الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا

أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يزخر تراثنا العراقي بعناصر ثراء هي في الواقع دليل على القوة الإبداعية الفكرية التي خنقها الحكام في هذه الأرض منذ قيام أنظمة الحكم فيها.يحصل أحيانا في احد المجالس التي هي في حال انعقاد دائم في جنوب العراق أن تنطلق الريح من بطن احدهم وقد يسمعه الآخرون أو لا يسمعونه، ولا ن هذا الفعل اللاإرادي في معظم الأحيان هو فعل شنيع ومعيب في مجالس عرب العراق ومضايفهم ودواوينهم وحتى مجالسهم العائلية فان الجميع ينكر علاقته بالحدث بينما تنصرف الانظار إلى بعض الناس من صغار العمر أو قليلو الشأن أو من لا يقيم وزنا للاعتبار الاجتماعي، وفي كل هذه الأحوال ولجسامة هذا الحدث الخطير فان الجميع ينكر صلته بالموضوع..لقد جرت العادة في مثل هذا الحال أن يصنع تشكيل على هيأة حرف أوT من عيدان الحصير القصبي ويكون طول الساق يساوي تقريبا 6 انجات والجزء العلويΛ اقل من ذلك ،ويوضع بتأني ليتزن موازنة قلقة على الساق العمودي ثم تبدأ اللعبة بتداول هذا التركيب المعروف محليا في منطقة الاهوار الجنوبية والمسمى بشيخ شلندخ .تبدأ لعبة تداوله بين الأيدي كل يعطيه لمن يجلس إلى جانبه إلى أن تتجه الأنظار إلى من سيسقط من يده هذا الشيخ إعلانا بأنه هو من عمل هذا العمل الشنيع المعيب ليبدأ الجالسون بالسخرية منه. طبعا لا تجري هذه الممارسة ضمن أجواء مشحونة أو أجواء كراهية بل كثيرا ما تسودها روح الدعابة والبساطة والمرح التي تميز الفلاحين، والقضية برمتها هي وسيلة لهو بريئة...
ما حكم من أطلق الطائفية في ارض العراق فايقض الفتن النائمة منذ مئات السنين بعد أن سادت مفاهيم جديدة تدعو للمساواة والعدالة واحترام معتقدات وأفكار الآخرين..ثم توارى، على رأي من قال: رمتني بدائها وانسلت، فكأنه لا يعلم ما عمل في السر والعلن. هل تراني بحاجة بالتذكير بظافر العاني وهو يهز بسبابته متوعدا للانتقام من أهل العراق من الصفوين ؟!!أم هل أذكركم بدموع عدنان الهنكاري على راى السيد مناف الموسوي وهي تهطل لترميها رعشته عبر الفضائيات فتحيلها مطرا وهابيا طائفيا؟ أم اذكر بالهاشمي المشهداني سليل الدوحة غير الصفوية وهو يستشيط غضبا كلما سأله صحفي أو طلب منه التعليق على أمر يخص ملكة جمال زمبابوي أو قياس حذاء اوبرا؟ ومن بعد، هل تراني أنسى الضاري أم الفلوجي أم القيسي أم...أيهم فهم كثر، وكلهم لا يعترفون بأدوارهم في إذكاء نيران وشرور الطائفية البغيضة التي أبدعوا الوسائل في العمل عليها..مازلت اعتقد إننا بحاجة إلى شيخ شلندخ ليقول لنا من عملها، فسيفقد اتزانه حالما يبدأ بالدوران وعند إعادة الكرة سيعيد الكرة ويسقط محتجا على إقحامه في لعبة أطرافها كلهم عملوها دون خجل أو شهامة اشتهر بها العرب، فأطلقوا الحقد المتعفن برائحته النتنة في مجالس العراقيين المساكين بدلا من رائحة القهوة والبخور وماء الورد.

#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات