أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - (8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد والصحابة ..؟















المزيد.....



(8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد والصحابة ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


8
الباب الأول – الصبغة الإسلامية .. مدخل ..؟
الإجماع منعقد على أن محمداً عبقرية فذة، ويؤمن كاتب هذه السطور إيماناً عميقاً بعد تدقيق وتمحيص بالغين أن جزيرة العرب لم تنجب مثله .
اجتمع لمحمد شرف النسب مع شظف العيس في طفولته وصباه وشبابه وظل كذلك حتى أعجبت به خديجة وسعت للزواج منه (1)
فهو من بني هاشم أعلى ذروة في قريش التي بدورها أرفع القبائل مكانةً، ومع ذلك عمل في صباه راعي غنم في أجياد مكة على قراريط(2) ثم أجيراً تجارياً وممن استأجره خديجة بنت خويلد قبل زواجها منه(3) كما شارك التجارة آخرين منهم رجل يسمى السائب، وسافر في رحلات تجارية مع القوافل إلى الشام وهناك رأى وعاين واطلع على أمور وسّعت آفاقه وفتحت عينيه وعلم مالم يكن يعلم ؛ وكانت مكة مدينة القوافل والتجارة وبها البيت الذي كان يقدسه سائر العرب وإليه يحجون ويعتمرون حتى من بين أهل الكتاب باعتبار أنه إرث إبراهيم الذي تقدسه الأديان السماوية الثلاثة ومن ثم كانت(=مكة) تعج بالمئات من العرب والروم والفرس والحبش والقبط ... واختلط محمد بهؤلاء وعاملهم وعاملوه وجالسهم وجالسوه وسمع منهم عقائدهم ونحلهم فازداد رصيد معرفته بهذه الأمور- وبعد أن تزوج خديجة تفرغ للتأمل والتفكير(4) وازداد توثقه بالمتحنفين من أهل مكة منهم : ورقة بن نوفل ابن عم خديجة وكان ينقل أجزاء من التوراة والإنجيل إلى اللسان العربي(5) وزيد بن عمرو بن نفيل عم عمر بن الخطاب وغيرهما وكانوا موحدين على ملة إبراهيم ولا يشركون مع الله أحداً ولا يعبدون الأوثان وينفرون الناس من عبادتها ويستهزئون بها ولا يأكلون من اللحوم التي تقدم إليها كقرابين وكانوا ينهون عن وأد البنات وشرب الخمر ويغتسلون من الجنابة ... إلخ وكان احتكاكه بهم ذا فائدة لا تقدر وتذكر لنا كتب السير والتواريخ أن محمداً كان يجوس خلال الأسواق التي كانت تعقد على حافة موسم الحج مثل عكاظ وذي المجاز ومِجنّة وغيرها .
وكان يصغي إلى الأشعار والخطب والمواعظ التي كان يلقيها خطباء مفوهون من الرهبان والقساوسة، والشعراء والخطباء ومن أشهرهم : قس بن ساعدة الأيادي وهو من الأحناف ، وقيل أنه كان على دين عيسى بن مريم ، وما استوعبه محمد في هذه السواق من أشعار وخطب ومواعظ ضاعف محصوله الثقافي والمعرفي .
خلاصة الأمر أن محمداً اجتمعت فيه الخبرة العملية من النشأة الصعبة التي جابهته في مستهل حياته وصاحبته حتى اقترانه بخديجة، مع الثقافة العميقة المحصودة من الروافد العديدة ذات الخطر التي ذكرناها . كل ذلك بالإضافة إلى ما أطبقت عليه كتب السير والتواريخ أنه كان يتمتع بشخصية آسرة تبهر كل من يلتقيه وتأخذ بمجامع لبه(6) . هذه العوامل : الخبرة العملية، والثقافة الوسيعة ذات الجذور المتنوعة مع قوة الشخصية أهلت محمداً لأن يهيمن على ( الصحابة) هيمنة كاملة أدهشت معاصريه حتى ممن كان يخاصمه ويناوئه بل يعاديه ويحاربه :
أ‌- ( قال ابن اسحق قال الزهري فكلمه عروة بن مسعود الثقفي /مندوب قريش في المراودات التي سبقت توقيع صلح الحديبية/ بنحو مما كلم به أصحابه وأخبره أنه لم يأت يريد حرباً ، فقام من عند رسول الله – ص – وقد رأى ما يصنع به أصحابه :
لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ولا يبصق بصاقاً إلا ابتدروه ولا يسقط شعره شيء إلا أخذوه ؛ فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم مثل محمد في أصحابه...)(7) هذه شهادة عروة بن مسعود ، سيد ثقيف وزعيمها والذي يفد على الملوك ومن أصحاب الزوجات العشر(8) . ومبادرة الصحابة بالاحتفاظ بشعر محمد وردت في عدد آخر من الأحاديث منها
ب-(النبي-ص- فرق شعره بين أصحابه، قال أنس، لما رمى النبي – ص –ونحر نسكه ، ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه ثم ناوله الشق الأيسر قال: إحلقه فحلقه وأعطاه أبا طلحة فقال: إقسمه بين الناس)(9) ، إذن هو خبر صحيح لم ينفرد به ابن هشام في السيرة بل أكدته كتب الصحاح، وهو يقطع بمكانة محمد لدى صحبه وهي مكانة لم ير التاريخ لها نظيراً وطاعتهم إياه طاعة مطلقة لم يقدمها من قبل ولا من بعد أتباع لمتبوعهم . بل إن واقعة الاحتفاظ بالشعر فيها خبران يبعثان على الحيرة المضاعفة : أحدهما صدر من صحابي أصبح فيما بعد خليفة عرف بالدهاء الشديد والعقلانية(10) حتى إنه استطاع أن يؤسس دولة كانت نواة الإمبراطورية الإسلامية وهو معاوية بن أبي سفيان .
والآخر من صحابي له مواهب عسكرية نادرة حتى قيل إنه لم يهزم لا في (جاهلية!) ولا في إسلام وهو خالد بن الوليد :
جـ- إذ أوصى معاوية أن يوضع نصيبه من شعر محمد في فمه عند موته ، أما خالد فقد وضع في قلنسوته التي كان يخوض بها المعارك شعرات من شعر محمد (11) والخبران غَنيّان عن أي تعليق .
أما الخصم الآخر الذي شهد بأن طاعة صحاب محمد له لم ير لها ضريباً فهو أبو سفيان بن حرب عدوه اللدود ففي فتح مكة (قال أبو سفيان : ما رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من هنا وههنا ولا فارس الأكارم ولا الروم ذات القرون بأطوع منهم(=الصحابة)له(=لمحمد)(12).
ويروي ابن كثير الخبر قي البداية على النحو التالي :
( ذكر عروة بن الزبير : لما أصبح (=أبو سفيان) صبيحة تلك الليلة(=فتح مكة) ورأى طاعة الصحابة لمحمد ، قال: يا عباس ما يامرهم بشيء إلا فعلوه ! قال: نعم والله لو أمرهم بترك الطعام والشراب لأطاعوه)(13) .
إن شهادتي عروة بن مسعود الثقفي وأبي سفيان بن حرب لا مطعن عليهما ولا مغمز لأنهما في وقت الإدلاء بهما كانا من خصومه الأشداء لا من اتباعه وشيعته ومن ثم فلا مصلحة لهما في إبراز مكانة محمد بل ربما يكون العكس هو الأدنى إلى المنطق .
ومن أدلة ثبوت ارتفاع قدر محمد لدى صحبه أن بعضهم كان يقبل رجليه ويديه:
د- ( عن أم أبان ابنة الوازع عن جدها أن جدها الوازع بن عامر- ر – قال : قدمنا فقيل ذاك رسول الله – ص – فأخذنا بيديه ورجليه نقبلهما)(14) والبعض كان يكتفي بتقبيل يديه :
هـ - ( عن مزيدة العبدي –ر- قال: جاء الأشج –ر – يمشي حتى أخذ بيد النبي- ص – فقبلها ) (15) .
هذه الصورة الناطقة تقطع بذاتها أن محمداً قاد الصحاب قيادة حاكمة ونجح في ذلك نجاحاً مبهراً في أن يدفعهم إلى طاعته طاعة مطلقة يعز نظيرها ولكن محمداً لم يتوصل لذلك فجأة خاصة وأن رجاله كانوا زعماء لقبائلهم وكبراء في قومهم كلمتهم مسموعة وأمرهم مطاع ، مع ماعرف عن عرب ما قبل الإسلام من عناد وشموخ وكبرياء واعتداد مفرط بالنفس واعتزاز بالأنساب وفخر بالآباء والجدود ، وطغيان بسبب الثروة والجاه والسلطان ونفور تام من الخضوع للآخر والانقياد له ، إنما أحرز محمد هذا النجاح الفائق في هذا المضمار نتيجة لخطة مدروسة تم تنفيذها باقتدار عجيب وصبر وسعة صدر وطول بال، ومعرفة مذهلة بأقدار الرجال وطبائعهم ومشاربهم ، ولا ندعي أن الخطوات التي مشاها محمد والتي سنذكرها فيما يلي بالترتيب الذي سنورده ، ليس ذلك بالضرورة بل الأقرب إلى المعقول ، وشواهد الحال تدل على أنه كان يطبق أي شطر منها أو يتحرك أي خطوة في المجال المتعلق بها وفي النطاق الذي تحتمه وفي الميدان الذي تستدعيه مع المراعاة الكاملة لمقتضى الحال ولذلك نراه كثيراً ما كان يردد: خاطبوا الناس على قدر عقولهم ، إذ ما قد يصلح لهذا قد يفسد آخر والعكس صحيح، وما يناسب هذا الظرف قد لا يلائم ظرفاً آخر وإن تشابها في الظاهر .
كما أن الخطة أو الخطوة قد تكون عامة تشمل العُصبة بأكملها وقد تخص مجموعة محددة منها أو فرداً بعينه .... وهكذا .
واختلافها وتنوعها شكّلا عبئاً ثقيلاً على كاهل محمد وأبهظ كاهله وكان كاهله يحمل الكثير ، ولكنه أدى جميعها عامة وخاصة بحنكته نادرة ، ومن هنا كان النجاح هو جزاؤه الأوفى .... ولعله وبعد هذا (المدخل) الموجز قد آن الأوان لنبدأ في سرد مفردات تلك الخطة الباهرة وشرحها .
.. ( من كتاب – شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة –السفر الأول – محمد والصحابة الكاتب ، خليل عبد الكريم – الناشر سينا للنشر – القاهرة
1- ذكرت نفيسة بنت أمية أنه بعد عودة محمد من الشام بتجارة خديجة ، أنها رغبت فيه فأرسلتني دسيساً إليه فعرضت عليه الزواج من ذات المال والجمال والكفاءة فسألني من ؟ فقلت : خديجة ... فأجاب . هذه القصة وردت في كثير من المصادر منها على سبيل المثال : الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني – الجزء السابع- ص 602 – أما ابن هشام فذكر أن خديجة عرضت نفسها مباشرة على محمد ، السيرة النبوية ص 213 الجزء الأول .
2- الروض الأنف للسهيلي- الجزء الأول ص 192 على هامش سيرة ابن هشام وذكر السهيلي أن رعي محمد للغنم ورد مرتين في صحيح البخاري .
3- السيرة النبوية ابن هشام الجزء الأول ص 212.
4- الفترة ما بين الخامسة والعشرين ( عام زواجه من خديجة ) حتى العام الربعين ( فيه أعلن محمد بدء التجربة الإسلامية ) من عمر محمدهذه الفترة تتجاوزها كتب السيرة المحمدية وتسكت ولا تتحدث عنها وفي رأينا أن محمداً قضاها في البحث والدراسة والتقصي والتأمل والعبادة والتحنث.
5-يرى عدد من الباحثين أن محمداً كان يعرف القراءة والكتابة وأن وصفه بالنبي الأمي يعني أنه من غير أهل الكتاب إذ كان يطلق عليهم الأميين ، وبعض الدارسين يذهب إلى أنه على أسوأ الفروض أنه كان يعرف القراءة ويتساءلون كيف يعرف أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية القراءة والكتابة ويجهلها محمد وهو من فرع (رهط) أرقى منهم !!!! وكانوا يعتبرون معرفة القراءة والكتابة من مقومات الكمال لدى الرجل ؟؟؟
6 – يسمي الفرنجة مثل هذه الشخصية بـ ( الشخصية الكارزمية ).
7 - ابن هشام السيرة النبوية – الجزء الرابع ص 27.
8 – الزواج بعشر زوجات كان من أبرز الدلة على السؤدد والزعامة والثروة قبل الإسلام وسنرى فيما يلي من فصول أن عدداً من الصحابة – بعد أن بدأت التجربة الإسلامية تطرح ثمارها الشهية – تزوج من عشر نسوان بل تعدى إلى العشرين مثل ما فعل عبد الرحمن بن عوف- مع المحافظة على عدم استبقاء أكثر من أربع في العصمة في وقت واحد , وذلك بخلاف ( ملك اليمين ) .
9 – رواه مسلم في الصحيح وابو داوود في السنن. وذكره ابن قدامة المقدسي في المغنى- الجزء الأول – ص 99 طبعة دار الغد العربي بمصر 1464هـو 1993م .
10- من الذين قالوا إن الإسراء والمعراج وقعا في الحلم وأنهما مجرد رؤية رآها محمد في منامه : معاوية بن أبي سفيان .
11- المغنى المصدر السابق – ذات الصفحة .
12- الروض النف للسهيلي على هامش سيرة ابن هشام – جـ4 ص 99.
13 – نقلاً عن حياة الصحابة للكاند هلّوي – الجزء الثالث ص 95 .
14 – أخرجه البخاري في الأدب . نقلاً عن حياة الصحابة ج2 – ص 322.
15- أخرجه البخاري في الأدب . نقلاً عن المصدر السابق – نفس الصفحة .

10
أ – مع الأنصار اليثربيين :
9- ( عن أبي الدرداء ووائلة بن السقع وأبي أسامة، وأنس بن مالك قالوا: كنا في مجلس أناس من يهود ونحن نتذاكر القدر، فخرج إلينا رسولالله – ص – مغضباً فعبس وانتهر وقطب ثم قال: مه ، اتقوا الله يا أمة محمد إلى آخر الحديث )(16) الذين كانوا في مجلس يهودهم : أبو الدرداء وأنس بن مالك وهما أنصاريان بلا خلاف أما وائلة بن الأسقع فهو ليثي ، وأما أبو أسامة فلم يذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) من بين أصحاب الكنى ولعله تصحيف وصحة الاسم أبو أمامة بن سهل بن حنيف وهو أوسي أنصاري ، وأيا كان الأمر فيكفي وجود أبي الدرداء وانس بن مالك وهما من أعيان الصحابة الأنصار حتى يضفي على شهود ذلك المجلس اليهودي صفة الأنصار ، فلما سمع بأمرهم محمد، وكانت عيونه لا تغفل عن مثل هذه الأمور بادر بالسعي إليهم وأظهر لهم عبوسه وغضبه وذكرهم بأنهم من امة محمد ولا شأن لهم باتباع موسى ولا يصح لهم الجلوس معهم ؛ ثم إن هناك ملحظاً شديد الأهمية وهو أن مدار الحديث كان عن أو في القدر ، والحوار فيه يزعزع الإيمان ويهز أركانه ، وكان محمد يعتبر الذي بشّر به ودعا إليه هوية الانتماء إلى الدولة القرشية التي بدأ برسي قواعدها في يثرب (17) ، ويعد الإسلام جنسية من ينتمي إليها(18)،فإذا خدش الإسلام ولو خدشاً طفيفاً كان فيذلك مساس بها خاصة وأنها كانت آنذاك في طور النشوء ومرحلة التأسيس،فالمشكلة إذن كانت من منظور محمد مشكلة عقيدية/سياسية في وقت واحد .
وحتى يقطع كل صلة جمعت الأنصار اليثاربة باليهود اليثاربة وضع محمد عقوبة صارمة على من يخلط بينهما أي يُماهي بينهما ويعتبرهما شيئاً واحداً :
10- ( عن داود بن الحصين عن أبي سيفين مرسلاً : ( من قال لرجل من الأنصار يا يهودي فاضربوه عشرين ) (19) .
داود بن الحصين ترجم له ابن حجر العسقلاني في ( تقريب التهذيب) . وأخرج له أصحاب الكتب الستة أي أنه بين الرواة الثقات. ولسنا محتاجين إلى أن نذكر إلى أنه لطول اختلاط الأنصار اليثاربة باليهود اليثاربة والذي يرجع إلى عهد سحيق فقد كان يطلق على اليثربي عربياً كان أو يهودياً : يا يهودي وذلك من باب إطلاق الخاص على العام ولما استوطن محمد يثرب/المدينة فطن إلى ذلك وأدرك بثاقب نظره أنه منحى بالغ الخطورة على دينه ودولته معاً فبادر إلى شن تشريع يحظره حظراً باتراً بأن يجلد من يتلفظ به عشرين جلدة ، ولكي نلم بمدى جسامة تلك العقوبة نقارنها بعقوبة شرب الخمر التي لم تكن محددة ، فقد ضرب محمد عشرين: مرة بالنعال وأخرى بأطراف الثياب . وهكذا أما أبو بكر بن أبي قحافة فقد ضرب أربعين سوطاً ثم رفعها عمر بن الخطاب إلى ثمانين سوطاً (20) نستطرد فنذكر أنه في الوقت الذي كان شرب الخمر لم يكن له حد محدود أو عدد محدود فإن نداء الأنصاري بـ: يا يهودي وُضع له جزاء مقنن لماله من أثر نفسي واجتماعي وسياسي وعقيدي أو عقائدي في مجتمع الدولة التي كانت آنذاك تخطو أولى خطواتها .
وهكذا فإنه قد استبان أن بتر الصلة- صلة الأنصار اليثاربة بمواطنيهم اليهود اليثاربة هو شطر من خطة القطيعة التي رسمها ونفذها بإحكام بالغ ،محمد، في سبيل- صبغ أتباعه بصبغة الديانة التي بشر بها .
ب – مع المهاجرين :
عمر بن الخطاب نموذج للمكي المثقف الطُلَع (21) الذي يتفحص ما حوله ، ويتعذر عليه أن يعيش مغمض العينين ، فانتهز فرصة وجوده في يثرب/المدينة فبادر الاتصال بيهودها وربما تردد على مدارسهم (22) طالباً الاطلاع على كتابهم المقدس( التوراة) ، ونسخ شيئاً منها وأخذ يقرأه ثم جاء به إلى محمد فما أن رآه حتى غضب غضباً شديداً واحمر وجهه : -
11- ( قال : انطلقت فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ثم جئت به في أدم فقال لي رسول الله- ص - : ما هذا في يدك يا عمر ؟ فقلت : يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد علماً إلى علمنا ، فغضب رسول الله – ص – حتى احمرّت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار : أغضب نبيكم .. السلاح السلاح ...) (23)
النداء للصلاة الجامعة لا يكون إلا في النوازل الكبيرة والملمات الجائحة أي أن محمداً اعتبر أن قراءة أحد أتباعه لصحيفة من التوراة نازلة وجائحة وبقية الحديث :
12 - ( .... ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون )(24) وبعد رد الفعل العنيف من قبل محمد بهذه الصورة التي فاجأت ابن الخطاب ولم يكن في حسبانه يضطر( فيعتذر عمر فيقول: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبك
رسولاً )(25) وغضب محمد على عمر : إما أن تكرر ، وهذا ما نشك فيه لأننا سوف نرى مدى الطاعة المطلقة لمحمد من قِبَل صحابته ما يدفعنا إلى التقرير بأنه من المستحيل على عمر أن يعيد فعلاً آثار نقمة محمد عليه ، أو أن الخبر ورد في المصادر بطرق متعددة باعتبار أن نسخ عمر لجزء من التوراة وتعنيف محمد إياه لذلك مسألة ذات بال :
13 – ( وقد غضب النبي – ص – حين رأى مع عمر شيئاً مكتوباً من التوراة)(26) وفي رواية أخرى :
14 – ( ولذلك غضب النبي – ص – على عمر حين رأى معه صحيفة فيها شيء من التوراة ، وقال : أفي شك أنت يا بن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟ لو كان أخي موسى حياً لم يسعه إلا اتباعي)(27)
وهناك رواية ثالثة يرويها عز الدين بن أثير الجزري :
15 – ( أخبرنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله – ص – فقال: يا رسول الله مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ، ألا أعرضها عليك ؟ فتغير وجه رسول الله-ص- قال: عبد الله( وهو عبد الله بن ثابت الإنصاري نزل الكوفة فيما بعد ) فقلت : ألا ترى ما بوجه رسول الله – ص - ؟ ! فقال عمر؟ : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيه رسولاً..قال : فسُرّى عن النبي – ص – ثم قال والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين) (28) .
نلاحظ في هذا الحديث وفي الحديث السابق أن عمر بعد ان فوجيء بغضبة محمد عليه تلفّظ بعبارات بأنه ما زال على إسلامه وباعترافه برسولية محمد ، ما يعني أنه فهم أن قراءته للتوراة اعتبرت خلعاً لربقة عقيدة محمد وخروجاً عليها .
ولكن لماذا كان محمد يغضب ويثور عندما يعلم أن أحد الصحاب قرأ شيئاً من كتب الديانتين الإبراهيميتين السابقتين على ديانته ؟
لأنه كان حريصاً على فصم كل صلة لهم بما هو خارج عن دائرة الإسلام وبالأخص ما يدخل في دائرة الاعتقاد .
استوعب عمر بن الخطاب الدرس جيداً وحفظه تماماً ثم أخذ يدرّسه بحذافيره على الرعية (29) والوقائع في ذلك كثيرة لأنّ في خلافته توسعت الجيوش الإسلامية في وطء البلاد المجاورة وغزوها ونتج عن ذلك الاختلاط بشعوبها ومعرفة قيمها ومن بينها أنه لا تثريب على من يفتحُ عينيه على ثقافات الآخرين، ولكن ابن الخطاب –
بالعبرة التي استخلصها من النازلة أو النوازل التي مرّت به ، حارب ذلك وقمعه بشدة :
16 – ( عن خالد بن عرفطة أن عمر بن الخطاب ضرب رجلاً(=اسمه العبدي ثلآثاً لأنه نسخ كتب دانيال، ثم قال له : فانطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ثم لا تقرأه أنت ولا تُقرئه أحداً من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكتك عقوبة)(30) .
كذلك خبر آخر يدل على أن قراءة أي كلام آخر محظور ويعرّض فاعله للضرب، ولعل هذه الأخبار هي الجذر التاريخي لما يعرف لدى المفكرين الإسلاميين المحدثين بـ ( الغزو الفكري) :
( أخرج نصر المقدسي عن ميمون بن مهران: أتى عمربن الخطاب رجل فقال يا أمير المؤمنين إنا لما فتحنا المدائن أصبتُ كتاباً فيه كلام مُعجب ، قال: أمن كتاب الله ، قلت : لا ، فدعا بالدرّة فجعل يضربه بها )(31) ، هنا نجد عمر ضرب الرجل دون أن يطلع على الكتاب الذي حدثه عنه وأن فيه كلاماً معجباً ويقدر(=عمر) ما إذا كان محتوى الكتاب يتوافق مع موجبات الإسلام أم لا ، بل مجرد تصريح الرجل أن الكتاب ليس من القرآن عرّضه للعقاب الرادع، والمعنى واضح أن المسلم لا يقرأ سواه(32) ، هذا ما يتعين عليه عمله .

منع عمر المثقفين والمنفتحين من الإطلاع على أفكار الآخرين بل امتد ذلك إلى المسلم الذي يفتح مخه ويقرأ القرآن قراءة واعية ثم يسأل عما غمض عليه منه .
ونورد على ذلك مثلاً بالغ الدلالة وهو أن رجلاً عراقياً يسمى (صُبيغ) كان يسأل عن متشابه القرآن ووصل في رحلته العلمية إلى مصر فسمع به عمرو بن العاص فبعث به إلى عمر بن الخطاب بالمدينة/يثرب، وقيل في رواية أخرى أنه ذهب من تلقاء نفسه لعله يجد جواباً لدى الصحابة والتابعين بها ، فبلغ ذلك ابن الخطاب فأعدّ له عرجين النخل ، فلما دخل عليه قال: من أنت؟ قال أنا عبدالله صُبيغ ، قال وأنا عبدالله عمر ، وأومأ إليه فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه حتى شجّه وأدمى رأسه وجعل الدم يسيل على وجهه ، ثم تركه حتى برأ ثم عاد له ثم تركه حتى دعا به ليعود إلى ضربه على أم رأسه، فقال صُبيغ : يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً وإن كنت تداويني فقد والله برأت ، فأذن له إلى أرضه وكتب إلى واليه أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحد من المسلمين ، وفي رواية أبي عثمان : فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا ، فاشتد ذلك على الرجل ، فكتب أبو موسى إلى عمر : أن قد حسنت هيئته فكتب إليه : أن إئذ ن للناس في مجالسته (33).
هذا الخبر الذي نقلته روايات متعددة أثبت إحداها مالك في (الموطأ) والدارمي في (السنن) في رواية أخرى بخلاف باقي المصادر ، نستطيع أن نحكم بصحته .
وهو يثير العديد من الأسئلة منها :
أ – ما الذي ارتكبه صُبيغ حتى يوقع عليه عمر تلك العقوبة القاسية التي تزيد على كثير من الحدود ؟
ب – على أي سند منم القرآن أو السنة اعتمد ابن الخطاب في إنزال تلك العقوبة ؟
ج – لماذا تعمد عمر ضرب صُبيغ على أم رأسه حتى دميت مرتين أو ثلاثاً حتى استغاث وطلب منه أن يقتله قتلاً جميلاً إذا كان يريد قتله ، ولم يضربه على يديه أو رجليه أو حتى ظهره ؟
أ لأن الرأس به مخه أو عقله الذي دفعه للتفكير في متشابه القرآن؟
د – لماذا لم يلجأ عمر وهو الذي اشتهر بالعدل إلى إقناع الرجل بالحسنى بخطأ سؤاله ، على فرض أن السؤال عن متشابه القرآن خطأ .
ه – لماذا منع الناس من مجالسته حتى أنه لو أقبل على مائة لتفرقوا؟
و – هل جريرة صُبيغ الكبرى أنه صوّب ناحية القرآن عامود الإسلام وذروة سنامه ، والآمر آنذاك كان في بداياته الأولى إذ لم تمض على وفاة محمد أكثر من خمسة عشر سنة .
ز – ألا يقطع هذا الخبر أن مقولة التفكير ( فريضة إسلامية) تحتاج إلى إعادة نظر ، وأن الصحيح أن التفكير المطلوب هو الذي يدور في فلك الدين ولا يخرج عن ذلك أي ليس هو التفكير على إطلاقه .

هكذا إذن طبّق محمداً مبدأ المفاصلة بين صحابه أنصاراً كانوا أو مهاجرين وبين اليهود سواء في الصورة الجسمية أي الهيئة الخارجية أو السلوكية أو في الجانب المعنوي أو الشق الفكري , سواء بالمنع من إجراء حوارات معهم أو من قراءة ولو شطر ضئيل من كتابهم المقدس, وذلك ليخلّص الصحابي من الشوائب كافةً التي تحول أو حتى تعوق دون صبغه بالصبغة المحمدية الإسلامية والتي كانت إحدى أهم المهام التي تفرغ لها محمد ونذر لها نفسه والتي تشهد الحوادث له بنجاحه المنقطع النظير في إنجازها على وجه نادر عزيز المثال.
.. ( من كتاب – شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة –السفر الأول – محمد والصحابة الكاتب ، خليل عبد الكريم – الناشر سينا للنشر – القاهرة
16 – الحديث في الطبراني الكبير ، وفي مجمع الزوائد .
17- ذكره السيوطي في جمع الجوامع الجزء الرابع – العدد الرابع والعشرون ص 17،2968
- لمزيد من التفصيلات في هذا الموضوع أنظر قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية –
خليل عبد الكريم –الطبعة الأولى 1992 م - دار سينا القاهرة
18 – إحدى الجمعيات الدينية الإسلامية في مصر تصدر مجلة تحمل عنوان إسلام
وطن !
19- أورده عبد الرزاق في مصنفه . وذكره السيوطي في الجامع الكبير ص
1851 العدد/5 من الجزء الرابع .
20- العلة في رفع عمر حد شرب الخمر إلى ثمانين سوطاً هو أن الأموال كثرت في أيدي أهل المدينة/يثرب كثرة لم يكونوا يحلمون بها لا في منام ولا في يقظة – لوصول الثروات الأسطورية التي نزعها الغزاة العرب من البلاد التي وطئوها، فأخذ أهل المدينة/يثرب يتنعمون ويتلذذون وعادوا إلى سابق عهدهم في معاقرة بنت الحان-في حين أن أهالي البلاد التي فتحوها كانوا يعانون الأمرين في سبيل الحصول على لقمة العيش – راجع في ذلك الدينوري والطبري واليعقوبي والبلاذري وغيرهم من الذين أرخوا لتلك الفتوحات- فاضطر عمر إلى مضاعفة عقوبة شرب الخمر لعله يحدّ منه ولكنه لم يكن علاجاً نافعاً فقد أخذوا يشربونها في السر داخل بيوتهم وبعيداً عن عيون عمر ولعل واقعة تسوّر عمر (!!!) على أحد الشاربين في منزله وهي معروفة مشهورة ، تؤكد ذلك .
21- في القاموس المحيط للفيروز آبادي ، طُلَع : يكثر التطلع إلى الشيء .
22- المدراس : المدرسة أو المعهد الذي تدرس فيه العلوم الدينية لدى يهود .
23- أخرجه أبو يعلى عن خالد بن عرفطة، وابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي
ونصر المقدسي، كما في الكنز ج1ص94 . وأخرجه عبد الرزاق وغيره عن
إبراهيم النخعي- نقلاً عن كتاب حياة الصحابة للكاند هلوي- الجزء الثاني
ص124،125.
24- المصدر السابق . وتهوّك أي تحير واضطرب في الأمر .
25- المصدر السابق .
26- كتاب المغنى لابن قدامة المقدسي- الجزء السابع ص 15 طبعة دار الغد
العربي.
27- الشرح الكبير لشمس الدين المقدسي- على هامش المغنى المجلد السادس- ص
313- طبعة دار الغد العربي بمصر .
28- أسد الغابة في معرفة الصحابة – المجلد الثالث ص 188- طبعة دار الشعب
أخرجه أبو منده وأبو نعيم – وللحديث طرق أخرى في الرواية عن الشعبي.
29- في المعاجم والقواميس الرعية : الماشية التي ترعى وهو اللفظ الاصطلاحي
الذي يطلق على المحكومين في الأدبيات الإسلامية منذ (الفجر) وهذا يشي
بالنظرة إلى المحكومين والفرق واضح بين الرعية والمواطنين .
30- أخرجه أبو يعلى – نقلاً عن كتاب حياة الصحابة للكاندهلوي –الجزء /الثالث
ص 124 .
31- المصدر السابق ص 125 .
32- واعظ مشهور – يعدونه أحد اعلام الفكر الإسلامي المعاصر- صرّح في التلفزيون مباهياً أنه منذ نيف وأربعين عاماً لم يقرأ سوى القرآن .
33- هذا الخبر ورد بروايات متقاربة في العديد من كتب الأحاديث : أخرجه
الدارمي وابن عبد الحكم والخطيب وابن عساكر من طريق أنس والسائب ابن
زيد وأبي عثمان النهدي مطولاً ومختصراً وابن الأنباري من وجه آخر عن
السائب بن يزيد عن عمر بسند صحيح . وأخرجه الإسماعيلي في جمعه حديث
يحيى بن سعيد من هذا الوجه- كذا في الإصابة . نقلاً عن حياة الصحابة للكند
هلوي – المجلد الثالث ص 170 /171 أما فصل الخطاب بشأنه فهو أن الإمام
مالك في الموطأ ص282 من طبعة دار الشعب وبهامش الصحفة . رواية
الدارمي له عن كل من نافع وابن يسار .







#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحافظ على هذا المنبر الحضاري عبر حوارٍمتمدن ...؟
- ثقب طبقة الأوزون المهتريء أم ثقب الشرف الشرقي الرفيع ..؟
- (9) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- (6-7) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد و ...
- ‍ العلمانية ..ومبدأ تقييد الديمقراطية ...؟‍
- العلمانية ما بين الترك والعرب ...؟
- المسجد الحمر .. والله أكبر ...؟
- العلمانية مرحلة ثقافية متطورة لترسيخ إنسانية الإنسان ...؟
- ديمقراطية بمعزل عن العلمانية طريق إلى الديكتاتورية ..؟
- شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول- محمد والصحاب ...
- لماذا يتشاجر خطباء الجمعة مع المصلين ...؟
- عقول يافعة في حمى صراع الدين الواحد وكراهية الأديان الأخرى . ...
- (3) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- فوضى الزيادة السكانية العشوائية من أخطر ما يواجهه هذا الكوكب ...
- (2) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد وا ...
- الأحمر مسجد أم مدرسة أم ما هو أخطر ...؟!
- (1) .. شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد ...
- ماذا بعد أن حرّرت حماس ألن جونستون ...؟
- الصديق محمد الرديني ... أنصحك البقاء في الجنّة ...؟
- ومن الفتاوى مايسيء إلى الإسلام والمسلمين ..؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - (8-10) شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة - السفر الأول - محمد والصحابة ..؟