|
الانظمه الاستبداديه .. الواقع والتغير - النظام السوري نموذجا !
جوزيف شلال
(Schale Uoseif)
الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 09:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان كل نظام دكتاتوري - استبدادي - قمعي يرتكز او يستند على ثلاثة عوامل وركائز لكي يبقى النظام مسيطرا ومهيمنا على سدة الحكم . من اهم هذه الركائز - اجهزة الامن والمخابرات والاستخبارات بانواعها المعروفه - الاعلام الحكومي المسيطر والمبرمج لصالح السلطه او الزمرة الحاكمه - والثالث هو الاقتصاد المسير لصلح حفنه من الطبقه الحاكمه . اذا ارادت اي قوى او قوة ما اختراق النظام لاجراء التغير المطلوب عليها اولا - الدخول في عملية تكسير وتهشيش وضعضعة النظام وركائزه . التركيز على الاعلام المضاد للدوله في الداخل والخارج . بجميع وكل الطاقات المتوفرة لكشف افعال واعمال النظام وما يقوم به في الخفاء والسر والعلن امام المواطن والراى العام في جميع دول العالم . وهذا ياتي من خلال وسائل الاعلام المعروفه . ان زمن الصوت الواحد والمفروض فرضا على المواطن قد ولى بلا رجعه . كما كانت الانظمه السابقه تقوم بفرض اذاعه وصحيفه وكتب من خلال هذا الاعلام الموجه للمواطن . ومنعه من التواصل مع الغير بحجة التامر والمؤامرات والعدو الوهمي . اما بالنسبه الى الحاله الامنيه والمخابرات والاستخبارات نقول هنا على المعارضات والقوى التي تريد فعلا تغير النظام وازالته . عليها واجب مهم هو اختراق هذه المنظومات المحصنه بوسائل سريه وعلميه والدخول بالتطوع في هذه الاجهزة . واستعمال تقنيات حديثه وهي متوفرة ويمكن الحصول عليها بطرق عديده . والكلام عن السجون والعتقلات وحالات القمع والتعذيب في اجهزة الامن والمخابرات وكذلك كشف الارقام عن عدد السجناء اليساسيين وسجناء الراى والفكر . والمطالبه بحرية المسيرات والاعتصامات والمظاهرات السلميه والتعبير عن المطالب والاراء والمنادات برفع حالة الطوارئ والاحكام العرفيه واصلاح الجهاز القضائي لكي يبقى يخدم المواطن وليس النظام والزمر الحاكمه . اما نقطة الاقتصاد الموجه والمسيطر عليه من قبل الشلة الفاسده - الحاكمه . يجب دوما المطالبه بالتحقيق حول الفساد المالي والسرقات وكيفية ادارة المال العام . المطالبه بمحاسبة كل من اصبح لديه ثروة مشبوهة وتطبيق مبدا من اين لك هذا ! المطالبه بتوفير العمل لكل مواطن والعاطلين عن العمل خاصة . الضمان الاجتماعي والصحي لجميع قطاعات الشعب وبدون تفرقه . المطالبه بتوزيع الثروه على الشعب . عدم احتكار قطاع التجارة والسوق المالي والبورصات والتصدير والاستيراد بيد فئة معينه . والمطلبه بتعديل القوانين في الصناعه والتجارة والتصنيع لكي يكون من حق وحقوق اي مواطن ممارسة تلك المهن . مناقشة ميزانيات الدوله علنا ووضع جميع واردات البلد في الميزانيه وليس الى اهمال وارد ما . مثلا النفط في ليبيا لا يدخل من ضمن الموازنه . الاخ العقيد القائد وابنه مسؤولين او مسؤولون عن وارد النفط . .... ونحن نعرف ان جميع الدول النفطيه هكذا وبدون استثناء . وحتى اخيرا قام النظام السوري بتطبيق نفس المبدا * اسرق على كيفك * بعد ان تبين بان هناك حوالي ستة الاف مليون برميل احتياطي في سوريا - 6000000000 - والنظام لم يدخل واردات النفط في الموازنه . نحن نقول المطلوب هو تغير الانظمه او النظام وليس الى اصلاحها واصلاحه وترميمه اي كما يقال بالعاميه تغير القبعه . وكما ان النظام السوري وحزب البعث الحاكم لن تطول هيمنته على الحكم في سوريا وكما حصل في العراق . وانا استغرب من بعض الذين يطالبون التغير في سوريا ويرددون شعار البائسين - لا نريد عراقا اخر او ثان - ماذا تريد نظام جاهز على صينيه من الفضه او الذهب !! هذه خيبة امل . واعتقد ان من يردد هذا الشعار والمقوله لا يريد تغير النظام . وعلم النفس علمنا ان نقرا الافكار والنوايا . التغير له ثمن ولا يوجد شئ في العالم اليوم بدون مقابل . فاذا لم تريد او ترغب بان يسال دم منك فعليك واجب الحفاظ على النظام وهذه خيانه معروفه لمروجي التغير الرومانسي الشاعري وكما ان هناك الموت الرحيم . يا للعجب . ! اذن نرجع حول مصير النظام والحزب في سوريه . ان وجود المعارضات والمعارضه التي هربت الى الخارج من بطش النظام والحزب والاجهزة القمعيه والامنيه المخابراتيه . كان هذا الحزب همه الوحيد والى الان اطفاء مشعل الحريه لهذه الشعوب والبطش والتنكيل وقمع الحريات المدنيه العامه والشخصيه . وعمل كذلك على اثارة الفتن الطائفيه والسياسيه والمذهبيه الدينيه . ان الحزب في سوريا والنظام لم يسئ فقط الى الشعب السوري وانما الى كل شعوب المنطقه . اساءا الى الفلسطينيين . اذ استغل قضية فلسطين كقميص عثمان لاطالة عمر الحزب والنظام وكما فعل نظام صدام خلال اكثر من خمسة وثلاثون عاما من الخداع . النظام السوري اساء الى الاردن . وحزب البعث اساء الى الكويت والكويتيين بهذا الغزو الغادر والمكلوب من النظام الفاشي العفلقي الصدامي . والحزب اساء الى العراقيين لمدة اكثر من اربعين سنه من الارهاب والقتل والتنكيل والتعذيب والمقابر الجماعيه والتهجير القسري الى كافة دول العالم . وحتى هذا اليوم وهذه اللحظه يقف الحزب في سوريا والعراق الى عدم الاستقرار لا في العراق ولا في المنطقه وتحديدا لبنان وفلسطين . وهذا الحزب قد اساء كثيرا الى الشعب السوري . ومما يعانيه هذا الشعب من عمليات الاقصاء والاعتقال والتهجير والزج في السجون والمعتقلات وبدون محاكمات عادلة وعلنيه ومكشوفه للرائ العام العالمي . لقد ان الاوان لشعب سوريا المحتل من قبل سلطة الامر الواقع بان ياخذ زمام المبادرة لتغير هذا النظام المتعفن فسادا . ان العالم سوف يقف كله مع من يقوم بعملية ازالة هذا النظام بكل الطرق والوسائل المتاحه . ان الوضع في سوريا هش وليس بالقوة وكما يصفونه من قبل الذين يقفون عائقا امام حدوث التغير في سوريا . ادعو هؤلاء عدم الانتظار وانتظار الفرج او الحل الرباني الالهي . الحل هو بقيام انتفاضه شعبيه عارمه وتعطيل كافة مرافق الحياة وطبعا بعيدا عن القتل والعنف والتخريب وتخريب ممتلكات ومؤسسات ودوائر الدوله . وهنا سوف نرى بان النظام سوف يخرج مظاهرات هنا وهناك مؤيدة له ولنظامه وحزبه لكي يخدع الشعب ويقول بانه سوف يستجيب للمطالب . اذن على جميع القوى والمعارضات والشعب السوري ان يهئ نفسه لهذه الاحتمالات وهي متوقعه وجميع السيناريوهات وان يتحرك بسرعه على هذا الاتجاه . ان ثورة وانتفاضة سوريه هي شعبيه وجماهيريه وسوف تنال الحريه والكرامه . وعلينا ان نذكر بان هناك معارضه شريفه وصادقه سوف تمد العون للشعب السوري وهي قادره على قيادة الوطن والدوله الى سر الامان والى ما هو افضل في الحياة . ولا بد ان نذكر هنا بعض معوقات وهواجس في العمليه السلميه والديمقراطيه في سوريا لكي يبقى الموضوع مترابطا ومتكاملا . طبعا هناك اطراف تحاول الاعاقه لهذا التغير منها جهات عربيه ومنظمات واحزاب . وهي تحاول الابقاء على هذا النظام . لان زوال وسقوط هذا النظام يعني انقراضها هي كذلك . وكذلك هناك دول اقليميه معنيه جدا ولها خطط وتوجهات واوراق للحفاظ وابقاء هذا النظام يحكم . وفي مقدمة تلك الدول هو النظام الايراني الارهابي . لا بد من الاشارة قليلا حول تلاقي وجهات النظر بين النظامين . -السوري - الايراني - كما هو المعروف بان ايران لها تدخلات على الساحه العربيه منذ اقدم العصور والى مجئ نظام خميني السفاح وانتهاءا الى الرئيس الفاشي والعنصري والطائفي السيد نجاد . وهذا التدخل له مبرراته من وجهة نظر الايرانيه الا وهي قضية فلسطين وهم يريدون ان يصبحوا ملوكا اكثر من ملوك العرب . وحتى العرب قد نسوا القضيه وهم اي الايرانيين نراهم متمسكين بها . لماذا والله اعلم .! وهناك من يقف مع هذا النظام كالنظام السوري وحماس وحزب الله وبعض المنظمات والاحزاب الارهابيه الاخرى . هذه الحاله الغريبه خلقت نوع من التشتت في الشارع العربي وخلقت كذلك التشتت الفكري والعقلي في مجتمعاتنا وهي عمليه مقصودة ومدروسه . لا بد ان يسال اي مراقب للاحداث ما يلي . ان وقوف بعض القوى والاحزاب والمنظمات والتي تدعي انها مقاومه وهي ليست كذلك مع الثورة الايرانيه الخمينيه الاسلاميه . قد خلقت حالة يرثى لها في المنطقه العربيه ومن الفوارق في الافكار والتشتت الاعلامي . انا ارى ان ما تم تخطيطه وبرمجته في زمن الشاه محمد رضا بهلوي نراه اليوم ينفذ من قبل الثورة الخمينيه على الساحه العربيه وهي الوصول الى حالة التمزق والياس وفرق تسد . وكذلك الى اعادة السيطرة الفارسيه المذهبيه الصفويه وصولا الى لبنان . وهي عملية شق المكون العربي . الجهله والمغفلون من بعض النخب العربيه والتي تتدعي بانها طبقه مثقفه وهي في الحقيقه لا شئ ولا تساوي من القيمه حتى ابخس الاثمان . قد قدموا هذه الورقه على طبق من ذهب للنظام الايراني . والنظام السوري في مقدمة هؤلاء الجهله الذي يريد تدمير المنطقه بهذا العمل الخسيس . ما تمارسه ايران من دور خطير حتى في سوريا . هناك نفوذ امني ومخابراتي واقتصادي . والاخطر من هذا قيام اجهزة النظام الايراني بنشر التشيع وولاية الفقيه . وان الاجهزة السوريه تغض النظر عن تلك الممارسات . وعلى ضوء ما ذكرناه اذن هناك طرف اقليمي على الاقل لا يقبل باجراء عملية التغير في النظام السوري . الشعب السوري سوف يدفع الثمن لهذه الحاله والحلات الاخرى لانها العائق نحو الانقلاب والتغيير . اخيرا لا بد ان نقول على جميع المعارضات السوريه في الداخل والخارج للتعجيل بعمليات الاصلاح والتغير في النظام السوري لا الانتظار وكما قلنا في البدايه الحل من السماء . [email protected]
#جوزيف_شلال (هاشتاغ)
Schale_Uoseif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطوفان قادم وسيسحق الانظمه الارهابيه التي تؤذي العراق !
-
العراق الى اين .! ما بعد التحرير ?
-
تجديد الفكر القومي العربي في مؤتمر القاهرة على ارضية نقابة ا
...
-
النظام الفيدرالي مطلوب للعراق ...!!!
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|