أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء القسم الثاني














المزيد.....

سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء القسم الثاني


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


توطئة 2
لا يوجد شعب في العالم عانى ما عاناه الشعب العراقي . فعلى مدى 27 عاما" شهد الـ 27 مليون عراقي الحرب العراقية الإيرانية لثماني سنوات راح ضحيتها ما يقرب من مليون إنسان بين شهيد ومعوق وأسير ومنكوب. ولأول مرة في تاريخ الحروب الكبيرة تخرج دولة من حرب كارثية لتدخل حربا" كارثية أخرى بغزو الكويت عام 1991 . ثم حصار لثلاثة عشر عاما" أكل فيه العراقيون الخبز الأسود المعجون بفضلات الصراصير فيما كان رموز النظام يأكلون لحم الغزلان المطعم برائحة الهيل . ثم حرب " تحرير العراق " بغزوه واحتلاله عام 2003 ، أعقبتها حرب مركبة لا يستوعب بشاعتها وجنونها رأس فيلسوف .
تلك أمور تعرفون تفاصيلها، القصد منها التساؤل الآتي :
ما الذي يحصل سيكولوجيا" لإنسان يتعرض لمثل هذه الكوارث والمحن ؟. وجوابه الواقعي: إذا لم ينتحر ولا ينهار فأنه سيعيش بائسا" متعوسا".
والمشكلة تهون إن كانت تخص شخصا" واحدا" أو مجموعة أفراد ، لكن الكارثة أنها تخص 27 مليون عاشوها لـ 27 عاما" !.
والسؤال: ماذا سيفعلون ؟.
البحث عن مخلّص
كنت وأنا طالب قرأت دراسة في كتاب علم النفس الاجتماعي للدكتور لويس مليكه بعنوان " رسائل إلى الإمام الشافعي " قام فيها الباحث بتحليل رسائل الناس التي يرمونها بضريح الإمام الشافعي بمصر خرج منها بنتيجة خلاصتها : أن هذه الرسائل تحمل طلبات تخص مؤسسات الدولة .
وفي العراق أجريت في السنة السابعة للحرب العراقية الإيرانية " عام87 " دراسة تم فيها تحليل رسائل أخذت من ضريحي إمامين ، شيعي وسني ، تبين منها أنها كانت تحمل طلبات حددت أهمها بالآتي :
إعادة أسير عراقي من سجون إيران .
دعوات بإيقاف الحرب.
إطلاق سراح سجين في داخل العراق.
الحصول على وظيفة أو فرصة عمل.
طلب إنجاب لزوجات مضى على زواجهن أكثر من سنتين .
شفاء مريض من مرض جسمي أو عقلي.
طلبات شخصية : محبة ، كفخه ...

وواضح أن هذه الطلبات لا شأن للإمامين الكريمين بأمر تنفيذها ، فهي تخص وزارات الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية وحكومات أجنبية ومنظمات دولية !.
فلماذا يلجأ الناس إلى استجداء أو التماس الحل من ألائمة والأولياء برغم علمهم ـ في داخلهم ـ أنها وسيلة غير أكيدة ؟.
والجواب لا يكمن لا في السياسة ولا في الدين ولا في الاقتصاد ..إنما في السيكولوجيا تحديدا ، خلاصته :
إن الإنسان المحبط والمحدود الوعي الذي يتعذر عليه حل مشكلاته،
أو يجد أن الواقع لا يقدم له الحل الذي يعالج مشكلاته ولا يخفف
من حدة ضغوطه ومعاناته فأنه يلجأ إلى وسيلة روحية أو خرافية
تؤملّه بالفرج وتخفف عنه نفسيا" .
ومن هذه الوسائل الروحية زيارة ألائمة والأولياء. ولا أعني بها الزيارات التي يقوم بها الناس في أوقات استقرارهم النفسي، فهذه تكون للتبرّك والتقرّب من الإمام أو الولي وخالصة لشخصه الكريم ، إنما اقصد بها زياراتهم للأئمة والأولياء في أوقات ألازمات ، إذ يكون القصد منها طلب تحقيق حاجة وفك أزمة مأزوم . ولهذا تجد أن عدد الزائرين يقل كثيرا في أوقات الاستقرار كما حصل عام (89 ) السنة الوحيدة في ربع قرن التي التقط فيها العراقيون أنفاسهم ، فيما تضاعفت أعدادهم في أوقات الأزمات كما يحصل حاليا .
وهنا تقوم الزيارة على آليتين نفسيتين هما :
شعور الإنسان العاجز المحبط بقلة الحيلة وانعدام الوسيلة .
إسقاطه على الإمام أو الولي القدرة على فك أزمته بوصفه إنسانا" يتميز عن سائر الناس بكرامة أو جاه أو رجاء إذا رفعه إلى رب العالمين فأنه لا يخيب رجاءه.
وتعمل هاتان الآليتان في أجواء نفسية يتوافر فيها أقوى العوامل المؤثرة في الطقوس الروحية ،أهمها : أن رؤية الفرد الواحد للجماهير المهمومة تخفف من همومه ما دام يرى أن الكارثة عامة وأن مصيبته قد تكون أهون من مصائب آلاف . غير أن أقواها : تراجع العقل عن التفكير بحلول واقعية أمام طوفان الانفعال الجمعي للجماهير " المليونية " ، والتنفيس عن هموم محنة عامة والشكوى من سوء الحال بأدعية تشيع في نفوس الجموع نوعا من الاطمئنان والرجاء والأمل و "إقناع " ألذات بأن ثمة فرج آت ..بعد وقت إضافي من الصبر!.

استنتاج ختامي
إذا لم يغير الناس ما بأنفسهم ويظل تأثير المثقفين فيهم محــدودا
وتبقى أحوالهم على ما هي عليه فأن المشهد سيكرر نفسه في زيـارات
" مليونية " قادمة حاملا نفس الطلبات في البحـث عن الخـلاص ، وعلى
العلمـانيين أن يقرءوا على أنفسهم السلام في الانتخابـات المقبلـة ...
والتي بعدها أيضا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء...القسم ...
- الفصام ( الشيزوفرينيا ) ( 3 4 )
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 2 4 )
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 1 4 )
- سيكولوجيا فوز الفريق العراقي
- المجتمع العراقي.. والكارثة الخفية
- تصنيف الأكتئاب وعلاجه
- أنا أنافق ..إذن أنا موجود!
- التوحّد- القسم الثاني -د
- التوحّد- القسم الاول
- لماذا يحصل هذا للعراق والعراقيين ؟!
- أستاذ ( مجنون ) يحصل على جائزة نوبل !
- العراقيون ..وسيكولوجية الاحتماء
- الرهاب ( الخوف المرضي )
- الاضطرابات النفسية الجسمية ( السيكوسوماتك )
- لسيكولوجية الفتنه...قوانين !
- العربي..والهوس بالسلطة
- العرب .. أكثر المجتمعات تعرضا- للاصابه بالشيزوفرينيا
- الحول الإدراكي...في العقل العربي
- أحقا... أننا خير أمّة ؟


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء القسم الثاني