|
جراميز الاجهزة الامنية
انطوني دانيال
الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 08:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ربما أعطيهم الكثير من القيمة عندما أصفهم ببغاءات العصر الحديث ولكن لا اقصد الطير بجماله وعلوه ورفعته وحريته وعطاءاته المجانية ولكني اقصد الببغاء بلغته وتصرفاته المستنسخة عن تصرفات ولغة صاحبه . ولكن هل للببغاء صاحب نعم ،أما من أتكلم عنهم لهم معلم ،لهم كبير يأمرهم والمصالح تجتذبهم ، أريد أن اسميهم غير اسم الببغاء فلم أجد لهم تشبيه البشر وإنما ينحدرون تحت تصنيف أشخاص مجرد أشخاص لهم أرقام مع مجموعة أوامر تحركهم ولهم أحاسيس وقرون استشعار بدائية لا تتحسس للحضارة والإنسانية أبدا حساسيتها لهذه القضايا معدومة حتى أنها لا تر إلا ذاتها ولا تر الآخرين ولا احد . هم من فقدوا الشعور بالإنسانية وبالمواطن السوري وهم من سدوا آذانهم تجاه كل الخطابات والكلمات الشفافة والكبيرة لسيد الوطن . هم هؤلاء صغار الكسبة المرتزقة من عناصر الأمن الذين يتعرضون إلى كرامة المواطن السوري حيث ما وجدت مصلحتهم كما حدث بسكان شارعنا وهؤلاء عبارة عن رئيس مفرزة ربما مساعد أول وعنصران ،ينظرون إلى الأمور من منظارهم الخاص الضيق الذي لا يرون منه إلا أنفسهم ومصالحهم حتى معلمهم لا ير سوى مصالح عناصره المرتبطة بمصالحه . بلا طول سيرة سوف اروي الحادثة : ( انتهاك الكرامة ) اقطن هذا الشارع الفرعي الضيق في منتصف المدينة المكتظ من حوله بالدوائر الحكومية والمطاعم ولمن يعرف اللاذقية يكفي أن أقول قرب مبنى المصالح العقارية وقيادة الشرطة . ولأكثر من أربع سنوات وخاصة في الآونة الأخيرة كنا نتعاون قريب وغريب ونفسح المجال دائما لركن سياراتنا حتى كنا نوقفها بشكل مائل لكي يتسع الشارع لأكبر عدد ممكن من السيارات( في احد المرات وجدت استوب سياراتي مكسور اثر صدمة) كنا نستخدم كافة المسافات لكي نوقف سياراتنا حتى انه يوجد عبارة توقف السيارات بالتتابع دون أية مشكلة بين الجيران لسنا حارة نموذجية ولكن كنا كل يحافظ على سمعته وكرامته ويحترم نفسه والآخر . وكان بجوارنا مقر هذه المفرزة التي هي عبارة عن غرفة مرتفعة عن الشارع حوالي المترين يوصل إليها درج من الشارع بشكل مخالف لقوانين البلدية ولم تكن هناك أية مشاكل بيننا رغم قباحتهم عند مشاهدتهم بالثياب الداخلية أو ثياب النوم إن كان بوقوفهم أو جلوسهم يحتسون الشاي أو المتة على تيراسهم الفسيح بمساحة اقل من متر مربع ( بربكم كم هذا مغر ) . وخاصة عندما يأتي المساء فالكافتيريا المقابلة تكتظ بالشباب والشابات ويبدأ عرض العضلات ورمي النظرات ولا نر سوى البنات سايحات بجمال هؤلاء الفتان . ومنذ أسبوع تغير رئيس المفرزة ليأتينا شخص لا نعرفه كما لم نعرف الذي قبله ويضع سلاسل معدنية ويحجز موقف لسيارتين وذلك من اجل سيارته الفارعة بمظهرها البديع المؤذي للنظر بلونها ودواليبها وصاجها المهترىء وكل ما فيها يذكرنا بالعصور الماضية لسيارات الأمن وكأنه لم تصلهم الحضارة أبدا . هذا المظهر أزعجني كما أزعج قاطني ورائدي الشارع لأنه لا يمت للحضارة بصلة واغلب الأحيان نرى الموقف فارغ يشعرنا هذا بالذل والإهانة وكأنه لا يوجد ناس ولا مواطن سوري له كرامة . الم يعلموه في جهازه الأمني صون كرامة الناس الم تكن وظيفته حماية الناس وحفظ كرامتهم . فكيف به يهين الناس وكان الشارع ملكه ليزرع فيه أوتاد معدنية بطريقة الحفر الم يدرسونه أو احد اخبره بان الشارع ملك عام يدفع المواطنين من جيوبهم من ضرائبهم صيانته ويمنع على أي احد التعدي أو التصرف أو التخريب . علما أن شوارع اللاذقية و أرصفتها مغتصبة ومباحة للمستزلمين والمؤجرين والمدعومين ولبعض من الأجهزة الأمنية فترى العربات والبسطات والخضراوات وكل ما يمكن أن تراه يحتل الأرصفة والشوارع ولا احد يهتم من مواطن أو مسئول. فمن هو المسئول من هو حامي مصالح وكرامات الناس في اللاذقية . بدا اعتراضي على هذا الموضوع المشين والمؤذي للكرامة عبر مهاتفة سيادة العميد المسئول، بداية ، لم يعلم عن ماذا أتحدث ،اتصل ليستفسر عن ذلك ليرد علي بالقول لضرورات لا نستطيع أن نشرحها فقلت لماذا لم توجد هذه الضرورات في الأعوام الماضية ما الذي تغير، طبعا تهرب من الرد ليقول تكلم معي غدا ،أقفلت السماعة مستغربا كلامه ما هذه الضرورات الجديدة وكيف لعنصر أن يقوم بمثل هذا العمل دون معرفة معلمه وموافقته .اتصلت به في اليوم التالي نفس الكلام ضرورات لا نستطيع الإفصاح عنها . فما كان مني في ظهيرة احد الأيام عندما كنت عائدا إلى المنزل وربما لسوء حظي أو لحسن حظي لم اعلم ، وجدت طرف السلسلة ملقى على الأرض والمكان فارغ ، صدقا كان الشارع مكتظا بالسيارات. أوقفت سيارتي المتواضعة في المكان وأنا منزعج لمنظر سيارتي ضمن هذا الحاجز فهو كما يقولون مبهبط عليها ولكني سعيد مع نية عدم إزاحتها حتى لو حجزتها الشرطة ،ومن ثم خرجت من منزلي بعد عدة ساعات لتفاجئني زوجتي بخبر إزاحة السيارة من مكانها والسبب إرسال تهديد لها في منزلنا بحجز السيارة ودرءا للمشاكل أزاحتها زوجتي . فما كان مني سوى الاعتراض على ذلك لسيادة العميد المسئول وبجمل من الكلمات الأنيقة واللطيفة لأقول أصبحت الدولة تهدد المواطن في منزله آن لنا الرحيل لبلد يحترم ويصون كرامتنا وكعادته تهرب من الرد حجته هذه المرة العمل . وشاءت الصدف ولسبب ما ربما صدفة أو صدمة من سيارة احدهم أو بسبب تنزيل أو تحميل بضائع، سقط احد الأوتاد المائل أصلا عند تركيبه ، وأصبح الكل يوقف سيارته في نفس المكان وانفرجت أسارير قاطني ورواد الشارع . وكانت مفاجئتي عندما عدت إلى منزلي ظهيرة الأحد بحارس البناء يخبرني بان احد عناصر المفرزة سال عني لم اهتم للموضوع صعدت إلى منزلي لتخبرني زوجتي بان قرع لجرس الباب أيقظها في التاسعة والنصف صباحا بطريقة بدائية وسوقية وبإلحاح شديد ولم كان يوم الأحد ويستيقظ النائم متأخرا لم تفتح الباب وفي ساعات الراحة والقيلولة بعد الظهر حيث أن انقطاع الكهرباء لا يبق احد نائما يأتي نفس الشخص ولم يغير أسلوبه بقرع الجرس لا يمت للاحترام والكرامة والحضارة بصلة تثاقلت خطواتي فقررت عدم فتح الباب . بعدها استوقفني احدهم في نفس اليوم أمام سيارتي ليخبرني بان سيادة المعلم المسئول الموقر المبجل العالي المقام يريدني أن أراجعه في الفرع وفورا ( هلق ) فشكرته كثيرا على إخباري وقلت له باني سأراجعه فيما بعد فأصر بتعنت (هلق- فورا ) . يا لهذا الاحترام عنصر بالشورت يوقف الناس بهذه الطريقة لينقل رسائل معلمه الأكبر ( هذه هي المؤسسة الأمنية الحديثة ) . وزميله على تيراسهم البديع تقدح عيناه شررا وكأني سأقاسمهم رزقهم ومعاشاته لان هذا همهم فقط . أحسست أن من الواجب التكلم معه كونه المسئول الكبير الحكيم اتصلت به بعد ساعة واعتذرت عن المجيء بسبب مشاغل ومواعيد إلى يوم آخر ربما غدا أو بعد غد كان متساهلا لا مشكلة . إلى أن ذهبت في يوم الثلاثاء في الموافق 24/7/2007 الساعة الثانية عشر ظهرا . استقبال مهذب خارجا، اهتمام، ودون انتظار وتوقف ، وصلت إلى مكتب مدير مكتب سيادة العميد المسئول المحترم العالي المقام .ربع ساعة أو أكثر انتظر وارى أناس يدخلون ويخرجون ، يخرجون ويدخلون قلت في نفسي يا لحجم العمل الذي يقع على عاتق سيادته . أخبرت مدير مكتبه باني أستطيع أن أعود في وقت آخر طالما سيادته مشغول . فاخبرني بلطف شديد دقيقة واحدة فقط . وإذا بشخص قصير القامة مفتول العضلات من كثرة الأكل وليس شيء آخر كثير الحركات اقرع الرأس والبسمات ينظر إلي شزرا ربما نسي أهله أن يعلموه الابتسامة . جلس خلف طاولة مكتب مدير مكتب سيادته وقال : أنت فلان بنبرة محقق مر مضى عليه زمن مركون في الزاوية حتى نسوا أن ينفضوا الغبار عنه لم أتفاجأ قلت : نعم – قال :هل لديك سيارة ماركة كذا – قلت : ببرودة نعم – قال : أنت بالعادة أعصابك باردة وأخلاقك واسعة ،ولا ضيقة وعصبي – أجبته باردة وواسعة وطويل البال إلا فيما يخص الوطن فاني نار شاعلة . - قال : شو في بينك وبين المفرزة لحتى عم تتعرضلهن . - بعد أن حللت بسرعة أن المشكلة تحولت إلى اعتراض أشخاص أصبحت السلسلة شخص حي قلت :ليساي شيء بيننا علما اني ان رايتهم لا اعرفهم ولكن وضع السلسلة لحجز مكان في الملك العام انتهاك لكرامة المواطن السوري وفي العاصمة لم أر مسئول كبير يفعل ذلك ، أما عنا في اللاذقية فهي كثيرة واغلبها من أجهزة الدولة ومؤسساتها وبدون لافتات نظامية . أضفت إن أردتم أن يكون لكم موقف خاص ضعوا لافتة قانونية من الدولة . - فبدأت نبرته تحتد وصوته يرتفع وكأني دست على طرفه –ليش مين هي الدولة؟ نحن الدولة. يا لهذا المساعد أو العنصر أو مهما كان، يا لفهمه وثقافته ورجاحة عقله، بكلامه هذا ألغى الكثير من وزارات ومؤسسات الدولة ليبقى في نظره فقط جهازه الأمني ليتحكم بالطرقات وبالمنازل وينتهك أعراض وكرامات الناس . كيف أتابع الحوار مع هكذا شخص وهو يتكلم بهذه الطريقة الغوغائية بينما انا اكلمه عن الحضارة والأخلاق والتطور والنمو، أتكلم عن المواطن السوري المعتز بشخصه وبلده وكيف حفظ كرامته سيد الوطن من أي اعتداء خارجي وهنا تنتهك كرامته على يد اصغر الصغار . فقلت له : هل يسمح لي بحجز مكان لسيارتي بنفس الطريقة فأجاب : بصفتك شو فأجبت : بكل ثقة وقوة بصفتي مواطن سوري يعمل بالشأن العام ولصالح المواطنين ، كل المواطنين والوطن . أظن انه تبلكم وصمت، لا اعلم ماذا قال في نفسه أي شيء ربما كلمة من حرفين لا أريد أن اظلم أحدا ولكن هؤلاء يصدر منهم أي شيء .ربما استهزأ سرا لان قسمات وجهه مشحونة بالغضب لم تسمح لعلائم الاستهزاء أن تظهر ولكن أضاف بحدة : ليس لك فضل على احد،ليس كل من حمل شهادة بطول الباب بدو يحكي ويكتب ويقول ، وما فعلته نحن نعتبره تعرض للأجهزة الأمنية وسوف نكتفي هذه المرة بالإنذار أما مرة أخرى فسوف نحضرك ونزعجك . فقلت :ليس غريب عنكم أي فعل فانتم هددتموني في منزلي والآن تهددوني ، فأحس انه أخطا فتراجع قائلا لا نهدد ولكن هذه المفرزة موضوعة بقرار من الرئيس بشار الأسد ، ولكن لم يخبرني إذا كانت السلسلة المعدنية نفس الشيء / الحق يقال / فإذا الخلاف ليس على السلسلة، إنما الموضوع هو تعرضي لمكان وقوف سيارة المفرزة ربما أزعجت إسفلت الطريق أو الهواء أو الحشرات المتناثرة حولهم أو القطط المتجمعة تحت تيراسهم. هذا يدل على أني تعرضت ليس إلى الطريق بل إلى السلسلة يعني إلى السيارة وبالتالي لمفرزة الأمن وعناصرها وبذلك أكون قد تعرضت إلى السيد العميد المعلم المسئول وربما تعرضت لكافة الأجهزة الأمنية في سوريا . فعلمت أن الغاية من ذلك هي إسكات صوت حر تهديد عضو مكتب سياسي مسئول تنظيم لاحد أهم التجمعات في سوريا ( التجمع العلمانية الديمقراطية الليبرالية ) والمشهود لهذا التجمع وأمينه العام خصوصا بالعمل بالخط الوطني، الملتزم بالحفاظ على حرية وكرامة المواطن السوري ضمن معارضة وطنية بناءة عملها موازي لعمل السيد الرئيس وطروحاته في الإصلاح ومكافحة الفساد والمفسدين . الموضوع هو : اعرف حجمك أيها العضو فنحن قادرون بلمح البصر على إسكاتك وإزالتك بأية تهمة كانت وعلى الأغلب التهمة تكون التعرض إلى سلسلة معدنية مهترئة مثل أصحابها . فما كان مني إلا المغادرة بعد القول لو عارف الموضوع على هذا الشكل لما حضرت وشكرتهم طبعا على الزهورات المقدمة من قبل مدير مكتب السيد المعلم الحكيم الذي أصر وربما أظهرت قسمات وجهه انه مصغ بضميره ووجدانه لأنه يبقى مواطن سوري يعتز بكرامته .
#انطوني_دانيال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية -الجزء الثاني
-
تلميذ
-
الديمقراطية
-
الليبرالية خيار ام حالة في سورية
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|