أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساهم في ارساء دعائم الأمن والاستقراروالبناء في العراق















المزيد.....

القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساهم في ارساء دعائم الأمن والاستقراروالبناء في العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 617 - 2003 / 10 / 10 - 01:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                    

منذ البداية أكدنا في العديد من المقالات ومعنا مئات المثقفين العراقيين بأن قوات دول الجوار لا يمكن أن تساهم في ارساء دعائم الأمن والاستقرار والبناء في العراق، بمقدار ما يتكلف بهذه المهمة الصعبة والدقيقة أبناء العراق أنفسهم.

 العراقييون النجباء.

وذهبنا أبعد من هذا وقلنا وما زلنا نؤكد وبكل صراحة، أن اية قوات أجنبية أخرى حتى لو أصبح تعدادها مليون جندي لا تستطيع وقف التدهور الأمني واعادة الاستقرار والهدوء، ولن تتمكن حتى المساهمة في البناء كما يجب  وما يتطلبه الامر من وقت وسرعة، ولا يمكن التخلص من حالة  التشرذم والفوضى هذه إلا بعودة الأداة الفعالة وهي الدولة العراقية السليمة المبنية على اسس ديمقراطية حرة ذات دستور ثابت لا يميز بين المواطنيين ويحفظ حقوقهم وحقوق الوطن بالكامل وبرلمان منتخب بشكل ديمقراطي  وحر لكي تقام الدولة والمجتمع المدني هذا الهدف الذي يتطلع إليه الاكثرية من العرقيين ويسعون من أجل تحقيقه.

إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يعجبها هذا الحديث لا بل لا تفكر على الأقل بعواقب المرحلة الخطرة التي يمر بها العراق والعراقيين، ولا تهتم بالدعوات الموجهة من أكثرية الفصائل الوطنية العراقي فيما يخص جلب اكبر عدد من القوات ومن العديد من دول العالم بحجة مساعدة الشعب العراقي على بناء دولته بشكل ديمقراطي.

واليوم تستفحل ردود الفعل الرافضة لوجود قوات تركية في العراق حيث أعلن المجلس الحاكم الانتقالي العراقي وبالاجماع  قلقه واعتراضه على استقبال القوات التركية وكذلك الاحزاب الكردية العراقية، لأسباب عديدة منها على أقل تقدير تلك الاتفاقات التي ابرمت مع نظام صدام حسين التي تفسح المجال لدخول قوات تركية إلى الاراضي العراقية بحجة ملاحقة معارضي الحكم في أنقرة من أكراد تركيا، ومنها العلاقات التركية الاسرائيلة الجيدة جداً ( مع العلم ان البعض من الدول العربية لها العلاقات نفسها ولكن بدون تحالف استراتيجي عسكري) ثم مواقفها العدائية ليس اتجاه الاكراد فحسب وأنما الشعوب العربية وبأشكال مختلفة،، والحساسية من تصريحات المسؤولين السابقين وبأستمرار بعودة محافظة الموصل وكركوك إلى تركيا الأم باعتبارها اراضي تركية وغيرها من القضايا الكثيرة.

وعلى ما يبدو ان الادارة الامركية لن تتعاون مع العراقيين مثلما صرح رامسفيلد " انه يجب علينا الآن العمل مع العراقيين" لأن العمل مع العراقيين واضح فيما يخص مجيء القوات التركية وغيرها، وتصريح بول بريمر يناقض قول رامسفيلد عندما اعلن بعد الاعتراضات الواسعة لمجيء القوات التركية " ان القرار  بشأن نشر القوات التركية في يد الادارة الامريكية وليس بيد العراقيين"..

هذا الرجل يتصور ان اي قرارا ممكن ان يطبق بسهولة حتى لو كان فيه مضرة للشعب العراقي وهو لا يأبه بالنتائج اللاحقة التي تترتب عن القرارات الخاطئة والمضرة. وكما يبدو من تصريحه أنه لا يفكر ان مجلس الحكم عراقي  ويستطيع اعضاؤه اتخاذ القرار المناسب عندما يجري إلغائهم وعدم احترام ارادتهم  بما فيها التخلي عن مجلس الحكم وسوف يجد بول برايمر وغيره أنفسهم امام أكبر مشكلة سيدفعون ثمناً باهضاً لها. وعسى بول بريمر والادارة الامريكية ان لا تفعل ولا تعمل على ما لا يحمد عقباه.

ان الأكثرية من الشعب العراقي وقواه الوطنية تطالب الولايات المتحدة باستمرار بمزيد من الصلاحيات لمجلس الحكم الانتقالي العراقي ومجلس الوزراء لأعادة بناء المؤسسات الأمنية ( الشرطة والجيش) على أسس سليمة لكي تقوم هذه المؤسسات بدورها الوطني المسؤول للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية حدود البلاد، ولكي يكون للعراق دولة ديمقراطية فدرالية تمنح الحقوق القومية لجميع القوميات المتآخية في العراق.

وعلى الرغم من اعتراض مجلس الحكم ومطالبة الفصائل الوطنية العراقية تستمر الدعوة الامريكية ومنذ أن رفضت تركيا المشاركة في الحرب الأخيرة لقدوم القوات التركية وتواجدها على أرض العراق من أجل أن ترفع البعض من العبأ عن كاهلها، أولتتقاسم الضحايا كما هو الحال بالنسبة للقوات الأخرى،  ولتشترك في جريمة الاحتلال المستمر وليس الوقتي مما يزيد الضحايا ليس بين جنود الاحتلال فقط بل وأيضاً من العراقيين الابرياء بسبب استغلال الاضطرابات والفوضى وفقدان الأمن.

والآن وقد وافقت الحكومة التركية والبرلمان التركي على ارسال قوات عسكرية إلى العراق ماذا سيترتب على هذا القرار  وتنفيذه على أرض الواقع، إذا كان التصور بأنه حل لأزمة القوات الامريكية فنقول بكل صراحة ان مجيء القوات التركية لن يساهم في استتباب الأمن ولا يمكن أن يكون منقذاً للقوات الأمريكية والبريطانية والاحتلال نفسه، الطريق الوحيد ولا طريق سواه، ان يتم وباسرع وقت وبجدول زمني خروج قوات الاحتلال من العراق وتسليم العراق للعراقيين عن طريق منح المجلس الحاكم كامل الصلاحيات لإدارة البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار وكذلك بناء وتعمير ما خربته الحرب واستكمال بناء مؤسسات الدولة الحديثة.

هذا هو الطريق الوحيد الذي سوف ينقذ الامريكان والبريطانيين وغيرهم من هذه الورطة التي تستفحل ولن تبقى في حدودها الراهنة، وكما أكدنا سابقاً بأن المشاكل والصعوبات سوف تزداد وتتوسع وكذلك سوف يزدداد عدد الضحايا الأبرياء .. وعندما ستفلت الامور سيحترق الأخضر بسعر اليابس.

القوات التركية وان كان التصور انها قوات من دولة اسلامية سوف يكون ضحكاً على الذقون لأنها قوات دولة أخرى غير عراقية قادمة لمساعدة قوات الاحتلال  وسيكون مصيرها كمصير القوات المحتلة.. والاحتلال بفمهومه الضيق والواسع هو الكراهية وليس المحبة على الرغم من ذهاب صدام ونظامه وتسلطه البغيض على الشعب..

الاحتلال يعني وبصريح العبارة استعباد الآخرين وهذا لا ولن يقبله العراقييون النجباء على أنفسهم.. وسوف نرى إذا لم يستخدم العقل الواعي والمنطق السليم وروح العصر في الحل السريع.

                                                                                                    9 / 10 / 2003

 

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض ...
- قلق الخليقة في زمن التشرذم والخواء
- لا منتمي بعد الضرورة .....!!
- الديون والتعويضات المفروضة على العراقيين الأبرياء موقف البعض ...
- اليكم حبي الأثقل من الدنيا
- هل يستطيع العراق أن يحكم نفسه؟ أم يبقى هكذا كما يقول بول بري ...
- هل استسلام هاشم سلطان مذلّ ومهين لشرفه العسكري؟ كيف سيشعر ال ...
- ما الهدف من تصرفات جماعة مقتدى الصدر منذ ظهوره بالمعارض بعد ...
- الاهمال أنجح علاج ضد النرجسية وخالف تعرف
- علي عقله عرسان الجميل ما زلنا أمام العلم والثقافة اقزام وأقز ...
- هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل ...
- سيدتي.. هذا الذي ترينهُ، معقول.....!
- اسس تشكيل الوزارات هل يجب ان يكون لكل طائفة او حزب أو عشيرة ...
- ليس الحل بمجيء قوات تركية أو غيرها ! العراقييون المخلصون هم ...
- الدولة والمجتمع المدني والديمقراطية
- الأخت بنت كركوك المحترمة والوزارة الجديدة
- بعض ملامح نشوء الحركة النقالبية العربية - سوريا
- الغاء الفتوى / ضرورة فصل الدين عن الدولة لايمكن الاستهانة بش ...
- الأزهر واصدار الفتاوي تحريض على الفتنة وعدم مدّ يد العون وال ...
- لكن.. من أجلي، من أجل الله، لا.. لا تصحو


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساهم في ارساء دعائم الأمن والاستقراروالبناء في العراق