أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - العرب تحت رحمة الإرهاب















المزيد.....

العرب تحت رحمة الإرهاب


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 614 - 2003 / 10 / 7 - 03:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 5-10-2003

 

إنه الزمن الذي تحكمه الكلاب المسعورة ويتحكم به الإرهاب بكل أشكاله المحسوسة، المرئية والمسموعة ، إذ لا يوجد مكان في هذا العالم الواسع للسلام أو لحماماته التي قصت أجنحتها البيضاء، وهدمت أعشاشها البسيطة، لتقام فوق أعشاشها المهدمة، الخنادق والمتاريس، و ليحتل مكانها صقور العالم من المتعصبين والمتشددين والعنصريين،حيث أنهم ينشرون الرعب والقمع والخراب والحرب في كل مكان، وحيث يمارسون القرصنة والعدوان على الشعوب والدول بحجة مكافحة الإرهاب ، وكأنهم هم من يحدد مفهوم الإرهاب بأشكاله المختلفة، وكأنهم مسالمون وحضاريين وأعداء للإرهاب بينما الآخرين من أهل الإرهاب، مع أنهم تمرسوا في تأييد الإرهاب وفي ممارسته بأشكاله المنوعة.

 

التاريخ القديم كما الحديث خير شاهد على همجية بعضهم وشراسة إرهابهم في البلدان التي استعمروها واستولوا عليها أو تلك التي احتلوها. فالتجارب العديدة لهؤلاء المعتدين علمتنا كيف نحمي أنفسنا من ظلمهم وتجنيهم علينا، ومن قلبهم للحقائق وتزويرها بالطريقة التي تروق لهم وتلبي مطامعهم ومصلحتهم،فهم من خلع ثوب الجلاد ولبس ثوب الضحية ،  وهم من سرق جثة القتيل وألبسها للقاتل الدخيل، وهم من أستعمل القنابل المحرمة دوليا والأسلحة المحظورة ،فكانوا السباقون في هذا المجال ، حيث لازالوا في صدارة الدول والأمم التي مارست تلك الأعمال واستعملت تلك الأسلحة.

هؤلاء  يدافعون عن آخر معاقل العنصرية والعدوان في العالم الحديث، حيث يزودون إسرائيل بكل أشكال الدعم والمعونة من المال والسلاح  حتى استعمال الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع أية قرارات يتخذها المجتمع الدولي ضد كيان العنصرية والإرهاب الرسمي المنظم. فقد استعملت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو 36 مرة لإفشال وإسقاط  مشاريع قرارات ضد إسرائيل بسبب أعمالها المخالفة لكل قوانين الأرض والسماء. بعد كل هذا يتساءل بعض السفهاء من الأمريكان عن سبب كراهية وعداء الشعوب العربية للولايات المتحدة الأمريكية.

 

 إذا كان هناك خطر حقيقي داهم قد يدهم العالم ، فهو بالتأكيد خطر العقلية الأمريكية المتأخرة والمتخلفة، لأن أمركة العالم عبر عولمته واستعماره بالطرق الأمريكية الغربية الحديثة، وعبر مشروع دفن الحضارات والثقافات الأخرى، ليس سوى مؤامرة عفريتية يقودها صناع السياسة والقرار وأصحاب المال في الولايات المتحدة.

العالم موجود على أكف العفاريت ، وأكف العفاريت المتأمركة و المتصهينة مرتجفة من كثرة الضيق والتلف الذي أصابها، لذا علينا أن لا نقبل بالعيش في عالمنا المعاصر تحت رحمة مزاج بوش وشركاؤه وعقليتهم الخفيفة وسياساتهم العنصرية، وإداراتهم المركبة من جماعات غير عفيفة وليست نظيفة الأكف ، جماعات من مرضى الأطماع التوسعية والاستثمارية، تلك الأطماع التي ترى في بلاد العرب برميل نفط لا ينضب، عليها السيطرة عليه واستهلاكه عبر سلب منتجاته وثرواته.

 

 وبما أننا نحن العرب في نظرهم  لسنا أكثر من ثروة نفطية فأن احترامنا كأمة وكقوة موجودة لن يتحقق بوجود حكامنا العرب الحاليين، لأن الحرية لا تمنح ولا تهب لأحد، ولأنها تستعاد بنفس الطريقة التي أخذت أو صودرت بها أو عبر انتزاعها بقوة الحق المسلح بالعدالة الكفاحية. وهنا تحضرنا حالة العراق، حيث لا يمكن أن نقبل بالقول الذي يردد ، من أن أمريكا حررت العراق، فالأصح والأدق تعبيريا أن أمريكا احتلت العراق، و حال الحرية التي تتغنى بها أمريكا ومن معها في العراق أصبحنا نعرفه. والخازوق الأمريكي في العراق بدأ يخو زق الإدارة الأمريكية بشكل مؤلم، أمريكا تدفع الآن ثمن احتلالها لبلاد الرافدين، وسوف تفقد هيبتها تحت وطأة الضربات اليومية التي تتعرض لها قواتها في العراق. الحرية لا تعطى من قبل الذي سلبها بل تنتزع بقوة العدل والكفاح الوطني السليم. فحرية العراق لا يمكن أن تكون عبر احتلاله، وتكريس مبدأ الاحتلال، وتنصيب عملاء  له في مراكز وهمية وشكلية ، حيث لا قوة لهم ولا حول ، فالحاكم الفعلي للعراق "الحر" أمريكي وكلكم تعرفون أسمه. أما مجلس الحكم الانتقالي في العراق فليس سوى نكتة سوداء ، وليست القيادة العراقية الحالية سوى مجموعة من الموظفين في خدمة السياسة الأمريكية، ومن أجل تمكين تلك السياسة من فرض سيطرتها على البلاد العربية بعدما تمكنت من احتلال العراق. ولا يمكن لهذا الاحتلال إلا أن يصب في خدمة المشروع الصهيوني، وتمكين الصهيونية العالمية من تحقيق إرادتها في إقامة كيان إسرائيل الكبير من الفرات إلى النيل.

 إن حملة العدوان الشرسة على الشعب الفلسطيني والفلسطينيين ليست سوى المثال الصارخ والواضح لهذا المشروع الهمجي ، الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بالشكل الذي يخدم هيمنة إسرائيل وسيطرتها على العالم العربي. وما التضييق على الدول المجاورة للعراق سوى مثال ساطع على ما تريده أمريكا وما تريده كذلك إسرائيل، فإشغال إيران بقضية المفاعل والأسلحة المحظورة ومنظمة الطاقة الدولية والمفتشين الدوليين وابتزازها، يعتبر حلقة جديدة مكملة لحلقات سابقة من الفيلم القديم الذي بدأ مع العراق أيام نظام حكم حزب البعث العراقي، والآن جاء الدور على إيران لتصفيتها بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب الذي تمت فيه تصفية الحكم العراقي واحتلال العراق بالغزو المباشر.

من ناحية ثانية فقد جاءت الغارة اليوم على تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا لتنقل المواجهة إلى الأراضي السورية، وهذه هي المرة الأولى منذ زمن طويل التي تقوم فيها إسرائيل بقصف مواقع داخل الأراضي السورية. وما كانت إسرائيل تجرؤ على العدوان لولا الموافقة الضمنية الأمريكية. على كل حال فالعدوان على سوريا ليس له ما يبرره كما كان العدوان على لبنان، وكما هو حال العدوان المستمر والدائم على أراضي السلطة الفلسطينية، لذا فأن الجامعة العربية ورغم عجزها الشديد سوف تجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات قوية وفعلية تدين إسرائيل وتؤيد سوريا وتفعل الموقف العربي في مواجهة العفاريت الأمريكية والصهيونية التي تمسك بالمنطقة وتشكل أكبر الأخطار على قضايا العرب وحاضرهم ومستقبلهم. 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية
- في يوم الطفل العربي ، سجل أنا عربي ..
- رحل الفلسطيني الأبي ادوارد سعيد
- عن خطاب بوش في الجمعية العمومية
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - العرب تحت رحمة الإرهاب