أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صالح جبار - صناعة ألازمة الثقافية














المزيد.....

صناعة ألازمة الثقافية


صالح جبار

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 02:50
المحور: الصحافة والاعلام
    




في الزمن الغابر حين تشظت المفردات في المنافي ... كان الطريق الى منابر الأصوات المرتفعة وعرا , ولايمكن الحراك من خلاله , لأنه يصب في بوتقة الرؤيا المسطحة , ومن الصعب الحياد عنها ...
ظل تداعي النظام العام يصب في تجلياته , يبحث عن عنصر واحد, ليس من السهل قلب المعادلة , لاضمحلال الثراء الإبداعي , وتساقط النصوص في شباك الصورة الثابتة والتي تأبى التغيير ...
فكان المعبر الى الشتات , يلم هم الغربة والتنافس لأجل البقاء متسمرين , حتى لاتتداعى الأشياء في نقطة اللاعودة , أو الانزواء في ركن قصي بعيدا عن أعين المتربصين بانتظار الفرج المأزوم ....
وحين بزغ الفجر الملتاث بكل الصدف المتناثرة بوله المجانين والعابثين.. طفا على السطح المتصيدون في الماء العكر ... فسطعت أسماء مسكت زمام المبادرة وأخذت تدير المفاصل الإبداعية ...
لتناغي الحرمان والقطيعة , فقد طال زمن الاغتراب , وعليهم ان يضعوا ثوابت العملية برمتها , لان النهج قد تغير والموازين انفلت عقالها , ولم يعد هناك سوى وضع المسميات في الصحف والمجلات , التي عبرت المئة ...
بحثا عن مجدا زائف وبطولات صنعت في نسيج الخيال ... لتؤكد أحقيتها في التشبث بقوة على تقاليد السلطة الرابعة ...
وأصبحت صناعة الجرائد مهنة تدر الإرباح , سعيا وراء نفوذ الأحزاب التي أسست مقراتها على أنقاض هياكل بائدة ..
وتدافع الباحثون عن لقمة العيش للحصول على وظيفة , تنمي قدراتهم المهدورة في زمن صعب عليهم النوم تحت غلالة ألاماني الوافدة بلا ملامح محددة وإلغاء وزارة الأعلام ..
وحتى لاينكشف المستور توزعت المناصب القيادية للأهل والأقارب .. ولأبأس لبعض العارفين أصول المهنة , لان لديهم الحظوة في مجتمع المتهافتين ...
فصارت بوصلة الصفحات الثقافية , تشير لمن يملك النضال المزعوم , وعالج مهارة الغربة بداء الحزن واللوعة , وامتلأت الساحات الثقافية ,بالحاملين رايات الوجع المتسرب نحو الغرف الوثيرة ,والصالات المكتظة , بجموع ملتحية , ترتدي افخر البدلات , لان الوليمة ( دسمة )
لم يمض وقت طويل بدأت بعدها الصحف تختفي بهدوء وتتقلص المسافات بين المناضد لتتراص بنسق يحاكي الزمن الغابر ...
ونكتشف ألازمة الحقيقية في الثقافة , لان الإبداع لاينمو في القاعات المغلقة .... لابد من براري واسعة تلعب في أدراجها الرياح وتتصافح مع أشعة الشمس سنابل التكوين , حين تكتوي بمرارة الواقع المر ...
وحتى نضع الإصبع على الجرح , ندرك جيدا إننا لتنعاني من كم الإنتاج .. بل بالفاصل بين المتحقق منه وبين القيمين على بوابة النشر , في البحث عن القياسات التي ترتديها الأشعار والقصص القصيرة ومقالات الذم !!!!
فبرزت جريدة ( الصباح ) لتجمع تحت ردائها الفضفاض عناوين لاحصر لها وصارت جريدة الحكومة رغم انف ( جمعة الحلفي ) وكل من نبش الحرف في الداخل والمهجر ...
وامتلكت الصحافة الحزبية الجانب الأخر من المعادلة ,فألقت في أتون الإبداع العراقي زخارف من بضاعة بائرة ...
لكنها بقيت جميعا , تعاني من نفس العلة , لابد من أدلجة النص في جرائد ( الاتحاد والتآخي ) لخدمة الهدف القومي للقضية التي تعني لهم نهاية العالم , ولامجال للمناقشة ... ناهيك عن ( طريق الشعب ) ...
حتى جريدة ( المؤتمر ) حاملة علم الليبرالية , لاتخلو من هذيان العري تحت وابل التراشق على أسس الطموح المشروع لرئيسها ( احمد الجلبي ) بأن يكون له مكان تحت الشمس رغم سخونتها ... رغم أني احفظ لهم مقالتهم ( لغة الإبداع ) عن القاص ( صالح جبار ) عام 2005
واصطفت صحف التيار الإسلامي تتناوب الزعامة , وتكشف عورات النص في التغريب بعيدا عن وجع الحداثة , وتعطي خلاصة التشتت بين التدافع والتوقف البائس عند نقاط الخلاف ....
وبين هذا وذاك كان مسئولي الصفحات الثقافية يؤكدون بصورة واضحة على ان القنوات التي تصب في هذا المجرى قد اعترتها الرغبات والنزوات الشخصية والخاضعة للمزاج السلبي ... للذين يسيطرون على مفاصل الإبداع من خلال الموقع الوظيفي ...
وابرز من جسد ذلك محرري الصفحات الثقافية في جريدة( الصباح ) والتي دائما تذكرني بجريدة ( الثورة ) فقد كانت ماكنتها تدار من غرف الفرق الحزبية , بحثا عن( الرفاق ) المخلصين لتطالعنا بمنشيات عريضة تحوي نصوص سقيمة وبائسة , لأسماء حددت سلفا ولامجال للآخرين فيها , لأنها حكر عليهم ...
وهكذا تحاك أزمة الثقافة الوافدة ... لتعطي لونا باهتا من ألوان الطيف العراقي الذي مافتأ يخبو .. وما أشبه اليوم بالبارحة !!!!!

مواليد – بغداد – 1954
النتاجات – رواية بعنوان – سأمضي 2004
مجموعة قصصية – بعنوان صلاة الليل
مجموعتان قصصيتان _ تبحث عن دار للنشر
رواية بعنوان – مقامات الشيخ صدرالدين تحت الطبع

******************



#صالح_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة المقاهي ومقاهي الثقافة
- الواقع المفروض
- قصةقصيرة
- قصة قصيرة --الكاظمين الغيظ
- عمتي النخلة
- الحيواني في الانسان
- القومية العربية .. حقيقة ؟ خيال ؟ أم ...؟؟؟
- النكات والتسويق السياسي
- قصة قصيرة


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صالح جبار - صناعة ألازمة الثقافية