أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - اهل الكهف والصحوة الاسلامية














المزيد.....

اهل الكهف والصحوة الاسلامية


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استفاقت المجتمعات الاسلامية في الهزيع الاخير من القرن العشرين ، مثلما استفاق اهل الكهف فوجدوا انفسهم في صحوة مترنحة خلف اسلاك الحداثة لايصلحون الا للفرجة، فعملتهم النقدية الساقطة هي نفسها عملة اهل الكهف بائرة في سوق المعاملات والبورصات والمضاربات لا احد يسال عنها او يشتريها ولا احد ُيقلبها او يتداولها ورصيدها من الانهيار والتضخم يصل حد الفضيحة والخزي وبالتاكيد فان حيوية العملة النقدية او خمولها تمثل (او تعكس) اوجه النشاط الاقتصادي والانتاجي للمجتمعات، الا ان مجتمعات اهل الكهف تعزف عن الاعتراف بذلك ولا تقرّْ بخراب اقتصادها وهشاشة انتاجها. واذا كان منوال نقد اهل الكهف على تلك الشاكلة من البوّر والكساد فان خطابهم هو الاخراصابه الاندراس والتاكل بعد نومتهم العميقة والطويلة واصبح من الصعب (او المستحيل) ان يفهمه العالم لذا باتوا يرطنون به فيما بينهم، والخطاب كما هو معروف التعبير الجلي عن الافكار والاراء والمعتقدات الا ان اهل الكهف يعتزون بما لديهم وبما َورَثه لهم اسلافهم فلا يقرون بتخلف معارفهم وتقهقر افكارهم فهم يعتقدون ان تلك ابدية وازلية لا تتاثر باي شئ انما تؤثر في كل شئ وان معتقداتهم ثابتة لا تخضع للتاريخية مثل اي شئ على وجه الارض لذا تخندقوا فيها واغلقوا الابواب امام كل مختلف، بمعنى ان جمهور الكهف حولوا اسلامهم اثناء الصحوة (الاسلام هو الحل) الى اقنوم ضخم ومضخم قادر على كل شئ ويؤثر في كل شئ دون ان تهزه الهزائز، لا يتاثر بالزمان ولا بالمكان ولا يرتبط بالظروف والتقلبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثورات المعرفية والعلمية. والافجع من ذلك ان اهل الكهف حين غمرتهم الصحوة (او خيل لهم ذلك) وجدوا معهم كلبهم ( قوتهم القتالية والدفاعية) لاحول له ولا قوة يطقطق بفكيه عاجزا عن حماية اهله او حتى الدفاع عن نفسه امام ضرب هائل من القوى العسكرية الفتاكة والجبارة والمتغطرسة.
ان مشكلة اهل الكهف تتلخص برفضهم الاندماج في عصر الحداثة والتكلم بخطابه ومصطلحاته والتعامل بمفاهيمه والاشتغال بالياته فعلى سبيل المثال يقول علي بلحاج احد اقطاب الصحوة الاسلامية في الجزائر: " الديمقراطية شكل من اشكال الجاهلية، تسرق السلطة من الخالق وتمنحها للمخلوق".



يريد اهل الكهف اخضاع العالم (كل العالم) لمعتقداتهم وارائهم ويروّن الحل باستبدال الحداثة بالتراث كما لو كانوا امام بضاعة وليس امام ستراتيجية شمولية يتبعها العقل من اجل السيطرة على كل مجالات الوجود والمعرفة والممارسة عن طريق اخضاعها لمعايير الصلاحية او عدم الصلاحية، الحداثة لحظة تاريخية وعرة لا تمتلك الامم امامها الخيارات (رفضها او عدم رفضها) انما عليها ان تفهم بان الحداثة نظام صارم شديد التعقيد فيه من النصح والرشد بقدر ما فيه من التوحش والظلم لذا فالذين يريدون خدمة اوطانهم ويسعون لبناء مستقبل شعوبهم ان لا ينشغلوا بسب الحداثة وشتم اهلها ليل نهار، الاحرى ان يكدوا بتفاني ليتداركوا عجزهم وما فاتهم وان ينخرطوا في مسارها بمسؤلية وشجاعة ووعي حتى لا يتركوها للاشرار والمفسدين وحدهم لان بشر المجتمعات الاسلامية كبقية البشر، ليسوا مسجونين في خصوصية التخلف الابدية ولا يتحولوا الى شئ اخر، ولكن اذا استمروا في صيغتهم الراهنة فسيتعرضون لانتهاكات اشد ويكونوا عرضة للانقراض وسيخسر الناس دنياهم واخرتهم لان " من كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى " الاسراء/72 .
يا اهل الصحوة ان كنتم طلاب اخرة وطلاب نجاة وفوز عظيم وكفى فدعوا الناس لحالهم فلستم انتم عليهم بوكلاء ولا تحولوا دنياهم الى طقوس بكاء على حظ عاثر، او انخرطوا في الحياة بوعي حضاري وفعل اخلاقي وانساني نبيل.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدين العقلاني
- لماذايندرج الشباب في تيارات العنف
- الزمان العجائبي في سرديات الطبري
- المشروطية والمستبدة
- الفعل الحضاري
- محنة العقل:العفيف الاخضر نموذجا
- محنة العقل :العفيف الاخضر نموذجا
- تصحيح التصورات حول المراة
- الانهيار الحزين
- الورقة الرابعة:المثقف الاشكالي بين نارين
- الورقة الثالثة/اسرار الكتب المسروقة
- الورقة الثانية:مدارات العتمة
- اوراق مستحيلة في زمن الخراب
- ابن رشد...ضياع الفرصة التاريخية
- الشورى والديمقراطية في الخطاب الاسلامي
- الثقافة العراقية وعنق الزجاجة
- الكيانات السياسية والمسالة الدينية
- الكتابات البرية
- العقل وخطأ السكين
- المازق الطائفي في العراق


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - اهل الكهف والصحوة الاسلامية