أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد موسى شاطي - الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الاسباب الخارجية ))














المزيد.....


الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الاسباب الخارجية ))


محمد موسى شاطي

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 05:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاسباب الخارجية لظهور الفساد
تتعدد و تتنوع الاسباب المؤدية الى ظهور الفساد و تتداخل فيما بينها فمن اسباب داخلية تعلق بطبيعة الانظمة السياسية و البنية الاجتماعية و الاوضاع الاقتصادية للبلد , الى اسباب خارجية مرتبطة بالدول المتقدمة و شركاتها , التي تحاول افساد النسق الوظيفي السائد من اجل تعزيز مصالحها و تحقيق غاياتها و مأربها , فهنا يأخذ الفساد بعداً دولياً عابراً للحدود مطلقاً على نفسه تسمية الفساد الدولي او الفساد العابر للحدود .
لقد صدر لنا الغرب العديد من الافكار الهدامة و اخطرها الفكرة التي تشير الى ان الفساد (لا ضير بالقليل منه ) فهم كالشحم الذي يساعد في ادارة المكائن و من المستغرب ان هناك العديد من المفكرين الغرب قد تبنوا مثل هذه الفكرة و منهم ( صموئيل هنغتون ) صاحب كتاب صراع الحضارات الذي ايد هذه الفكرة و ساندها , ومن هنا فأن الفساد اصبح سلعة تصدر من قبل الدول المتقدمة الى الدول النامية و منها الدول العربية , لذا فأنها هي التي اشاعت الفساد في هذه الدول , فهي لا تتورع عن شراء ذمم السياسين و المتنفذين و صناع القرار من اجل تمرير غاياتها.
ان هذا النمط من الفساد يعد من اخطر انماط الفساد نظراً للارتباط الوثيق بينه وبين الفساد المحلي فهو المغذي و المسبب له , و ما يقوي الرابطة بينهما هي المكاسب الشخصية لسياسي تلك الدول و اللذين فتئوا عن تقديم مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار و غير ابهين بمصالح شعوبهم .
ان حالة التخلف الفكري و التكنلوجي الذي ترزح تحت طائلته الدول العربية قد ادت الى جعل دول هذه المنطقة دولاً مستهلكة للخبرات و التكنلوجيا المتقدمة للدول الغربية , و كنتيجة لذلك فأن العديد من الشركات العالمية الكبرى صارت تمارس العديد من السلوكيات و الوسائل اللامشروعة كاللجؤ للضغط على الحكومات من اجل فتح الاسواق لمنتجاتها او من اجل الحصول على عقود امتياز لاستغلال الموارد الطبيعية او مشاريع البنية التحتية , حيث تشكل النفقات الحكومية على الاسلحة و العقود الانشائية و غيرها من عقود التجهيز للمشتريات جزئاً كبيراً من الميزانية العامة للدولة , لذا فهي تشكل مبالغ ضخمة جداً تسعى الكثير من الشركات العالمية من اجل الظفربها و مهما كلف الامر حتى و لو كان ذلك بالطرق الملتوية من خلال محاولة التأثير على قرارات الدول النامية في منح العقود من خلال منح المكافأة و الاكراميات و تقديم المغريات و الامتيازات المادية للموظفين المسؤولين عن تلك العقود و التي تزيد عن المرتب المشروع لهذا الموظف مدى الحياة , وذلك من اجل الفوز بتلك العطاءات حتى و لو لم تقدم اوطاء الاسعار و من اجل تسهيل الاجراءات الروتينية و القفز على البيروقراطية الوظيفية , التي اضحت من اهم العوامل المساعدة على استشراء الفساد في الدول النامية . و بعد ان تحصل الشركات الكبيرة على تلك العقود تبداء بعد ذلك بمنح العقود الى شركات اصغر و بمبالغ لا تتجاوز جزئاً بسيطاً من اجزاء الكسور للمبالغ المخصصة للمشروع .
ان المبالغ التي ترتبط بها العقود الانشائية تشكل مبالغ ضخمة جداً لذا فأن الاغراءات المادية المقدمة للموظفين من اجل الفوز بمثل هذه العطاءات سوف تكون شديدة و خصوصاً حين تكون المسائلة القانونية المترتبة على اخذ الرشوة معدومة او قليلة نظراً لكون الموظفين المسؤولين عن مثل هذه العقود هم من المقربين من السلطة لذا فأن مشاريع بناء المرافق العامة و المطارات و السدود و الطرق السريعة و غيرها من مشاريع البنية التحتية اضحت من اكثر القطاعات في العالم التي يعشعش فيها الفساد سواءً اكانت من الدول العربية او غيرها من دول العالم . و بالنظر لارتباط هذه المشاريع بحياة البشر فأن تلطخ الرشوة بها سوف يؤدي الى الى نتائج سلبية لا تحمد عقباها على الصحة و على البيئة , اذ ان انخفاض الانفاق على هذه المشاريع و غض النظر عن بعض الفقرات الموجودة في بنود العقد و تزويد مواد رديئة المنشاء سوف يؤدي الى جعل هذه المشاريع غير مطابقة للمواصفات المنصوص عليها في العقد و باالتالي رفع نفقات التشغيل للبنية التحتية و التقليل من جودة تلك الخدمات و باالتالي نتائج سلبية على ارواح البشرلذا فأنها تكون ضربية مرتفعة تنؤ بحملها ابناء الشعوب العربية نظراً للتكاليف الباهضة التي تتطلبها اعمال الصيانة و الاصلاح .
و يكفينا ان نقول : ان هناك جيش من الموظفين في اكثر من 136 دولة يستلمون مرتبات منتظمة من الشركات العالمية مقابل تقديم خدمات لتلك الشركات ((منظمة الشفافية العالمية ))



#محمد_موسى_شاطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد بين الدول النامية و المتقدمة (الحلقة الخامسة)
- الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الحلقة الرابعة))
- الفساد في الدول النامية و الصناعية -الحلقة الثالثة
- الحلقةالثانية - الفساد في الدول النامية و المتقدمة
- الفساد في الدول النامية و المتطورة
- الفساد السياسي


المزيد.....




- تراجع حاد في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار
- الذهب يحدث زلزالا جديدة في أسواق الصاغة.. سعر الذهب اليوم ال ...
- وزير الصناعة: الأبواب الاقتصادية ستتوسع اكثر بين إيران وكازا ...
- البنك المركزي العراقي يوضح حقيقة فرض عقوبات دولية على 5 مصار ...
- هل تشهد المنطقة العربية سقوط -الكويكب المدمر- بعد 8 سنوات؟
- بعد توقف كبّده 19 مليار دولار.. العراق يسعى لاستئناف تدفق ال ...
- هل يمهد اتفاق الغاز بين تركيا وتركمانستان لعهد جديد في أمن ا ...
- بي بي تبدأ الإنتاج من المرحلة الثانية لمشروع آبار ري?ن للغاز ...
- تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحد
- لماذا حطم الروس الرقم القياسي في شراء الذهب؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد موسى شاطي - الفساد في الدول النامية و المتقدمة ((الاسباب الخارجية ))