رسالة الى المفكرين المسؤولين في العالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السادة المفكرون المسؤولون عن كل ما حدث و يحدث اليوم في ايران :
"الحاكمون و التنفيذيون . المحكومون بقومياتهم المتعددة . الرأي العام الإيراني .الرأي العام العربي . الرأي العام العالمي . منظمات حقوق الإنسان و المهتمين بشؤون المواطنين في كل مكان .
نخاطب فيكم الروح الحضارية التي تعبّر عن نزوع ٍ إنساني ٍ و سمو عقلي و رفعة تحترم الكرامة البشرية وفق معايير كلية متكاملة من أجل البشر بمختلف إنتماءاتهم القومية و جنسياتهم الوطنية و أصولهم العرقية و إعتقاداتهم الدينية :
نخاطب فيكم روح التسامي عن الجراح المرتكبة بحق الوطنيين من كل الإنتماءات ، و نسعى عبر هذه الورقة الى توضيح أدوار السياسيين العاملين و المبادرين في سبيل مستقبل إخوتهم و مستقبل المجتمع الذين يعيشون بين ظهرانيهم :
نقدّم لكم خطاب " حزب الوفاق الإسلامي " الذي عالج الوضع السياسي الكُلّي في إيران منطلقا من وجهة نظر قضية ٍ قومية ٍ محدّدة تتعلّق بشؤون أشقائهم و أبنائهم من شعب عربستان الذين يرتبطون بالشعوب المجاورة بروحية الإنتماء الى دولة سياسية قائمة تأسيسا على العلاقات الإنسانية المشتركة . فلا نزوع ٍ للعدوان و لا إندفاعا للحروب و لا مقاومة ً حتى للمصائب التي تمسّ أبنائه بين الحين و الآخر ، معتمدين على الرؤى الحضارية المشتركة ، و نظرة بسيطة على برنامج هذا الحزب و نظرته للمستقبل و أفكاره العامة و رؤيته التفصيلية ترينا مدى فهم قيادة الحزب للواقع الحاضر ، سواء في إيران أو في المنطقة و ( اليكم برنامج حزب الوفاق الإسلامي ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
" إنّ الله لا يغيّرُ ما بقوم ٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم "
إن حياة كل شعب إجتماعية كانت أو ثقافية ، إقتصادية كانت أو سياسية تتأثّر و بشكل ٍ مباشر ٍ بنسبة حضور ذلك
الشعب و مشاركته في مختلف الساحات و شتّى المجالات و كذلك تتغيّر نسبة تطوره و تقدمه بحجم نشاطه و فاعليته
و قدرته على التغيير و الإبداع و الإصلاح ، وبما أن شعبنا العربي الأحـوازي في ايران هو من الشعوب الحيّة الحاضرة و
الذي يتميّز بتأريخه العريق و تراثه الحافل و الغني و ثقافته الواسعة و المتنوعة قد كشف عن إستعداده الباهر لمواكبة
العصر و الإلتحاق بركب الحضارة و أثبت جدارته و كفاءته في إغتنام الفرص أو خلقها و فرضَ وجودهَ ايمانا بمبادئ
الثورة الاسلامية و قيمها و التزاما بالدستور الايراني كشعب له كل مكونات الشعب ـ بتعريفه العلمي ـ و مقوّماته و كجزء
ا يتجزّء عن ايران الاسلامية جاء اليوم ليخوض بوعيه القومي و شعوره الوطني معركة هامّة و مصيرية ألا و هي
" انتخابات مجلس الشورى الاسلامي " ــ و الذي قال عنه القائد الفقيد ، امامنا الراحل الخميني (رحمه الله ) مصرّحا
بأنه على رأس الأمور ـ جاء معبّرا عن إرادته الشعبيه و إمتدادا لحضوره التاريخي كما و قد برز في أخوات لها معلنا
عن موقفه السديد و الصارم و أهمها مشاركته العارمة في ملحمة الثاني من خرداد تأييدا للمشروع الاصلاحي و دعما
لبرامج ( رئيس الجمهورية السيد محمد الخاتمي ) و شعاراته النبيلة لتحقيق المجتمع المدني .
لهذا تطلب " لجنة الوفاق الاسلامي " من جميع الأخوة و الأخوات و تدعو كافة الشعب العربي الأحوازي أن
يساهم و بكل طاقته و يشارك و بكل قدراته في هذا الحدث الهام جنبا الى جنب أخوانه من الشعوب الايرانية الأخرى
مطالبابحقوقه المشروعة و التي تتبلور اليوم في المجالات الأربعة التالية :
الف ) المجال الثقافي :
1 ــ الزامية تدريس اللغة العربية ــ الى جانب اللغة الفارسية في جميع الحقول و المراحل الدراسية و درج حصة
دراسية تتعلق بتأريخ المنطقة .
2 ــ السماح بحريّة الصحافة و النشر و الاعلام باللغة العربية و فتح قناة تلفزة تختص بمنطقتنا و مجتمعنا .
3 ــ الإهتمام بإحياء الموسيقى العربية و دعم المسرح و السينما العربية .
4 ــ إعادة النظر في الخطاب العنصري و إصلاح الكتب الدراسية من التشويه و التزييف لتأريخ شعبنا العربي الأحوازي
في ايران.
5 ــ إعادة الأسماء التاريخية للمدن و القرى و الأحياء والأعلام المألوفة لدى سكان المنطقة المحليين و الجارية على
ألسنتهم .
6 ــ عدم تسمية الشعب العربي بـ "عرب اللسان " أو " المستعربين " أو " العرب المهاجرين " أو " العشائر " .
7 ــ تأسيس و تشكيل مؤسسات ثقافية .
8 ــ ذكر الإحصائية و النسبة الدقيقة لعدد سكان الشعب العربي الأحــوازي في الايراني .
9 ــ تكون عطلة عيد الفطر ثلاثة أيام بدلا من اليوم الواحد . [ و عيـد الأضحــى المبارك أربعــة أيام بإعتبار ذلك
إستجابة لضرورات الحضارة العربية الإسلامية ] .
ب ) المجال السياسي :
1 ــ تطبيق الدستور الايراني و تنفيذ المواد المعطّلة منه .
2 ــ ضمان حرية الفكر و العقيدة و البيان .
3 ــ قبول النقد كشرط أساسي للتعديل و التصحيح و الإعتراف بحق الإختلاف و الرد .
4 ــ المساواة أمام القانون و رفع التمييز في جميع المجالات .
5 ــ الإيمان الفعلي بالتعددية السياسية .
6 ــ فسح المجال لحرية تشكيل الأحزاب و الجمعيات و النقابات .
ج ) المجال الإجتماعي :
1 ــ مكافحة القبلية و القيم السلبية المنتشرة في المجتمع عن طريق تدوين القوانين و توفير الإمكانيات .
2 ــ مكافحة ظاهرة الإدمان و ما تفرز من جرائم إجتماعية بشعة .
3 ــ منح المرأة حقوقها الإجتماعية و إزالة العوائق التي تنتصب أمامها في ظل التشريع الاسلامي .
4 ــ السماح بعودة المهجّرين الى مناطقهم و مساكنهم التي الجأتهم الحرب بين الدولتين الجارتين : إيران و العراق و
ذلك عن طريق توفير التسهيلات و التمهيد لذلك .
5 ــ توزيع الوظائف و المناصب الحكومية حسب النسبة السكانية في المنطقة .
د ) المجال الإقتصادي :
1 ــ توظيف و توفير رؤوس الأموال و الخبرة الفنية في المنطقة لتنميتها إقتصاديا و مكافحة الفقر و الحرمان و
تطبيق العدالة الإجتماعية .
2 ــ العمل على خفض نسبة البطالة في المنطقة عن طريق إعطاء الأولوية في فرص العمل للسكان المحليين .
3 ــ الإعتراف بحرمة الحقوق الملكية على أساس الشريعة الاسلامية و وضع القوانين التي تمنع سلب الاراضي و
تهجير أصحابها الأصليين .
4 ــ إعادة بناء و أعمار المدن و القرى الحدودية التي دمّرت أثناء الحرب .
5 ــ إحياء النشاط الاقتصادي للموانئ و المرافي .
6 ــ تخصيص قسم من موارد النفط و الغاز التي تنتج أصلا في المنطقة لإعمارها و تنميتها .
7 ــ الحرص على حفظ البيئة في كل المشاريع و المخططات الاقتصادية و إزالة التلوّث البيئوي .
" حزب الوفاق الاسلامي "
إنّ ما تقدّم من فكر ٍ و رؤية ٍ و إلتزام ٍ سياسي ٍ يُبيّن مضمون إلتزام هذا الحزب ، فهو لا يتصادم مع حقائق التاريخ التي زُرعت على مدى عـِدّة عقود . لقد تغيّرت نظرتنا السياسية والإيمان بمفاهيمنا منذ إندلاع الثورة الإسلامية في إيران بإعتبارها مؤشرا لنجاح كل الشعوب الإيرانية ، كونها أخذت على عاتقها إلتزاما دينيا إنسانيا ، ينطلق من رؤية إسلامية واضحة فلا عداء و لا إعتداء ، ويجب على الجميع نيل حقوقهم أو المطالبة بها ، لان الإسلام كدين و مفاهيم هو :" دين العداله"، كما حدّد معاييرها القـرآن الكريم و خلق الشعوب من مكوّنات ٍ تاريخية تنامت ببوصلة المعايير اللّغوية و الإجتماعية إنطلاقا من مبدأ التعاون و التعارف بين الشعوب . إذ أنّ الرؤية الإسلامية كما صوّرها القرآن الكريم ترتكز على مبدأ التعارف بين القبائل و الشعوب في إطار الفكرة المركزية القائلة : " أن الأرض لكل البشر و حمايتها من كل تعد ٍأو ظلم " .
لكن هذه الرؤية و إستمرار التثقيف بأفكارها و تحديد تخومها المبدأية لم تمنع بعض الطُغاة و الجلادين من إعادة تجربة
نظام الشاه المقبور في كيفية التعامل مع أبناء القوميات الأخرى ، و المسألة هنا ليست مسألة تعابير بقدر ما هو واقع ، و ليست مسألة إحصاءات مزوّرة بل هي حسابات مكونات الواقع و محتويات الوقائع ، فشعبنا منغرس منذ مئات السنين إن لم نقل آلاف ، و حضارته معروفة و ثقافته مألوفة ، ومحاولة تفريسه مرفوضة بالرغم من محاولة تكرار حكام إيران للتجربة العثمانية سابقا .
أيــــها الســـــــادة المخاطبـــــــــــــــون بالكلمــــــــة الطيبــــة ، و الجمــــلــة العـــاقلـــة و المفردة الهادئـــة:
نود تذكيركم إنّ الكوادر الأساسية لهذا الحزب التوّاق للعيش وسط شعوب الدولة الإيرانية و يناضل من أجل مستقبله : تعرّض كوادره للتشويه و القمع السياسي و التعذيب الجسدي أو تفرّغ البعض لنهش سمعة الوطنيين العربستانيين ووصمهم بنعوتٍ غير مستقيمة ، و صفاتٍ غير حقيقية . و أما الجهة المستفيدة من كل هذا الجهد الإخباري أو الإستخباري من كل هذا العمل الهادف الى : شطب قوةٍ سياسيةٍ معنويةٍ تحاول خدمة الدولة الإيرانية بشعوبها القومية و المستقبل السياسي الحر لهذه الشعوب .
إنّ بث الإشاعات غير الأخلاقية و الإتهامات المُنحطة بفتيات مستقيمات و فتيان مستقيمين لهو ظلم فادح و تكمن أسبابه في رؤيه إنعزالية معرفية ، لأن هؤلاء الشبّان و الفتيات كل ذنبهم أنهم تمسّكوا بالرؤية القومية العربية الوطنية و الإخلاص لعربستان و أشقاءهم في الأرومة العربية !!!
فالأمن الذي يخدم السلطة ، لا الدولة ، أمن في كل مكان : يبحث عن الضمائر لإفسادها و النفوس لرشوتها و الأفكار للعبث فيها ، و الإحباط العام هو سيد الموقف عند كل المتابعين ، فكيف و القــرآن يقول : " و لا تجســــســــوا".
في الوقت الذي يدّعي بعض الإيرانيين بالإلتزام الديني، والقــرآن يحث على عدم التجسّس و الإغتياب ، و الغيبة " جـُهـد العــاجــز " كما يقول الإمام علي ـ كرّم الله وجهه ـ ، وكتابة التقارير السياسية ضد الآخرين هو بمثابة إفساد للضمير ، و شراء للذمة و سيلحق الضرر بالذين أفسدوا ضميرهم قطعا في نهاية المطاف ، لان إتباع الإلتزامات الدينية لا يتناغم و الخـُلُق الإنساني القويم و لا ينسجم مع كل الإدعاءات الإيمانية للفرد .
إننا عبر هذه الرسالة اليكم نشير فقط : الى الأحداث المتوقــّعة التي تكتسب أهميتها من لوحة التطورات العالمية و لا يجوز أن ندع العـِثــّة الأمنية تعبث بالضمائر اليقظة و النفوس الرصينة .
" و الأشجار الواقفة الحــيــّة تعطي ثماراتها " و قيل " أنّ الثمرات تشير الى نوع الأشجار " .
إذن لا يمكن أن يفرز القمع إنسانا وطنيا ومتفتحا ، بل تفسد ضميره و تجعله عرضة للشراء لمن يدفع أكثر و تجعله أهلا لبيع قيمه في سوق النخاسة .
إنّ الحديث عن تجربة السجن و ما أفرزته من تأثيرات ٍ سلبية ٍ على الإنسان الوطني الذي يفكر بالمجموع بدلا من أن تنطوي آماله على الذات سيرينا الواقع كما هو لا كما هو مُفترض . لقد أقدمت قوّات " السافاما " على مطاردة الفكر القومي العربي في عربستان و محاصرة الفكر الإسلامي الحضاري التحرّري ] لا الدين بإعتباره طقوس و إيمانات خاصة بالفرد ] ، و[ اللغة العربية المقوّم الحضاري الأساسي للعرب كانت قبل الإسلام و توسّع مفهومها مع نزول القرآن و ترسّخت مبادئها مع ترسّخ الإسلام في الإدارة و الإقتصاد و الحكومة و المذاهب ..... الخ [. لايمكن أن تنتزع التفكير الحضاري من الإنسان العربي ، سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو صابئا ( المندائـيـون ) ، \ اذا كان مؤمنا بأمته العربية \ لا يمكن إنتزاعه من الموروث الحضاري الإسلامي المشترك . العـروبة القومية تتجسّد في الذات الوطنية العربستانية ، الوطني العربستاني الجيد هو القومي العربي الجيد و هو الإنسان الملتزم و المدافع عن قضية شعبه ، وهو الحضاري الإسلامي المتميّز، و نعني بهذه المفاهيم المتجسّدة في الذات العربستانية الواعية بالفعل القومي العربي ، من هنا كان الإعتقال لتلك النوعية من الشباب و الشابات العرب ، ألحقت أفدح الأضرار بالطلائع الواعية المفكّرة بالواقع السياسي و المستقبل السياسي ، المتدبرة بالواقع الإداري اليومي ، المتلمّسة للأفق المستقبلي، المتطلعة لطموحات إنطباق الشروط الجغرافية على الحقائق التاريخية من حيث الإنتماء للوطن و للأمة تاريخيا ، أي مكانيا و زمانيا في اللحظة التاريخية الملموسة .
كان الإعتقال الذي هو ممارسة أمنية مجافية لأي نوع ٍ من حقوق الإنسان كما شرّعته القوانين الإسلامية تاريخيا و مجافية ايضا لكافة المواثيق و القوانين الدولية لحقوق الإنسان ، و إذلال المواطنين المخلصين لأرضهم و دولتهم بإعتبارهم أثمن ثروة وطنية تليق بالكرامة البشرية ، يُعدّ إمتهانا ليس للإنسان الأحوازي فحسب ، بل للقوى و المفاهيم الإسلامية الحضارية ، مما يفضح زيف المدّعين بإيمان القيم الروحية للدين سيّما و أن هؤلاء المناضلين المعتقلين في سبيل وطنهم و شعبهم و أمتهم كانوا يعملون في إطار الدستور الإسلامي داخل إيران ـــ و نقصدهنا :
حزب الوفاق الإسلامي و المنتدى الثقافي( بيت العرب ) في طهران ـــ و لم يتصلوا بأي عمل ٍ أجنبي و لم يتواصلوا مع أية تعليمات أجنبية ، كانوا ينتضون همّهم بناءً على قراءة تاريخية موضوعية لخدمة شعبهم . ينطلقون من الإيمان بمصائر شعبهم ... يحاولون الحفاظ قدر طاقتهم و إمكاناتهم على الدولة المشتركة لكل الشعوب و القوميات الإيرانية ، كما هو مفترض ، ولكن المؤسسات الأمنية التي تزعم خدمة الدولة الإيرانية !! و تصوّر حرصها على النظام الإسلامي !! إدّعت أنّ هؤلاء الشباب هم مضادون للدولة الإيرانية ، و قد عمّق هذه الرؤية ا للــوبي :
( الشوشتري ـ الدزفولي ).
كانوا أبناء و بنات عربستان يلتقون ببيتهم الذي أسموه " البيت العربي في طهران " كونها مؤسسة عربية تبذل الجهود الفكرية لفلسفة تـُفلسف الحياة الحضارية العربية الإسلامية ، فهو المنتدى الفكري الذي يُغـذّي بنسغه الطيّب روحية الشباب العرب في المركز ، من أجل خدمة الكّل الإيراني و التركيز على الجزء العربي خصوصا ، يتشبّث بالتربة التي تركها و يتمسّـك بالأرض التي يخلص لها ، نعم هُجّر منها قِسرا أو من ذهب منهم الى العاصمة الإيرانية بغية كسب أسباب رزقه و تحسين حياته ، ولكن قلبه و عقله كان على شعبه و مستقبل مجتمعه فإنخرط في هذا المنتدى لمواصلة دوره الإجتماعي و الثقافي ، بغية الإرتباط الصميم بذلك الواقع العربي من أجل بناء مجتمع ٍ لذاته و ليس في سبيل الآخر.
كانت الأهداف الإجتماعية و الثقافية في عناوين ذلك المركز الفكري هي التي تؤطر مطالب المجتمع الأحــوازي و تبرز الجوانب المهمة من إحتياجاته ، فكان المنتمون له هم صوت الشعب العربستاني الأبرز ، يلاحقون بأصواتهم و أعمالهم و منتجاتهم الثقافية ، الواقع المأساوي الذي يعيش تحت وطأته سكان عربستان ، كونهم رأوا واقع مجتمعهم و قارنوه بما تحقق للآخرين و على كل الصعد الإيرانية ، فمدنهم متأخرة متخلّفة والخدمات المختلفة ضئيلة يسيرة و المؤسسات خاوية فارغة ، الكفاءات العربستانية قليلة وإن وجدت فإنها لا تجد الفرصة الكاملة في لعب دورها الملموس، تقتصر المراكز الوظيفية على العناصر الموالية للقومية الفارسية و ترتكز على الببغاوات التي ترجوالوصولية طريقا لصيرورتهم في إعداد الكادر للدولة التي يستحوذ عليها البعض ، و كأنّ الدولة لم تكن إرثـا مشتركا للمجموع الذي يعيش في إيران ، فيما كانت صرختهم الثقافية و صوتهم الإعلامي موصول بالرغبة الشعبية العربستانية و طريقهم نحو تنوير المسؤولين الإيرانيين بطهران بأحوال مجتمعهم ، وكانوا رغم تحديات كبيرة ـ من قـِبل اللوبي (الشوشتري ــ الدزفولي) المدعوم من قبل أجهزة الأمن التي يحكم بقراراتها الفرس المتعصبون ـ يواصلون جهدهم في سبيل مستقبل شعبهم ، لذا كان عملهم ينطوي على إخلاص ٍ مشهود ، و جهدٍ دائبٍ يحاول توصيل المعلومات و المطالب الى المراكز الإدارية الحاكمة في العاصمة طهران ، كانوا و ما زالوا يمارسون الدور الكبير في توضيح حقائق الأمور ، ولكن الأجهزة الأمنية المرتعبة من نور الحقائق والمذكورة من ضياء الواقع يواجه بالعُسف و الظلم و السجن بذرائع شتى و التي يتقدّمها " تهمة الإنفصال " التي لم يكن لها نصيب من الصحة فكان ذلك المركز الطهراني و تجمعات العرب فيه يؤدّي مساهمات جمّة لمساعدة و تنمية الرؤية الحضارية المشتركة وهو ما لم يُعجب اللوبي القومي المتعصّب المسيطرعلى القرار السياسي في الدولة الإيرانية ، و المدعوم بشخصيات سياسية و إدارية متنفذة كـ " رفسنجاني " و غيره .
لقد باءت المحاولات العربية الصادقة و البعض الإيراني المخلص ، بالفشل الكبير و لم يتمكنوا من كسر الحاجز الذي يصطنعه القوميون الفارسيون المتعصبون ، و رغم ذلك فإن أمامنا ممارسات الكثيرمن الفعاليات الوطنية و الوفير من العمل السياسي بالرغم من أن إعتقال الكوكبه الواعية من أبناء عربستان يخدم ـ شئنا أم أبينا ـ التوجهات الأجنبية و القطبية العالمية التي تحاول كسر عجلة التطوّر في إيران و تمزيق الدولة الإيرانية لصالح الرؤية الغربية التي يسوّغ نظراتها المسيحيون المتصهينون و المحافظون الجدد .
لقد إستهدف جهازالإستخبارات الفارسية ( إطلاعات ) من خطواته القمعية و إجراءاته الإعتقالية الى كتم أصوات الطلائع العربية و فرض الحلول غير المخلصة على الساحة من خلال ترهيب الشباب الواعي في عربستان ، في كل مستقبله و فرض التهجير عليه بغية منعه من التآلف مع تطلعات شعبه ، الأمر الذي يعني أحد إحتمالين :
1 ـ فرض النزعة الإرهابية التي تشير الى اليأس من المستقبل و بالتالي الإقدام على الأعمال الإنتحارية التي لا ينتفع منها الشعب العربستاني و لا الدولة الإيرانية و المجتمع الإيراني بقومياته المتعددة .
2ـ إنهاء دور التطوّر التدريجي و الإجتماعي و السياسي الذي يحصل بقوة ، دفع العناصر العربية الواعية الى حصيلة مرتبكة تدل على عدم وجود اي هدف يخدم مستقبلهم بما يعني قطع حلقات التطوّر المتتالية المتناسقة المتماسكة و الساعية نحو بناء المجتمع العربي لذاته و في سبيل ذاته، و بالتالي وقف هذه العجلة الآخذة بالتطوّر .
سيداتي ، سادتي :
نضعكم اليوم أمام مسؤلياتكم التاريخية و أمام ضمائركم ، و أمام شرف المهمة الإنسانية التي تحاولون الدفاع عنها ، بأن تبذلوا قصارى جهدكم لبناء مؤسسة دولية تتحمل فيها مسؤولية حل مشاكل الشعوب في الدول متعددة القوميات قبل مستنقعات الدم التي ستسبب بالتأكيد إنحطاط حضاري لكلا الأطراف . هناك جرائم ترتكب بحق الإنسانية و هناك دول تمارس الإرهاب على شعوب مستضعفة و فقيرة ، و العالم يسمع و يقرأ و يشاهد و يكتفي بالتنديد و الشجب . فكل جريمة ترتكب بحق إنسان ، فإن العالم كله مشارك فيها و ليس فقط تلك الجهة أو الدولة بحد ذاتها . و ها نحن نطلب الغوث منكم ، فهل ستغيثونا ، أم يبقى حديثنا و شكوانا هذا اليكم " حبرا على ورق " ؟ لم يعد بالإمكان السيطرة على الناس و بين الفينة و الأخرى ينتفض شعبنا سلميا و تقابله السلطة في إيران بالقتل و السجن و التعذيب ، و سيشكركم شعبنا كثيرا و سوف نحقق عالم أجمل و أرقى لجميع سكان الأرض .
المساهمون في إعداد هذه الرسالة..... المناشدون أصحاب الضمائر الوطنية و القومية و الإنسانية لأداء دورهم الكفاحي في رفد أبناء شعبنا العربي في الدولة الإيرانية بالجهود اللازمـة و العاملـة على تحقيق مطالبهم القومية و السياسية : ـ
1) الأستاذ : باقر الصرّاف ( كاتب و باحث عراقي ) .
2) الأسـتاذ : طالب مـذخـور( الأمـين العـام للحـزب الـوطنـي العــربـسـتاني ) .
3) الأسـتاذ : أبو القاسم علـي العــربـسـتاني ( مسؤول مـوقع بـوابـة عــربسـتان الثـقـافية ). .www.arabistan.8m.com
4) الأستاذ : عـادل السويدي ( كاتب و مهتم بالشـأن العــربـسـتاني ).
......................................................................
[email protected]
[email protected]
25 – 9 – 2003