أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية أخلاق حضارية ...؟














المزيد.....

العلمانية أخلاق حضارية ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هدف كل دين بناء أو تكوين أخلاق مثلى بين البشر الخاضعين له ومباديء الأخلاق ومفرداتها تتطور بالمفهوم والممارسة فما كان يعتبر عملاً أخلاقياً في زمن مضى ماعاد ينظر إليه الآن إلا كممارسة تخلفية مكروهة منها مثلاً– وأد البنات – عرض المبارزة بالسيف أو المسدس بين المتخاصمين ، غزو الآخرين وقتلهم وأسرهم وسلبهم كان مشروعاً بين القبائل العربية قبل الإسلام واستمر بعده إلى غزو العالم ، استباحة النساء عن طريق ملك اليمين ..؟ إباحة المتاجرة بالإنسان (تجارة الرقيق، وأسواق النخاسة) بتر الأطراف عقاباً ، الجلد علناً ، الرجم العلني ، قطع الرؤوس علناً .. والعين بالعين والسن بالسن ..
كافة الممارسات المذكورة وغيرها لم تكن تخرج عن مفهوم الأخلاق العامة ولم تكن تخالفه بل كانت دعماً ومؤيداً للصرح الأخلاقي .. فالنبي محمد كان يحمل فكرة الدين ووجد من يؤازره ويحميه من الأوس والخزرج .. وعصب أية حركة كما هو معلوم المال .. ومن أين سيأتي بالمال وحماته والمهاجرين معه فقراء وأكثرهم يعمل أجيراً لدى سكان يثرب الآخرين الأثرياء الذين يملكون الأطيان ومزارع النخيل والمال وهم اليهود بقبائلهم الثلاث
.. ولما كان غزو الآخرين وسلب أموالهم يعد عملاً مشروعاً اجتماعياً وعلى مستوى الجزيرة العربية بل وعلى امتداد العالم في ذلك الوقت مع بعض التفاوت ، والدين أي دين يحرّم غصب أموال الآخرين وتعريض حياة أي إنسان للخطر .. ولكن هل من مخرج آخر لتدبير المال وإتمام الرسالة إلا اللجوء إلى العرف القائم وتكييف الرسالة الدينية وفقاً للعرف والعادات السائدة ، وإعلان مشروعية غزو الآخرين وسلب أموالهم ونسائهم معتبراً أن غير المسلم هو مشرك بل ونجس وقتاله وسلبه حلال .. !
وبذلك استطاع مواكبة العرف والعادة بالأخلاق السائدة و تأمين المال وبسعة وهو يستغل هواية ومتعة الغزو في تابعيه وبالوراثة وبالضرورة ، فالجزيرة العربية أراضي جرداء وبالكاد يحصل الإنسان على بعض الماء ليشرب والزراعة محصورة في أجزاء متفرقة ضيقة لاتكفي لإمداد قبائل لا تحصى بالمال والطعام ، وعليه الحال فالجزيرة بوضعها آنذاك أشبه بغابة وشريعة الغاب هي السائدة .. القوي يأكل الضعيف بدءاً بالحيوان ومن ثم الإنسان وذات المنوال في بلاد الحجاز القبائل القوية تغزو القبائل الضعيفة وتقتل مقاتليها وتأسر من يستسلم ليكون عبداً للقبيلة الغازية وسلب أموالهم ونسائهم وأبنائهم .. ولما أصبح الرسول قوياً مادياً وقويت شوكته بأنصاره ومهاجريه الذين انشرحت صدورهم للغنائم التي حصلوا عليها نتيجة الغزوات المتلاحقه التفتوا إلى الجار اليهودي واستطاعوا ببعض الحجج طرد قبيلتين وسلب أموالهم وذبح رجال القبيلة الثالثة ( مذبحة بني قريظة ) والاستيلاء على أموالهم ونساءهم .. ومرّت تلك الحوادث في ذلك العهد مرور الكرام لانعدام الاتصالات مابين الأمم ولعدم وجود منظمات عالمية ووسائل إعلام
طبعاً بعد مضي قرون عديدة تطور مفهوم الأخلاق والممارسات الأخلاقية عالمياً ولم يعد أي شعب يشرّع الغزو وسلب أموال ألآخرين وحتى الدول الإسلامية الحديثة ترفض هذا السلوك . وبحماية منظمات دولية ، الأمم المتحدة ، ومنظمات حقوق الإنسان والمفهوم العام وتطور أنظمة الحكم من شمولية استبدادية إلى ديمقراطية وأخيراً العلمانية التي حددت من الانفلات الديمقراطي إلى تغليب فئة حاكمة دينية أو قومية أو لحزب سياسي متطرف .. فالعلمانية وبالإضافة إلى حرصها على المساواة في حدود المواطنة التي يجب أن تنصهر في بوتقتها كافة الأديان والقوميات لشخصية المواطن الواحد المنتمي للوطن مع محافظة كل مواطن لدينه وشعائره ومقدساته ومفهومه القومي لذاته وخصوصيته ضمن إطار أخلاقي إنساني في جو من العدالة والتسامح والأخوة الشاملة مابين مواطني البلد الواحد امتداداً إلى كل سكان العالم بكرامة وحرية وحق المواطن في التعبير عن رأيه والتعامل مع الآخرين بأخلاق علمانية حضارية تواكب العصر ومعطياته ...



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروفيسيره ... أم ريا وسكينه ...؟!
- كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟
- أيضاً يجب أن لا يتعدى حوارنا لغة الأدب الرفيع من على هذا الم ...
- (8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- لنحافظ على هذا المنبر الحضاري عبر حوارٍمتمدن ...؟
- ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟
- (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- (6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و ...
- ‍ العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟‍
- العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟
- المسجد الحمر .. والله أكبر ...؟
- العلمانية مرحلة ثقافية متطورة لترسيخ إنسانية الإنسان ...؟
- ديمقراطية بمعزل عن العلمانية طريق إلى الديكتاتورية ..؟
- شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد والصحاب ...
- لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟
- عقول يافعة في حمى صراع الدين الواحد وكراهية الأديان الأخرى . ...
- (3) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- فوضى الزيادة السكانية العشوائية من أخطر ما يواجهه هذا الكوكب ...
- (2) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- الأحمر مسجد أم مدرسة أم ما هو أخطر ...؟!


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية أخلاق حضارية ...؟