خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:22
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الكل يعلم ان الارمن في العراق هم فئة رحلت عن تركيا بعد المجازر التي قامت بها الدولة العثمانية وكان لاخيار لهم سوى الهجرة او الابادة .
توافد الارمن في العراق عن طريق الشمال وعن طريق سوريا وقد لاحقهم الأتراك واعتدوا عليهم العصابات المسلحة طمعا فيما يحملون من مال وزاد . ولا ننوى ان نسهب فيما حصل للارمن في وخلال هروبهم وعلى امتداد طريق الفرار ، اذ اننا ننوى ان ننشر هذا في مقالات قادمة .
جاءوا الارمن الى العراق وشكلوا فئة لاتملك من حطام الدنيا سوى الاخلاق والمثابرة والذكاء . ولا يعجب الانسان انه في اقل من عقدين ان مستوى معيشة الارمن في العراق ارتفع وكان بينهم من كان يعتبر غنيا .
لماذا ذلك .. ؟
برأينا ان الفرد الارمني كشخصية رغم ما لاقاه من عند واضطهاد الا ان شخصيته بقيت متماسكة وقوية وحبه للحياة جعله يواصل اظهار نقاوة الارمني وابداعه في كافة الفنون والاصعدة ونجد منهم الموسيقار المشار اليه بالبنان وكذلك فيهم من الرسامين العراقيين من اشتهر وفاقت شهرته على الغير وكذا على كافة الاعمال الفنية من صياغة ونقوش ومهن حرفية اخرى .
الارمني شخصية اجتماعية وودودة ولكن في عين الوقت يحب التجمع لمن يتكلم لغته ومن يحمل نفس عاداته ، لذلك نجدهم تجمعوا في ثلاث تجمعات منها كمب الكيلاني وهو كمب واسع ويعد من اكبر التجمعات ومن ثم كمب سارة والصليخ .
ولاشك ان رغم بساطة البيوت الارمنية في هذه التجمعات الا انك تجد انها تتصف بنظافتها في داخلها وخارجها وكانوا يخرجون في العصاري ايام الصيف لحدائق قريبة يحملون اطفالهم ويقضون ساعات من السمر في الدردشة بين العوائل الارمنية . ولكن هذا التجمع هو انتماء اكثر منه تعصب . فانهم في حياتهم اليومية يخالطون بقية انحاء الناس من مختلف الاديان والمذاهب ويتعاملون معاملة حضارية مع الكل . وهذا سر تواصلهم مع الحياة وسر اشتراكهم في هموم الشعب العراقي ومسراته .
ان الشعب الارمني شعب طموح ويطلب الانتماء وحبه للعراق منع الكثير من الهجرة الى ارمينيا بعد الحرب العالمية الثانية رغم ان هناك حزب " الهنجاك " يحرضهم على ذلك . ولو جعلنا من واقعنا نجد ان ماعاناه الارمن من اضطهاد ومجازر وحرب ابادة تتشابه كثيرا مايعانيه الشعب الفلسطيني بالأمس واليوم ونأمل ان لايكون غدا على يد الصهاينة الاسرائيليين . ولأول مرة نجد ان رئيس وزراء اسرائيل شارون بعد ان اقر مبدأ الطريق المفتوح يخاطب الاسرائيليين بقوله بأن من الخطأ ان نبقى محتلين لطول كرم والضفة الغربية وغزة ويجب ان نتعايش مع الفلسطينيين بدولتين مستقلتين وهذا
برأينا بداية لسلم حقيقي سيكون فاتحة خير على المنطقة بكاملها ولو كانت الدولة العثمانية قد عاملت الارمن بكونهم مواطنين لارعايا ولم يجر فيهم حد السيف قتلا وتشريدا وأغتصابا لوجدنا الأرمن يشكلون عنصر تقدم ورخاء لتركيا كما سيكون العرب عنصر تقدم ورغاء للمنطقة .
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟