مرشح جمهوري يطالب بتدمير مكة و المدينة !!!...

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 02:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عن ابن عمرو قال رسول الله "اخرجوا يا أهل مكة قبل الصيلم.... كأني به أفيحج أفيدع يهدم الكعبة"....

بعد تصريحاته المثيرة للجدل والتي دعا فيها علانية في عام 2005 إلى تدمير مكة و المدينة عاد مرة أخرى أحد مرشحي الحزب الجمهوري "توم تانكريدو " ليصرح من جديد بأن ضرب الأماكن المقدسة يمكن أن يكون رادعا حقيقيا لأي هجوم تخريبي تخطط له التنظيمات الإرهابية ....وقد سبق لتانكريدو وهو محافظ من ولاية "كولورادو" أن تعرض لانتقادات حادة من طرف جهات أمريكية و أخرى دولية حول تصريحاته بخصوص تدمير الحرمين الشريفين لكونه يمس عقيدة مليار ونصف من المسلمين و يضر بعلاقات الغرب مع البلدان الإسلامية، ووصفها الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية بأنها متجاوزة للحدود و غير مسؤولة من طرف أمريكي يطمح للرئاسة !!!...
كما علقت جهات إعلامية و سياسية على تصريح "تانكريدو" بأنه يريد من خلاله جذب إليه الأضواء لكونه لا يتوفر على حظوظ كبيرة للحصول على تزكية من طرف الحزب الجمهوري كمتنافس على كرسي الرئاسة مثل الحظوظ التي يتوفر عليها عمدة نيويورك السابق "رودولف جولياني" مثلا، أو حاكم ماساتشوستس السابق "ميت رومني"..أو السناتور "جون مكاين" عن ولاية أريزونا ...

جدير بالذكر بأن هناك معلومات استخباراتية دقيقة تزيد من مخاوف البيت الأبيض و تضع فرضية تعرض أهداف أمريكية لهجومات بسلاح غير تقليدي فرضية قائمة، الشيء الذي سيسبب خسائر بشرية ومادية لم تعرفها الولايات المتحدة في تاريخها ..... وقد سبق لوكالة المخابرات المركزية أن ضبطت مخططا كان يهدف إلى خنق تجمعات بشرية بغاز السيانيد الهيدروجين القاتل، هذه الاحتمالات جعلت من يوصف بالمتشددين ومن بينهم "تانكريدو" إلى تبني مفهوم الردع الوقائي كحل أنسب و أنجع لبتر أذرع الإرهاب، ووضع مكة والمدينة على الأجندة يدخل في إطار هذا الردع الوقائي ، عمل كهذا يرى فيه الكثيرون بأنه سيكون ضربة قاصمة للإرهاب وسيوفر الكثير و سيختزل الطريق أمام واشنطن في حربها على غول الإرهاب، و سيجعل الملايين من المسلمين يفقدون إيمانهم بعقيدتهم إذا هم رأوا بأم أعينهم تدمير الأماكن المقدسة دو أن تدخل من الله لحمايتها.....وسيجعل الكثير من المسلمين يتخلون على فكرة الجهاد.... و الهجومات الانتحارية... و كراهية غير المسلمين والتفرغ لتنمية بلدانهم وتثقيف أبنائهم الثقافة الصحيحة

========

يحفل المأثور الإسلامي بالعديد من المراجع التي تشير لتعرض الكعبة لمحاولات تدمير ، و لعل أشهرها حملة الوالي الحبشي على أرض اليمن "أبرهة الأشرم" والتي ذكرها القرآن في سورة الفيل وجاء ذكرها كذلك في الحديث النبوي ...
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل*** ألم يجعل كيدهم في تضليل*** و أرسل عليهم طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف ماكول****) سورة الفيل ..
أبرهة الحبشي هذا حاول صرف العرب عن قبلتهم وتبديلها بأخرى باليمن فبنى كنيسة في صنعاء أسماها "القليس" لتحويلها إلى محل جذب تجاري ومالي عوض مكة، و حفز العرب لذلك فلم يصغ له أحد فللكعبة مكانة خاصة في قلوب العرب و بلغ بأحدهم أن تغوط بالقليس كأسلوب من أساليب النكاية والاستهزاء الشيء الذي أغضب أبرهة الحبشي فقام بإعداد العدة وتجهيز جيش كبير للاتجاه نحو البيت العتيق لاجثاته من أساساته .....
حسب القرآن و الأحاديث النبوية فان الله أرسل طيورا صغيرة تحمل في أرجلها ومناقيرها حجارة سامة كانت تسقطها على جنود أبرهة فأهلكت السواد الأعظم من هذا الجيش الرهيب وفر الباقي إما معطوبا أو مصعوقا من هول المنظر....
بينما يرجح الكثير من المؤرخين أن تراجع جيش أبرهة يعود بالأساس إلى تعرض أفراده لعدوى الجذري أثناء الطريق و تعرضه لهجوم عصابات من طرف قبائل عربية وعمليات نهب أثناء توقفاته مما ساهم في إرباكه، أضف إلى ذلك ما قام به العرب من تسميم لمياه الآبار و المنابع التي كانت في طريق الجيش، كل هذه العوامل جعلت هذا الجيش يصل إلى أبواب مكة و هو خائر منهك القوى.

كما تزخر المراجع الإسلامية بسيل من الأحاديث الواردة على لسان نبي الإسلام والتي تتنبأ بتدمير الكعبة..

* عن عبدالله بن عمرو : أنه قال: "إن من آخر أمر الكعبة أن الحبش يغزون البيت فيتوجه المسلون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا إثرها شرقية، فلا يدع الله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته، حتى إذا فرغوا من خيارهم؛ بقي عجاج من الناس؛ لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر، وعمد كل حي إلى ما كان يعبد آباؤهم من الأوثان، فيعبده، حتى يتسافدوا في الطرق كما تتسافد البهائم، فتقوم عليهم الساعة؛ فمن أنبأك عن شيء بعد هذا فلا علم له".

* عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، و لكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله....

*فعن أبي هريرة قال : قال صلعم : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة "

*وعن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة قال : إن رسول الله قال : " يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا فعلوا فلا تسأل عن هلكة العرب، ثمّ تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده أبدا ، وهم الذي سيستخرجون كنزه "

يقول ابن حجر في كتابه "فتح الباري" باب هدم الكعبة : إن فيه إشارة إلى أن غزو الكعبة سيقع ، فمرة يهلكهم الله قبل والوصول إليها ،و أخرى يمكنهم والظاهر أن غزو الذين يخربونه متأخر عن الأولين.....

*عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا"

*عن علي ابن أبي طالب قال : استكثروا من الطواف بهذا البيت ما استطعتم من قبل أن يحال بينكم وبينه ، فكأني أنظر إليه أصعل ، أصمع ، يهدمها بمسحاته



كما تعرضت الكعبة إلى ضرب المنجنيق علي يد "الحصين بن نمير" قائد جيش "يزيد بن معاوية" وذلك في عهد "عبد الله بن الزبير" مما أدى إلى تهدمها عام 64 هجرية ، ثم ضربت الكعبة بالمنجنيق مرة أخرى على يد "الحجاج بن يوسف الثقفي" في آخر ذي الحجة من عام 72 هجرية في فترة حصاره "لابن الزبير" .

أما اليوم فتشكل الكعبة عمادا يقوم عليه الاقتصاد السعودي إذ تعد موارد الحج و العمرة من أهم موارد خزينة النظام السعودي ولهذا يعمل القائمون على العتبات الشريفة على تأهيلها و تطويرها للرفع من طاقاتها الاستيعابية قصد تسهيل حج وعمرة أعداد الوافدين المتزايدة كل سنة ...هذا فضلا على إعطاء آل سعود مشروعية روحية للاستمرار في حكم البلد لكونهم خدام البيت العتيق ومعمريه والساهرين على راحة الحجيج.......

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات