أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مازن كم الماز - من أجل يسار ديمقراطي...














المزيد.....

من أجل يسار ديمقراطي...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 09:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لا أدري لماذا يصر البعض على استخدام وصف اليسار في وصف خطابهم أو تنظيمهم..لقد تعودنا في الحقيقة على ميوعة طرح اليسار الذي ارتبط بالدور التابع الذي ارتضاه اليسار التقليدي تاريخيا أولا تجاه البرجوازية و من ثم الأنظمة القوميوية و دمجه خطابه السياسي و الفكري في مشروع هذه الأنظمة..اليوم مع صعود ما يسمى باليسار الديمقراطي تتكرر نفس القصة لكن مع قوى مختلفة..اليوم نرى السيد الياس عطا الله ظلا "يساريا ديمقراطيا" للحضور الطاغي الأساسي لسعد الحريري و وليد جنبلاط و سمير جعجع و غيرهم كما كان اليساريون التقليديون مجرد براغي في منظومة الأنظمة القوميوية..ما فعله هذا اليسار الجديد أنه قد زاد و عمق أزمة بناء صيغة واضحة لخطاب اليسار خاصة مع مصادرته لوصف اليسار و أضاف إليها ميوعة لا تقل تعقيدا لوصف الديمقراطي الذي أصبح مثلا من نصيب قوى تعمل على ساحة الفعل السياسي منذ عشرات السنين من منطلقات و مواقع أقل ما يقال فيها أنها لا تمت للديمقراطية بصلة و "تدمقرطت" بين ليلة و ضحاها..و يجري هذا دون أن تضطر هذه القوى لأكثر من تغيير إعلامي ظاهري تماما كما كان اليسار التقليدي يقبل بتوصيف الأنظمة القوميوية بالمقاومة و التثويرية دون الحاجة طبعا لممارسة أي تحديد لا للمقاومة و لا لتثوير المجتمع و لا لأساس "التحالف" مع القوى التي تعبر هذه الأنظمة عنها..حقق اليسار الديمقراطي بعض الشرعية بسبب المشاركة في انتفاضة الاستقلال ضد النظام الذي أقامته المخابرات السورية و من ثم المواجهة مع محاولات النظام السوري للعودة إلى لبنان..لكن و تقيدا بالعادة القديمة لم يقدم هذا اليسار الديمقراطي أي مشروع واضح أو حتى خطاب متكامل خارج هذه المواجهة بل و كعادة اليسار الذي ادعى هذا اليسار "الجديد" تجاوزه قام برسم صورة للواقع على طريقة المصابين بعمى الألوان عالما يتألف من اللونين الأبيض و الأسود فقط كان فيها النظام السوري هو صاحب اللون الأسود و كل ما عداه لونه اليسار الجديد باللون الأبيض..هذا هو باختصار خطاب هذا اليسار الديمقراطي و رؤيته للواقع..هكذا يحشر رأس المال السياسي و الإقطاع السياسي و أمريكا و حتى الأنظمة العربية غير القوميوية في خانة اللون الأبيض..اجتماعيا لا يمكن التفريق بين سليمان فرنجية و وليد جنبلاط أو أمين الجميل رغم الخلاف السياسي و كذلك بين سمير جعجع و نبيه بري مثلا..هكذا يجري صياغة الوعي من جديد وفق ذات المقاربة الانتقائية إزاء الواقع دون أي أفق اجتماعي أو فكري أبعد من مركزية تحالفاتها السياسية , أنت ديمقراطي مثلا بقدر تأييدك لأمريكا أو بقدر شتمك للأصوليين مثلا و خلصت..إن الواقع لم يتغير فلا أمريكا تغيرت و لا الأنظمة الموالية لها و لا إسرائيل و لا القيادات التي تمثل الإقطاع السياسي أو رأس المال السياسي و إن أصبحت تستخدم عبارات الديمقراطية اليوم أكثر من السابق..ما تغير هو وعينا بالواقع جراء سقوط أسطورة الاتحاد السوفييتي سابقا و من ثم أسطورة التغيير على أيدي الأنظمة القوميوية الاستبدادية , هذا هو المسؤول عن تغيير وعينا بالواقع..و استنادا لهذا التشكيل للواقع يمارس اليسار "الديمقراطي" تكفيره الخاص , إنه يدير ظهره باستعلاء لناقديه بل و يعتبرهم مجرد عملاء للأنظمة التي يعتبر معركته الأساسية في مواجهتها..إننا لا نختار أعداءنا , إن حقيقة أن الأنظمة هي طغم فاسدة استبدادية لا يمنح البراءة لأعداء هذه الأنظمة السياسيين الذين يتنافسون معها على استلاب مجتمعاتنا و أسخف تغيير ممكن هو تغيير المستغل بآخر , المستبد بآخر..لا يتنبه اليسار "الديمقراطي" إلى أن شيئا لا يتغير حقيقة رغم كل هذا الكلام عن الديمقراطية فحواسه تجاه الواقع معطلة , لأن التغيير المطلوب من جديد لا يتجاوز الشكل..هناك فرصة حقيقية لتحويل سقوط الأقنعة هذا إلى أكثر من مجرد تغيير في الموقف السياسي البحت بالاكتفاء بالقفز إلى الضفة الأخرى من الخندق , يمكن بالفعل أن نبدأ بتحديد مصادر تهميش المجتمع و الشارع في منظومتنا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و العمل على تفكيكها باتجاه بناء عالم يكون فيه الإنسان أكثر من مجرد موضوع للاستلاب و التهميش..من جديد علينا أن نحاول تبرير تمايزنا كيسار جذري عن الاتجاهات السائدة في ساحة اليسار , "الديمقراطي" هذه المرة



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مازن كم الماز - من أجل يسار ديمقراطي...