أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين














المزيد.....

بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 06:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 / أوسلو

 

قبل أيام قليلة مرت ذكرى الغارة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمنطقة حمام الشط  في تونس ، وكان ذلك يوم 29-09-1985 ، حيث قيل أنها جاءت ردا على عملية اختطاف السفينة الإيطالية أكيلو لاورو من قبل مجموعة فلسطينية مسلحة، حاولت الوصول الى ميناء أسدود لتنفيذ مهمة قتالية في فلسطين المحتلة.

 وقد أدت الغارة لاستشهاد  وجرح العشرات من الفلسطينيين والتونسيين، حيث لازالت قبور الشهداء موجودة في تونس حتى يومنا هذا. كان من بين شهداء الغارة، الصفصافي أبن بلدتنا الصفصاف في الجليل و بنفس الوقت أبن مخيمنا عين الحلوة في المنفى العربي الذي تريده إسرائيل ومعها أمريكا وطنا بديل.

 هناك في حمام الشط يرقد الصفصافي فيصل الشريدي أحد شهداء حركة فتح ، من الفلسطينيين الذين استشهدوا في الغارة المذكورة.

لقد كان فيصل الشريدي شابا فلسطينيا تقيا ومؤمنا، ظل ملتزما دينيا حتى آخر أيام حياته ولحظات مماته.

 لم يكن من الذين يعرفون من الدنيا أي وجه آخر غير وجه الله ودينه الإسلامي الحنيف، لذا كان دائما يثير استغرابي بوجوده في قوات أمن ال17 ، فعندما كنت أراه في لبنان قبل الرحيل عن بيروت وقبل وأثناء الحصار الصعب والطويل في عاصمة العروبة ، حيث كان يقاتل بشراسة و يمارس معتقداته الإيمانية والدينية بهدوء وخشوع،كنت أقول هذا الرجل غريب الأطوار فعلا، فما الذي يجمعه مع قوم مثل أهل ال17 ؟

 كان يداوم في وسط غريب و عجيب كما كان حال جهاز أمن ال17 في لبنان، فهذا الجهاز كان حكرا على فئة معينة من الرجال الذين أنجبتهم تجربة لبنان، حيث كان وكرا لمعظم الذين لا دخل لهم بالدين أو بالدنيا.

كنت أتساءل دائما لماذا هذا الفيصل في هذا الجهاز بالذات ؟

 مات فيصل شهيدا فلسطينيا في شمال أفريقيا ، على مقربة من قرطاج و مآثر زعيمها  العظيم هنيبعل ،الذي قاوم الفرنجة وهزمهم في أحيانا أخرى. رحل أبن البلد الهادئ والمتواضع والشريد في عالم العرب القريب البعيد، رحل فيصل مدرجا بدمه ، ومرت الأيام والسنون وتشتتنا في كل بقاع الدنيا ، تحت وفوق الأرض ، ولم أجد الإجابة الشافية على سؤالي ، لا في حياته ولا بعد مماته.

كنت في خريف العام الماضي زرت تونس برفقة أصدقاء لي، وكانت الزيارة ممتعة وشيقة، حيث أن لتونس مكانة في قلبي، ثم عدت وزرتها نهاية أغسطس آب من العام الحالي ، وعقدت العزم على زيارة مقبرة شهداء حمام الشط ، ووضع أكليل أو باقة من الزهور على قبر الأخ  فيصل وإخوانه الشهداء، لكن الحظ لم يسعفني في كلا الرحلتين، وعدت من تونس دون زيارة قبر أبن البلد وأبن المخيم، مما  زاد من غضبي على نفسي وعلى قلة حيلتي وبرامجي غير  المرتبة كما يجب أن ترتب ، وغير المعدة كما يجب أن تعد وتكون.

ها أنا أخي فيصل  أعلن ندمي وأسفي على عدم وفاءي بوعدي، مع أن الوعد قطعته على نفسي فقط لا غير ، ولم أخبر  به أحدا ، ولم أشرك أيا كان بنيتي زيارة قبرك ، لكي تشتم من رائحة الورد الذي أحمله عبق ورد مخيمنا، وعطر زهور بلدتنا الجليلية، ولم أفصح حتى لأصدقائي في سفرتي ورحلتي ما كنت أنوي القيام به، فزيارة قبرك يا فيصل واجب عائلي ووطني وأخلاقي.

الآن وبعد كل هذه السنوات من عمر الغارة الوحشية على حمام الشط ، ينظر الإنسان بحزن كبير للحالة العربية الرثة ، حيث لا عرب ولا عروبة سوى على الورق وفي بعض الحناجر التي لم تتعبها الهزائم العربية المتتالية.

 فالأمة العربية متعبة من ثقل الهزائم ووقعها الصاعق على الآباء والأبناء، لكن وبالرغم من احتلال العراق وسقوط الأنظمة العربية في وحل التبعية الأمريكية، إلا أن بشائر الأمل بحيوية وحياة هذه الأمة تأتينا دائما من أخوة فيصل الشريدي الذين يدافعون عن التراب الفلسطيني ويصدون بأجسادهم المقنبلة وصدورهم العارية هجمة التصفية التي تستهدف الأمة العربية ليس في العراق وفلسطين فحسب بل في كل العالم العربي.

علينا أن نعيد الأمل للذين فقدوه، ففي مثل هذا اليوم من سنة 1187  حرر الناصر صلاح الدين الأيوبي القدس من الفرنجة الصليبيين في معركة الكرامة العربية والإسلامية في حطين الفلسطينية.

ففي ذكرى شهداء غارة حمام الشط ومعركة تحرير القدس في حطين  بقيادة صلاح الدين ، نقول للعرب أينما كانوا أن تاريخنا عظيم وجليل ، لكن علينا النظر ألى حاضرنا والعمل من أجل مستقبلنا بعيدا عن البكاء على الأطلال وفوق أضرحة الموتى والشهداء، فليس سوى العمل والتلاحم والتضامن والأيمان بأن هذه الأمة لازالت عظيمة ، وتملك إمكانيات ومقومات الخروج من حالة الحصار والقنوط التي تسودها.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية
- في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين