أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - عيش وشوف – كوريا الشمالية تتعرى وايران تبدأ بفتح الازرار















المزيد.....

عيش وشوف – كوريا الشمالية تتعرى وايران تبدأ بفتح الازرار


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان صيف السياسة وصيف الفصول هما وجهان لعملة واحدة , يتشابهان في السمات والخصائص فكما ان الانسان العادي , الذي يعيش في بلد ذو مناخ قاري او حتى في بلد اخر يتعرض لموجة حر طارئة , يشعر بالرغبة في التخلص من كل الملابس التي بوسعه التخلص منها, بل احيانا ينتابه الشعور بالرغبة بالابقاء على ورقة توت هزيلة تكاد تستر ولاتستر , هكذا ايضا يظهر للعيان ان صيفا سياسيا حارا جدا يعصف تياره بما تبقى من (دول محور الشر ) فاثار في نظام كوريا الشمالية رغبة فجائية بالتعري والبدء بتجميع ملابسها تمهيدا لتسليمها الى المخزن الامريكي ,فيما بدات ايران كما يبدو خطوات خجولة لفتح الازرار طمعا في نسمة هواء غربية او امريكية او رغبة في الاثارة , وبهذا تخطو هاتان الدولتان على النهج نفسه الذي بدأه النظام الليبي قبل فترة فقرر التخلي عن جميع برامجه النووية واثباتا لحسن النية ارسل هذا النظام بجميع ملابسه ( النووية الخارجية منها والداخلية ) ليتم حفظها للذكرى في بعض المتاحف الاوربية والامريكية !.

تُرى , كيف لاتنفتح شهية المحلل والمتابع , بل حتى المهتم البسيط بالاحداث , لاستقراء وتحليل دوافع القرار الكوري الشمالي بالموافقة على تفكيك برنامج هذا البلد النووي المثير للجدل , وفق صفقة اضعف مايقال عنها انها صفقة بخسة ,حيث تشمل الخطوة الاولى في الاتفاق المعلن عنه قيام كوريا الشمالية وباشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية باغلاق مفاعل ( يونغبيون ) الذي يشاع انه كان مخصصا لانتاج البلوتونيوم مقابل تحرير الولايات المتحدة لبضع عشرات من ملايين الدولارات كانت مجمدة في البنوك , يضاف اليها خمسين الف طن من الوقود ! كما ان التساؤل يبقى كبيرا حول مغزى الخطوة الايرانية الاخيرة بالسماح للمرة الاولى لوفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول موقع ( اراك ) , الذي من المقرر ان يشمل على مفاعل يعمل بالماء الثقيل ويُخشى ان تستثمره طهران في انتاج البلوتونيوم , وموقع ( ناتانز ) المخصص لعمليات تخصيب اليورانيوم !.

انها علامات تعجب و استفهام مشروعة يضعها المتابع مُجبرا امام القرار الكوري الشمالي في هذا الوقت بالذات ,عندما يستذكر ان البرلمان الكوري الشمالي كان قد قرر قبل اربعة اعوام اي في 2003 وبالاجماع المضي قدما وبخطى متسارعة في بناء مااسماها بالقدرة الدفاعية النووية حيث من الاسم يمكن الاستنتاج ببساطة في ان المقصود بها ليس استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية كانتاج الطاقة او في الطب او الزراعة او غيرها من المجالات , بل تصريحا رسميا بالرغبة في انتاج الاسلحة النووية اكده قرار النظام الكوري الشمالي بمنع مفتشي الوكالة الدولية من زيارة المواقع النووية ومراقبة نشاطاتها , كما تُوٍج ذلك بدليل خطير ثان عندما اقدمت كوريا الشمالية قبل عدة اشهر بالاعلان عن تجربتها النووية الاولى . لذلك يبقى السؤال كبيرا حول النشاطات النووية التي قام بها هذا النظام خلال هذه السنوات والاخفاقات والنجاحات التي رافقت تلك النشاطات , من حق المتابع ان يتساءل عن مصير الثمانية الاف قضيب من قضبان الوقود يُعتقد ان النظام الكوري الشمالي يمتلكها وتحتوي في حالة النجاح من اعادة معالجتها على كمية تتراوح بين 25 الى 30 كيلوغرام من البلوتونيوم تكفي لصنع 3 الى 5 قنابل نووية مشابهة للقنبلة التي ألقيت على مدينة ناكازاكي اليابانية ! ان المتابع يجد نفسه ايضا مشغولا بتحليل نتائج التجربة النووية الكورية الاخيرة محاولا ان يصل الى حكم دقيق في نسبة نجاح التجربة وبالتالي قدرتها في تكوين الارضية المطلوبة التي تتيح للبرنامج النووي الكوري الشمالي من التحكم بشكل دقيق بالية الانشطار النووي في تحقيق شروطه والسيطرة على ظروفه , ام انها كانت تجربة غير موفقة ولاتمثل في نتتائجها إلا بالونا هوائيا اعلاميا بهت بريقه حالا ورغب القائمون عليه بدفنه سريعا رغم تكلفته الباهضة , حاله حال صاروخ ( العابد ) العراقي الذي أُطلق في نهاية الثمانينات وقيل ان الدولة انفقت عليه مليار دولار ولم يكن في نتائجه سوى لعبة من الالعاب النارية ! ان النظام الشمولي يعوٍل كثيرا على تكرار التجربة الستالينية في الحصول على المنجزات العلمية دون ان يعي الفرق في الزمان والمكان فيخدع نفسه في بناء قمم عليا لاهرام اهدافه العلمية الكبيرة خاصة التسليحية منها دون ان تكون لتلك القمم اية قواعد مادية .

ويبقى التساؤل مشروعا حول ايهما كان افضل للنظام الكوري الشمالي , ان يعلن صراحة عن امتلاكه السلاح النووي ,إن كان حقا يملك ذلك , طارحا نفسه حقيقة على الارض يجب التعامل معها على هذا الاساس , ام ان يلجأ هذا النظام الى ما لجأ اليه طمعا في تبييض سمعته وفك عزلته , خاصة وان هذا النظام يعرف جيدا ان دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من حصوله على شهادة حسن سلوك من الولايات المتحدة ليس لان الولايات المتحدة عادلة في منح شهادات حسن السلوك ولكن قوانين السياسة وحظ هذا النظام لايسمحان بمنحه هذه الشهادة في المستقبل المنظور.

ان التخلص من الاسلحة النووية ظاهرة صحية يرحب بها كل الذين ينشدون السلم والامن في العالم , لكن ماتجدر الاشارة اليه هو ان تصرف النظام الكوري الشمالي يُظهر مدى الاستهتار الذي تمارسه الانظمة الشمولية بمقدرات ومصائر وثروات الشعوب التي تتسلط عليها , فمزاج القائد او الحاكم هو الذي يقرر بين ليلة وضحاها تعبئة الشعب للدخول في معاركه او الانسحاب منها , ناهيكم عن الكلفة المادية فاذا تذكرنا مثلا ان كلفة بناء محطة نووية لانتاج الكهرباء تصل الى ثلاثة مليار دولار يمكن لنا ان نتصور حجم التضحيات المادية التي قدمها شعب كوريا الشمالية , الواقع اساسا تحت خط الفقر والجوع , في مغامرات النظام النووية التسليحية ليقرر الان التخلي عنها مقابل حفنة من ملايين الدولارات واطنان من الوقود! . ربما تكون ايران قد وصلت الى النتيجة ذاتها فقررت السماح لمفتشي الوكالة بزيارة مواقع نووية مهمة بعد ان كانت في السابق تلك الزيارات تختصر على ( استعلامات ) البرنامج النووي الايراني التي يمثلها مفاعل بوشهر وبعض المواقع الهامشية الاخرى . ان الكثير يرى في ان حماقة الادارة الامريكية في العراق هي السبب الرئيسي في تمديد الزمن اللازم لوصول ايران الى هذه النتيجة.
هنيئا للدكتور محمد البرادعي , يبدو ان القادم من الايام يحمل انتعاشا في فرص وسوق العمل والايفادات والتخصيصات والاضواء , وعلى نياتكم تُرزقون!.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة العراقية – فاعل مغامر او مفعول به مُنهك
- هوَار وشذى وجه العراق الاصيل
- استراليا وحجر رأس الزاوية
- حكومة المالكي – رسوب في الدور الاول ورهان على الدور الثاني
- قناة عشتار – حواراتها السياسية وجوليانا في قرانا
- الحركة الاشورية وانفلونزا الطيور
- سركيس , يونادم , إبلحد – هل تلتقي اضلاع المثلث ؟ !
- الاكراد وسهل نينوى – مخاطر الزواج المبكر
- رحلة حكومة السيد المالكي على ( التايْتنك ) العراقي
- شعب تقرر وضع بقاياه في المتاحف وسط صمت رهيب
- دفع العربة ضرورة ملحة
- دعوة الى السيد سركيس اغاجان لحماية الرأي الحر
- شكرا لمفوضية الانتخابات , مبروك عقد قران ابلحد ويونادم
- السيد سركيس اغاجان ومزرعة تسمين القطط
- العراق – رحمتك يا رب , طالبان على الابواب
- إفْعلْها كاكة مسعود ولْتكن درسا بليغا
- مؤتمرعنكاوة – الحقل والبيدر
- الاكراد وسهل نينوى – جرس الحقيقة
- ليتَ يايوم الاحتلال كُنتَ يوما بلا غدِ
- القنبلة الايرانية – الجوكر البائس


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - عيش وشوف – كوريا الشمالية تتعرى وايران تبدأ بفتح الازرار