالجة الوضع اللبناني وعلى استحقاق الرئاسة الذي أصبح هو الآخر مفترق طرق أساسي يمر به لبنان , بل يمكن القول ببساطة أن لبنان وصل إلى نقطة مفصلية حاسمة أشبه بجولة نهائية للفريقين المتصارعين , النظام السوري الإيراني وامتداداتهما اللبنانية وقوى الرابع عشر من آذار وامتداداتهم اللبنانية والعربية والدولية , جولة تعذر إلى الآن التوافق بين طرفيها على حل أمور جوهرية سياسية ودستورية فيها , وعليه لابد من خوضها قريباً بكامل العدة والعتاد سياسياً ودستورياً مع بقاء باب المفاجآت مفتوح على مصراعيه.

الخلاصة هي أن لبنان يمر بمرحلة حرجة وخطيرة , بعضها متعلق بالمحكمة الدولية , وبعضها متعلق باستحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية , وقسم من هذا البعض في يد اللبنانيين والقسم الآخر في يد النظام السوري , وفي افتراق الأيدي وتناقض الرؤى والمصالح تتباعد إمكانية الحل السياسي وتتعذر امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية , مع صعوبة إجراء انتخابات برلمانية جديدة , هل يدخل لبنان حالة الفراغ الرئاسي ليضاف إلى حالة الفراغ الدستوري والشلل السياسي ؟! وهل استسلم سياسيوا لبنان من كل الأطراف لواقع الحال الذي فرضه النظام السوري ؟ هل سيشهد لبنان أزمة جديدة وانقسام جديد ؟ .

هناك اجماع على الأزمة , وهناك افتراق وتباعد وتناقض على الحل ! وفي حالة تعذر وصول السياسيين إلى مقاربة للحل يجمع عليها اللبنانيون وتنقذ لبنان من التقسيم , يبقى دور المؤسسة الوحيدة التي تتمتع بإجماع اللبنانيون واحترامهم هي الجيش , هل يأخذ دوره في حسم الصراع ؟ أم يستمر لبنان كمن يزحف على " بيض" السياسيين والعرب والمجتمع الدولي نحو الهاوية ؟ وهل يتحمل لبنان أكثر من جنرال؟!.
 



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين تتدحرج كرة النار في الشرق الأوسط؟!(2-2)
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلس ...
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية ...
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!
- نظرة في الدين والقومية والمعاصرة (2-4)
- صح النوم ياحكومة..دمشق غارقة في الظلام!
- الديموقراطية بين السجال النخبوي والتشويه السلطوي !
- نظرة في القومية والدين والمعاصرة (1).
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظا ...
- ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !
- ماذا تعني عربياً : الديموقراطية في تركيا؟!
- كيف سيلعب بشار أسد في الشوط الثاني ؟!.
- حرب تموز 2006..لازال لبنان فيها!
- ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
- ماذا يحدث في سورية . واين هي (الدولة )؟!.
- مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !
- النظام السوري في حالة انعدام الوزن !
- مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.


المزيد.....




- السعودية ترحّب بالتوصل لاتفاق هدنة في لبنان معبرة عن أملها ب ...
- المعارضة الألبانية تغلق شوارع العاصمة وتطالب بحكومة مؤقتة حت ...
- قائد الحرس الثوري الإيراني يبعث رسالة إلى الأمين العام لـ-حز ...
- صحيفة أمريكية: -أوريشنيك- أبعد صاروخ استخدم في أوروبا
- -معاريف-: أعضاء في الحكومة الإسرائيلية يحاولون استخدام اتفاق ...
- طاقم توجيه مسيرات جوية أوكرانية يستسلم طوعا مع معداته للجيش ...
- كشف المزيد من -الأثر الأوكراني- في المقابر الأمريكية (صور)
- -سوبرمان- و-التعقيم الجنسي- وجها لوجه في الولايات المتحدة!
- هواوي تعلن عن أفضل حواسبها اللوحية
- الجيش الأوكراني يصدر إنذارا جويا بعد إطلاق صواريخ بالستية رو ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.