|
الخارجون من دين الله
علي بداي
الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 11:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لي صديق انكليزي، ينشط منذ عقد كامل في فعاليات خيرية تتوزع على طول وعرض المعمورة، شكى لي معاناته مع اهل فتاة مسلمة احبها، لكن اهلها طلبوا منه ان يشهر اسلامه، كشرط اولي للموافقة على الزواج، ولم تشفع له نشاطا ته الانسانية التي لم تفرق بين مسيحي ،مسلم او بوذي ساق لي هذا الصديق طرفة ربما كانت معروفة للقراء ولاوساط واسعة من الناس ولكن ليس للفقهاء، ولا للقيمين على شؤون الدين، لان هؤلاء لايسمعون الا اصواتهم فقط لاغير.
قال صديقي الانكليزي: تزوج اوربي فتاة مسلمة بعد ان اشهر اسلامه وفي يوم الزفاف ابلغته العروس ان اسلامه لم يكن كاملا اذ يتوجب عليه الختان فماكان منه الا ان حقق ماطلبت مرغما ، وبعد سنين من المشاكل المستعصية اقتنع الاوربي باستحالة الاستمرارفي الحياة معا فصارح زوجته بذلك معلنا رغبته بالطلاق عملا بالحكمة الاسلامية "فامساك بمعروف او تسريح باحسان" والعوده الى دينه وحياته السابقين، فالتفتت اليه الزوجة ضاحكة ويدها تشير الى عنقها : سيذبحونك لانك ستكون مرتدا! وهنا صرخ الزوج الاوربي كالمستغيث : اي دين هذا يا الهي؟؟ تدخله يقطعونك من اسفل تخرج منه يقطعونك من اعلى!! مهما كان مصدرهذه النكتة ، فهي تشير الى واقع مزر وتؤشرعلى عقدة "الكم" لدى فقهاء المسلمين دون ان يحفلوا بالنوع حيث يجيش الفقهاء، ورجال المرجعيات الاسلامية عادة جيوشهم، ويستنفرون اعلامهم حين يعلن بضعة من المسلمين الساكنين غالبا في اوربا او بقية العالم المتحضر تخليهم عن الاسلام،سواء كان ذلك بدفع من دوائر غربية لاغراض خاصة او بضيق حقيقي لما يسببه اسلامهم من احراج نفسي وحياتي لهم. ويتجاهل الفقهاء ورجال المرجعيات الاسلامية حقيقة لايريدون معرفتها هي وجود الاف المرتدين الفعليين " السريين" عن الاسلام يوميا والذين يتكاثرون بمقدار مايجنح فقهاء الاسلام للوقوف بمواجهة الحضارة والعالم والعلم ولكن مايمنع هؤلاء " المرتدين" من اشهار ارتدادهم وتخليهم عن الاسلام على رؤوس الاشهاد هو عمليات "القطع العلوي " التي حكى عنها عريسنا الاوروبي . الاسلام الحالي او مايسمونه بالسياسي الذي تحاول المرجعيات الفقهية تسويقه على اساس انه دين الله هوفكر رجعي حتى بالقياس الى دين ماقبل 1400 عام مضت: فاين هو زهد علي بن ابي طالب وعمر بن عبد العزيز من مليارات ال سعود وشيوخهم؟ واين هو كلام رسول الاسلام وباني اركانه الوارد في القران " ما انا الا بشر مثلكم " من التقديس اليومي لاشخاص احياء بشكل شيوخ، وولاة، ورجال دين، هم مهما بلغوا من شأن، لن يتجاوزوا مكانة الرسول مؤسس الدين الذي كان بشرا من لحم ودم بنص قرآني صريح؟ اين الدين الحالي دين التفخيخ والتفجير والذبح اليومي على الطريقة الاسلامية من" ادع الى دين ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"؟؟ اين هي ملايين المسلمين ومساجدهم من الذبح اليومي للابرياء باسم الدين؟ او ليس ذلك هو الدين ذاته؟؟ اوليس ملايين المسلمين الذين يأمون المساجد كل جمعة شركاء في هذه الفضاعات؟ اوسمعتم دعاءا واحدا من هذه الملايين المحتشدة في مكة، او في المساجد التي لاتحصى يدعو الى الكف عن القتل باسم الله، والكف عن الذبح على سنة رسوله؟ اين هو مبدأ "لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" من جنون تحجيب النساء القسري وملاحقتهن في كل زاوية وحمل غير المسلمين عنوة للدخول في " رحاب الاسلام"؟ واية حاجة لامة تغص بمسلميها، ولاتكاد تجد لهم سكنى حتى في المقابر الموحشة، بنفر من غير المسلمين الذين لم يؤذوها او ببضعة انفار ممن لم يجدوا في هذا الدين ضالتهم المنشودة؟ ولربما يتسائل بعض من "المرتدين" طالبين من فقهاء الامة اجابتهم عن السؤال: لماذا ياترى يتخلى الله عن "خير امة انجبت للناس" ؟ رغم انها اكثر امم الارض عبادة وصلاة وحجا وزكاة، ان امة الاسلام هي صاحبة الحظ الاوفر في عدد المساجد، والجوامع، والمراقد المقدسة لكن ندائاتها لاتصل السماء ابدا كما يبدو فبقيت امة عملاقة بملايينها الفقيرة ،الاتكالية، الامية، وشاهدا على بقية من بقايا تخلف القرون الوسطى ، تتشبث بجدران التاريخ، وتتعارك مع بعضها تبعا لمعارك السلف الصالح، وتحن لنوقها وعبيدها وسباياها، وحريمها، وماضيها المجلجل بالحروب والغزوات.
امة لجهلها ووقوفها على حافة التاريخ ، موشكة ان تسقط في مجاهل النسيان ، توهمت انها قادرة على تغيير مجرى التاريخ بالطريقة ذاتها التي اتبعتها ايام ايلاف قريش ورحلة الشتاء والصيف ناسية او متناسية او جاهلة اصلا بحقيقة كونها اضعف امم الكون بنية، واكثرها هشاشة، وابعدها عن التأثير بمستقبل الارض وما عليها. لقد طوح الفقهاء بكل مايمكن له ان يجذب المسلم لدينه، ووضعوه بمواجهة حادة مع منطق العصر والحضارة، وادخلوا الدين في زوايا لم يخلق اصلا لدخولها ، مسببين حالة شيزوفرينيا لتلميذ المدرسة الذي يقرا عن زلزال في امريكا باعتباره انتقاما من الله من القوم الظالمين وحين يضرب الزلزال نفسه بلدا اسلاميا يلقنوه ان الله اراد اختبار عباده الصالحين.
انى التفت وجدت الاسلام والتخلف مترادفين، فقر وتخلف اجتماعي وقتل وقهرباسم الدين وتحت رعايته وهو دين الدولة الرسمي لكل هذه المسالخ التي نسميها دولا اسلامية لان ولاة الامر يجب ان يطاعون ولان الحياة الدنيا الفانية لاتهمنا نحن معشر المؤمنين فالاخرة جائزتنا ، رغم ان اصغر صغارنا يعلم كم من المال والحلال هو بحوزة هؤلاء القيمين على امورنا. اردت ايها القارئ ان استرسل بالكلام لكني استميحك عذرا اذ يبدو ان ليس لهذا الكلام من معنى وانا متاكد انك ستعذرني حين تنتهي من قراءة مامنعني من اتمام الكتابة : وانا اكتب هذه السطور التقت الفضاءية العراقية التي تسمي نفسها "صوت العراق الجديد" احد رجال الدين المعمميين بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج فصرح سماحته بالاكتشاف الخطير التالي : ان صعود رسول الله للسماء كان اعجازا بكل معنى الكلمة لانه صعد صلى الله عليه وسلم دون ان يستخدم ملابس رواد الفضاء!!!
#علي_بداي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محقة احلام منصور ام لا؟؟
-
فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين
-
ماذا يريد حكام تركيا من حزب العمال الكردستاني؟
-
من اجل قناة فضائية لليسار العراقي
-
هل ياس المثقفون العراقيون من ا لعراق؟؟؟
-
الطم ياشعبي الحبيب
-
قدم بقطار امريكي وغادر بذات القطار ومنحه المتخلفون مجدا لا ي
...
-
أمة عرب/أسلامية ...بلا قلب ولا ضمير
-
ديمقراطية الطائفيين التي ستحرق العراق
-
بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟
-
قاضينا ......راضي
-
جمهورية صدام الثالثة
-
يسألونك عن الانفال يابشرى الخليل
-
في اي عالم سيحيا صغارنا؟
-
المتأمرون على عروبة العراق وهويته الاسلامية
-
من اجل المرأة والثقافة والمستقبل في العراق
-
هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا
-
هل اتاكم حديث الانفال؟
-
هل يصلح الجعفري قائدا لسفينة العراقيين؟
-
نحو استراتيجية جديدة لانهاء الوجود الشيوعي في العراق
المزيد.....
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
-
-ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
-
قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح
...
-
الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا
...
-
إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
-
كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط
...
-
الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف
...
-
اللواء سلامي يشدد على قوة إيران الإسلامية في مواجهة الضغوط
-
اللواء سلامي: هذه الانجازات هي للرد على اي تهديد ضد ايران وا
...
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|