أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي














المزيد.....

عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يفترض البعض جريا على عادة دارجة في الممارسة السياسة العربية أن على المعارضة السورية أن تتدخل في الجدل الدائر بين النظامين السوري و السعودي ضد نظام بلدها..هذا يفترض أن المعارضة تعني الوقوف إلى جانب خصوم النظام أساسا أيا كانوا لا أن تكون ممثلا و لسان حال الشعب السوري الذي تهمشه سياسات النظام و بالتالي أن تزن الأمور بميزان مصالح شعبها..لحسن الحظ هنا أن النظام السعودي لا يحتاج لجهود المعارضة السورية في الرد على النظام السوري فالماكينة الإعلامية التي بتصرفه كافية للقيام منفردة بهذا العمل..كان النظامين السوري و السعودي في خندقين متقابلين في الحرب الباردة قبل أن ينخرطا في تحالف ثلاثي مع النظام المصري عند نهاية هذه الحرب الباردة و مع اشتراكهما سوية في المواجهة الأولى مع صدام حسين قبل أن يفرق بينهما من جديد المشروع الأمريكي لإعادة صياغة الشرق الأوسط..نظريا فالنظام السوري هو حليف هام لحماس و حزب الله و هو إلى جانب لبنان النظام الوحيد من دول الطوق الذي لم يوقع على معاهدة سلام مع إسرائيل لكن الاصطفاف الجديد لا يجري اليوم على هذا الأساس إنه يتحدد وفقا للموقف من إيران التي يبدو الهجوم عليها الخطوة التالية في تنفيذ المشروع الأمريكي الإقليمي..هنا يبدو خيار النظام السوري أشبه بالخيار الإجباري فهو عرضة لضغوط أمريكية هائلة و ما يسمى بأخطائه التي كانت أمريكا و أوروبا تتغاضيان عنها في السابق أصبحت موضع تركيز شديد و استحقت عددا قياسيا من قرارات مجلس الأمن و لأن بنية النظام و تاريخ علاقاته مع أمريكا تؤهله ليكون التالي بعد نظام صدام و لأن النظام اعتبر أن تعميق المأزق الأمريكي في العراق ضروريا للدفاع عن النفس و أخيرا جاء التحالف مع النظام الإيراني كمخرج وحيد من الحصار المفروض عليه فقد وصلت علاقته مع أمريكا إلى درجة متقدمة جدا من التدهور و العداء..النظام السعودي نفسه تعرض لضغوط أمريكية هائلة بقصد تغيير خطابه الإعلامي و سياساته الداخلية وصولا إلى تغيير جذري في بنيته و تركيبته لا سميا دور المؤسسة الدينية في الحياة الاجتماعية الذي تنظر إليه مراكز القرار الأمريكي على أنه مصدر إنتاج معاداة أمريكا و قيمها..لكن و لذات الأسباب التي جعلت النظام السوري عدوا لأمريكا ساعدت النظام السعودي في تجاوز حالة الأزمة في علاقته بأمريكا بعد أحداث 11 أيلول..فحاجة إدارة بوش إلى دعم ما تسميه أنظمة الاعتدال سواء في تخفيف أزمتها في العراق أو التحضير للمواجهة مع إيران لتخفف كثيرا من هذه الضغوط و تصور العلاقة مع أمريكا على أنها ممتازة..يبقى السؤال اليوم هو عما إذا كانت إدارة بوش و من سيخلفها قد اتخذت قرارا استراتيجيا فيما يخص الإصلاحات التي كانت تصر على أنظمة المنطقة أن تتخذها باتجاه تبني النمط و القيم الأمريكية و إعادة بناء الوضع الاجتماعي و الثقافي و السياسي بما يمنع إعادة إنتاج التيارات الإسلامية العنفية أو المعادية لأمريكا عموما و عما إذا كان هذا يعني أن الأنظمة قادرة على الاستمرار بوضعيتها الراهنة في مأمن من ضغوط واشنطن في هذا الاتجاه..لا يمكن اليوم الحديث عن تغيير جذري في مشروع أمريكا الإقليمي و مستوى الإصلاحات التي تريد فرضها على الأنظمة العربية بما فيها المصري و السعودي فإدارة بوش اليوم في وضع تكتيكي ضعيف لا يسمح لها باتخاذ قرارات إستراتيجية على هذا الوزن خاصة أن إدخال تغييرات عميقة في بنية أنظمة المنطقة كان أهم مرتكزات هذا المشروع..نقطة أخرى يتفق فيها النظامان هي أن وعود الإصلاح التي أطلقت ما تزال بعيدة جدا عن التحقق و لو جزئيا على أرض الواقع , هناك بطء شديد إذا اعتبرنا أن هناك إصلاحات فعلية قد بدأت باتجاه المزيد من الانفتاح السياسي و تقنين الفساد الاقتصادي..نعرف أن النظام السوري اعتمادا على تجربة الصدامات المسلحة في أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات في القرن الماضي يعمل بكل إمكانيات أجهزته على استئصال وقائي لأي تجمعات معارضة فاعلة خاصة في أوساط الأصوليين المسلحين أو الذين يؤمنون بالفعل المسلح..إن هذه الطريقة فعالة لا شك في حماية النظام داخليا لكنها في نفس الوقت هي المسؤولة عن إضعاف مناعته في مواجهة الضغوط الخارجية و إحساسه بالعجز أمام احتمالات الغزو الخارجي..





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي