أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - 1مساحة الحرية في النص الديني ج














المزيد.....

1مساحة الحرية في النص الديني ج


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 617 - 2003 / 10 / 10 - 04:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كتب حيان عامل مصر الى عمر بن عبد العزيز ( ان الناس قد اسلموا فليس جزية) فكتب الخليفة  عمر بن عبد العزيز( ابعد الله الجزية ان الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً للجزية ) ابن الجوزي ص49 اخبار الحمقى والمغفلين
ان هذا الحوار يمثل أزدواجية تناول النص ومساحة الحرية الذي يملكه الحاكم للتوازن مابين المصالح الطبقية والاجتماعية الذي يعبر عنه النص مع النزعات الانسانية في  محاولة لتوظيف النص وتحويل مسارها . ان اشكالية التعامل مع النص كان ومازال احد الاشكالات التى تواجه العلاقة مابين النظرية والممارسة العملية حيث يتعرض النص  الى عمليات ( اضافة ، تطوير ، اعادة تشكيل ) كأدوات لترميم النص او هدمها، ويعتبر النص الديني وبحكم اضفاء القدسية المدججة باحكام التحريم والتكفيرمن الامور المعقدة تناولها وبالاخص اذا كان التناول من خارج الفكر الديني وهذا يفسر الكم الهائل لتناول النص الديني بنص ديني اخر او اختلاف التناول للنص الواحد ومن ثم صعوبة تحويل مسار النص الديني باتجاه اليسار ليصبح توجيه النص من اليمين الى يمين اليمين وفي افضل الاحوال نحو يسار اليمين، باستثناء حالات معدودة تزعمها امام اليسار الامام علي الذي لامس جوهر قانون فائض القيمة اقتصاديا و وحدة المتناقضات فلسفيا في مقولته المشهورة في نهج البلاغة (ما جاع فقير الا بما متع به غني ) وتناوله فلسفة الاغتراب بمفهومه الاقتصادي ( المقل في بلدته غريب والمكثر في غربته قريب ) ولم يتمكن الامام علي من خلق التيار اليساري  بمعناه المتكامل كتيار يملك برنامجه ووسائله السياسية لا بسب الظروف الموضوعية او قدرته الشخصية بل بسب الارضية الدينية والنص الديني الذي لم يكن قادرا على تحويل مسارها الى اقصى اليسار ، وحاول ابا ذر الغفاري المنادي بجعل ما يفيض عن حاجة الانسان في متناول الزكاة التجربة والذي انتهى به منفيا وشهيدا في صحراء الربذة
ويمكن تناول موضوع الجزية كاسلوب بدائي لتراكم رأس المال وتمركزها لدى الطبقات الغنية في الجزيرة العربية ومن بعدها في مراكز الخلافة الاسلامية مثالا لاشكالية تناول النص وقدرتها التوجه يمينا وفي صالح الاغنياء من جهة  والاتجاه العنصري في الفكر الاسلامي  من جهةاخرى، فمن الناحية التاريخية ورد مفهوم الجزية مرة واحدة في القرآن وفي الاية 29 من سورة التوبة( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله وباليوم الاخر ولا يحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطي الجزية عن يد وهم صاغرون)ان الاية القرآنية واضحة في اركانها الاساسية ( شمول الاية اهل الكتاب ودفعها وهم صاغرون اي مهانون) ولكن تناول الاية وتحويلها عن مسارها الطبقي والاقتصادي بأتاجاهات اكثر يمينية وعنصرية يتمثل بالحادثة التاريخية الذي ذكره الكتب التاريخية الاسلامية ففي كتاب الجزية للشافعي ( اخبرنا مالك عن جعفر بن محمد عن ابيه ان عمر بن خطاب ذكر له المجوس فقال : - ماأدري كيف اصنع في امرهم فقال:- له عبد الرحمن بن عوف أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول سنوا بهم سنة اهل الكتاب) وتم اخذ الجزية من المجوس بحجة ان لهم شبهة كتاب، ان هذا الحادث التاريخي يمثل اشكالية تناول النص الديني رغم  وضوحها  باخذها من اهل الكتاب فقد تم فرضها على غيرهم ولاسباب اقتصادية لانه ومن غير المعقول بان عمر بن خطاب وهو الخليفة والمعاصر للرسول منذ بدايات الدعوة الاسلامية لايعرف ان الرسول قد سن المجوس بسنة اهل الكتاب ليأتي عبد الرحمن بن عوف ليوشير اليه بما قاله الرسول و رغم تعدد الحوادث حول اخذ الجزية من غير اهل الكتاب ( اخبرنا مالك عن ابن شهاب انه بلغه ( ان رسول الله ص اخذ الجزية من مجوس البحرين) وان عثمان اخذها من البربر ويذكر الصولي في كتابه  ادب الكتاب ص107 وص108 ( اول من ادى الجزية اهل نجران وقبل محمد ص الجزية من المجوس )  و( فالذين يؤخذ منهم الجزية اليهود والنصارى والمجوس والصابئون وقد اخذ عثمان من البربر )
ان فرض الجزية مقرونا بالاهانة الانسانية لدافعيها وعدم مراعات  الظروف الاقتصادية للشعوب والطبقات الفقيرة  من خلال تحديد الحد الادنى  وعدم تحديد الحد الاعلى لها
ما كانت الا محاولات لتوظيف النص الديني وتحويل مساره ليتجه يمينا ومن ثم في خزائن السلطة السياسة الحاكمة
 
دانا جلال / السويد
 



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اعضاء مجلسى الحكم مع التحية
- التعذيب عبر التاريخ
- الزيباري ينهي سياسات العلوج
- ذهنية التحريم (( تحريم الذهن )) ج الاخير
- ذهنية التحريم (( تحريم الذهن )) ج2
- ذهنية التحريم (( تحريم الذهن)) ج1
- كوردستان الوطن المجزأ واشكالية الهوية ج2
- كوردستان/ الوطن المجزأ واشكالية الهوية ج1
- مسيرة الالف جريمة تبدأ بخطوة معاداة الشيوعية
- تشكل القزح في عالم رزكار
- الشوفينية ان كانت عربية او كردية فهو مرض يصيب الانسان بعمى ا ...
- فاشيون في فضاءات النكتة العراقية
- النكتة السياسية مملكة الحرية في زمن الفاشية/ج الاخير - حرب ا ...
- النائب رئيسا
- النكتة السياسية مملكة الحرية في زمن الفاشيةج3
- النكتة السياسية مملكة الحرية في زمن الفاشية
- حول اعمال السرقة .....دفاعا عن الشعب العراقي
- العراق....فيك اجتمع التناقض وافترق الترادف
- جراحات الكرد ومؤتمرات القمة العربية والاسلامية
- كل الطرق لاتؤدي الى واشنطن


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - 1مساحة الحرية في النص الديني ج