الوجهان المتناقضان للولايات المتحدة الأمريكية في العالم!!

صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 616 - 2003 / 10 / 9 - 03:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ما حصل في العراق في التاسع من نيسان 2003 كان تغيراً للنظام السياسي بآليات دولية شرعها نظام العولمة الجديد وأطرها بهالات إنسانية (حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، وإعادة البناء..) تضفي المبررات لشن الحرب وإزالة الأنظمة وتحقيق المصالح الحيوية في العالم وضخ سياسة القطب الواحد في نسق السياسة الدولية. وهذا التدخل العسكري لإزالة الأنظمة بالقوة له مفهوم واحد في القرن العشرين هو مفهوم الاحتلال، لكن التحولات السياسية العالمية في القرن الجديد أفرزت مفاهيم جديدة. فمفهوم الاحتلال أصبح مطابقاً لمفهوم التحرير وأمريكا الإمبريالية أصبحت أمريكا التحررية، وأمريكا المساندة للأنظمة الديكتاتورية أصبحت أمريكا الساعية لإزالتها، وأمريكا المساندة لبؤر الإرهاب أصبحت أمريكا المكافحة للإرهاب..!!.
وحجم الكراهية التي طال أمريكا في العالم فاق حجم الدعم الذي قدمته أمريكا للأنظمة الديكتاتورية التي سلبت الحريات والأرواح لمواطنيها. ولم تبالِ أمريكا بحجم الكراهية التي طالها من شعوب العالم، طالما تلك الكراهية لم تقترب من حدودها وحينما هُربت تلك الكراهية على طائرات الموت في 11 أيلول 2001 أعرب رئيس إداراتها عن دهشته لحجم الكراهية التي تكنها شعوب العالم لأمريكا!!.
فالولايات المتحدة الأمريكية ذات الوجهين والسجلين الحافلين بالكثير عبر التاريخ. فسجلها الأول (الإنساني) كان حافلاً بالدفاع عن حقوق الإنسان وتقديم المساعدات الإنسانية للشعوب الفقيرة ومطالبتها بحق تقرير المصير للشعوب المستعمرة. وسجلها الثاني (الشرير) في دعمها لأنظمة الحكم الديكتاتورية في العالم ضد الشعوب، وجرائمها في فيتنام ودعمها لإسرائيل وأخيراً مساهمتها في تشكيل فرق الإرهاب للأفغان العرب.
واليوم تدفع أمريكا الثمن لسجلها الشرير، فتباً لأمريكا (الوجه الشرير) على دعمها ومساندتها للطاغية العراق ونظامه المباد على مدى 35 عاماً خلالها دفع العراقيون من مستقبلهم وحياتهم الكثير. وشكراً لأمريكا (الوجه الإنساني) على إزالتها طاغيتها صدام ونظامه!!.
أمريكا (الكراهية والحب) ..وأمريكا (الشر والخير)..وأمريكا ( بؤر الإرهاب ومكافحة الإرهاب) ..وأمريكا (الإدارة والشعب). أمريكا المتناقضة الوجهين لا تنصف إلا بوصفين..نكره أمريكا..نحب أمريكا. تباً أمريكا..تحيا أمريكا!!.
ماذا تريد أمريكا..وماذا نريد من أمريكا؟.
أمريكا تدعم إسرائيل..ونريد أن تتخلى عن دعمها لإسرائيل!!.
تريد أمريكا عن نتخلى عن كراهيتها..ونريد من أمريكا أن تتخلى عن دعم حكامنا الديكتاتورين!!.
أمريكا تريد مكافحة الإرهاب..ونريد من أمريكا الحب والسلام!!.
أمريكا تعاملنا بوجهين..وتُعامل أمريكا بوجهين!!.
أمريكا الوجه الشرير.. لا يجابه إلا بالإرهاب!!.
أمريكا الوجه الإنساني..كل الحب لك يا أمريكا!!.
الحل أن تختاري يا أمريكا أحد الوجيهين!!.
وجهك الشرير يا أمريكا..شجع الإرهاب!!.
فالشعوب المضطهدة في العالم ليس لديها خيارات كثيرة، فالموت جوعاً أو قهراً أو تعذيباً أقسى من الموت احتجاجاً!!.
فمن يزرع بذرة الشر..لايحصد إلا الإرهاب.
ومن يزرع بذرة الخير..لايحصد إلا السلام.
الحل أن تختاري يا أمريكا!!.
ستوكهولم بتاريخ 8/10/2003.

 

#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات