أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟














المزيد.....

كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمة كول بالتركي تعني (ورد ) فكل الورود والأزهار تظهر محاسنها وتبث الشذى العبق ولكن هناك الشوك الواخز يحيط بها .. والسيد عبد الله كول الإسلامي النزعة لم يسفر هذه المرة عن جمال ولم يرسل عبيراً منعشاً بل أبرز الشوك الواخز ضد النخبة التركية من المثقفين والعلمانيين وفي تحدٍ سافرٍ والذين هم في الحقيقة العصب الحساس للمجتمع التركي ووجهه الحضاري ومستقبله في سبيل الوصول إلى أسرة الاتحاد الأوروبي وكان قد خسر في ترشحه الأول لهذا المنصب في مواجهته مع النخب العلمانية .. وكان عليه أن يعتبر ويتعظ منها ويترك هذا الميدان إلى من يكون مقبولاً من الجميع ..
السيد عبد الله كول فاز بالانتخابات بالأغلبية الديمقراطية .. والمعروف أن تلك الأغلبية تمثل الشارع التركي المتسم بالتحفظ والتعصبية وبمستوى ثقافي متدنٍ وعلى كثير من الأميين والجهلة المنساقين عاطفياً ووراثياً بالانحياز الأعمى لكل زعيم ديني ..؟ وبالأخص في وقتنا الحالي حيث يواجه العرب والمسلمون حروباً في العراق وفي أفغانستان تؤجج فيهم المشاعر الدفينة وتدفعهم إلى تبني حكومة خلافة إسلامية تسود العالم ولو أن تلك الخلافات الأموية منها والعباسية امتداداً إلى العثمانية كانت تتسم بالاستبداد والديكتاتوية .. ضد الشعوب و لصالح الطبقة الحاكمة ..
وأورد مقتطفاًمن مقال الأستاذ برهان غليون عن دور المثقفين في بناء الدولة من مقاله له بعنوان (المثقفون ومستقبل الديمقراطية في البلاد العربية) المنشور في الحوار بتاريخ 15/8/2007.. وبناء أي دولة في ظل نظام ديمقراطي لابد أن يتعاضد مع المثقفين لا أن يتحداهم :(. ودور المثقفين هو بالضبط دعم هذه الحركة برؤية عقلانية واضحة وتأمين التواصل مع الرأي العام الواسع. وللأدب والفن والسينما والمسرح وكل وسائل الثقافة أو ينبغي أن يكون لهما دور رائد في هذا المجال.) وأعتقد أن دور المثقفين هو واحد في أي نظام يتوسل بالديمقراطية تركياً كان أم عربياً ..؟
السيد أردوغان كأنه يريد التخلص من زميله المنافس له حزبياً وسياسياً عبد الله كول ولذلك ساهم بزجه في هذه المواجهة غير محمودة النتائج ، لأن من يعمل في الوسط السياسي ويؤثر فيه داخلياً ودولياً هم المثقفون والعلمانيون ، حيث أن دور الناخبين البسطاء ينتهي عند صندوق الاقتراع ، ولكن ميدان اللعبة السياسية هو ميدان النخبة التركية المتعلمة المثقفة المتنورة وليس أسطولا من الناخبين البسطاء الذين يدلون بأصواتهم ثم كل منهم إلى عمله وبيته والبحث عن رزقه الشحيح ، ان السيد كول لن يستطيع يخدع هذه النخبة بأنه مع السياسة العلمانية للبلد وهم يعلمون علم اليقين أن كول ذو توجه إسلامي متعمق ولن يتراجع عن عقيدته الراسخة في أعماقه وبجانبه زوجته المحجبة تتحدى كل ماهو علماني رجالاً ونساءً وكذلك نخبة المثقفين والمتنورين .. وفي كل الأحوال فإن منصب رئاسة الجمهورية ليس له ذلك التأثير العملي وهو منصب فخري تقريباً ، ولكنه مهين للنخبة الثقافية العلمانية الذين يتطلعون إلى دولة حضارية علمانية والدين لا يتدخل بالسياسة ، فإن أردوغان بخطته هذه وبدفع منافسه كول إلى زاوية فخرية غير فاعلة ولكنها مؤيدة لرئيس الحكومة أردوغان الذي سينفذ وبكل تأكيد سياسته الإسلامية بعد الاستيلاء على الوزارة ورئاسة الجمهورية ثم يبدأ بمواجهة غير سهلة مع الجيش التركي حامي العلمانية في تركيا ، بالإضافة إلى خلق التوتر والإرباك السياسي بين الأحزاب التركية التقدمية وحزب العدالة والتنمية ليمتد إلى خارج الوطن وفي لحظة قد يخسرون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي .. انه مخطط سياسي فيه الكثير من التهور عن طريق ما يسمى بالديمقراطية والذي يسعى أردوغان وحزبة خلع رداء العلمانية بديمقراطية سائدة في العالم الثالث لتنفيذ مآرب حكامها بالاستيلاء على السلطة عن طريق الوراثة وصبغ المجتمع بالصبغة الإسلامية والقضاء على أحلام المثقفين والعلمانيين بدولة تجاري الغرب في احترامها لشعوبها وخلق المواطن الإنسان المبدع وليس المواطن العبد المسير من قبل السلطة يجتر أيامه مستهلكاً ماتقدمه له الشعوب المتنورة من غذاء ودواء قانع بهذه الدنيا الزائلة وضمن كم هائل من التوكل القدري، يؤمل نفسه بفردوس وخلود وحوريات عذارى أبداً وأنهراً من خمر .. !





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيضاً يجب أن لا يتعدى حوارنا لغة الأدب الرفيع من على هذا الم ...
- (8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- لنحافظ على هذا المنبر الحضاري عبر حوارٍمتمدن ...؟
- ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟
- (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- (6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و ...
- ‍ العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟‍
- العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟
- المسجد الحمر .. والله أكبر ...؟
- العلمانية مرحلة ثقافية متطورة لترسيخ إنسانية الإنسان ...؟
- ديمقراطية بمعزل عن العلمانية طريق إلى الديكتاتورية ..؟
- شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد والصحاب ...
- لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟
- عقول يافعة في حمى صراع الدين الواحد وكراهية الأديان الأخرى . ...
- (3) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- فوضى الزيادة السكانية العشوائية من أخطر ما يواجهه هذا الكوكب ...
- (2) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- الأحمر مسجد أم مدرسة أم ما هو أخطر ...؟!
- (1) .. شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- ماذا بعد أن حرّرت حماس ألن جونستون ...؟


المزيد.....




- متحدث الخارجية الايرانية يحذر من تنشيط الزمر الارهابية التكف ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء سلامي: حزب الله فخر العالم ...
- تونس.. وفاة أستاذ تربية إسلامية أضرم النار في جسده (صورة)
- هشام العلوي: أية ديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟
- تعداد خال من القومية والمذهب.. كيف سيعالج العراق غياب أرقامه ...
- وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة يدعو لحماية المنشآت ال ...
- ولد في اليمن.. وفاة اليهودي شالوم نجار الذي أعدم -مهندس المح ...
- ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال ...
- ماما جابت بيبي.. متع أولادك بأجمل الاغاني والاناشيد على قناة ...
- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - كول يتحدى النخبة الثقافية والعلمانيين الأتراك ...؟