أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية الفلسطينية !















المزيد.....

سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية الفلسطينية !


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أولاً - احتواء الثورة الفلسطينية على طريق تصفيتها !
لعل دور النظام السوري في تصفية القضية الفلسطينية كثورة لها مشروعها الوطني التحرري اكتسبت على أساسه شرعيتها العربية والدولية , كان هو شاغله الوحيد وبدأ الإعداد على هذا الطريق بعد حرب تشرين 1973 وتوقيع معاهدة فك الإرتباط ( نهاية الحرب ) بين النظام السوري وإسرائيل , وسار النظام السوري على تحقيق هذا الهدف على كافة المستويات الداخلية والعربية والدولية , وبدأ بالإعداد لتصفية الحركة الوطنية في سورية ولبنان والمنطقة لتركيعها شعبياً وحكومياً باتجاه التطبيع ...وكانت الحلقة الأقوى هي وجود الثورة الفلسطينية كفكر وكواقع ميداني في لبنان له امتداده في سورية والعالم العربي , وهذا المنحى الذي أخذته الثورة الفلسطينية قد أرق النظام السوري أكثر من إسرائيل , وعليه بنى استراتيجيته عليه وعلى ساحة تواجده الإقليمية وركز كل قوته العسكرية والأمنية لحصار الثورة الفلسطينية وبشكل غير أخلاقي ليحرفها عن مسارها وأهدافها والتسليم بمقولة ( السلام العادل والشامل) كما يراه النظام السوري وليس كما يريده الشعب الفلسطيني على اعتبارها قضية حق في التحرير ورجوعه إلى أرضه وقيام دولته الديموقراطية المستقله على أرضه فلسطين , وكانت النتيجة الذي تمخضت عنها تصفية الثورة الفلسطينية وحصر القيادة الشرعية باتجاه الإعتراف بإسرائيل والإستعداد للتفاوض معها .
وجاء مؤتمر مدريد عام ( 1991) كثمرة لسياسة النظام السوري التي انهكت الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية في لبنان وسورية والشرق العربي كله ,ونتج عنه مبادرة السلام المعروفة ( الأرض مقابل السلام ) ,بعبارة أخرى إن النظام السوري هو الذي أوصل الثورة الفلسطينية ومعها العرب عبر سلسلة طويلة من الحروب الأهلية والتصفيات الدموية ,أبرزها في لبنان حيث دمر القوة الحقيقية للثورة الفلسطينية ونفي ماتبقى منها إلى أبعد منطقة جغرافية عن فلسطين في اليمن والسودان وتونس وشتتها ومثل ذلك بطاقة دخوله إلى مؤتمر مدريد ورضى الأطراف الدولية عنه وحمايته وتأمين الغطاء له والصمت المطبق على مافعله بالثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والسوري واللبناني , واستمر النظام السوري يلعب على الساحة الفلسطينية بأدوات تحسب على الثورة الفلسطينية وهي لاتملك من أمرها سوى تنفيذ سياسته التي مزقت الثورة الفلسطينية وتصدت للشرعية التي يمثلها الراحل ياسر عرفات وحصاره حتى وفاته و ومايجري اليوم في لبنان وغزة هو استمرار لنفس سياسة المساومة وتوهين المقاومة وتشويهها وجر الأطراف الفلسطينية إلى التصادم والإقتتال والركوع من جديد.
ثانياً - المساومة على دور حزب الله !
وعليه استمر النظام السوري بسياسته المنحرفة التي ترى في القضية الفلسطينية ورقة مساومة يستخدمها متى شاء وأنى شاء لإثبات قوته الإقليمية وبالتالي دوره واستمراره , وبعد حصار الثورة الفلسطينية بالإشتراك مع "إرييل شارون" وتصفية قوتها الميدانية وطرد ماتبقى منها من لبنان , عمل النظام السوري إلى خلق البديل على الساحة اللبنانية , البديل العسكري الذي يمكن أن يلعب دور النظام بالنيابة بخصوص القضية الفلسطينية والمزايدة عليها , هنا جاء دور حزب الله ليعطيه حرية بالسيطرة على لبنان والمزايدة على الثورة الفلسطينية وفصائلها بتحريك حزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين متى رأى مصلحة له , أي اعتبر حزب الله هو الوكيل العسكري للنظام السوري في لبنان وفلسطين وعلى مستوى الإنتفاضات الفلسطينية المتعاقبة , وحاول بشار أسد الإستمرار بنفس مقاربة والده للقضية الفلسطينية , وبذل جهود كبيرة لتسويق نفسه على ساحة الإنتفاضة الفلسطينية لإضعاف ياسر عرفات وتقوية دوره في الشؤون الداخلية الفلسطينية متمما ً الدور الإسرائيلي , بالتوافق مع حزب الله الذي فقد دوره بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان , وبدأ دور النظام السوري يمر عبر حزب الله بشكل علني وصريح عندما أعلن الحزب الدخول على خط الإنتفاضة بقول حسن نصرالله عام 2001 بأن ياسر عرفات ليس هو الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وأنه لن يترك الفلسطينيين يقاتلون إسرائيل وحدهم , هنا قرر النظام السوري الدخول المباشر مرةً أخرى على خط الأحداث الداخلية في فلسطين.
ثالثاً - النظام السوري وفلسطنة حزب الله !
تابع بشار أسد عملية الدخول إلى المعادلة الداخلية الفلسطينية عبر تقديم المزيد من الدعم إلى حزب الله بالإتفاق مع إيران ودفع حزب الله إلى المواجهة والإستقطاب بين موافقي" أوسلو" ومخالفيه الذي وفر لهم النظام السوري وحزب الله كل أشكال التدريب والدعم واستطاع أن يبني علاقات مع بعض فصائل العمل الفلسطيني وأن يطورها ويمدها بكل وسائل الإستمرار المادية والعسكرية واللوجستية التي تجعلها قادرة على تغذية الصراع واستمراره بالإتجاه الذي يريد والمضر بالقضية الفلسطينية ويزيد بؤس الشعب الفلسطيني ومعاناته , ودخل حزب الله بشكل مباشر عندما وسع دائرة عملياته إلى داخل الإراضي الفلسطينية وأقام صلات مع بعض الفصائل التي تقف ضد الشرعية الفلسطينية وجيرها بالموقف العام الذي يريده النظام السوري .
وحتى يكون الكلام موضوعياً ودقيقاً وواضحاً , كلمة حق يجب أن تقال : إن الذي أفرز حزب الله على الساحة اللبنانية هو حالة الفراغ والخلل في المواجهة أمام الإحتلال الذي شكلها تصفية الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وطردها من لبنان من قبل النظام السوري , وأيضاً التناقضات اللبنانية الداخلية التي غذاها النظام السوري لتأكل بعضها وتتقاتل وتدخل حلقات من التصفيات المتبادلة تحت الإشراف والوصاية السورية وعجزها عن تحرير الجنوب , أي أن حزب الله رغم صورته المذهبية كان وطنياً في أهدافه بل من أكثر الأطراف التي تمسكت لالتحرير ومقاومة الإحتلال , وتجذره كحركة مقاومة شعبية لها وجودها على الأرض , هنا وجد النظام السوري فيه الأداة القوية المناسبة لإستخدامها في تحقيق مخططاته بالضبط كما تلاعب بالثورة الفلسطينية , سهل له ذلك علاقته مع إيران وعلاقة حزب الله المتميزة مع إيران أيضاً , وتشابك واختلاط الأهداف والشعارات بين النظام السوري الإيراني اللذان حرصا على احتواء حزب الله كل لحساباته الخاصة والعامة وبرمجته بدقة حسب أجندتهما الإقليمة والدولية ....يتبع
د.نصر حسن





#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!
- نظرة في الدين والقومية والمعاصرة (2-4)
- صح النوم ياحكومة..دمشق غارقة في الظلام!
- الديموقراطية بين السجال النخبوي والتشويه السلطوي !
- نظرة في القومية والدين والمعاصرة (1).
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظا ...
- ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !
- ماذا تعني عربياً : الديموقراطية في تركيا؟!
- كيف سيلعب بشار أسد في الشوط الثاني ؟!.
- حرب تموز 2006..لازال لبنان فيها!
- ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
- ماذا يحدث في سورية . واين هي (الدولة )؟!.
- مفكرون وشعراء وروائيون ...والدوران حول النظام السوري !
- النظام السوري في حالة انعدام الوزن !
- مخيم نهر البارد وحسم الفتنة...كيف سيقرأها النظام السوري ؟!.
- من نهر البارد إلى غزة - كلهم شركاء في الجريمة مع الفران-!
- هل سيدفع لبنان ثمن فاتورة المقايضات الإقليمية مرة ً أخرى ؟!.
- النظام السوري ..واستجداء -سلام الضعفاء -!.


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية الفلسطينية !