أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر سالم - فشل الفوضى الخلاقة ام تقاطع الاجندات














المزيد.....

فشل الفوضى الخلاقة ام تقاطع الاجندات


ثائر سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان حدة تداعيات المشهد العراقي وعدم توقع بلوغه هذا المدى، من قبل اغلب زعماء العملية السياسية ، والفشل في تحقيق اي من الوعود والامال التي انتظرها الشعب، بعد ان وضعوا كل بيضهم في سلة الولايات المتحدة ، دلل على ان معرفة هولاء السادة بواقع مجتمعهم ، مهما كانت الادعاءات او التبريرات المقدمة، لم تكن ومستوى تعقيدات المجتمع العراقي الدينية والقومية وحقائق تاريخه ، وامتداداته الاقليمية القومية ( العربية والكردية والتركمانية، الشيعية والسنية، المسيحية او الصابئية...الخ). ورغم ان البعض من القوى السياسية، كان يريد او يدعم او كان يتوقع على الاقل، التدخل المنتظر من دول الجوار بكل تلاوينها الاثنية والمذهبية ، الا ان الاكيد ان اغلبهم لم يتوقع من السياسة الامريكية ان تدفع بالوضع بهذا الاتجاه او التدهور الذي هو عليه العراق الان .
ترى اهي الفوضى الخلاقة التي جرى تجربتها على اوسع نطاق في المجتمع العراقي ؟ وارادت الادارة الامريكية ، اشاعتها في العالم، بالاهداف التي اعلنتها او بتلك التي لم تعلنها حتى الان، رغم سهولة قرائتها في معطيات الواقع اليومية، في بلدان واشكال عدة؟. ام هي المؤامرة التي كشف " تهديد بيكر" الشهير ، وزير الخارجية الامريكي السابق بيكر، خيوطها الهامة والعامة ؟ لوزير خارجية لنظام السابق ، بعد غزوه الكويت وعشية بدء حرب عاصفة الصحراء، " بان الولايات المتحدة ستعيد العراق الى العصر ما قبل الصناعي" ونجعل "اصغر دولة في المنطقة، تساهم في تقرير شؤون العراق" . ام هي تلك الرؤية التي جرى تبنيها في تلك الدراسات والخطط الاستراتيجية الامريكية، التي اعدت سلفا، لعراق يقوم على المحاصصة الطائفية ، ونظريات المكونات الثلاثة ، والفيدرالية التي تقوم على خليط من الاسس المتناقضة (طائفية، قومية، جغرافية، نفطية، ادارية)، انتقائية انتجتها حالة التقاطع بين الاجندات الاقليمية، والامريكية مع اجندات بعض قوى العملية السياسية. وكانت اساس التحالف او التعاون ، والمساعدة، المباشرة وغير المبا شرة، عن ضرورات تستدعيها اطماع النفوذ على النطقة او مشاريع الشرق الاوسط ،بين من لازالوا يتبادلون مواقف العداء .
ام هو ذكاء وواقعية السياسية الايرانية، التي حققت نجاحاتها في العراق، وامتلكت اليد الطولى فيه؟ ام قدرية التاريخ والجغرافية ؟ ام هو عدم نضج الشخصية والهوية الوطنية العراقية؟ ام هي لا وطنية اغلب النخب السياسية التي تمتلك القرار، وتتصدر المشهد السياسي اليوم؟ اهو ثمن اولويات اجنداتها (القومية والطائفية والمذهبية او لفئوية الضيقة ، السياسية ،الحزبية )؟ ام هو عدم اكتراث او ادراك تلك النخب لشرطية ان لا تتقدم تلك الاختلافات والصراعات، اولوية الوطن والهوية الوطنية، او المساس بها؟ ام هو عدم ادراكهم لاهمية مراعاة هذه الحقيقة في الحياة السياسية للبلد وحمايتها من تحقيق اي استقرار او نجا ح سياسي او اقتصادي ؟ ام انه النجاح في استغلال اخفاق السياسة الامريكيبة، وخطأ الاسس التي اقامت العملية السياسية عليها. واتجاذ مواقف سياسية متنتاقضة تدعم طرف وضده ، انتقاد الحليف والعمل ضده ، في ذات الوقت الذي يتم فيه دعم الاخر المرفوض ، بشكل مباشر ام غير مباشر. في عمل دؤب ساع الى الامساك باكثر عدد من مفاتيح الحل. السياسة والحرب عمل من جنس واحد. يتجلى كل منهما ، في نزعته الى بلوغ هدفه، وفرض مشروعه على الاخر، اقناعا او تضليلا او اخضاعا. والسياسة كما الحرب، عادلة او ظالمة ، مشروعية اهدافها من شرعية وسائلها. فنبل الوسيلة من نبل اهدافها . فالاهداف المشروعة لايمكنها اعتماد وسائل تتناقض وجوهرها الاخلاقي ـ القيمي . التحالفات والصداقات والعداوات شانها شان كل العلاقات والاشياء قابلة للتغيير، ولكن بالتاكيد حينها تتحول الى علاقات واشياء اخرى. قد ينجح سخاء الوعود في تحفيز الاوهام والاماني ، في اخفاء الحقيقة او حجبها زمنا ما، يطول او يقصر. وقد تتصدر تلك الاوهام والوعود المشهد، وتنجح في الاستحواذ على قناعات ـ ربما القسم الاعظم من الناس ـ ولكن مايحصل على الارض يبقى شاهد الحقيقة الاقوى . فالسنوات الاربع التي مضت في العراق، كانت كافية للبرهنة على حقيقة النوايا والاهداف والسياسات، وكافية للتاكد من الفارق بين التحرير والاحتلال ، المقاومة والارهاب ، الوعود والسياسات...باختصار القول والفعل.



#ثائر_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والاختيار
- قطار الديموقراطية
- لعراق الجديد ..الحقيقة والوهم


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر سالم - فشل الفوضى الخلاقة ام تقاطع الاجندات