أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - جسر (بري) المقطوع














المزيد.....

جسر (بري) المقطوع


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 06:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يخيم على نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني صمت مريب يشتد يوماً بعد آخر باقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الحاسم في تاريخ لبنان , ما بعد الوصاية السورية أو الإدارة السورية كما تطيب التسمية لحسن نصر الله , لافرق بين التسميتين طالما المضمون واحد وهو الوجود السوري بقضه وقضيضه في لبنان .
يفترض ببري تحريك رأس لسانه قليلاً انسجاماً مع ما يحصل حوله , بالوقت الذي لا يكل فيه محازبو فريق 8 آذار من المطالبة بحكومة عتيدة وضمان مشاركة أوسع وقانون انتخابي لا يهضم حقوق أحد , على أن بري قال كلمته في بداية الأزمة ومشى إلى داره في عين التينة , ليرتاح من العناء السياسي وليتفرغ بالكامل باستقبال الوفود المحلية والدولية وتلقف ما تطرحه من مبادرات لعرضها على شركائه في الصف الشيعي ( حزب الله ) والمسيحي ( التيار العوني) وربما إلى حلفائه على طول الخط الساخن من بيروت إلى دمشق فطهران .
ليت الأمر يقتصر فقط على الرسائل التي يتولى بري إرسالها إلى عاصمتي التسخين , لحُلت الأزمة من ساعتها ولما رُهِنَ لبنان بالفوضى , ولكن الأصل في الرسائل الساخنة الذاهبة إليه والمتضمنة الرأي الإقليمي المتوجب على بري إبلاغه من موقعه المزدوج كزعيم معارض ورئيس مجلس لمن يلتقيهم من الأميركيين والأوروبيين.
غير أن صمت بري لم يحدث من فراغ , فقد سبقه كلام كثير قاله أكثر من أي مسؤول لبناني, ولغزارة ما احتواه من مطالب بعثر الأمور وقلبها رأساً على عقب , ابتداءً من رفعه راية الثلث المعطل أو المشارك إلى الانسحاب من حكومة منحها ثقة مجلسه بأغلبية نوابه , أخيراً وليس أخراً نعته إياها بالحكومة البتراء , وتوجد تكهنات كثيرة حول تلك الراية التي من المرجح أنها وصلته بالشحن مع صندوق الرسائل وليست من بنات أفكاره.
إذا كان كل ما ينطق به بري مسؤول عنه , ولا يسمح بزلة لسان , وفوق ذلك الحساب جاهز لأي خطيئة تبدر منه , فهل يعني هذا أن الرجل تحول لا إرادياً من قانوني وسياسي محترف بالدستور إلى ساعي بريد إقليمي ؟.
بالأمس قبل اغتيال الرئيس الحريري والانسحاب السوري وبعده بقليل , أدرك الجميع أن لبري جسر تصالحي يمتد طولاً وعرضاً من شمال لبنان إلى جنوبه ومن مسلميه إلى مسيحييه , وفي معظم الحالات يضطر الداخل إلى لبنان مهما كانت صفته بالمرور فوقه من خلال تلمّس حالة الاستقرار والهدوء التي شهدها لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية .
ثقة الطوائف اللبنانية ببري تكرست عبر دوره الإنقاذي في وقف عجلات الحرب الأهلية , هي التي جعلت منه جسراً متيناً سارت فوقه متى ما أصابها مصيبة.
حال جسره لم يبق كما هو , خصوصاً بعد توقف حرب يوليو من العام الماضي , فأيام عزه قبل عامين لحظة انقسام الساحة اللبنانية إلى تيارين , لم يكن وقتها بري منحازاً لأي طرف أكثر من انحيازه على ماينص عليه الدستور , ولأنه ينص على إجراء انتخابات نيابية فقد جرت برضاه ورضا الجميع , فما الذي تغير في طباعه ؟ .
الواقع يقول إن لبنان والمنطقة في تغير دائم , السؤال أين صار جسر بري المتين في وقت لبنان بأمس الحاجة له ؟ من غير المؤكد أنه قُصِفَ كغيره من الجسور التي تمكنت إسرائيل من قصفها , لكن المؤكد أن جسره انقطع لأنه صار بحوزة حزب الله طوعاً أو قسراً , باعتبار أن حزب الله حقق نصره الإلهي والتاريخي في الحرب مع إسرائيل , وبالتالي تمكن من الاستحواذ على كامل الشارع الشيعي بما فيه بري وحركته .
الآن يحاول حزب الله إخراج بري من دارته إلى الساحة اللبنانية بعد طول انقطاع عنها ليقوم بمسعى توفيقي عله يصل ما انقطع , دون أن يعي حزب الله أن بري نفسه انقطع عن الساحة فكيف سيعمل على وصلها ؟ ما دامت مطالب الحزب التعطيلية قبل الرئاسية لا تتزحزح قيد أنملة .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يخرج الغرب من شرنقته الاستعمارية ؟
- التحرير المنقوص عند حزب الله
- الأقليات العرقية ودورها المسيّر/ أرمن لبنان نموذجاً
- تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم
- تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة
- مستقبل العلاقات السورية - الفرنسية في عهد ساركوزي
- الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق
- انتفاضة لبنانية لاستعادة القرار الوطني
- ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - جسر (بري) المقطوع