أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ابراهيم البهرزي - قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي العراقي


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 03:56
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يكتب البشر ذكرياتهم لسببين :
اولا: لاحساسهم ان خبراتهم الحياتية تتمتع بانفراد يستاهل ان يطلع عليه عامة الخلق وان لهم في الزمن الذي امضوه على الارض اثرا . سلبا كان ,وتكون المذكرات هنا بمثابة الاعتراف بنية التكفير عن الخطيئة,او ,ايجابا تكون,بمثابة احتفالية ختامية لعمر يشعرون امه استنفذ خدمة لصالح المجموع ,وعلى الاخرين االاعتبار به...
و ثانيا:للاشيء! اللهم الا للتمظهر الادبي بعد ان بطل او انكفا خيار التمظهر السياسي او المعرفي ,وتكون هنا الذكرى قرينة الخيال الجريح.....
واعتقد ان بعض قيادات الحزب الشيوعي العراقي الحالي تكتب ذكرياتها تحت وطاة السبب الثاني ,فالمنجز الواقعي للحزب المذكور ومنذ انقلاب 1958 العسكري هو حصيلة من الاخطاء والخطايا لتلك القيادات اودت بحياة ما يزيد عن ثلاثين الف ضحية من خيرة النخب الاكاديمية والعماليةوالشبابية والتي كان لاغبى قيادة تمتلك نصف هذا العدد من الكوادر ان تمتلك ناصية التغيير السياسي في بلدها (على سبيل المثال فقد استطاع البعثيون استلام السلطة لمرتين وفي كلا المرتين وحسب اعتراف قياداتهم بذلك ,لم تكن قواعدهم الجماهيرية تتجاوز الالف عنصر!)
اذن ما الذي ستقوله هذه القيادات في مذكراتها واية عبرة تستنبط منها لو روت بجراة وشجاعة فشلها التاريخي المزمن الذي اودى بحزب عمره سبعين عاما ليهوي في الانتخابات التي جرت مؤخرا في العراق المحتل ليحصد مقعدين فقط ! احدهما على الاقل جاء من انصاره الراتعين من ريع وضرائب شعوب الدول الراسمالية والذين لا يعرفون كيف عاش شعبهم وطاة الحروب والحصارات ! في الحين الذي يحصد شخص عشائري واحد لا يعرف من الفباء السياسة الا الضجيج ثلاثة مقاعد؟؟!
والادهى من ذلك انهم يذهبون ويعقدون موتمرا هو الثامن في عمرهم السبعين كما اعتقد,ليثنوا على قيادتهم الحالية دون اية مراجعة تاريخية تنتقد خطايا المسيرة السبعينية العرجاء ,على الاقل لمواساة عوائل من ذهبت ارواحهم فداءا لقيادات غبية ما احسنت صنع شيء لشعبها غير ترويضه على الاستشهاد المجاني!
اقد اتيح لكاتب هذه السطور ان يطلع على كافة المذكرات الطبوعة لهذه القيادات,وان اعجبه سرد بعض مواقف الجلد والشجاعة ,فقد كان بعد الاعجاب تعجب...لم كل هذا الاستبسال وكيف يتوافق مع حجم الهزيمة النهائية لعميد الاحزاب العراقية؟؟!
فما كنت لاجد جوابا الا ان تلك المواقف الباسلة التي اذهلت الجلادين ان هي الا مبادرات فردية محض لم تستثمرها قيادات بيروقراطية فكانت حصيلتها هذا الاستشهاد المجاني المهول لقد استطاع التثقيف الحزبي للشيوعيين والذي كان ماكرا ان يلهب عقول الشبيبة الحالمة بالكثير من الاساطير التي اثبتت الايام خرافتها ,ولكن ,وياللاسف بعد ان شبع هؤلاء الحالمين الابرار موتا!!
العجيب اللافت للدهشة ان كل هذه المذكرات اما ان تمر عبور النسيم او تنخزل انخزال المفضوح عن اعمق واقسى مصبيتين تعرض لهما هذا الحزب ,وهما نحره تماما في عام 1963 وتجربة الغائه المطلق من الحياة السياسية العراقية لقرابة ثلاثين عاما بدا من العام 1978
فبالنسبة لمصابهم الاول لم يستطيعوا تسجيل غير الملامات على الذين ماتوا تحت التعذيب محملينهم خطايا ما الحق بمن ظل حيا!!!
وان انصف البعض منهم فكان يكتفي بصور وحجم المعاناة التي عاشها المعتقلون وكان ستراتيجية العمل التنظيمي هي الموت حتى اخر كادر لاجل ان ينتصر المثال!!ولا ادري ما قيمة المثال ان لم يكن لصالح الحياة السعيدة للانسان ( اليس وطن حر وشعب سعيد هو شعار الحزب الشيوعي الحالي؟)
ويقدم نفر ثالث ,وفي الاغلب هم الذين اجتازوا تجربة الاستشهاد مقابل شيء ما (يتغافلون عن ذكره في سيرهم,وربما لن يعلمه الا الشيطان!) يقدمون نصائح تنظيمية ومحاولات تقويم لا يلبثوا ان يناقضوا فحواها في تجربة سياسية لاحقة مع نفس الخصم وبنفس طاقم القيادة المتبقي على قيد الحياة!!!......
وفي ما يخص مصابهم الثاني في العام 1978 فان الجميع بلا استثناء قد توقفوا في سردهم عند هذا التاريخ وكانهم تواصوا على التغاضي عن اكبر كارثة جماعية بقاعدة حزبية لا تطال القيادة ...انه لامر ليس محيرا فحسب ,بل مريب!
انهم لن يجيبوا قط على اسئلة مثل :
ما هي بنود اتفاقهم مع الحزب الحليف انذاك ,وهل حقا تنازلوا بارادتهم (ام بتاثير الاب السوفياتي الكبير انذاك )عن العمل السياسي في صفوف الاوساط الشبابية والطلابية والمهنية والعسكرية؟
وان كان الامر كذلك ,فهل اسسوا حقا لخلية عسكرية سرية تم اكتشافها واعدام عناصرها؟؟
وان كان هذا الامر مفتعلا فلم استمروا في تحالفهم عقب عملية الاعدام لهؤلاء الشيوعيين العسكريين المفترضين لقرابة عام بعد ذلك ؟
وان كان في نيتهم الانسحاب من ذلك التحالف القائم ,فلم لم يبلغوا قواعدهم الحزبية ,لكي يتمكنوا على الاقل من تجنب الاعتقال والاعدام باللجوء الى كردستان مثلا ؟؟
وان كانوا قد توصلوا الى صيغة تراض ومصالحة مع الحزب الحليف انذاك عقب هذه الواقعة ,فلماذا لم يثقفوا بذلك كوادرهم الوسطى على اقل تقدير ليتبينوا عبر نبض الشارع نوايا الحزب الحليف؟
وان كانت الضربة مفاجئة ,فلماذا اتيح لكل القيادة الحزبية حينها بالسفر هروبا وعبر المطار الدولي المحكم امنيا ,وبجوازات سفر نافذة؟(سيقول قائل لقد تم اعتقال عضو اللجنة المركزية الشهيد صفاء الحافظ والشهيدة عايدة مطر ياسين والوزير مكرم الطالباني الذي بقي تحت الاقامة الجبرية..وارد بان الشهيد صفاء الحافظ باعتراف المقربين اليه قد رفض فكرة الهروب خارج البلاد فتمت الوشاية به والقبض عليه واعدامه,والشهيدة عايدة(ام علي) وجدت نفسها بعد هروب رجال القيادة في الحزب ملزمة اخلاقيا بالبقاء مع الكوادر المتخفية لاعادة بعض التماسك للتنظيم المنهار الذي كان يتسلل خفية للتلاقي في مقاهي شارع السعدون الفرعية (ويذكر كاتب هذه السطور دخولها قبل فترة وجيزة من الاعتقال للمقهى المقابل لمطعم نزار في الفرع الاول من شارع السعدون لتشد من ازر بعض الطلبة الجامعيين الهاربين من جامعاتهم التي انكشفوا فيها ولاذو بالمقاهي الخلفية ومحطات النقل العامة)اما بالنسبة لمكرم الطالباني فقد ظل جليس منزله ولم يتم اعتقاله اما لكونه من عائلة اقطاعية كردية متنفذة او لكونه كان وزيرا او لامر لا يعلمه الا الله والراسخون في الامن!)
ان كل مذكرات من كتبوا من قيادات الحزب الشيوعي انذاك لم تتطرق لهذه الكارثة التي راح الالاف من خيرة اليسار العراقي ضحية لهزيمة قياداتهم وتركهمفريسة تجهل ما تفعل والى اين تهرب ..
اظن ان في الامر شبهة تحتمل الكثير من الشكوك ,واظن ان ملف الاف الضحايا المتورطين مع هذا الحزب (والذين لم يجرا لفتح ملفاتهم والمطالبة بتبيان مصائرهم والسؤال عن عوائلهم اسوة ببعض الفلاحين من قرية دجيلبعد عودته الميمونة خلف غبار الدبابات الامريكية...
ان من ظل حيا من هذه القيادات ومن المتنعمين في جنان الراسمالية عدوة الشعوب !! ينبغي ان يحاكموا على هروبهم من ميدان المناضلة او تواطؤهم,او اهمالهم للقواعد الحزبية التي يفترض ان يكونوا من مؤتمنين عليها,وعلىعوائل الضحايا الشيوعيين منذ العام 1978 ان يقيموا الدعاوى القانونية على هؤلاء المجرمين الهاربين لقيامهمبالتغرير والاهمال والتوريط والتغاضي عن ارواح الاف المناضلين اليساريين والتسبب بنكسة لعموم اليسار العراقي الذي لن يستطيع الصحوة من اثرها قبل مرور عقود ...
وفي هذا الصدد ,اود ان اذكر السيد جاسم الحلوائي الذي كان احد قيادات تلك الحقبة ان لا يظل يماري السيد عزيز سباهي الذي يكتب بشكل رسمي وتحت رقابة الحزب الهرم تاريخا مداهنا لا يصلح لحزب سياسي اكثر مما هو صالح كتاريخ للملوك يكتفي بابتداع المحاسن دونما نظرة محدقة في عمق هذه الكوارث لحزب لم يعد يجيد سوى تقديم الاضاحي على مذابح مشعلي البخور من المشعوذين ......




#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ابراهيم البهرزي - قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي العراقي