أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - عصابات مافيا جديدة في العراق















المزيد.....

عصابات مافيا جديدة في العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 616 - 2003 / 10 / 9 - 03:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



هل يحتاج أفراد حزب البعث البائد الى عملية أعادة تجميع قواها والتخطيط والعمل من أجل أستعادة السلطة والأستيلاء على الحكم للمرة الثالثة في العراق ؟؟
يقيناً أن السلطة التي كان يقودهاالهارب صدام حسين لم تكن ترتبط بأي شيء له علاقة بحزب البعث ،  لامن الناحية العقائدية ولامن الناحية التنظيمية ، فالبعثي المنتــــسب للحزب أخر من يعرف أو يعلم أي شيء ،  والبعثي المنتسب للحزب يتضائل امام أي فرد من أفراد المؤسسة الأمنية في العراق ، فالجهاز الأمني في العراق ( سواء الأمن أو المخابرات أو الأمن الخاص أو الأمن القومي ) كلها أجهزة تعلو على كل البنيان الحزبي و الأداري والتنفيذي للدولة وفوق هيكل الجيش العراقي بمختلف أصنافه ورتبه العسكرية ومواقعه ومناصبه لكنها لاتعلو على العائلة  .
ولم يشكل البناء التنظيمي البعثي في العراق مساهمة فعالة وحقيقية داخل  المجتمع العراقي ، فقد كان التنظيم مغيباً ولادور حقيقي له ، وقد تم تطويعه ليصبح  أشبه باللعبة التي يتم أخراجها عند الحاجة ، ومن ثم يصبح كمصدر من مصادر المعلومات الأمنية في العراق .
لم يكن التنظيم البعثي في العراق يشكل جزء من العقيدة البعثية ولاالفكر البعثي بالرغم من كون السلطة في العراق تتسمى بأسمه ، وتحكم العائلة تحت غطاء وخيمة الحزب .
مر العراق بتجارب عملية دللت على حقيقة أن أفراد العائلة الحاكمة يتفوقون في القوة على جميع أعضاء القيادة القطرية في القوة والسلطة  ، كما أن أعضاء القيادة ليس لهم أي قدرة على التصدي لقيادات المؤسسة الأمنية أو حتى المساس بهم  ، وأن أي فرد من عشــــيرة العائلة الحاكمة يمكن أن يصادر صوت  جميع القيادات الحزبية ، وأن جميع القيادات من غير الحاكم عاجزة عن أتخاذ أي قرار مهما صغر حجمه   وقل شأنه    الا فيما يخدم  العائلة والطاغية ويتملق لها   .
والأعداد الغفيرة من الناس التي أنتسبت لحزب البعث بعد أستلامه السلطة ولحين سقوط سلطة صدام ، لم تكن تمثل الأنتماء الحقيقي السياسي ، ولا الأعتقاد بالفكر البعثي  بقدر ما كانت تمثل تلبية حاجتها ورغبة السلطة في هذا الكم الهائل من المواطنين الذين ليست لديهم ميول بعثية ولاأنتماء سياسي يقربهم من البعث .
وبعد أنهيار السلطة الصدامية وهروب أفراد العائلة الحاكمة بشكل يدعو للسخرية والتندر ، أنفرط عقد الملايين من المنتسبين للحزب وأنتهت علاقة الناس الحقيقية بالحكومة البائدة  ، غير أن أعداد بقيت في العراق متوزعة بين أعتقادها الواهم بأمكانية عودة الحزب للسلطة ليتمكن من تمويلها لتستفاد منه ا بالغنائم والهبات التي أعتاد صدام أن يمنحها للمتملقين والمتزلفين من العرب والعراقيين  أو أعتقاداً بلزوم مقاتلة العدو الأمريكي  والأنتصار على العدو الأجنبي وتحقيق الرسالة الخالدة للعرب أو المسلمين  ، ويصطف مع هؤلاء عدد من الذين خسروا مواقعهم ومناصبهم وفقدوا العطايا والهبات التي كانت تميزهم عن الناس خلال سلطة الطاغية وباتوا دون مصادر تدعم ظروف حياتهم الجديدة  ، أو من الذين يخشون من ألتفات الناس اليهم والثأر منهم بعدأنتباه المتضرر والمنفعل والمنفلت  من  الشعب لهم  وأستقرار الأوضاع وتصفية العناصر التي أوغلت في الجريمة وغمست يديها بدماء الشباب وهتكت شرف العراقيات مما يجعلهم في دوامة البحث عن منفذ يسبقون به مصيرهم ومستقبلهم فلايجدون ملاذاً غير التخندق مع زمر السلطة والأرهاب  تحت غطاء أعادة تنظيم الحزب وتشكيل خلايا تنظيمية وفق خطة كان يتم أعتمادها وفقاً لسيناريوهات متعددة ، وأثبات وجود هذا التنظيم من خلال عمليات التخريب المتعمد   للمنشآت الحيوية والبنى التحتية في العراق ، بغية تأجيج الرفض والسخط الشعبي ضد الوجود الأمريكي والأجنبي في العراق .
ومع أن الخسارة التي يتحملها المواطن العراقي كبيرة أذ يكون هو المستهدف والضحية في كل الحالات ، فأنه يجب الألتفات الى هذه النماذج وهي بالتأكيد من العاملة في المؤسسة الأمنية في العراق سابقاً  ومن ضمن المتهمين في مناطق أنتقلت منها الى مناطق أخرى  فراراً و خشية من أقتصاص الناس وأنتقام أهل الضحايا .
وقد أكدت السلطة البائدة على حقيقة أعتمادها على المؤسسة الأمنية داخل أو خارج العراق ، فتغلغلت في أوساط الجامعات العراقية وفي الجيش وفي المؤسسة الدبلوماسية وفي داخل  مقرات الأمن والمخابرات والأستخبارات والأمن الخاص ، حتى بات تنظيم السلطة البائدة  الان يعتمد في أعادته للعمل لتشكيل خلايا مسلحة تمارس قتل كل عنصر فعال مضاد لها ومحاولة سيطرتها على الساحة بتشكيل عصابات مافيا تتحكم بالناس في غياب توحد وطني ومراقبة شعبية وعقاب وطني لم يظهر لحد اللحظة  وسيطرة أمنية لسلطة لم تزل غائبة ، أضافة الى فرصة ذهبية تمنحها القوات الأجنبية التي تحاول أن تمنع  هذه العناصر  فقط من العمل في هذه الظروف وتتحدث عن قلعها من الجذور بينما تتنامى الجذور بسرعة وأمام أنظار الناس وتمتد الى مدن وقرى بغية أن تتحول الى أخطبوط يعيق عملية البناء الأنساني في العراق .
وليس اكثر دلالة من اختفاء هذه العناصر في الأيام الأولى لسقوط سلطة صدام ، وخروجها متسللة تدريجياً ، حتى بلغت الجرأة والوقاحة لها أن تخرج في وضح النهار تتحدى الشعب العراقي وتتحدى الآم الناس وجراحهم لتطالب بأعادتها للعمل ، وترفع شعار أن الأمن مستتب حين كانت هذه الزمر والعناصر في السلطة القمعية ، وطالبت برواتب لها نتيجة أرتكابها قتل العراقيين وتدمير حياتهم ، وكونهم كانوا مطايا الجلاد والوسيلة الي يقرع بها على رأس العراقيين .
ومادامت الطريقة التي تعتمدها القوات الأمريكية في أعتقال بعض رموز وعناصرالحزب البائد قد أثبتت فشلها الذريع ، مثلما أتضح   أنها لاتوازي عملية   أعادة تجميع الخلايا والتنظيم الأرهابي  ، فأن دماء جديدة ستسيل في العراق وتخريباً كثيراً سيحدث في العراق ، مادامت الأحزاب السياسية والقوى الدينية والقومية منشغلة بأجتماعاتها وأنقساماتها غير عابئة بهذ الخطط والأجتماعات في الزوايا المظلمة من مدن العراق غير شاعرة بخطورتها وتأثيرها على الحياة في العراق . 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الخوف والتخويف في العراق
- المؤتمر الوطني للقوى والأحزاب الوطنية
- الشهيد القاضي محمد رئيس أول جمهورية لكردستان
- قوات البيش مركة
- كفاح وحقوق الأكراد
- القاضي مدحت المحمود أسم جدير بمهمة كبيرة
- متى نبدأ ببناء العراق ؟
- القضاء العراقي والمحاكم الخاصة
- أكراد العراق أرضية للشراكة الدائمة
- شهداء العراق تعالوا
- خيمة صفوان لم تزل تنشر ظلالها على العراق
- ولادة عراقية بعد زمن مرير
- الانتحار طريق للشهادة أم مخالفة لأمر الله
- الوثائق العراقية الدامغة
- سماحة حجة الإسلام والمرجع الأعلى للمسلمين آية الله السيد الس ...
- أعداد مسودة الدستور
- الضمير الغافي في زمن صدام ؟
- احتمالات
- رحيل المناضل والمثقف العراقي باسم الصفار في استراليا
- رداً على الكاتبة أمل الشرقي


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - عصابات مافيا جديدة في العراق